10‏/04‏/2025

"حين تصبح التفاصيل وطنًا"



كانت تستهويها نظراته الشاردة، التي تبتعد بأقصى ما يكون عن البشر.
تحتلها تفاصيله، ابتسامته، التي يلقيها بإهمال على جانب فمه، حين يحاول أن يكون متواجدًا في المكان وهو راحل بعيدًا حيث لا يدري أحد متى يعود.
حاولت أن تتحرر من التفاصيل وتتركها جانبًا حتى لا تظل أسيرة لها.
كانت تستند على أول جدار، وتغمض عينيها، وتدعو الله أن يحررها من لعنة التفاصيل، فهي أصبحت تحتلها.
تغتالها، تتركها مرهقة.
نعم، أرهقتها تفاصيله، فهو رجل يمتلك الكثير من التفاصيل.
وهي دائمًا ما تقع أسيرة للتفاصيل.
تفاصيل لقائهما الأول، وذلك الاشتباك الذي حدث بينهما حتى اعتقد كل من كان معهما أنه من الصعب أن يلتقيا مرة أخرى.
تفاصيل... تفاصيل.
اهتمامه، مثلها، بالتفاصيل، وذاكرته التي تعشق احتضانها.
أدركت كم أنت رائع، مع أول كلمات جمعتنا، كانت كأمواج بحر أغرقتني وما استطعت منها الهروب.
أخذتني من يدي لعالم آخر ممتلئ بالنشوة والسعادة والأحلام، فأنت وحدك صانع الدهشة في أيامي.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق