عن ماذا يمكنني أن أحكي لك، يا عزيزي؟
هل أحدثك عن ذاكرة الأماكن التي جمعتنا؟
سأدع الجدران تتكلم عنك، عن الحكايات التي اعتدتَ أن ترويها،
ستحكي لك عن عدد المرات التي عدتُ فيها إلى نفس المكان،
أجلس مع طيفك، أفتش عنك في التفاصيل،
وأعلم في داخلي أنك لن تعود.
سأحدثك عن أعوامٍ مضت، لا يمكن أن تعود.
عن مشاعر تضاربت داخلي حين التقيتك.
هل تدري ماذا شعرت حين تركت كفي بين يديك؟
كانت مجرد ثوانٍ، لكنها أعادتني سنينًا للوراء...
أصبحت لا أميّز إن كنا افترقنا بالأمس أو منذ دهر.
أتعلم؟
حتى الأشياء الصغيرة التي لم نفعلها معًا، كانت تشتاق إليك.
ربما كان خوفي من موت الحب هو ما جعلني أهرب...
أبتعد في اللحظة التي التقينا فيها مجددًا.
كنت أضعف من المغامرة، من مواجهة المجهول.
توقعت فشل التجربة... توقعت أن أخسرك.
فخسرتك بنفسي كي لا أفقدك!
وعندما جمعنا اللقاء مرةً أخرى، بعد سنوات، استسلمت.
فأي صدفة هذه التي تتكرر بهذا الشكل العجيب؟
كل شيء حولي كان يخبرني أننا يجب أن نكون معًا.
وكنتُ فقط بحاجة أن تهمس لي:
"اطمئني، لن أرحل من جديد..."
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق