15‏/04‏/2025

"في عينيك اختصار للحياة"

في بعض العلاقات، لا يكون الحب مجرد مشاعر عابرة، بل يكون احتواءً عميقًا، أمومةً خفية، وأبوةً مشتعلة بالمشاعر.
يكون فيها اللقاء شفاءً، والغياب اختبارًا، وتكون الأسئلة... أعمق من أي إجابة.
قالت له ذات مساء:
هل يمكننا أن نعود من جديد؟
أم أننا وصلنا إلى نهاية الطريق؟
تأخر في الرد طويلًا، ثم قال وهو يُخرج دخان سيجارته:
لا أعلم...ربما لأنكِ الوحيدة التي استطاعت أن تكتشفي الطفل الساكن داخلي، واحتويتِ جنونه برفق، واحتضنتِه كما لم يفعل أحد.
لم أعد أستطيع الهروب من ذلك الحلم الذي نسجتيه لي ببساطة.
أجابته بابتسامة دافئة:
هل تعلم أن الأمومة ليست فقط عند رؤية الأطفال؟
إنها تلك اللحظة التي تكتشف فيها المرأة الطفل المختبئ داخل من تُحب.
ذلك الطفل الذي لا يظهر إلا عندما يشعر بالأمان...
وأنا؟
أنا بين أمومتي لك، وأبوتك التي تسكنني.
في عينيك اختصار الحياة كلها.
ثم تساءلت:
كيف يمكن لرجل مثلك أن يعيش في المدن وحيدًا؟
كيف تسافر بعيدًا دون أن تعود؟
أليس الخوف هو ما يدفعك للهروب؟
نحن نهرب أحيانًا من الأسئلة، لأننا نعرف أن الإجابة ستضعنا أمام اختيار حاسم:
كل شيء... أو لا شيء.
نظر إليها بعيون شاردة وقال:
الاختيار ليس حرية كما نظن، بل هو سجن بلا قضبان.
وحدك من تتحملين نتيجته، سواء اخترتِ أو لم تختاري.
وخطأ واحد فقط...قادر على تغيير مسار الحياة بأكملها.
ابتسمت وقالت بهدوء يشبه السلام:
هل أعفيك من الحيرة، وأخبرك أنني أفهمك؟
أعلم أن أحدًا لم يُحبني كما فعلت أنت.
ولا زلت أرى حبك في عينيك، في صوتك، وفي لحظات الصمت بيننا.
وأعلم...أن الأنثى لا تجهل أبدًا قلب رجل ينبض بها، حتى إن لم يُظهر ذلك.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق