19‏/04‏/2025

"عزيزي الغريب... وحدك تعلم"

كلٌّ منّا قدَّر الآخر، يا عزيزي الغريب.
أثق بك...
لكن خوفي من الأيام صار أكبر من ثقتي بك.
أتُراني أترنح بين الخوف والثقة؟
أُطيل الانتظار، أبحث عن طمأنينةٍ منك، فقد امتلأ قلبي بما يكفي من الأوجاع.
هل تعرف كيف تنتمي روحٌ إلى روح؟
كيف تمتد الجذور لتتشبّث بالحياة؟
هكذا كنتَ حين التقيتك.
اطمأنّت روحي إليك، فامتدّت جذوري في الأرض من جديد.
لم نكن يومًا غريبَين، كيف لغريبٍ أن يسكن بين أضلاع غريب؟
كيف له أن يطمئن بين ذراعيه؟
أدرك أن الوحدة قد أرهقتك، وأنك قاومت طويلاً،
لكن التيار جرفك في هدوء... فاستسلمت.
فماذا خسرت؟
أفقدت جزءًا من روحك؟ من ذاتك؟ من ثقتك في الناس؟
كل ما فقدته لم يكن سوى وهمٍ، لكنك بقيت... رغم كل شيء.
الحياة لم تكن يومًا بسيطة، تلتف خيوطها حول عنقك، تقاوم، ثم تصمت، تجلس على طرف مقعدٍ رخاميّ في محطةٍ مجهولة، لا أحد يعرفك، ولا أحد ينتظرك، وقد لا تنتظر أحدًا.
تطفئ النور، تسكب قهوتك في صمت، تدخن سيجارتك، وتغرق في تأملٍ لا ينتهي.
كم مضى على هذا الصمت؟
ساعات؟ أيام؟ شهور؟
لا تهتم، فكل شيء أصبح يشبه الآخر، المشاعر، الوجوه، الأصوات.
أعلم جيدًا أنك خذلتك الوجوه والقلوب، وخذلتك الأيام.
لكنني أعدك: أنا لن أخذلك.
أعلم أنك الآن لا تريد شيئًا، تتمنى لو نستطيع نسيان الماضي والذكريات، لو كان بوسعنا أن نبدأ من جديد...بأرواح شفّافة، بلا حكايات مسبقة.
أعرف وحدتك، وأفهم ضعفك، وأؤمن أنك ستعود يومًا ما، أقوى، أصفى، وأقرب.
وإلى أن تعود، رجاءً... اهتمّ بنفسك، من أجلي.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق