09‏/08‏/2025

"حين تسرقنا الذكريات"



ليست الذكريات مجرد صور عابرة...
بل هي يد خفية تمتد إلينا حين لا نتوقّع،
تلمس أطراف الروح، وتهمس في القلب بأصوات من غابوا.
كأنها تعرف تمامًا أين نخفي ضعفنا،
فتأتي، وتضغط عليه برفق قاتل.

أجلس وحدي، وفي رأسي ضجيجٌ من تفاصيلك،
ضحكتك التي سكنت أذني، نبرة صوتك حين تهمس،
نظرتك التي مرّت كنسمة، وأبقت خلفها عاصفة.

أحاول أن أعيش الحاضر،
لكن الذكريات تسحبني إلى حيث كنت...
معك، بقربك، في تلك اللحظات التي كنّا نظنها عادية،
لكنها الآن تُغرقني كلما تذكّرتها.

أراك في الأماكن التي مررنا بها،
في الأغاني التي سمعناها،
في رائحة القهوة، في لمعة ضوء عند الغروب،
في كل شيء…
حتى الأشياء الصغيرة أصبحت تنطق باسمك.

غيابك لا يعني أنك لست هنا،
بل يعني أنك أصبحت مقيمًا في ذاكرتي،
تظهر في كل حين،
وتترك فيّ أثرًا… لا يزول.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق