09‏/08‏/2025

"وأخيرًا… جئتَ"



بعد كل هذا الغياب... جئت.
وكأنك تعود من سفرٍ طويل عبر العمر،
تحمل معك صمت الأيام، وحنين الليالي،
وتلك النظرة التي لم تتغيّر،
رغم كل ما تغيّر فينا.

جلستَ أمامي،
لا كلمات تكفي،
ولا العيون تقوى على الكتمان.
كأن اللقاء نَفَسٌ بعد اختناق،
وراحة بعد تعبٍ أنهكنا من الداخل.

كأنك لم ترحل يومًا،
كأن المسافات التي فرّقتنا كانت مجرّد حلم ثقيل،
وصحونا منه لنجدنا كما كنّا:
أنا... وأنت... ولا شيء بيننا إلا القلب.

كم مرّ من الوقت؟
كم خذلتنا الظروف؟
كم مرة وعدنا أنفسنا بالنسيان ولم نقدر؟
ها نحن نعود...
نعود لا أقوى، ولا أنضج،
بل أصدق،
نعود منهكين... نعم،
لكن بقلوب ما زالت تعرف طريقها.

كنتَ حضوري الغائب،
وها أنت الآن... حضوري الحاضر،
الذي جاء في اللحظة التي كدتُ أفقد فيها اليقين.
لكنك جئت...
وهذا وحده كافٍ كي أطمئن أن الحب لا يُضيعنا،
حتى وإن أضعتنا الحياة.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق