09‏/08‏/2025

"رغم الغياب حاضر"



رغم الغياب، ما زال الحضور حيًّا،
يتسلل إليّ كلما أغلقت عيني،
يتمدد في مساحات القلب،
كأنك لم ترحل،
كأنك ما زلت هنا… تنظر إليّ بصمتك،
تربّت على روحي، دون أن تقترب.

أحادثك دون صوت،
أشعر بك دون لمس،
أستعيدك في كل لحظة،
كأنك تفهم صمتي، وتترجمه إلى حضن دافئ لا يُرى.

أشتاقك، لا لأنك بعيد،
بل لأنك حاضر بما لا يُحتمل.
تسكن تفاصيلي،
كأنك اعتدت الحياة داخلي،
كأن غيابك كان طُرقًا للوصول الأعمق.

بعض الغياب لا يمحو الوجود،
بل يجعله أكثر حضورًا،
أكثر دفئًا،
أكثر ألمًا.

أراك في المرايا،
في أطياف الليل،
في الأماكن التي مررنا بها سهوًا،
وفي تلك التي تمنيت لو مررنا بها سويًا.

أراك حين أحتاج من يحتويني،
فتأتيني… دون أن تأتي.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق