21‏/04‏/2025

"حين كنت أنت البداية "

كيف كانت البداية؟ ومتى؟
لقد كانت بداية قدَرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى...
بداية بريئة، ساذجة، بلا مقدمات ولا نوايا. لم نخطط لها، ولم نستعد لما تلاها.
تسلّل كلٌّ منا إلى يوم الآخر بلا سبب، بلا استئذان، بلا وعيٍ بما سنُصبح.
لم أتوقع شيئًا، ولم أضع نهاية متوقعة، ولم أقاوم.
استسلامي لصوته لم يكن ضعفًا، بل كان منتهى القوة...
كان بداية حروفي، رسائلي، كلماتي التي لم يسبق لها أن كُتبت.
كانت عيناه كفيلة بتحويل ارتباكي إلى لغةٍ لا نفهمها إلا نحن.
لقد كان حالةً استثنائية، غامضة، تدعوني لاكتشافه بكل فضولي ولهفتي.
وهبت نفسي له بكامل اختياري، علّي أظفر بجزءٍ منه...
تجولت قدماي في شوارعه، أبحث عن ركنٍ يستقر فيه قلبي.
أصبحت أستمع لأغنياته، أردد كلماته، أحلم بأحلامه، وأتبنى أمنياته.
في سكونه كان وديعًا، وفي غضبه عاصفة.
هو شكي ويقيني، هو رغبتي ورفضي...
تحوّل اسمه إلى وشمٍ في قلبي، ومع مرور الأيام، أصبح يقينًا داخليًا:
حتى إن فرّقتنا الحياة، لن يخلو قلبي منه، ولن يخلو هو مني.
كان أول كل شيء.
أول حب يطرق بابي ويشعل روحي.
أول لمسة منحتني أسرار الكون دفعة واحدة.
كنت أجهل من أكون، حتى عرفته...
فأدركت ذاتي، واكتشفتني.
أخفيت نفسي عن الجميع، ووهبت قلبي له وحده.
فهو الوحيد الذي احتضنت روحي كفَّيه.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق