"لأ ن القدر لا يخطئ"
كانا يظنّان أن الفراق نهاية...
وأنّ البُعد كافٍ ليطفئ ما أشعلته اللحظة الأولى.
مرّت بينهما مسافات من صمتٍ، وخرائط من الغياب،
واعتقد كلٌّ منهما أنّ الآخر أصبح ماضٍ لا يُعاد.
لكنّ القدر...
كان يكتب في السرّ،
يرسم دوائر لا تنتهي، ويُخفي خيوط العودة بين صفحات العمر،
حتى إذا ما آن الأوان...
دفعهما في اتجاه بعض، من دون أن يدركا كيف ولماذا.
لم يكن اللقاء صدفة،
بل اتفاقًا قديمًا بين أرواحهما،
وكلّ مرّة افترقا فيها،
كان القدر يقول بهدوء: "ستعودان، لأن بينكما وعدًا لا يُنكَر."
القلوب التي تعرف طريقها،
لا تضلّ طويلًا،
والأرواح التي تلامست في لحظة صدق،
لا تنسى.
ففي كل مرّة افترقوا فيها،
كان القدر يعيد ترتيب المشهد،
ينسج لهما طريق العودة،
كأن الكون بأسره يتآمر على أن يُبقيهما معًا،
حتى لو أنكرا، وحتى لو خافا.
القدر لا يُجامل،
لكنه يُعيد ما يستحقّ العودة.
وهما... كانا يستحقّان بعضهما،
حتى بعد ألف غياب.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق