ليس كل حبيبين افترقا بعد ارتباط أو مرّا بخلاف، يعني أن الحب بينهما قد انتهى، أو أن العلاقة لم تَعُد قابلة للاستمرار.
ففي أحيان كثيرة، يُعلّمنا البعد دروسًا عميقة، ويؤكّد لنا صدق مشاعرنا، ويُبيّن لنا أن لا أحد سواه يصلح لأن يكون معنا.
الابتعاد قد يُعمّق الحب، ويجعلنا نُدرك الأمور بوضوحٍ أكبر.
قد نشعر بتغيّر ما، لكن بيدنا دائمًا أن نُعيد كل شيء كما كان.
فالحياة تُرهقنا، وتكسرنا أحيانًا، لكن الحب قادر على أن يُرمّمنا من جديد.
لا توجد علاقة لا تمرّ بخلافات، وإن كنا ننهي كل علاقة عند أول خلاف، لكان نصف سكان الأرض عُزّابًا، أو مطلقين، أو منكفئين على ذواتهم، خائفين من الحب والارتباط.
فالحب لا يعني ألا نختلف، بل يعني أن نتقبّل اختلافنا.
ولا يعني ألا نتجادل، بل أن نملك القدرة على التفاهم.
الحب لا يقوم على القسوة أو التجاهل، بل على الحنان والتفهّم.
ليس الحب مجرد كلمات غزل أو لحظات عناق، بل هو أن تُصارع نفسك كي لا تؤذي من تحب، أن يُخبرك عقلك بالتجاهل، فيرفض قلبك حتى فكرة زعله للحظة واحدة.
الحب أن تعشق حتى عيوب من تحب.
أن تغفر وتسامح، وأن تظل واثقًا به مهما حدث.
أن تمنحه دعمك،
أن تُنصت إليه، تُشجّعه، تُؤمن به، وتقول له دائمًا:
"أنت قادر، أنا معك، أؤمن بك، وسأبقى إلى جانبك، سندك، وكتفك وقت الشدة."
ليست كل علاقة تمرّ بتوتر تستحق أن تنتهي،
وليست كل علاقة حب تستحق أن تستمر،
فالأمر يعود إلى الطرفين، ثم إلى القدر، والظروف، وواقع الحياة.
لكن، في النهاية...
ما أروع أولئك الذين يُصارعون الواقع والظروف لأجل من يحبون، ويُثبتون أن الإيمان الحقيقي لا يتراجع، وأن الحب لا يُهزَم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق