لم أبحث يومًا عن نهاية لتلك الحكاية التي كنتَ فيها البطل، وكان القدر ثالثنا.
كنتُ أكتفي بك وحدك، لم أطلب شيئًا، فصوتك، حضورك، ضحكتك، وحتى صمتك… كان يُكفيني، وما زال.
كنتُ أعلم أنك لست رجلًا سهلًا، فداخلك دهاليز لم يصلها أحد، ومع ذلك، منحتني مفتاح روحك دون أن تنطق.
تركتني أتجول في ماضيك، وتيقنت أنك كنت تعلم أنني الوحيدة القادرة على احتوائه.
أحببتك بكل ندوبك، بوجعك، بضعفك، بكل فوضاك، كما أحببت لحظات قوتك وسكونك.
لم أطلب منك يومًا أن تكون مثاليًا، كنتُ أراك كما أنت، وكان ذلك كافيًا لي.
وعندما قررت الرحيل، لم أعاتبك، لأنني واثقة أن ما بيننا لم يمت، ولن يموت.
قد يهدأ، يصمت، يغيب… لكنه لا ينتهي.
وإن قررت يومًا أن تعود، سأستقبلك كما كنتُ دومًا: بابتسامة، وقلب مفتوح، لا يسألك: "لماذا غبت؟" بل يقول لك: "أهلًا بعودتك."
فأنت لم تكن غريبًا في حياتي، بل كنت اليقين وسط كل ارتباك، والثبات وسط كل تغيّر.
ستظل ساكنًا داخلي، كما كنت دومًا… وكما ستظل.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق