غِبتَ… لكن قلبي لم يغب معك.
ما زلتُ أراك في تفاصيل الأشياء،
في صمت المساء،
وفي ارتجافة الوحدة.
كنتَ بعيدًا،
لكنّك تسكنني كأنك لم ترحل قط.
ظننتُ أن الغياب سيطفئك،
أن مرور الأيام كفيل بأن يسرقك من ذاكرتي،
لكنّك كنتَ تكبر بداخلي مع كل لحظة تمر.
كل ركنٍ في قلبي ما زال يحمل ملامحك،
كل ذكرى،
كل ظل،
كل نفس أتنفّسه… فيه شيء منك.
حاولتُ أن أغلق أبوابي،
أن أمنعك من العودة،
لكنّك دائمًا تعرف الطريق.
كنتَ تأتيني دون إذن،
تحمل طيفك،
ورائحتك القديمة،
وتحتلّ روحي برفق.
أدركتُ أنك الحضور الذي لا يغيب،
والحبّ الذي لا يُهزَم،
لا بالصمت،
ولا بالبعد،
ولا حتّى بانطفاء الأمل.
أحببتك بصدقٍ خالص،
إلى الحدّ الذي يؤمن فيه القلب
أن الأرواح لا تفترق…
حتى لو تاهت عن بعضها مؤقتًا.
فنحن… لم نفترق،
نحن فقط ابتعدنا قليلًا،
لنعرف كم كنّا نحتاج إلى بعض.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق