قال الزمن:
رأيتُ كل ما بينكما، قبل اللقاء وبعده.
كنتُ أنا الطريق الذي مشت عليه خطوات الاشتياق،
والصمت الذي ملأ أيام الغياب،
والنبض الخافت في صدر كل منكما، حين ادّعيتما النسيان.
تابعتكم بصبرٍ لا يملّ،
رأيتُ نظرات تتوارى خلف الزحام،
وكلمات تُخفى في طيّات الصمت،
ولحظات تتمنّى اللقاء، لكنها تُؤجَّل كي لا تنكسر.
كنتما تحاولان الهرب من بعضكما،
لكنّني كنت أعيدكما دائمًا إلى نقطة البدء،
إلى حيث تعانقت أرواحكم أول مرة،
وحيث لا مهرب من النبض الذي ينادي.
وحين قررتُ أن أمنحكم لحظة اللقاء،
لم أفعل ذلك عبثًا.
أردتُ أن تلتقيا بعد أن نضج الشوق في قلبكما،
وبعد أن صار كل منكما يعرف الآخر من دون أن يتكلم،
ويراه من دون أن يقترب.
أردتُ أن يجيء اللقاء خفيفًا،
لكن عميقًا كجذور شجرة عتيقة،
أردتُ له أن يكون صامتًا،
لكن مُحمّلًا بكل ما لم يُقل في الغياب.
لقد حفظتُ لكما الوقت،
أخفيتُه في قلبي،
حتى يحين أوانه،
فأنا الزمن…
لا أُخطئ موعد الحب الحقيقي،
ولا أُفرّط في الأرواح التي خُلقت لتعود لبعضها، مهما طال البعد.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق