14‏/08‏/2025

الوقوع فى الحب قدر

سألوني يومًا: كيف وقعتِ في حبه؟
ابتسمتُ وكأن السؤال أعادني دفعة واحدة إلى تلك الليلة البعيدة، ثم قلت: "لا أعلم…".

كل ما أذكره أن الأمر بدأ بكلمات قليلة، محادثة عابرة، بلا ترتيب ولا نية مسبقة.
كان الحديث بسيطًا، دافئًا على نحو غريب، خاليًا من أي مجاملة أو مصلحة، وكأننا نتحدث من قلب الحقيقة بلا أقنعة.
كانت ليلة هادئة، يلفها سكون يشبه ما قبل المطر، والسماء حالكة إلا من قمرٍ يطل بخجل، يراقب العالم كما كنا نراقب نحن حروف بعضنا.

لم أكن أعرفك، وكذلك أنت… لكننا في تلك الساعات القليلة عبرنا مسافات العمر.
تحدثنا في كل شيء؛ عن أحلامنا، مخاوفنا، مواقف مضحكة مرت بنا، وحتى لحظات الحزن التي لا نُطلع عليها أحدًا.
لم نكن نُدرك كم مرّ الوقت، وكأن عقارب الساعة توقفت احترامًا لتلك الليلة.

يوماً بعد يوم، صارت كلماتك عادة، وصوتك ملاذًا، وأصبحتُ أبحث عنك في تفاصيل يومي كما يبحث العطشان عن الماء.
أخبرتك عن هواجسي، عن الجانب الذي لا أريه لأحد، عني كما أنا بلا تعديل.
ولا أعلم كيف ولا متى… لكنك وجدت طريقك إلى قلبي، واستوطنتَه بهدوء.

أحببتك قبل أن أُقرّ أمام نفسي أني أحبك، حتى صار فراقك فكرة ثقيلة لا تحتمل.
لا أدري كيف علقتَ بي، ولا كيف صار اسمك جزءًا من دعائي الصامت.
لكنني أعلم يقينًا أنك كنت خياري دائمًا…
وحين خيّروني بينك وبين الجميع، اخترتك أنت بلا تردد، بلا تفكير، بعينين مغمضتين وكأنني أعود إلى بيتي.

وستبقى اختياري، مهما طال الفراق، ومهما أرهقتنا المسافات،
لأنك لم تكن يومًا صدفة… كنت قدرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق