13‏/08‏/2025

معك، لا أحتاج أن أحدد اتجاهاتي،
ولا أن أفتش في جيبي عن خارطة قديمة أو إحداثيات منسية،
فأنت الطريق الذي تسير نحوه خطواتي بلا وعي،
وأنت الوجهة التي تعرفها قدماي قبل أن يتذكرها عقلي،
والمكان الذي تطمئن له روحي حتى قبل أن تبلغه.

أعود إليك كما يعود النهر إلى البحر الذي وُلد منه،
كما يعود المسافر المرهق إلى بيته في آخر الليل،
أعود كما تعود الطيور إلى أوطانها،
ولو غيّرت السماء ملامحها، وتبدّلت الرياح اتجاهها.

أنت موطني الذي لا يشيخ،
والأمان الذي لا يزول،
والألفة التي تتجدد مهما ابتعدنا،
فكلما ظننتني أضعتك،
وجدتني أعود إليك… مغمضة العينين،
وكأنني لم أبرحك يومًا…
لأن بعض الأماكن لا نسكنها نحن،
بل هي التي تسكننا للأبد.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق