كل شيء من حولي يزداد صعوبة، تتراكم المهام، وتثقل الأيام كأنها لا تنوي الرحيل.
ربما لهذا السبب خفَتَ صوتي وغابت رسائلي عنك مؤخرًا…
لكن في عمق كل هذا الضجيج، هناك يقين لا يتزحزح… أنك هنا، وإن لم تكن بقربي الآن.
أُمنِّي نفسي بلقاء قادم، في ليلة هادئة،
تملأها رائحة القهوة ودخان سيجارتك،
وصوت كاظم وهو يغني قصائد نزار يتسلل إلينا من بعيد،
نضحك من قلوبنا على الحكايات، ونحكي عن كل ما مررنا به حتى وصلنا إلى بعض.
تلك الليالي التي جمعتنا كانت دواءً لكل شيء موجع.
كان يكفيني صوتك وضحكتك حتى يخف وطء العالم.
كثيرًا ما جعلنا من المتاعب نكتة،
ومن الجروح حكاية تُروى وتُنسى،
كأننا، في حضور بعضنا، نُشفى ببساطة،
كأن كل شيء قبيح في الحياة يصير أهون عندما نمسك بأيدي بعض.
لا أعلم متى سنلتقي مجددًا،
ولا أين ستأخذنا الأيام،
لكنني أعرف أن اللقاء قادم لا محالة،
وسنجلس سويًا من جديد،
نحتسي القهوة وتدخن وتطلق دخانك وتبتسم لأننا معا، ونحتفل بالحب…
الذي نجا بنا، من كل شيء.
ابقَ بخير،
فأنا أقاوم هذا العالم على أمل أن أعود إليك.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق