12‏/04‏/2025

"كل الطرق تؤدي إلى عينيك"

لعينيك لون لا يُشبه شيئًا مما رأيت.
لونٌ يحمل رجولتك التي لا تُشبه أحدًا، كما لم يُشبه أحدٌ مرورك في طُرقي.
سرتُ طويلًا في دروب الوحدة، أبحث عني، أفتش عن ظلّي في زوايا العالم، وأرسمك دون أن أراك.
أرسم عينيك في خيالي ببريقٍ خفي، يشبه ابتسامة دافئة تظهر على وجه من ينظر إليهما.
ذاك البريق لا يُشبه البهجة العابرة، بل يأخذ من يراه في رحلة، يهاجر خلالها من ذاته، ويتوغل في وديانك التي لا يعرف لها عمقًا.
كنت أحاول أن أراك كما أشعر بك، لا كما تراك عيناي، فبين الإحساس والرؤية فرقٌ شاسع.
عينايا تراك رجلًا، لكن قلبي يراك وطنًا.
قلمي، كعادته، يعاندني... يرفض أن يكتبك كما تراك عيني، ويأبى إلا أن يرسمك كما شعرت بك ذات يوم، حين ارتميت في حضنك، واسترحت.
يومها، صغر العالم كله، واتسع صدرك لي فصار بحجم الكون، رغم ضيق المكان الذي جمعنا.
لم أكن أحتاج أكثر منك.
كنت كافيًا.
الآن، كلما حاولت الوصول إليك، أضل طريقي، لا أحمل إلا عينيك، وهما تجذباني إلى عمقٍ لم أكن مستعدة له...
لكني غُرِمت به.
فلم أعد أرغب بالعودة.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق