لم نخطط للقاء، ولم نرتب شيئًا.
لكننا التقينا.
كما اعتدنا دائمًا، في اللحظة التي يبدو فيها أن كل شيء انتهى، نعود.
كانت أعيننا تتحدث، وصمتنا يقول ما عجز اللسان عن قوله.
لم نكن بحاجة إلى تفسير،
فالحب الذي بيننا لم يكن بحاجة إلى كلمات،
بل إلى هذا اللقاء الذي يُرمم كل ما تهدَّم في الغياب.
شعرتُ حين رأيتك أنني كنت أتنفس دون حياة،
وأن قلبي لم يعد ينبض كما كان، إلا حين التقت نظراتنا.
كأنك تعيدني إليّ،
وكأن وجودك يمنحني من ذاتك ما يجعلني أُكمل الطريق.
لسنا كأي اثنين التقيا وابتعدا...
نحن كلما ابتعدنا، اقتربنا أكثر.
كلما افترقنا، ازداد الرابط عمقًا وثباتًا.
هناك خيطٌ لا يُرى، يشدّني إليك مهما حاولت أن أهرب،
خيط من الروح… ومن القدر.
أدركت بعد كل غياب، أننا لا نفترق حقًا.
ربما تغيب الأجساد،
لكن الأرواح... تظل معلقة في فضاءٍ واحد، تتقاطع، وتنتظر لحظة الرجوع.
لم تعد علاقتنا مجرد حب،
بل صارت يقينًا،
أنك قدري الذي لا مفرّ منه.
أنك الأمان، حتى حين تغيب،
والسكينة، حتى حين يتكاثر الضجيج داخلي.
وأنا؟
أنا التي كنت أظن أنني سأعتاد غيابك،
عدتُ إليك بنفس اللهفة… وربما أكثر.
نحن لا نعود كما كنّا،
بل نعود أقرب، أصدق، وأقوى.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق