أحبك…
بحجم كل الأحلام التي لم تتحقق، بكل الأمنيات التي ضاعت قبل أن تجد طريقها إليك، بكل اللحظات التي رسمتها في خيالي ونحن معًا ولم تأتِ.
أحبك بقدر كل مساء كنت أتمنى أن أراك فيه ولم أرك، وكل صباح تمنيت أن يبدأ بصوتك ولم يحدث.
أحبك كما يحب المسافر مدينة لم تطأها قدماه، لكنه يعرف طرقاتها من الحكايات، ويشعر بالحنين إليها وكأنها بيته الأول.
أحبك كما يشتاق العطشان إلى غيم لا يمطر، وكما يفتقد الليل نجمة تركت سماءه إلى الأبد.
أحبك رغم المسافات التي شُيّدت بيننا، ورغم الحقائق التي جعلتنا نعيش في عالمين متوازيين لا يلتقيان.
أحبك رغم أنك لست لي في هذه الحياة، لكنك لي في قلبي… تسكنه كما لو أنك خُلقت له، ولا يشاركك فيه أحد.
أحبك لأنك الحلم الذي لم أستيقظ منه، حتى حين أيقظتني الحياة منه بالقوة.
أحبك لأنك القصة التي لم تكتمل، لكنها بقيت الأصدق، والأكثر تأثيرًا، والأكثر قدرة على إحياء شيء بداخلي ظننت أنه مات منذ زمن.
أحبك لأنك الصفحة التي لم تُكتب للنهاية، لكنها كانت أجمل ما قرأت من فصول حياتي.
وأحبك أكثر… لأنك رغم كل هذا، ما زلت اسمي السري في دعائي، ووجه قلبي الذي لا يشيخ، وصوت الحنين الذي لا يخفت مهما تلاشت الأصوات من حوله.
أحبك لأنك لم تكن صدفة، ولم تكن مرورًا عابرًا، كنت علامة فارقة لا تشبه أحدًا ولا تتكرر.
قد أكون في حياتك مجرد ذكرى، لكنك في حياتي وجود، حضور، وثبات.
قد يراك الناس عاديًا، لكنني أراك الاستثناء الوحيد الذي صنعته الأقدار لي، ولو أنصفني الزمن، لجعلنا في طريق واحد لا نفترق عنه أبدًا.
أحبك حتى وإن افترقنا، حتى وإن سلكت طريقًا آخر، حتى وإن ضحكت لغيري، وأمسكت يدًا غير يدي.
أحبك حتى وإن أخفيت عنك هذا الحب، وحتى إن دفنته تحت ألف طبقة من الصمت.
أحبك… وأعرف أنني سأظل أحبك ما حييت، لأن حبك صار جزءًا مني، جزءًا لا ينتزع، حتى وإن غبت أنت.
أحبك لأنك الرجل الذي استطاع أن يترك بصمة على قلبي لم يمحُها الوقت، ولا البُعد، ولا أي يد حاولت أن تمحوها.
أحبك لأنك الوحيد الذي شعرت معه أنني أنا، بلا أقنعة، بلا خوف، بلا تردد.
وحتى لو علمت يومًا أن هذا الحب لن يكتمل، سأظل أحتفظ به كأغلى ما أملك، وأحمله معي كما يحمل المسافر تعويذة تمنحه الأمان في غربته.
أحبك… وهذا يكفيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق