الفراق لا يلتهمنا دفعة واحدة،
هو يأتي على مهل، بهدوء غامض، بمزاج صافٍ، كأنه يراقبنا قبل أن ينقضّ.
يأخذ أصواتنا شيئًا فشيئًا، من الكلام الطويل المتواصل إلى همسات متقطعة، حتى نصبح معتادين على السكوت، على الفراغ الذي يملأ المكان والروح.
يأخذ أجسادنا، من دفء العناق والانصهار إلى برودة المنفى، إلى تجمّد العاطفة حولنا.
يأخذنا إلى العدم، خطوة بخطوة، حتى نتلاشى بلا صخب، ونختفي من ذاكرة العالم كما لو لم نكن يومًا.
كنا بالأمس معًا، واليوم أصبحنا ذكرى، و"افترقنا" ما سيُقال، لكن لا أحد يعرف كيف بدأنا، ولا كم قطعنا من طرق الوحدة قبل أن نعود إليها، بهزيمة صامتة، صامتة جدًا، حتى صار الصمت رفيقنا الوحيد، وشاهدًا على اختفاءنا البطيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق