04‏/04‏/2025

حين يحن الغياب

لعلّنا نلتقي...ذات مساءٍ خريفيٍّ خافت، في شارعٍ لا يعرف أسماءنا، ولا يحمل من ماضينا شيئًا، سوى ملامح الصدفة.
نلتقي، فتتوقف خطواتنا لحظة، وتسكن فينا ضوضاء العالم، كأنّنا رأينا ظلّ عمرٍ مضى،
يعود ليتنفّس بيننا.
تسبقنا الذكريات، تتسلّل بين نظراتنا، تذكّرنا بتفاصيل صغيرة:
قهوتك المُرّة، ضحكتك المائلة، وحديثُ منتصف الليل الذي كنا نظنّه لا ينتهي.
نتبادل نظرةً فيها اعتذارٌ صامت، وشوقٌ خجول، وألف سؤالٍ لا يحتاج إلى جواب.
نبتسم، ليس لأنّ الألم انتهى، بل لأنّ الذاكرة كانت أحنّ من الفُرقة، ولحظة اللقاء كانت أصدق من الغياب.
ثمّ نمضي…كلٌّ إلى طريقه، لكننا نترك خلفنا أثرًا خفيفًا، يشبه غيمة حنونة مرّت بنا ولم تُمطر.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق