بعد عناقه،
لم يعد قلبي يركض كالسابق،
هدأ...
كأنما وجد أخيرًا موطنه،
وكأن الأعباء التي أثقلته لسنوات، قد سقطت فجأة عن كتفي.
لم أكن بحاجة إلى كلمات،
ولا إلى شرحٍ طويلٍ يُفسّر ألمي، أو خوفي، أو الحزن العالق في نظراتي...
كان يكفيني أنه نظر إليّ،
بتلك النظرة التي تشبه قراءة كتابٍ مألوف،
كأنّه يعرف كل سطوري الخفية دون أن أُفصح عنها.
في تلك اللحظة، أدركت أن الفهم لا يشترط الكلام،
فهو أحيانًا يكون في لمسة،
في صمتٍ مُطمئن،
وفي وجودٍ حقيقي...
يحضر حين يغيب الجميع.
كان سكوته أحنّ من ألف اعتذار،
وكان حضوره الصادق خيرًا من كل وعود الذين مرّوا ثم اختفوا.
بعد عناقه،
لم أعد بحاجة للدفاع عن تعبي،
ولا لتبرير دموعي،
ولا للشرح الطويل عن محاولاتي اليومية للصمود.
لقد فهمني...
كما أنا،
بلا أقنعة،
بلا مجهود،
بلا تلك الجملة المتكررة "أنا بخير"،
التي أرددها بينما في داخلي عاصفة لا تهدأ..
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق