13‏/04‏/2025

"نهاية تشتهي أن تكون بداية"

بعد سنوات طويلة من الغياب، أدركت حين التقينا من جديد، أن حبك لم يغادرني يومًا. كان رفيقي في وحدتي، ومأواي حين ضاق بي العالم، ظلّك كان يرافقني بصمت، وأثرك لا يغيب.
هل يتغيّر الحب حين نكبر؟
هل يصبح أكثر نضجًا... أم أكثر ترددًا؟
ربما نصبح أكثر وضوحًا مع ذواتنا، أكثر تصديقًا لحدسنا، وأكثر شجاعة للاعتراف بمشاعرنا دون مواربة.
الحب لا يظل كما هو، لكنه لا يموت.
يتحوّل من جنون إلى يقين، من لهفة إلى طمأنينة، من كلمات صاخبة إلى صمت يبوح بكل شيء.
صرنا نكمل جُمل بعضنا بنظرة، ونعبر عن الشوق بلمسة.
لم نعد نحتاج للكثير من الكلام... فعناق صغير صار كافيًا ليعيد كل شيء إلى موضعه.
كنتَ معجزتي حين كنتَ الحب الأول...وأصبحت يقيني حين عدتَ من جديد.
هل نمتلك الشجاعة الآن لنُسلِم أمرنا لما فرضته علينا الأقدار؟
لقاؤنا الأول كان قدريًا، ورحيلنا اختياريًا...
فهل لقاؤنا الثاني، الذي جاء بلا موعد، سينتهي أيضًا بالاختيار؟
أم أننا هذه المرة سنصنع للبداية نهاية مختلفة؟
غريبة تلك المشاعر التي تتسلل إلينا رغم مرور السنين، كأن الزمان لم يمضِ، وكأن الأرواح لا تُصاب بالنسيان.
هناك حب يُخزن في الأعماق، يعتّقه الزمن كما تعتق الزجاجات النادرة، وحين تفتحها، تفوح بعبير الذكرى كما لو أنها وُلدت للتو.
لقد رحلتُ عنك يومًا، لكنني كنتُ أعلم أنني أرحل عن كل ما أحب.
سِرتُ في طرقات العمر وحيدة، أنتظر صدفة تعيدك إليّ، أو قدَر يجمعنا دون موعد.
فهل ستسير معي هذه المرة؟
أم أننا سنظلّ عالقين في منتصف الطريق بين ما نشعر به... وما نخشاه؟
لا أريد منك إجابة، لا أبحث عن وعود، كل ما أريده الآن...هو أن أُخفي قلبي في صدرك، أن تضمّني بين ذراعيك، وأن يصمت كل شيء من حولنا.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق