في كل مرة أُوهم نفسي بأنني تجاوزتك،
يحدث ما يُعيدك إليّ دون استئذان.
عطرٌ عابر في شارع مزدحم،
أغنية قديمة في ركن مقهى،
تفصيلة صغيرة في وجه غريب،
ضحكة تشبهك، أو حتى كوب القهوة الذي اعتدته.
لستُ أبحث عنك، ولم أعد أتمنى عودتك.
أنا فقط... لم أُتقن النسيان كما ينبغي.
لم أفلح في طيّك كصفحة من الماضي،
ولم تنطفئ ملامحك كما تنطفئ الوجوه التي لم تعنِ لنا الكثير.
ما زلتَ هنا...
في خلفية كل حديث،
في الفراغات بين الجُمل،
في صمتي حين أتخيّل ماذا كنت ستقول،
وفي ضحكتي التي تنطفئ حين أتذكّر أنك لم تعُد جزءًا منها.
لم أعد تلك الفتاة التي أحببتها،
العفوية، الصاخبة، التي تضحك بلا حساب وتبكي بلا خوف.
أصبحت أكثر صمتًا، أكثر اتزانًا،
أخفي وجعي وراء ضحكة مهذبة، وأخبّئ ذاكرتي داخل قلب مُنهك.
يظنون أنني نضجت،
لكنّ الحقيقة أنني تعبت.
لا تقلق،
سأواصل التظاهر بأنني بخير،
سأحيا كما لو أن غيابك لم يُفتّت شيئًا في داخلي.
لكن إن سألتني يومًا:
"هل نسيت؟"
فسأجيبك بصراحة:
"لا أدري... كل ما أعلمه أنني ما زلت أراك في كل شيء."
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق