10‏/08‏/2025

أنت القدر

وإن لم تكن قدري المكتوب،
فقد كنت ذات يوم نبوءة حلمٍ سكنني حتى صدّقته،
عشقتك بكل ما فيك،
بأدقّ تفاصيلك،
تفاصيلك الصغيرة التي لا ينساها القلب…
رائحة سجائرك الممزوجة بدفء قهوتك،
وصوتك وهو يحكي وسط دخانٍ يتراقص،
ونظرتك التي كانت تسكنني قبل أن تكمل كلماتك.

رحلتُ معك محمّلةً بالأمل،
تجاوزت حدود الممكن والمستحيل،
نمشي معًا على طرقٍ لم تطأها أقدام،
ونرسم خرائط لأماكن لا وجود لها إلا في خيالنا.
ربما سقطت أقدامنا في الفراغ،
وربما لم نجد أرضًا تحتوينا،
لكننا لم نستسلم،
بل اخترنا أن نحيا في مملكةٍ من الوهم الجميل،
حيث تصير السماء أقرب،
والأمان متاحًا بلمسة يد،
وحيث الحلم لا يشيخ،
ولا يجرؤ الواقع على انتزاعنا من بعضنا.

في عالمنا ذاك،
كنتَ لي كلّ المساحات،
وكنتُ لك كلّ الأوطان،
حتى وإن أدركنا أن هذا العالم لن يراه سوانا،
ولن يعيشه أحدٌ غيرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق