02‏/08‏/2025

"حين وجدتُ قلبي في عينيه"




كيف أُحدّثكِ عنه؟
كيف أصفُ رجلًا لم يأتِ ليأخذ شيئًا، بل جاء ليحميني من كل شيء؟

أأخبركِ أنه جعلني أحب الليالي الطويلة؟
ليس لأن الليل جميل، بل لأن حضوره كان يُضيء عتمتي.
كان هو الضوء الهادئ الذي لا يُرهق العين، ولا يُحرق القلب.

لم يقترب ليسرقني من نفسي، بل اقترب ليكون لي ملاذًا.
كل ما فيه كان يُجذبني إليه كأنني أعرفه من قبل،
كأنني كنت أفتّش عنه في وجوه كثيرة ولم أجده إلا فيه.

معه عرفت أن الأمان ليس بابًا يُغلق،
بل قلبٌ يُفتح ويهمس لي:
"تعالي… تهاوي كما شئتِ، فأنا لكِ وطن."

معه لم أعد أُجيد التظاهر بالقوة،
كنت أضعف، أبسط، أكثر صدقًا.
كنت أنا… كما أنا.

كيف أشرح لكِ؟
هو لم يُشعل الضوء فقط،
هو أضاءني… ولم يُطفئني.

#مها_العباسي

01‏/08‏/2025

ربما نلتقي

حتى بعد أن يأخذ العمر ما شاء من الوقت،
ويُطفئ فينا حماس البدايات،
وتُصبح الحياة سلسلة من الأيام المتشابهة،
ستبقى أنت... تفصيلة لا تُشبه شيئًا،
قصة لم تكتمل لكنها بقيت الأجمل،
ذكراك تتسلل إلى روحي في لحظات الصمت،
في زحام الأيام، في مساءات الوحدة،
وكأنك لم ترحل أبدًا، وكأن شيئًا منك ما زال يسكنني.

كنت المستحيل الذي تمنيت لو اقترب،
وكنتُ البعيدة التي عبرت حدودها فقط لتراك،
لم أكن أطمح لامتلاكك،
لكنني تمنيت لو تبقى قربي قليلًا…
كظل لا يُغادر، كنبض لا يهدأ.

أتعلم؟
كلما سألوني عن أجمل ما عشته،
أذكرك دون أن أذكر اسمك،
أرويك كقصة خرافية، كوميض برق عبر حياتي…
أدهشني، أوجعني، لكنه جعلني أؤمن أن الحب لا يحتاج نهاية ليكون عظيمًا.

ربما نلتقي…
ربما تقودنا الحياة لبعضها ذات صدفة،
نلتفت، نبتسم، ولا نقول شيئًا،
لكننا نعلم جيدًا… أننا كُنّا يومًا شيئًا يستحق الذكرى.

وحتى إن لم يحدث اللقاء،
ستظل في قلبي علامة فارقة،
ستظل أنت… قصتي الجميلة التي لا تُنسى،
وإن كنت الغائب… فأنت الحاضر دائمًا بين نبضي وخيالي.

#مها_العباسي

"أنت أسطورتها… لا مجرد رجل"



أتدرك معنى أن تحبك امرأة تكتب؟
ستصبح فارسها وملهمها الأوحد، ستنظر إليك بعين مختلفة، ستبحث عن تفاصيلك التي لن يراها سواها، ستفتش عن ملامح روحك قبل أن ترى ملامح وجهك، ستشعل لك ألف قنديل يضيء لك الطريق، ستصبح نجمتك الهادية.
ستكتب لك وعنك، ستصبح جزءًا من حروفها لا يتجزأ، وستجد نفسك بين سطورها ملهمًا وفارسًا لا يرحل عن الكلمات.
يومًا ما ستدرك أنك كنت صاحب الكلمات وفارس السطور، ستدرك أنه حين أحبتك تلك المرأة، أحبتك حبًا مختلفًا ربما لم تستطع أن تفهمه أو تدركه، فهي لم تحبك كرجل عادي، فأنت لم تكن لها مجرد رجل يمضي في دروب الحياة، هي أحبتك كرجل الحلم وفارس الحكايات، أحبتك نورسًا لا يسكن أرضًا وليس له عنوان، فهي تدرك جيدًا أن النوارس لا تسكن الأقفاص، وتموت إن لم تستطع التحليق عاليا، حبها لك صعب أن تتفهمه ولكن حتمًا ستدرك يومًا معناه.
فهي كتبت لك أسطورة وكنت أنت بطلها الوحيد، رسمت لك عالمًا سحريًا وفتحت لك أبواب الأحلام، كانت لك دليلاً، وإن طال الطريق ستصل حتمًا إليها.
ستدرك أنها من أمسكت يدك حين أفلتها الجميع وآمنت بك حين لم تستطع أنت أن تؤمن بنفسك، كان يقينها أنت، وحقيقتها أنت.
تلك التي ستدرك أبواب روحك وتتسلل إليك ببساطة وتشاركك الأحلام والجنون والأمنيات والامسيات،ستحول امسياتك لاحلام، ستحتضن حلمك كطفل ليكبر ويعانق الشمس، وستصل بك ومعك إلى حيث تتمنى وتريد، وستظل فارسها حيث لم يعد هذا زمن الفرسان.
ستعتذر نيابة عنك لكل الفراشات التي أرادت أن تعبر عالمك ولم تمنحها الفرصة، ف
تركت أثرها على حدود عالمك ورحلت.
#مها_العباسي

31‏/07‏/2025

"الغريب الذي صار وطني"

أحبك… رغم أني أعلم يقينًا أنك لست لي.
أحبك مع إدراكي التام أن بيني وبينك مسافات لا تُختصر، وجدران لا تُهدم.

أحبك كما يحب الغريب مدينة لا يستطيع دخولها،
كما يحب العطشان نهرًا لا يصل إليه.

أراك كل يوم في تفاصيل صغيرة لا يراها سواي،
أحملك سرًا كأنك وطني الذي أخاف عليه من العيون.

أشتاقك بصمتٍ يصرخ داخلي،
أفتقدك وأنا أعلم أنك لست لي،
وأنا لا أطالبك بأن تكون لي… فقط كن بخير حيثما كنت.

أكتبك حين يعجز حضني عن احتوائك،
وأعيشك في حلمي حين يبخل عليّ الواقع بيك.

أدرك أني أحبك حبًا لا يُقال،
حبًا يبقى سجين القلب… لا يعترف به الزمن، ولا تعترف به الحياة.

لكن قلبي؟
قلبي لا يتعلم…
يُنادِيك في كل نبضة…
ويحمل اسمك في كل زفرة.

#مها_العباسي

30‏/07‏/2025

"وداع لا يشبه الفراق"

أُريد حديثًا أخيرًا…
ليس لنعود كما كنّا، ولا لأُطالب بما مضى… بل لأفهم.
لأسمع منك أن ما عشناه كان حقيقيًا، أن مشاعرنا لم تكن وهمًا عابرًا، ولم تكن كذبة جميلة خدعتني بها الأيام.

أُريدك أن تخبرني أن الذكريات التي جمعتنا لم تمر خفيفة كما تمر الريح، بل تركت فيك أثرًا كما تركتك في أعماقي نقشًا لا يُمحى.

أُريد فقط أن تُقرّ أن البداية التي جمعَتنا كانت تستحق نهاية أكثر رحمة، أكثر عدلًا… لا هذا الانكسار المعلق ولا هذا الصمت المؤلم.

أُريد حديثًا أخيرًا،
نُودّع فيه بعضنا، لا لنفترق، ولكن… لنُدرك أننا لن نلتقي مرة أخرى.
نغلق الصفحة بيدين مرتعشتين، وقلوب تعرف أنها لن تُشفى لكنها على الأقل… ستفهم.

#مها_العباسي

29‏/07‏/2025

"حبٌّ يشتعل… لا يسكن"


لا أحبه بهدوء، ولا أعشقه ببرود…بل أحبه كما تندلع النار فجأة، كما تهب العاصفة بلا إنذار.هو ليس حبًّا يسكن القلب… بل حبٌّ يثور، يتمرد، يطاردني حتى في صمتي.في داخلي امرأة تشتاق له حتى الارتعاش، وامرأة أخرى تخشاه حتى القسوة.أنا نصف حضن ونصف هروب… نصف حنان ونصف خنجر مشهر.أخاف أن أجرحه وأنا أحاول احتواءه، وأخاف أن أفقد نفسي وأنا أداويه.هو رجل يحارب شيئًا لا أفهمه…كأنه يحمل داخله حزنًا قديمًا يطارده، وكأن في عينيه حربًا لم تهدأ بعد.أحاول أن أقترب… لكني أخشى أن يبتلعني هذا التيه الذي يسكنه.يتقلب كأنه الفصول كلها في يومٍ واحد…وأنا أتمايل بين رياحه، أتماسك مرة، وأتبعثر مرات.كل ما أتمناه… يومٌ بلا معارك.يومٌ لا يربح فيه أحد، ولا يخسر فيه أحد…يومٌ نُسكن فيه أسلحتنا… ونسكن فيه لبعضنا.أريده أن يحتضنني فقط…كأن الدنيا كلها انتهت عند هذا العناق.#مها_العباسي

"على قيد الحب… رغم الغياب"



بعض الغياب لا يُبعدنا كما نظن، بل يمنحنا اقترابًا من نوع آخر؛ اقترابًا يجعلنا نُدرك، في لحظات الصمت والتأمل، أننا لا نملك رفاهية الفراق، وأن قلوبنا ما زالت تتشبث ببعضها رغم المسافات.

ما زالت الحياة تسري في عروقنا، نعم، وما زلنا ننهض كل صباح ونواصل الطريق، لكن الحياة نفسها توقفت عن الجريان في أرواحنا. هناك شيء مفقود… تلك اللمسة التي تُعيد للروح نبضها، تلك النظرة التي تمنحك الشعور بأنك ما زلت على قيد الحياة حقًا.

إنه الغياب المؤلم الذي يتركك عالقًا بين اللهفة والقلق، بين الحنين والتساؤلات التي لا تنتهي. ذلك الغياب الذي يدفعك لتتلمس الثواني التي انقضت، لتعيد استدعاء الكلمات والدموع والضحكات، فقط لتتأكد أنها كانت يومًا حقيقية.

هو الغياب الذي يمزقك بين شوق لا يُحتمل وألم لا يُطاق، فتفرّ إلى ذكريات خافتة، إلى ابتسامات قديمة ما زالت تعيش في زوايا روحك، تتشبث بها لتمنحك قليلًا من الدفء… وتبقى هناك، بين تلك الذكريات، تحتمي بها كأنها وطنك الأخير.

#مها_العباسي

28‏/07‏/2025

صباح مختلف

وفي صباح مختلف… استيقظت.
لم أعد أبحث عنك في وجوه المارين، ولم أعد أفتش في الرسائل عن صوتك، ولا أترقب أن تعود كما كنت أفعل كل مرة.

استيقظت على يقين جديد… أنني تحررت.
لم أعد ظلّك، ولم أعد ذلك الباب الذي أبقيته مواربًا لتعود حين تشاء.

أغلقت الباب…
أغلقته عليّ، لا عليك.

سرت في طريقي، لا بحزن ولا بغضب ولا بتلك الكبرياء الزائفة التي يتجمل بها الراحلون.
سرت بخفة، كأن شيئًا ثقيلاً انزاح عن كتفي.

اليوم… أحب نفسي أكثر.
أنا التي سأنتظرني حين أتعب، أنا التي سأحتضنني حين أوجع، أنا التي سأفرح لنفسي وأضحك لنفسي وأربت على قلبي.

كنت أظن أنني كنت بحاجة إليك، لكن الحقيقة… كنت بحاجة أن أجدني.

كنت بحاجة أن أفهم… أن هناك من نحبهم بكل ما فينا، لكن أماكنهم ليست بجوارنا.
مكانهم بداخلنا لبعض الوقت، ثم يمضون.



#مها_العباسي

26‏/07‏/2025

"أنا وظلّي العالق بين احتمالك والفراغ"


حين يشتدّ الألم في المنتصف، حين تغلق الموانئ أبوابها، وتبتعد الوجوه التي ظننتها ستبقى،
وتصبح أمسياتك مزدحمة بالأجساد، فارغة من الأرواح تصبح الوحدة أكثر ضجيجًا من الزحام.
في تلك اللحظات، أسكن بين حرفٍ مجنون،
وحرفٍ مستكين بين أصابعك، وأنا بينهما، معلّقة،
أستجير بك منك، وأكتبك إليك، وأترك كلماتي تنام على عتبة عالمك، لعلّك يومًا، دون موعد،
تفتح الباب...فتجدني هناك، في هيئة حروف تنتظر.
حين ألقاك، أعود طفلة، تحنو عليّ كلماتك، ويهدأ بي الكون على كتفك.
كل شيء فيك يجعل العالم أكثر اتساعًا، وأنا، الطائر الذي لا يبحث عن قفص، بل عن سماء تشبه عينيك.
اعتدت أن أترك الأشياء تمضي كما يشاء القدر،
ربما كتب لنا اللقاء، وربما حكم أن نظل على طرفي الحياة، وبيننا مساحات من الحنين والحلم والانتظار.
أنا الآن، لا أستطيع أن أعدك بيقين، ولا أن أفسّر وجودي في أيامك.
كل ما أملكه، هو قلبٌ يدور في فراغ، واسع كاتساع السماء، يتشبث بطرف خيط،
ولا يشعر بالثبات.
الأرض من تحتي لا تميل، لكني أتأرجح وحدي.
لا أحد يرى…لكنني، في داخلي،
أدور.
#مها_العباسي

25‏/07‏/2025

"كأنني كنتُ أفتش عنك"



أنتظرُ لحظةَ امتزاجِ جنوني بجنونك…
أشتاقُ إلى تلك اللحظاتِ العفوية، المجنونة، التي لا يشبهها شيءٌ سواك.

أنتظرُ المطر… لأركض معك بين قطراته كأننا طفلان لا يخشيان البلل، أنتظرُ لحنًا يأخذني إليك… لأراقصك كما لو أن العالم قد توقف عندنا.

أتخيل نفسي بين ذراعيك كفراشة تتجول حرةً لا تخاف السقوط…
أتُرانا سننتظر معًا صباحًا يلون السماء بقوس قزح، كأن الأقدار رتبت أن نلتقي هنا تحديدًا… في هذه اللحظة، بهذا الشكل؟

هل كنتَ تبحث عني يومًا بين الزحام؟
أم كنتُ أنا تلك التي وجدتُك… قبل أن أعرف أنني كنتُ أفتش عنك طوال الوقت؟

لماذا أرى نفسي أجمل في عينيك؟
لماذا صورتك عني أصدق من كل المرايا؟
#مها_العباسي

"كأنك الحضور في كل غيابي"




بداخلك شيء لا يُشبه أحد،
شيء يسرقني من نفسي دون مقاومة.
فيك نداء خفي… كأنك تسحبني إليك من عمق قلبي،
كأنك تعرف الطريق إلى أضعف ما فيّ.

أنتَ لست مجرد صوت يمر،
ولا مجرد ملامح عابرة،
أنتَ الندبة التي أحببتها رغم الألم.

حين أراك… أرتبك.
وحين أغيب… أشتاقك بطريقة لا يُنقذني منها سوى المزيد منك.

أنا لم أحبك كباقي الناس.
أنا أحببتك كما يُحب الغريق ضوء الشاطئ البعيد.
أحببتك كأنك النافذة الوحيدة التي تُطل على الحياة.

لم أكن أبحث عنك…
لكنك كنت الحضور الذي يختبئ في كل غيابي.
كنت النهاية التي تمنيتها رغم معرفتي أنها قد تقتلني.

أحببتك بكل وعيي… وبكل جنوني.
سقطت بك، وأنا أعرف أن السقوط فيك نجاة من كل شيء… حتى من نفسي.

#مها_العباسي

24‏/07‏/2025

نحن لا نُشفى ولكن نعود"


كان يحمل تعبًا لا يُقال، وأحمالًا لا يراها أحد.
يتحرك بين الناس كأنه معهم، لكنه بعيد… بعيد جدًا.
كل من حوله يظن أنه بخير، لكن الحقيقة أنه لم يكن بخير يومًا.
لم يفهمه أحد، لا عائلته ولا أصدقاؤه، حتى هو كان غريبًا على نفسه.
في عينيه أسرار كثيرة…
اندفاع لا يُروَّض، وحزن يشبه ابتسامة عابرة.
رقيق رغم قسوته، هشّ رغم ما يبدو عليه من صلابة.
هناك أرواح نرتاح بقربها قبل أن نعرفها…
أرواح تُسكننا، لا تحتاج إلى كلام أو لقاء.
أحيانًا يكون الأقرب هو الأبعد، وأحيانًا يسكنك شخص لم تلمسه يدك يومًا.
أنا وهو بيننا رباط لا ينفك…
حب يشبه الحبال المشدودة… قد تهتز لكنها لا تنقطع.
كل خلاف يُقرّبنا… كل فُراق يُعيدنا أقوى.
كأن أصابعي خُلقت لتُكمل أصابعه…
كأن الفراغات بين يدي تنتظر أن يسكنها.
هو ليس كأي أحد، لا يُشبه أحد، لا يُكرَّر.
حبنا لا يشبه القصص العادية…
إنه حب يمضي عكس التيار، يصرّ أن يبقى… مهما حدث.
أنا لم أبحث عنه… لم يبحث عني ولكن القدر  وجدنا.
لم أختره… لكنني انتميت إليه.
كل شيء كان يبدو كصدفة… لكنه صار قدري.
هو ابتلائي الجميل… واختياري الوحيد.
نحن لا نهرب… نحن نعود في كل مرة كأننا نُضيء بعد انطفاء.
بريق مختلف… أهدأ… أصدق… أنقى… وأعمق.
#مها_العباسي

23‏/07‏/2025

إلى من علمني كيف تكون الحياة


لا يزال في قلبي حزن عميق.
فما زالت آثار عطرك تحيط بي، وذكرى دخان سيجارتك الأخيرة وبقاياها أحتفظ بها.
أسمع صوتك في خيالي، ألمس أناملك تداعب شعري وتهمس لي "ما تزعليش"
لكنك تركتني.
وعدتني أن أراك كلما احتجت إليك، ولكنني لم أعد أراك.
كنت أحتاج إلى كتفك لأستند عليه عندما أكون متعبة، والآن أنا متعبة ولا أجد كتفك.
وعدتني أن تضمني عندما أشعر بالخوف، وأنا خائفة الآن ولا أجد ذراعيك لتحاوطني.
لماذا كنت هنا؟ ولماذا رحلت؟
جعلت لكل شيء في حياتي معنى.
وكنت معك في أمان. كنت أغلق عيني وأنا مطمئنة لأنك بجانبي تحميني.
الآن، كبرت تلك الطفلة التي كانت تلهو معك وفي حضورك، طالت قامتها دون أن تراها تكبر.
لقد أرهقتها الأيام، وأرهقها رحيلك، الذي أعلم أنه رحيل بلا عودة. 
#مها_العباسي

"صمتي معك… حديث لا ينتهي"



حين استسلمت لصمتي.... ورغم إغلاق النوافذ والأبواب وإلقاء المفاتيح بعيدًا
كنت أنت...
لم تبحث عن المفاتيح... لم تحتاج إلى مجهود للعثور عليها، فقد تركتها معك منذ زمن بعيد.

جئت وملأت الصمت بضجيج محبب... فتحت النوافذ وأخذت بيدي لنتسكع على أرصفة العمر..
رجل مثلك من السهل عليه  يأسر  امرأة مثلي تبحث عن كل ما هو صعب لتتورط فيه وإن لم تجد....تلزم القوة والصمت.
وأنا قد التزمت الصمت عشرات الاعوام وتسترت خلف أقنعة من القوة...
والان القيت كل اقنعتى امامك
ولا اخجل من ضعفي معك ولك
فكيف لي ان اعترض او ارفض، فدائما ماكنت معك انا التى أُحبها
تركت نفسي لصمتك لعلي أسمع ألمك الذي تخفيه... فصمتك معي حديث لا ينتهي... أسمعك... أفهمك جيدًا....
أدرك تفاصيل روحك... تلك النغمات التي ترتجف لها جدرانك الشاهقة... أدرك متى تكبح رغبتك للأشياء ومتى تطلقها...... أعرف جيدًا... متى  تبتسم تلك الابتسامه بطرف فمك

أدرك متى تستمتع بطفولتك الملقاة في ركن بعيد بداخلك. وحدي من رأيت الطفل العنيد.. المشاغب.. وتحطيمه للألعاب في لحظة غضب

وحدي من يستطيع احتواءه وتهدئته واللعب معه بهدوء، أو تحطيم ما يريد تحطيمه والضحك معاً حين تنتهي نوبة غضبه.
أيعقل أن أعود لتلك التي سجنتها بين جدران قوة زائفة لأحميها؟
فقد اعتدت ان لا يرهقني ما ينقصني
فهناك دائماً أنا.. أكتفي بذاتي
وأكتفي من ذلك الشعور بالحب الذي أمنحه لنفسي 
فأنا أمنح نفسي تلك التفاصيل الصغيرة التي ترسم الابتسامة على وجهي 
ولكنك رجل يدرك جيداً قوتي ويدرك معنى ضعفي معه 
فهو يعرفني جيداً ككف يده، وأنا أعرفه وأدرك جيداً أنه لم يكن أبداً من السهل ان يمنح مفاتيح أبواب روحه لأحد، وقد منحني إياها 
إنه السهل الممتنع... 
كتاب أحرفه بسيطة ولكن من الصعب قراءتها 
فكل منا امتلك مفاتيح الآخر بسلاسة... بلا تعقيدات، وتجاوزنا الأسلاك الشائكة التي علمتنا الدنيا أن نحتمي خلفها.
لقد عثر على تلك التي أخبئها عن أعين الناس في غرفة مغلقة.
فأنا أدرك جيدًا من يستحق أن يراني بلا أقنعة.
عثر عليّ.. بتلك النسخة التي لا تحتوي على رتوش للتجميل... بكل تراكمات الزمن... تلك النسخة المضطربة... المتوترة...
النسخة التي عانت كثيرًا وتألمت في صمت وتعلمت أن تداوي جروحها وحدها وتخرج مبتسمة...
وألقى لي بمفتاح غرفته المغلقة، تلك الغرفة التي يحتفظ بداخلها بضعفه وتراكمات السنين وجروحه وآلامه، وكل ما يخفيه عن الأعين ....

نحن نعرف بعضنا البعض ...كما أردنا أن يعثر كل منا على الآخر.....منسجمين ... متكاملين ... كل منا انعكاس للآخر بكامل إرادته.
منذ سنوات طويلة لم أدرك ذاك الشعور بالانسكاب في شخص ما... أتحول معه إلى تلك الثرثارة التي تبوح له بكل شيء، حتى تلك الأشياء والتفاصيل الصغيرة التي لا أشعر بتفاهتها إلا بعد قولها، لكنه يستمع لها باهتمام.
منذ زمن وأنا أسكب ما في قلبي وكل ضعفي وآلمي وأحزاني في قلبه، ولم يمل يوماً مني...
معه أشعر بذلك الاستسلام
غير المشروط....فاستسلامي لصوته لم يكن يوماً ضعفاً، بل هو القوة ذاتها.
ها قد عاد الشتاء والمطر، وكأن مقدر لنا ألا نلتقي إلا حين يأتي الشتاء... كلقائنا الأول تحت المطر.
بقلم
#مها_العباسي

22‏/07‏/2025

رسائل لرجل فوضوي



إلى رجل أعرفه جيدًا ولا أعرفه... لم نلتقِ رغم كثرة اللقاءات، لكننا دائمًا على وعد بلقاء لا يأتي أبدًا ولا يرحل، يظل عالقًا في منتصف الأشياء... ما بين الحضور والغياب، ما بين السكون والضجيج، إنك رجل الحيرة.

تأتي حين أغفو إلى فراشي... تحتضنني في صمت وتحكي لي تلك الحكايات المسائية. تدندن معي بعض الألحان التي أحببتها. أنظر إليك، لعلني أستطيع أن أحتفظ بملامحك قليلاً، ولكن أبداً لا أرى سوى عينيك.

أفتش عن ذاك الرجل الغامض المميز، حتى الاسم الذي يحمله مميز... مختلف. لم يكن يومًا يشبه أي رجل... إنه رجل الحلم... رجل تأتي به الكلمات ويسافر معي بين السطور. إنه رجل يختلف عن كل الرجال. بكلماته القليلة يمنح الحياة سحرًا، فهو كالكلمات السحرية التي تصنع تعويذة من الفرح.
#مها_العباسي

"وإن لم تكن لي"



أحببتك بقدر كل اللحظات التي تمنيت أن أعيشها معك ولم تأت، بكل الأمنيات التي تساقطت بيننا واحدة تلو الأخرى، وبكل ما لم يحدث… ولن يحدث.
ورغم المسافات التي فرقتنا، والقدر الذي اعتاد أن يعاندنا في كل مرة، ما زلت تسكن قلبي… وإن لم تكن لي.
مهما تظاهرنا بالقوة، يبقى هناك شخص واحد فقط، يمنحنا ضعفا لا يشبه الانكسار، ضعفا لا يخيفنا… بل يشعرنا أننا ما زلنا أحياء، لأن له مكانا لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.
أنا هنا… لا لألومك، بل لأمسح آثار التعب عن جبينك، ولأخبرك أن هناك قلبا في هذا العالم،
ما زال يراك جميلا، قويا، تستحق الحياة… وتستحق الحب من جديد.
حتى وإن سرق العمر منا أعواما، سأظل في سري أشير إليك أنك ذلك الرجل الاستثنائي،
ذاك الذي لا يعبر العمر مرتين.
فأنت قصتي الأجمل…قصة لم تكتمل، لكنها أبت أن تنسى، وظلت معلقة على أطراف روحي.
وسأبقى أنا… تلك البعيدة التي تسللت إلى حدودك دون استئذان، وستظل أنت… المستحيل الذي احتل قلبي دون وعد، وربما وسط زحام الأيام نلتقي صدفة من جديد صدفة لا تشبه الفراق، ولا يأتي بعدها فراق.

#مها_العباسي
#حكايات_لم_تكتمل

"إلى من كان الحقيقة الوحيدة"


كنتَ الحقيقة الوحيدة التي آمنتُ بها يومًا...
ورغم الغياب، أريدك أن تظل على يقين:
أنت دائمًا ملاذي.
ألجأ إليك كلما ضاقت بي الحياة، أحدثك عن كل ما يمر بي، حتى تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها أحد…
لكنني كنت أحكيها لطيفك.
كنتَ أكثر مَن تمنيت أن نكمل معًا.
منذ لقائنا الأول، دائمًا كنت الأقرب، الأوحد، والأول في كل شيء.
لم تكن صدفة أبدًا تلك التي جمعتنا، بل قدر، وكلما ابتعدنا، كان الكون يدور دورته الكاملة… ويعود بنا من جديد لنقطة اللقاء.
لكن لا أعلم، ماذا سيفعل بنا القدر هذه المرة؟
هل سيعيدنا كما اعتدنا؟
أم يخذلنا للمرة الأولى؟

#مها_العباسي
#رسائل_لم_ترسل
#حكايات_لم_تكتمل

21‏/07‏/2025

رسائل البحر


كانت زجاجة في عرض البحر، تحمل كثيرًا منك... من روحك... من كلماتك.
ورغم صمتك الطويل… فهمت.
فهمت التعب الذي يُغلف ملامحك، والوجع المختبئ خلف قراراتك، والأمل المتردد في اختيارك.
أدرك أنك لا تملك كلمات، وأنك قد أُرهقك فرط انتباهك للتفاصيل...
أعرف ذلك، لكنك رغم كل شيء حاولت.
والزجاجة التي ألقيتها في عرض البحر...لن تضل الطريق أبدًا.
هي تعرف وجهتها، وقد وصلتني.
ووصلني معها صوتك الهامس وسط الضوضاء،
ونبضك المرتبك وسط السكون.
شعرت بك...كما لم يشعر بك أحد من قبل.
لا تقلق، أنا لا أطالبك بشيء...فقط أردت أن أطمئنك: هناك قلب...ما زال يراك.
ما زال يُصدقك، يثق بك ويفهم صمتك...كأنه حوار طويل لم يُكتب.
وإن طال الغياب...وإن تاهت الخطى...
فثمة رسالة... ما زالت تنتظر من يفتحها،
وثمة حضن... لا يُغلق بابه أبدًا.
ابقَ بخير... فما زلت هنا.

#مها_العباسي
#رسائل_البحر
#كلمات_لم_تُقال
#حنين_لا_ينتهي

"بيننا ما لا يُقال"


هناك شيء خفيّ يجمعني به، أعمق من الحب العادي، وأبعد من كل الحكايات.
معه… أنزع خوفي كما تُنزع الأشواك من الطرقات، فهو لا يُهددني، لا يُراوغني، ومعه أشعر بأمان مطلق.
رجل لا يعرف لغة سوى الحنين، ولا يُجيد إلا احتضان المسافات حتى تصير أرضا واحدة.
كلمة "نحن" التي بدت يوما مجرد حلم، تحققت معه… دون ضجيج، دون كثير من الكلمات.
وإن هبت بيننا الرياح أحيانا، فهي لا تقتلع جذور الحب، بل تقوينا… كأنها تمر لتختبر صلابتنا، لا لتسقطنا.
هو اكتمالي حين أنكسر، وأنا دربه حين يضل.
هو رغبتي حين أشتاق، وقوتي حين أضعف،
وهو النور الخافت في عتمتي.
وحين أنطق اسمه…تفتح لي الحروف ابواب الزمان والمكان وتفتح لي ذراعيه.
#مها_العباسي

في النهاية… ستدرك.



لن تكون الحكاية كلها عن "الحب" كما ظننت…
بل عن ذلك الحضور الاستثنائي، عن شخص إذا أتى، اختفى معه العالم، وانطفأت داخلك الحاجة إلى أي شيء أو أي أحد سواه.
كنت تبحث عن من يفهمك كما أنت، من دون أقنعة… من دون أن تضطر إلى التجمل أو الادعاء بأنك الأفضل.
عن من يحتضن عفويتك، ويضحك من قلبه على تفاصيلك الصغيرة، ويُصغي لثرثرتك التي لا تعرف الصمت.
عن من لا يخشى مزاجك المتقلب، بل يحتويه بلطف، ولا يفرّ من غموضك أحيانا، بل يبقى… ويتفهمه، فقط لأنه يُحبك كما أنت.
لا يسعى إلى امتلاكك، بل يتمنى أن تظل حرا، تُحلق بعيدا، ثم تعود إليه باختيارك.
كنت تبحث عن مَن يشعر بك دون أن تتكلّم،
عن مَن يمنحك الطمأنينة حين يضيق صدرك،
ويشد على يدك كلما شعرت أن الحياة تنهار من حولك، وأن الأرض تهتز تحت قدميك.
وفي نهاية الطريق، ستُدرك أن بحثك لم يكن عن حب تقليدي، بل عن مرآة لروحك… عن بيت لا يُبنى بالحجارة، بل بالاحتواء.
كنت تبحث عن وطن… وطن لا تُغادره روحك، حتى وإن تهت عن دروبه ألف مرّة.

#مها_العباسي

رسالة لن تُرسل...


إليك، رغم الغياب الطويل... ما زلت تسكنني كما لو أنك لم ترحل.
لا أكتب لك لتعود، ولا أطلب شيئًا، فقط هناك شيء في داخلي يضيق بي...
شيء يصرخ بصمت، وكلما حاولت كتمه، خنقني أكثر.
الفراغ الذي تركته ليس غيابًا عاديًا...
هو فجوة في الروح، كأنك حين غادرت، تركت الباب مواربًا، فدخلت منه كل الرياح، وكل الوحدة، وكل الأسئلة التي لا إجابة لها.
مازلت أصدق القلوب، لا الأيدي...لأن الأيدي تتعب، تتغير، ترتجف، لكن القلب إن أحب بصدق، لا يتراجع... لا يخذل.
ليتنا كنا حكاية في يد من يريد لنا الحياة لا النهاية، من يرى فينا النجاة ...
لكن في كل مرة تختار الابتعاد، أفهم أنك لم ترني يوما كما رأيتك أنا.
أفهم أنني لم أكن خيارك... فقط احتمالًا كنتَ تخشى أن يتحقق.
تعبتُ من محاولات الفهم، من التبرير، من التظاهر بأنني لا أشعر، حتى أصبحت لا أدري إن كانت هذه المشاعر تخصّني فعلا، أم صارت غريبة عني.
كأن قلبي يختنق، لكنني لا أصرخ.
كأن كل شيء بداخلي ينطفئ بصمت.
أنت لست عابرًا...أنت تفاصيل محفورة في صوتي حين يرتجف، وفي نظراتي حين أهرب من ذكرياتى معك، وفي دموعي التي لا تسقط، لكنها تحرق.
لا أكتب لك لتعود، ولا أعاتبك...
أنا فقط أُفرغ قلبي، لأني لم أعد أحتمل ثقل ما تركته بقلبي.
أنا بخير، أو هكذا أُقنع نفسي...
لكن الحقيقة؟
أنك كنت الجزء الأنقى، والأكثر صدقًا في قلبي.
وغيابك...ما زال يؤلمني كأنك رحلت الآن.
أنا الآن امرأة لم تعد كما كانت، لكنها ما زالت تتذكرك بصمت، دون أن تنتظر شيئًا.

#مها_العباسي
#رسائل_لم_ترسل

20‏/07‏/2025

لا تتركني في منتصف الحياة

لا يزال هاجس الرحيل يؤرقها، ويجتاحها كلما قررت أن تتجاهله.
ربما لأنه لعنة أبدية أصابتها، فأصبحت أسيرة لذلك الشعور المؤلم.
هي بحاجة إلى من يطمئنها بأنه لن يترك يدها في منتصف الحياة.
ربما في الماضي، كان من السهل أن تعود من جديد بعد كل رحيل وتلملم شتات نفسها، ولكنها الآن، مع اقترابها من سنوات العمر التي تمر سريعًا، أصبحت لا تقوى على تحمل مزيد من تلك اللحظات المؤلمة.
إنها تحتاج الآن إلى مجرد اطمئنان لمن يتشبث بيدها بقوة حتى لا تفقده.
إنها أمنية بسيطة ألقتها ذات مساء إلى تلك النجمة البعيدة في السماء، وما زالت تنتظر.
#مها_العباسي

رسالة إلى الحب الذي لم يكتمل...



إلى من كان يمكن أن يكون كل شيء…
لكنه لم يحاول.
لم يكن ذنبنا أننا أحببنا بصدق، ولم يكن خطأنا أن الحياة لم تكن عادلة بما يكفي لتمنحنا فرصة أخيرة نُتمّم بها الحكاية.
كنت أراك كما يُرى الحلم الجميل…واضحًا، نقيًّا، بعيدًا رغم القُرب.
وكلما اقتربتَ، ابتعدت أكثر.
وكلما مددتُ يدي إليك، تسربتَ من بين أصابعي
كأنك ضوء… لا يُمسك.
لم نختلف لأننا لم نحب، بل اختلفنا لأن التوقيت لم يُنصفنا.
كنا مُثقلين بما لا يُقال، نحمل جروحًا صامتة
تتكاثر بصمت، وتفصل بيننا أكثر مما تجمعنا.
كنتُ أراك أهلي وأماني، مخرجًا من كل ما يوجعني…فصرتَ وجعًا آخر، كنتُ أراني كتفًا تستند إليه
أحببتك رغم النهاية، رغم البعد، رغم الصمت الذي صار ينام بيننا.
نعم، كان حبًّا…لكنه لم يكن كافيًا ليصمد أمام القدر، ولا ليتجاوز كل ما أوجعنا. بل سقط صريعا بسيوف الماضي.
كنتَ الفصل الأجمل من فصولي، لكن الحكاية… لم تكتمل.
وإن سألوك عني يومًا، فلا تقل إنها نسيتني،
قل فقط:
"أحبتني كثيرًا… لكن الحكاية لم تكتمل."
كانت امرأة أحبتني بصدق الدنيا، ثم اكتفت بالحنين، حين خانها القدر.
#مها_العباسي
#رسائل_لم_ترسل #حكايات_لم_تكتمل

18‏/07‏/2025

"ظلّ لا يغادرني…"


هناك شخصٌ يشبه الغيم…لا مطرٌ يهطل منه، ولا شمسٌ تشرق فيه.
رماديُّ الحضور، نصفه أمل، ونصفه وجع…
لكنّه في كل الأحوال، مقيمٌ في منتصفي.
أعلم أنّه ليس لي، وأعرف أن الطرق لا تتجه نحوه ولا تنتهى امامه
ومع ذلك، لا أقوى على نسيانه، كأنّ قلبي حفظ اسمه كأغنية لا يُطفئها الزمن.
أحبه كما هو…بمزاجه المتقلب، بصمته الحاد،
بابتسامته التي تأتي متأخرة… لكنها تأسرني.
كل يوم، أكتب له شيئًا لا أرسله، أشتاقه دون اعتراف، أدافع عن غيابه كأنه حقه، وأخون قراراتي في كل ليلة حين أنوي الابتعاد.
أخاف أن أرحل، أن أترك قلبي عالقًا في مكان لا رجوع منه، أن أُشفى من وجوده… فأتألم من فراغه.
هو ليس قصة حب…هو مساحة لم أُكمِل رسمها،
ظلّ على جدار أيامي… لا يتلاشى، ولا يقترب.
#مها_العباسي

17‏/07‏/2025

"كلما ظننت أنني تجاوزتك..."



لم أعرف طعم الحياة إلا حين دخلت عالمي،
كأنك زرعت في أيامي لونًا جديدًا، وكأن روحي ما تنفست يومًا قبلك.
نعم، أريدك. وأعرف أنك تريدني أيضًا…
لكن بيننا حاجز خفي، كأنه زجاج…
أراك، تلمحني، نكاد نلمس بعضنا، ولا نصل أبدًا.
لم أعد أعرف…فكل شيء فيك مزدحم، رغم أنك ساكنٌ مكانك، داخل جسدك صخب…
ذكريات، ووجوه، ومعارك لا تهدأ بين قلبك وعقلك، وما زلتَ صامتًا كأنك لا تحمل شيئًا…
وأنت تحمل كل شيء.
مع الجميع، أرتدي وجهي العاقل…أختار كلماتي بعناية، أزن خطواتي كما يجب.
إلا معك…كنت أتكلم بعفويتي، بضعفي، بكامل رغبتي.
معك فقط، كنتُ أترك قلبي يقودني دون قيد.
#مها_العباسي

رسالة إلى الذي لم يأتِ أبدًا...


إلى الذي انتظرته طويلاً، إلى الذي رسمتُ ملامحه من فراغ، ومنحتُه اسماً في دعائي،
وصوتاً في خيالي…إليكَ، أيها الغائب الذي لم أعرفه، ولم يأتِ.
ما زلتُ أترك مكانا فارغا لكَ كل ليلة، وأُبعد أسئلتي جانبًا كي لا تُخيفك، وأتظاهر بالقوّة لأبدو جميلة حين تَلقاني، لكنك… لا تجيء.
تأخّرت كثيرًا، حتى خفتُ أنني أنتظرك عبثًا،
وأن العمر الذي أمضيته في انتظارك،
سيعبر بي وحدي.
هل شعرت بي؟
هل اهتزّ قلبك يومًا دون سبب… وكنتُ أنا السبب؟
هل صادفتَ وجهي في ملامح امرأةٍ غريبة،
فشعرتَ بشيءٍ لا تعرف مصدره؟
إن كان كذلك… فقد كنا على وشك اللقاء،
لكنّك التفتَّ لجهةٍ أخرى…ولم تَنتبه.
كنتُ أبحث عنك في كل شيء:
في الأغاني التي تمسّ قلبي، وفي الكتب التي تتحدّث عن العشّاق، وفي المواقف التي تمنيتُ أن تكون فيها إلى جواري.
كنتُ أُعدّ لك الحياة…كأنّك ستأتي غدًا،
أُخفف من حِدّتي، أتعلّم الصبر، أُطيل البقاء، وأتزيّن بالبُعد عن الشكوى، كل ذلك… لأبدو لك بيتًا.
لكنك… لم تأتِ.
فهل يُوجَع القلبُ من شخصٍ لم يعرفه؟
نعم…حين نمنحه أكثر مما أعطانا الواقع،
حين نعلّق عليه خيوط الأمل، حين نحبّه… دون أن يأتي.
وها أنا أكتب إليك، ولم أعرفك، لأخبرك فقط…
أنّ الانتظار لا يصنع حضورًا، وأن الغياب لا يُعوّضه أي خيال.
وإن أتيتَ يومًا، متأخّرًا كما العادة…
فاعلم أنّي لن أسألك "لِمَ تأخّرت؟"
سأسألك فقط:
"هل كنتَ تبحث عني… كما كنتُ أبحث عنك؟"
فهناك امرأة خبّأتك بين أمنياتها كثيرًا.

#مها_العباسي

"حديثٌ مع نفسي"


أنظري إليّ جيدًا...أنا لم أعد كما كنت، تغيّرتُ كثيرًا… لكنني لا أكره هذا التغيّر.
تلك التي كانت تنهار من كلمة، أصبحت الآن تقف صامتة أمام العاصفة، لا لأن الألم لم يعُد يؤلم، بل لأنني تعلّمتُ كيف أحتويه.
ظننتُ يومًا أن الحب وحده يكفيني، أن وجوده يمنحني اتزانًا، ولكنني اكتشفت أنني أنا وحدي من يمنحني السلام.
رحل من رحل، وخذلني من ظننته لن يفعل،
ولكنني بقيت…وبكيت كثيرًا… ثم مسحتُ دموعي بيدي.
أصبحت أحتضن نفسي حين لا أجد أحدًا،
وأحادث قلبي بلطف حين يشتدّ عليه التعب،
لم أعد أركض خلف أحد، ولا أطرق أبوابًا أُغلِقت
أنا التي كانت تُعطي بلا شروط، تعلمت أن تختار نفسها…أن تُحبّ نفسها، أن تقول: "أنا كافية… حتى وإن لم يرَني أحد كذلك".
أنا الآن أقوى، لا لأنني لم أعد أتألم، بل لأنني لا أسمح للألم أن يكسّرني بعد الآن.
#مها_العباسي

16‏/07‏/2025

"تذكّر دائمًا… أنني كنتُ الحياة"


تذكر دومًا…
في هذا العالم المزدحم، هناك قلبٌ خلق لأجلك، يسكنك رغم البُعد، ويحتفظ بك كأنك آخر ما تبقى له من الحياة.

أنا… تلك التي وهبتك كل ما كانت تخبئه لنفسها، منحتك حبًا نقيًا بلا شروط، احتضنتك كأنك الأمان الوحيد، وجعلتك وطنًا حين شعرت بالغربة في كل مكان.

لا تنسَ أن ترعى هذا القلب… حتى وإن غبتُ، حتى وإن أخذني التعب بعيدًا، حتى وإن اختفيتُ خلف صمت طويل.

كل ما أرجوه… أن تفهم يومًا كم كنتُ أحبك بصدق، وكم كنتُ أراك الحياة ذاتها.

أنا هنا… كنتُ دائمًا، وسأظل، حتى وإن تلاشت المسافات وضاعت التفاصيل… سيبقى لك مكانك في قلبي لا يزاحمه أحد.

#مها_العباسي

15‏/07‏/2025

"وجوه لا تصلح للضوء"



لم أعد أُحب الاقتراب…
كلما خطوت نحوهم، خَسِرت الصورة التي أحببتها في خيالي.
كأن الحقيقة دائمًا أقل جمالًا من حُلمها…
كأن البُعد وحده مَن يُجمّلهم.

تعلمت متأخرة…
أن البدايات هي الذروة التي لا تتكرر.
الارتباك الجميل، النظرة التي تحمل كل الفضول، الضحكة التي لا تعرف طريقها بعد، واللمسة التي ما زالت تخشى الاقتحام.

البدايات فقط هي ما نُحب، وما نُريد أن نُطيل عمره.
أما ما بعد ذلك؟
تُصبح الوجوه عادية، وتبرد الحكايات، وتتعرى الأسرار حتى تصبح عبئًا،
ونكتشف أننا لم نكن نُريد المعرفة الكاملة…
كنا نُريد تلك المسافة… تلك المسافة التي كانت تحمي دهشتنا منهم.

حين نقترب أكثر مما ينبغي…
نُدرك أن الأشياء لا تليق بها الأضواء القوية…
بعض الحكايات أجمل حين تُروى من بعيد.
وبعضظ الأشخاص… لا يصلحون للملامسة.

لهذا…
أنا الآن أُحب البُعد.
أُحب أن أُبقي الأشياء مُعلقة في مساحة لا تقوى على الفقد، ولا تجرؤ على الاكتمال.

أنا الآن…
أحترف أن أكون بعيدة بما يكفي لأشتاق، وقريبة بما يكفي لأهرب.

#مها_العباسي

13‏/07‏/2025

"لا أفتقدك لأنك كنتَ… بل لأنك ما زلتَ"




أنا لا أفتقدك لأنك كنتَ هنا، بل لأنك، بطريقةٍ ما، ما زلتَ تسكنني.
أراك في انعكاس زجاج النوافذ، في ظلّ كوب القهوة، في نبرة أغنية قديمة لم أعد أسمعها… لكنها تعيش في داخلي.
لم أعد أبكيك.
انتهت تلك المرحلة.
صرنا نلتقي في أماكن لا يراها أحد، في الذاكرة، حين تمرُّ فجأة، في نبضة لا تفسير لها، في اسمٍ يمرّ في حديثٍ لا علاقة لك به.
ما عدتُ أبحث عنك، لكنني كثيرًا ما أجدك.
كأنّك مررت في قلبي يومًا، ونسيتَ أن تغلق الباب خلفك.
أحيانًا… أكرهك على هذا التسلل، وأحيانًا… أغفر لك، لأني أفهمه.
اشتياقي إليك ليس له صوت، لكنه يملأ رأسي كضجيج خفيف لا ينتهي، لا يُسمع، لكن يُشعر.
يُوقظني في منتصف الليل على صورة وجهك،
ويتركني أحدّق في الفراغ، كمن فقد شيئًا لا يُسترد.
أشتاق… لكنني لا أرجو.
أحنّ… دون أن أضعف.
أذكرك… دون أن أعود.
فقط، أمارس اشتياقي كعادةٍ خفية، كطقسٍ بيني وبين قلبي، كأنني أزور قبرًا قديمًا دون أن يراني أحد.
لم أعد أملك حق الحديث عنك، لكنني أملك هذا الصمت الموجع، وهذا الحنين الذي لم يُصَبْ بالشيخوخة بعد.
وأظن…أنك تعرف.
حتى وإن لم تسأل.
#مها_العباسي

12‏/07‏/2025

"الصمت الذي لم يسمعه أحد"



سأرحل وأنا أُخفي في قلبي أنصاف الإجابات…أسئلة ظلّت معلّقة في فضاء قلبي،
ولقاءات كنت أرجو لو كتب لها أن تتم،
وسوء تفاهمٍ صغير… تمنيتُ لو أنّ الوقتَ أنصفني فيه.
سأرحل وأنا أحمل على كتفيّ أمانيَّ التي لم تجد موطئًا في واقعٍ ضاق بها، وسأترك خلفي بقايا أحاديث لم تُقَل،
وصمتًا كان يصرخ داخلي، ولم يسمعه أحد.
كنتُ أرجو لو استطعتُ أن أزرع شيئًا من أملي في قلب أحدهم، أن أترك أثرًا صغيرًا من نور،
أن أقول لأحدهم: تمسّك، فثمة ما يستحق…
لكني خُذلتُ مرارًا حتى تكسّرت الكلمات في حلقي، وأصبح الأمل نفسه… متعبًا من الانتظار.
ورغم كل شيء، لم أتمنَّ سوى حياة يسكنها الحنين، ويُضيئها قلبٌ يُشبهني…لكنني متُّ، وأنا ما زلتُ أرجو، أن تُزهر أمنيةٌ، في غير موسِمها."

#مها_العباسي

ما بيننا يتجاوز المعنى



حين ابتسم لها وقال:
"أنتِ التي استطاعت ان تنتشلني من حزني…
أنتِ وحدك من أحتاج إلى حضنها حين تُرهقني الأيام وتُثقلني الحياة."
نظرت إليه بعينين يملؤهما الصدق واليقين، وقالت:
"وأنتَ الرجل الوحيد الذي استطاع أن يحتويني…
الرجل الذي فهم جنوني، واحتمل هدوئي، واستوعب فوضى مشاعري…
أنتَ الوحيد الذي جعلني أحتاج لأن أكون بين ذراعيه، لا لشيء… سوى لأنني هناك… أشعر أنني بخير."
في تلك اللحظة…
أدرك كلاهما أن ما بينهما شيء مختلف…
شيء لا يمكن للكلمات أن تصفه، ولا للمعاني أن تحيط به.

هي مختلفة عن كل النساء اللاتي عرفهن…
وهو مختلف عن كل الرجال الذين مروا في حياتها.

ما بينهما حالة لا تتكرر…
عشق له ملامحهما الخاصة…
لغة لا يتحدثها سواهما…
وصمت يتجاوز آلاف الكلمات.

#مها_العباسي

11‏/07‏/2025

"ما عدتُ أرجو سوى السكينة"



لم أعد أبحث عن انتصارات كبرى، ولا عن معارك لأثبت فيها شيئًا لأحد. كل ما أتمناه الآن هو حياة هادئة، بلا جلبة، بلا خصام، بلا قلوب متأهبة للخذلان. أريد أن أكون مع من يفهم أني تعبت… تعبت من الأبواب التي تُغلق، من الوجوه العابسة، من العلاقات التي تُنهكني بدل أن تَسكنني.

أبحث عن أشخاص لا يرحلون عند أول منعطف، لا يلوّحون بالغياب كأن الرحيل ورقة ضغط، لا يتقنون فنون العتاب ولا يهوون طقوس اللوم، أشخاص يرونني كما أنا، دون محاولات لتعديلي أو إصلاحي، يتقبلونني بمزاجي المتقلب، بضعفي، بقوتي، بكل ما فيّ من تشققات وتجاعيد خذلتني الأيام بها.

اتعبني الركض خلف أحلام تتبخر، ومن محاولات اللحاق بقلب لم يعد يركض إلا على مضض. لا أطلب الكثير، فقط بعض الراحة من السعي المستمر، قليل من الطمأنينة في حضرة بشر يختارون البقاء طواعية، لا لأنهم مجبرون.

لا أعلم متى فقدت شغفي، متى أصبحت أرى الدنيا بلا لون ولا طعم، كل ما أعلمه أني الآن أتوق للسكينة… أتوق لأن أجلس يومًا على مقعد خشبي يطل على البحر، أراقب الموج وهو يتنفس، وأبتسم بهدوء كأنني أقول لنفسي: "لقد انتهى كل شيء… أخيرًا… استراح قلبي."

#مها_العباسي

10‏/07‏/2025

"كان الغياب طويلًا... لكن الشوق أطول."

نلتقي من جديد، دون موعدٍ، دون ترتيب،
كأنّ القدر كان يحتفظ بنا في رفّ الذكريات،
ليُعيدنا إلى بعضنا حين يحين الوقت،
تمامًا كما كُنّا، بنفس الملامح، بنفس النظرة،
بنفس الشعور الذي لم يتبدّل.
لم يفلح البُعد في انتزاعك من قلبي، ولم تُطفئ الأيام نار الحنين إليك.
كُلّ ما مرّ، لم يكن نسيانًا، بل انتظارًا طويلًا بلون الشوق.
أتدري؟
لم نكن حكاية وانتهت، كُنّا فصلًا مؤجَّلًا، عادت صفحاته لتُكتب من جديد، بذات الحبر، وذات اللهفة القديمة.
ما بيننا لم يكن مجرّد حُب، كان قَدَرًا...والأقدار لا تتبدّد، بل تُؤجَّل لتأتي حين تكون القلوب أكثر نضجًا، لكن بذات النبض.
#مها_العباسي

"لا يفصلني عنك شيء… سوى أنت"



لا تفصلني عنك المسافات، لكنّ حضورك في قلبي يفيض عن احتمالي.
تسكنني كأمنيةٍ لم تفارق القلب يومًا، تتسلّل إليّ كهمسةٍ لا تحتاج لصوت، كظلٍّ لا يغادرني… حتى في الضوء.
أشعر بك في صمتي، في تنهّداتي، في تلك الارتجافة الخفيفة بين نبضتين.
ولو أن قلبي استطاع أن يبوح، لكتب اسمك ألف مرّة بلا حروف…لكتبك قصيدة لا تُقرأ بالعين، بل تُحسّ بالقلب، كأنها حياةٌ أُخرى داخلي، تهمس لك باعترافٍ صغير:
"أنتَ كلّ الأمان… وكلّ الأحلام."
فلا تُمارس الغياب، فغيابك لا يزرع فيّ الشوق…
بل يسرقني منّي.
#مها_العباسي

09‏/07‏/2025

"غياب مؤجل"



لم نُجيد الفِراق يوما
عشناه كمن يُنتزع من صدره شيء لا يُنتزع،
نترك بعضنا على مهل، خشية أن ننكسر تمامًا.
نتراجع خطوة بخطوة، وقلوبنا تنادي: "لا تفعل…"
كأننا نغوص في الغياب، وأيدينا ممدودة، لكن لا أحد يُمسك.
لم نُغلق الأبواب، فقط توقفنا عن الدخول.
لم نقُل وداعًا، لكننا صمتنا طويلًا… حتى نسينا الأصوات.
في كل مرة نفترق، نترك خلفنا أشياء صغيرة:
فنجان قهوة بارد، بقايا سجائر في منفضة منسية، رسالة لم يُكتَب لها رد، وأغنية نعرف أن لحنها موجع.
كنا نحاول أن نفهم:
لماذا نبتعد رغم كل هذا الحب؟
لكن الحب وحده لم يكن كافيًا لك، ولا التعبير عنه كان سهلاً.
وفي النهاية… لم يصرخ أحد، لم يُغلق الباب،
فقط ابتعدنا… وتراجعنا حتى غاب كل منا في ظلّه.
لكننا لم نحكم الغياب، تركنا مسافة صغيرة… تكفي لأن يعود أحدنا، فينتبه الآخر… وربما يبدأ من جديد.
#مها_العباسي

08‏/07‏/2025

"كان يجب أن أختارك… لا أن أهرب"



لم تكن يومًا بهذا القُرب...كنتَ أمامي، تناديني بصمت، تمدّ يدك نحوي، وعيناك تهمسان لي: "أنا أمانُك."
شعرتُ آنذاك أن الدنيا قد رقّت لقلبي أخيرًا، وأن الحُلم الذي انتظرته عُمرًا بأكمله، قد أتى يمشي إليّ.
لكنني شعرت بالخوف...الخوف من أوجاعي، من ندوب تملئ روحي وجسدي، من جرح لم يندمل بعد.
ارتجف قلبي، وتجمّدت خُطاي، كأنني لم أعد أُصدق أن الفرح يمكن أن يطرق بابي حقًّا.
كم تمنّيتُ أن أُلقي بكل شوق السنوات الماضية في حضنك، لكنّ الخوف انتصر.
فاخترتُ الهروب.
رفضتُ ما حلمتُ به طويلًا، وتركتُ اللحظة ترحل، وأنا أعلم أنني أُضيّعها بيدي.
ومنذ ذلك اليوم… وقلبي لم يُسامحني.
أشتاق، وأتألم، وأتمنّى…أتمنّى لو تعود اللحظة إليّ، ولو لثوانٍ، لعلّي أستطيع حينها أن أضمّك بلا تردّد، أن أهمس لك:
"كنتُ تائهة، لكنّك كنتَ الحقيقة الوحيدة التي لم يكن ينبغي لي أن أهرب منها."
تمنّيتُك في كل لحظة من عُمري…وإن كان للزمان قلب، وإن كان في قلبه شيء من الرحمة،
فلربّما يُعيدك إليّ.
ولعلّي، إن عاد بي الزمن، سأختار هذه المرّة من قلبي، لا من خوفي.
سأختارك…سأختار حضنك.
#مها_العباسي

"أراك بعينيّ… ولعينيّ رأيٌ آخر"



أتعلم؟
يقولون إنك كبرت… إن هناك شعيرات بيضاء تناثرت هنا وهناك، وإن الأيام أثقلت كتفيك.
لكنني حين أنظر إليك، لا أرى فيك سوى ذاك الفتى الذي عرفته يومًا…
لم يتغير، لم يكبر، ولم تلمسه السنوات.

دعني أقترب…
دعني ألمس تلك الشعيرات البيضاء، لا لأعدها، بل لأهمس لها:
"كنتِ شاهدة على نقاء روحه… على حبه الذي لم يخن، وعلى قلبه الذي ظل هنا."
أتعلم؟
في عيني، لم يمضِ بك الزمن…
في قلبي، ما زلت كما أنت… كما كنت… كما ستظل.
هم يحسبون العمر بالأيام والسنين…
أما أنا، فأحسبه بنبضك حين تبتسم، وبصوتك حين تناديني.
هم يرونك رجلاً أثقله الزمن…
وأنا أراك طفلًا صغيرًا يحتاج حضني… يركض إلى قلبي كأنه بيته الأول والأخير.
ابق كما أنت…
شابًا يسكن قلبي، مهما قالوا… ومهما كبرت.
أنا أراك بعيني أنا…
ولعينيّ رأي آخر.

#مها_العباسي

"لا تبحث عن حب بل عن وطن"


هي لا تبحث عن رجل يمضي الوقت بجوارها، هي تبحث عن من تمضي معه العمر وكأن الوقت لا يُحسب.
لا تحتاج لمن يتحدث كثيرًا، بل لمن يفهمها حين تصمت، يقرأ ملامحها حين تخفي، ويمسك يدها حين تتظاهر بالقوة.

المرأة تُفتن برجلٍ لا يُجيد الغياب، لا يتقن التخلي، لا يجعلها تشك في قيمتها كلما اقترب.
هي لا تطلب المستحيل… فقط تطلب من يبقى حين يتغير كل شيء، من يحتضن قلقها ولا يهرب من دموعها، من يرى في عيوبها ملامح تستحق الحب لا أسباب للهروب.

المرأة تشتاق لرجل يطمئنها دون وعود، يحميها من نفسها قبل أن يحميها من العالم، يراها جميلة حين تتعثر، وقوية حين تنهار، وكافية دائمًا كما هي.

هي لا تفتح قلبها بسهولة، لكنها تمنحه بالكامل حين تشعر أنها أمانه بين يدي رجل يُدرك أن أعظم الحكايات تلك التي تبنى على الاحتواء لا على الوعود.

هي لا تريد حبًا يملأ الفراغ، بل تريد رجلًا يكون وطنها حين تغترب عن كل شيء، من تكون معه كما لم تكن مع أحد.

#مها_العباسي

07‏/07‏/2025

"رجلُ الدهشة والخلود"

لا تزال عيناه تسكنني... فيهما يسكن حنان الكون كلّه، وكأنما اختُصرت الرحمة في نظراته.

هو رجل لا تهدأ عواصفه حين يثور، ولا أُجيد سوى احتوائها، أفهم صمته كما أفهم غضبه، وأصغي لثورته بقلبي.

بين ذراعيه شعرتُ لأول مرة أنني كاملة... أنني عرفت سرّ الكون بمجرد اقترابي منه.

الطرقات والمسافات والمدن التي تفصل بيننا، عجزت أن تنتزعه من قلبي، لأن كل الدروب، مهما تفرقت، تقود إليه.

حتى الصدف والقدر، يبدو أنهما قرّرا أن لنا لقاءً مؤجلاً، في مكان لم يُكتب بعد.

معه، عرفت أن الأبدية قد تكون في لمسة، وأن الاكتمال ليس وهماً، بل حقيقة نادرة.

لا زلت أكتشفه في كل مرة وكأنني طفلة ترى العالم للمرة الأولى.

لم يكن يومًا شخصًا عاديًا، بل كان دومًا رجلاً استثنائيًا في عينيّ.

كان قوتي في ضعفي، ودهشتي في روتين أيامي.

يأتي دائمًا محمّلًا بنجوم السماء، يشعل حولي الألعاب النارية، ويملأ أذنيّ بألحان لا تنتهي.

معه تبدأ الحكايات...وعند عينيه تنتهي الأساطير.

"ذاك الذي لا يشبه أحدًا"


من تكون يا هذا…؟كيف لك أن تُربكني بهذا الشكل؟مرة تجعلني أرتدي أنوثتي لأكون لك امرأة بكل تفاصيلها…ومرة تدفعني أن أرتدي طفولتي، لألهو بك وألعب كأنني لم أعرف الحب من قبلك.ومرة أختبئ خلف نضجي، كأنني أتحصّن منك… منك أنت.من تكون يا من تقلبني بين حالٍ وحال؟أخبرتك ذات يوم، أنك لن تجد قلبًا يُحبك كما يفعل قلبي…لكنك لم تسمع.اليوم كلانا ضائع بطريقته…أنت تبحث عن من يُجيد حبك أكثر…وأنا لا أزال أبحث عنك.أتعرف معنى أن تعشقك أنثى من بعيد؟أن تنتظر نبرة صوتك، كأنها حياة…أن ترقص صورتك الصغيرة خلف شاشة باردة في عينيها…أن تُحلق بذاكرتها نحو رائحتك ولو لم تتنفسك يومًا…أن تراك نورها، وأمانها، وقلبها الذي لم يمسّه أحد.من تكون؟حتى تملأني بهذا الحب؟حتى تصير تفاصيلك هي عالمي الوحيد…حتى تُصبح أنت الحقيقة التي لا تشبه الوهم أبدًا؟يا توأم الروح…أحبك كما لو أن لا شيء قبلك، ولا شيء بعدك.#مها_العباسي

06‏/07‏/2025

رسالة لن يقرؤها



إليكَ، يا من كنتَ تعيش في تفاصيل أيامي،
يا من كان حضورك يسبق صوتك… ويترجم صمتي قبل أن أُنطقه.
كنتَ الوجه الذي لا يشبه أحدًا، والنبض الذي كتبتُ به كلّ سطوري، حتى حين غبت، بقيتَ حيًّا بين كلماتي، أُحبّك على الورق، وأحادثك بين السطور، وأراكَ في كلّ رواية لم أكمل  كتابتها.
واليوم…أكتب إليك، لكن الفرق الوحيد أن كلّ من حولي سيقرأ هذه الرسالة… إلا أنت.
ليس لأنك غائب فقط، بل لأنك اخترت أن تُغادر،
أن تُغلق الباب خلفك بصمت، وترحل، كأنك لم تكن الوطن كله.
البُعد عنك لم يكن غيابًا… كان موتًا صغيرًا.
لكنه حدث، كما يحدث كلّ ما لا نريده… ويستمرّ.
ربما انتهت القصة…أسدلتُ ستار الحكاية التي تمنّيت أن أُكملها معك، والآن، لا بُكاء، ولا خُسران، فالحُبّ الكبير لا يُهزَم…هو فقط، يتجمّد في الذاكرة، ويُكمل الحياة على هيئة "دهشة" لم ولن تتكرر.
#مها_العباسي

05‏/07‏/2025

كنتُ أُجيد الصمت حين تكون



لم أكن أطلب كثيرًا...
لم أطلب منك شيئًا خارقًا…
لا وعودًا، ولا حكايات طويلة، ولا حتى حضورًا دائمًا.
كنت أحتاجك فقط… لحظة.
لحظة واحدة تُغنيني عن الشكوى،
عن البوح،
عن الحديث المُنهك مع الغرباء الذين لا يعرفون وجعي.

الشيء الوحيد الذي لم أستطع أن أغفره لك،
أنك تركتني أفتح قلبي في طرقات لا تعرفني،
أنك جعلتني أبحث عن دفء يشبهك في ملامح لا تُشبه أحدًا،
أنك دفعتني للكلام…
وأنا التي كنت أُجيد الصمت حين تكون.

كل ما كنت أريده،
أن أُغمض عينيّ وأجدك هناك…
لا لنتكلم، بل لنسكت سويًا.
صمتٌ صغير بيننا كان كفيلًا بأن يرمم داخلي كل ما تهدّم…
لكنّك رحلت،
تركتني أتعثّر بالكلمات التي كنت أنت الوحيد القادر على فهمها،
وتركت قلبي مُفتوحًا على مصراعيه
لمن لا يملك مفتاحه…
بينما كنت أنت وحدك
من عرف كيف يفك شفرته دون أن يطرقه.
#مها_العباسي

04‏/07‏/2025

"مشاهد لم تُعرض بعد"




ما زلتُ أُحبك…بقدر اللقاءات التي لم تحدث،
بقدر اللحظات التي مرّت دون أن تجمعنا،
وبقدر الكلمات التي ظلّت حبيسة الصدر،
تنتظر وقتًا لم يأتِ.
أُحبك بصمتٍ ناعم، لا يطلب شيئًا، ولا يُعاتب،
ولا يُحاسب الغياب.
أُحبك كما يُحبّ القلب فكرة لم تكتمل، ولكنّها كانت كافية لتجعله ينبض بشغف، كأنّنا عشنا ألف حكاية… دون أن نلتقي.
أُحبك بقدر تلك النظرات التي لم تُمنح، واللمسات التي لم تحدث، والأحاديث التي اختنقت في الطرقات الضيّقة بيننا.
لم نلتقِ…لكنّنا كُنّا هناك، في الخيال الذي رسم لنا بيتًا صغيرًا، وضوءًا دافئًا، وأمسياتٍ لا تنتهي.
أُحبك رغم المسافات، ورغم الحواجز التي لم تكن من صنعنا، ورغم الخطوط التي رسمها القدر بعنايةٍ قاسية.
لكنّي، برغم كلّ شيء، ما زلتُ أؤمن أن بيني وبينك مشاهد لم تُعرض بعد، وأن الرواية التي بدأناها لم تصل إلى نهايتها.
فأُحبك…كما ينتظر العاشق فصلاً جديدًا، يُعيد إليه الأمل، ويكتب له اللقاء.
#مها_العباسي

03‏/07‏/2025

لا أحد يكتب عن النهايات الصامتة

لم يكن وداعًا...
لم تُغلَق الأبواب،
لم نصرخ، لم نكسر شيئًا،
لم نترك رسائل غاضبة خلفنا.

فقط... توقفنا.
كأن شيئًا ما انكسر بصمت،
كأننا نسينا كيف نقترب،
وكيف نُمسك بحديثٍ بسيط دون أن ينفلت منا.

لا أحد علّق على الغياب.
لا أنت قلت "أرحل"، ولا أنا قلت "ابقَ".
كأننا اكتفينا بالنظر الطويل، ثم مشى كلٌّ منّا في الاتجاه المعاكس،
دون أن نلتفت، لا لأننا أقوياء،
بل لأننا كُنّا خائفين أن نرى في عيون الآخر الحقيقة التي لم نملك الشجاعة لمواجهتها.

هناك حكايات لا تنتهي،
ولا تبدأ من جديد،
بل تظل معلّقة في الهواء…
كغصةٍ لم يُبلَع ريقها بعد،
كجملة نعرف نهايتها، لكننا لا نجرؤ على كتابتها.

أنا لا ألومك.
ولا ألوم نفسي.
لكنني أتساءل، حين يخفت الضجيج من حولك،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نُحبّها،
أو ترى كوب قهوةٍ يُشبِه ما كنتُ أعدّه لك...
هل تتذكّرني؟
ولو للحظة؟
وهل تفكّر: "لماذا لم أعد هناك؟"
كما أفكّر أنا: "لماذا لم أبقَ؟"

ربما لا نحتاج وداعًا صارخًا…
ربما نحتاج فقط… شجاعة التراجع خطوة،
وشجاعة أكثر... للاعتراف أننا لم نُرِد الرحيل أصلًا.

#مها_العباسي

التقيتُك قَدَرًا… وأضعتُك قَدَرًا…


لم أكن أعلم أن الحياة ستظل تعيدك إليَّ…
تأخذك من طريقي، ثم تعيدك كأنك لا تعرف دربًا سواي… كأنك قَدَري الذي لا مهرب منه.
كنا نلتقي… ثم نفترق… ثم نعود.
لم يكن الوقت في صفّنا، ولم تكن الظروف في صالحنا.
هربنا مرارًا… من قلوبنا، من مخاوفنا، من تلك المشاعر التي ظنناها مستحيلة.
توهمنا أن البُعد أمان… لكننا كنا نعود… دائمًا نعود.
وفي اللقاء الأخير… كنا قد تعبنا.
تعبنا من الهروب، من الصمت، من التظاهر بالقوة.
قررنا أن نواجه، أن نقول ما كان ينبغي أن يُقال منذ زمن.
أخبرتك بكل ما أخفيته… وأنتَ فتحت لي قلبك كما لم تفعل من قبل.
ظننتها البداية… لكننا ضِعنا من جديد.
لا أدري… هل ستستسلم لقلبك؟
هل ستسمح لقدرك أن يُكمل الطريق؟
أم ستترك الخوف يقودك بعيدًا عني مرة أخرى؟
أنا هنا… لا أُطاردك، ولا أستطيع أن أنساك.
لا أُعاتبك، لكنني أتساءل: هل ستعود؟
أم سنظل حكاية ناقصة… كُتبت ولم تكتمل؟

#مها_العباسي

02‏/07‏/2025

"وإن فرّقتنا الأيام..."



وإن افترقنا…
وإن صارت بيننا المسافات جبالًا وبحارًا،
فأنا على يقينٍ بأنك ستتذكرني.

ليس بالضرورة أن تتذكر اسمي،
أو ملامحي كما كانت،
لكنك ستتذكرني شعورًا…

حين تلمح في ضحكةٍ عابرة شيئًا من ضحكتي،
أو تسمع صوتًا يهمس لك: "اعتنِ بنفسك"،
بنفس اللطف الذي كنتُ أقولها به.

ستتذكرني حين تبرد قهوتك لأنك انشغلت بأحاديثي،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نحبّها،
أو تمشي في طريقٍ اعتادت أن تلتقي فيه خطواتنا.

ستتذكرني حين يتسلّل إليك الحزن،
ولا تجد من يفهم صمتك…
فتتذكر أنّني كنت أقرأ وجعك في عينيك،
قبل أن تبوح به.

وحين تضحك على نكتةٍ باهتة،
لكنك تشعر داخلك بأنها كانت تُضحكني ذات يوم…
ستشعر بي.

ستتذكرني حين تمرّ عليك رائحةُ عطرٍ كنت أحبّه عليك،
حين تشهد غروب الشمس،
وتتسلّل إليك الوحدة في ليلةٍ باردة.

حينها ستدرك…
أنّ بعض الناس، حين يرحلون،
لا يغادروننا حقًا،
بل يبقون فينا، في تفاصيلنا الصغيرة،
في الأشياء التي لا نبوح بها لأحد.

لن أكون بقربك،
لكنني سأبقى هناك…
في زاويةٍ ما من قلبك،
في الأماكن التي عرفتني بك.

وصدقني…
هذا ليس رجاءً،
ولا وداعًا دراميًّا،
بل يقينٌ… لا يغادرني.
#مها_العباسي

أبحث عنك...



أبحث عنك في أشيائي القديمة،
في دفاتر مضى عليها العمر،
في رسائل لم تكتمل، وصور باهتة الحنين.
أفتّش عنك في طرقات ذاكرتي،
بين المواقف التي مرّت بنا،
بين ضحكة كنتُ فيها حيّة،
ولمسة… ما زالت ترتجف على أطراف روحي.

كنتَ البداية...
وفيك، انتهت كل الطرق.
حاولت أن أتجاوزك،
أن أملأ فراغك بصخب الآخرين،
أن أعلّق قلبي على مشجب النسيان.

لكن… لم أستطع.

كلما ظننت أنني اقتربت من النسيان،
تعود في تفاصيل صغيرة،
في رائحة قهوة،
في لون سماء،
أو حتى في اسمك حين أنطقه وحدي، وأسمع صوتك داخلي.
لا أدري…
أأحبك؟
أم أنني أُحبّ ما كنتُ عليه معك؟

كل ما أعلمه…
أنني حين أبحث عنك،
أجدني.

#مها_العباسي

01‏/07‏/2025

"وتكون أنت..."



وتكونَ أنت... لا أحدَ سواك.
لا تكرارك في الوجوه، ولا في الحكايات،
تكون حُبي الذي لم أطلبه،
وحدثي الذي لم أرتّب له،
تكون دهشتي التي لا تُفسَّر،
وانبهاري الوحيد في عالمٍ فقدَ بريقه.

تكون المعنى حين تتعطّل اللغة،
وتكون الصمتَ الذي لا أملُّه،
والصوتَ الذي لا يشبه سواه.

معك… لا أحتاجُ إلى دليلٍ على وجود المعجزة.
فأنت الدليل.
ولا أحتاجُ إلى مقارناتٍ لأدرك ندرتك…
أنت لا يُقارن بك شيء.

كنتُ قبلكَ أظنُّ أن العالم واسع،
ثم جئتَ أنت…
فصار كلّ اتّساعه محصورًا في قلبٍ واحد.

تكون… ذلك الذي إن نطقتُ اسمه،
شعرتُ أنني أنتمي،
أنني وصلت،
أنني، أخيرًا… في الوطن.

#مها_العباسي

30‏/06‏/2025

"كنت أهرب منك إليك"



لم أكن أطلب الكثير... فقط أن تفهمني.
كنتُ أراك الحلم الذي تأخّر، الرجل الذي جئتُ إليه بكامل قلبي، دون حذر، دون شروط.
أحببتك على طريقتي، بصمتي حين تغضب،
بقلقي حين تغيب، بحناني حين لا تطلبه.
لكنني لم أجد منك إلا الفُتور، وكأن وجودي صار عادة، وكأن قلبي… تفصيلة لا تُهم.
عاتبتك كثيرًا بداخلي، في صمتي كان هناك ألف سؤال، لماذا لا تسأل إن كنتُ بخير؟
لماذا لا تلاحظ تغير نبرتي، تَقلُّب يومي، ارتباك ضحكتي؟
كل ما كنتُ أريده…أن تشعر بي، أن تحتويني حين لا أقول شيئًا، أن تُدرك أن القسوة ليست قوتي، بل دفاعي الأخير عن هشاشتي.
كنتُ أهرب منك إليك، وأرجوك دون أن أنطق،
أن تُمسكني وأنا أسقط منك ببطء.
لم أطلب أن تكون كاملاً، كنتُ فقط أريدك أن تكون حاضرًا…أن تلمح الحزن في عيني قبل أن أشتكي، أن تمسح عني الغُربة بصوتك.
لكنك كنتَ بعيدًا جدًا، حتى وأنا بين يديك.
وأسوأ ما في الأمر، أنني لم أعد أملك قلبًا يثور عليك، ولا كبرياء يصدّك، ولا حيلة تنقذني من هذا التورّط.
كنتُ أريدك لي… فقط لي، وها أنا الآن، أقولها لك بنبرة متعبة:
أحببتك كثيرًا…
لكنك لم تكن جاهزًا لامرأة تُحب بهذا القدر.
#مها_العباسي

29‏/06‏/2025

"يومٌ نترك فيه أسلحتنا على الباب"



أحبّه وكأنني سقطت من السماء على صدره،
ثم لم أعد أعرف طريق العودة.
أحبّه كأنني مرآة مكسورة، كلّ ما يرى نفسه فيّ… يُصاب بخدشٍ جديد.
لم يكن حبي له اختيارًا، بل انزلاقًا لا إراديًّا نحو النار، حريقٌ أُطفئه بدموعي، ثم أُشعله من جديد بنظرة واحدة منه.
في داخلي امرأتان…واحدةٌ تقف على قدميها وتقول: "لا يليق بكِ هذا الوجع."
وأخرى تركع على ركبتيها وتهمس: "لكنّه كل ما تبقّى لي من الحياة."
أنا لا أستطيع أن أؤذيه، لكنّي أيضًا لا أعرف كيف أحميه منّي.
كل ما فيّ متضارب، قلبي يُقبّله، وعقلي يُحذّره،
روحي تشتهي دفء يديه، لكن كبريائي لا يتعلّم الركوع.
إنه رجلٌ لا يُشبه أحدًا، كأن داخله حربًا لم تنتهِ…كأنّه غابة مليانة فخاخ، وأنا…أحببت كلّ تلك الفخاخ، وابتسمت وأنا أسقط فيها.
أودّ يومًا لا نُعاتب فيه، لا نكسر بعضنا بالسكوت ولا بالكلمات، يومًا نترك فيه أسلحتنا على الباب،
وندخل بعضنا بقلوبٍ عارية.
أحبه… لا، أتنفّسه.
ولا يُمكن للمرء أن يختار أن يتوقّف عن التنفّس،
حتى لو كان الهواء مشبعًا بالدخان.

#مها_العباسي

. "ظلٌ قديم… لا يُمحى"



أعرفك كصوتٍ مألوف في أعماقي، كظلٍ قديمٍ مرّ بي كثيرًا، وترك في روحي أثرًا لا يُمحى.
كلما لمحك قلبي، مال إليك كأنه يعود إلى بيته الأول.
ولو انقضى الزمن، لن تُمحى من ذاكرتي رعشة اللقاء الأول، ولا دفء الحديث العابر الذي حمل بين سطوره حبًا أكبر من الكلام.
كنتَ الأمان حين خافت روحي، والسكون حين ضجّ كلّ ما حولي.
ذلك النقاء الذي لا تمنحه الأيام إلا مرّة واحدة،
وكانت تلك المرة… معك.
ما كان بيننا، لم يكن مرورًا عابرًا ولا حكاية مكررة.
كان حبًا كُتب بلغة لا يفهمها سوانا، حكاية خُلقت لتظل، ولو انتهت…لا تُنسى.
#مها_العباسي

. "توقّفَ كلُّ شيء… إلا الغياب"



كنتُ أريد أن أبقى معك…لا لوقتٍ مؤقّت، ولا لمرحلةٍ تنتهي، بل للأبد… كما يتصوّره قلبٌ صدق.
كنتُ أطمح أن نمضي معًا حتى تتوقّف الأرض عن الدَّوران، أو يتوقّف قلبي عن النبض، المهمّ… أن لا نفترق.
كنتُ أخشى أن يسرقني غيابك، أن أفتّش عنك في الوجوه التي لا تُشبهك، أن أتذوّق طَعم الأيام بدونك، أن يتحوّل حضورك من شخصٍ إلى ذِكرى، ومن دفءٍ إلى فراغ.
وكلّ ما خشيتُه… وقع.
وبكلّ الطرق التي كنتُ أهرب منها… ضاعت بنا.
#مها_العباسي

26‏/06‏/2025

"لو كُتبَ لنا أن نُبعث من جديد..."


لن أطلبَ الكثير، حياةٌ واحدة فقط، بسيطة، صامتة، خفيفة كأنّها نسمة، حياة لا نُحِبّ فيها بهذا العُمق الذي يغرق، ولا نُرهق فيها أنفسنا بمحاولة الفَهم، أو الشرح، أو البقاء.
في تلك الحياة...لن أكون امرأةً تسأل كثيرًا، لن أكون هشّةً بهذا الشكل، سأضحك أكثر، سأتحدث أقل، سأُحبّ دون أن أطلب شيئًا في المقابل، ولن أكتب.
لن أكتب، لأن شيئًا بداخلي سيكون سالمًا، ولأنني لن أضطرَّ لفتح جراحي بالحبر من جديد.
في تلك الحياة…ربما أكون قطة، أو ظلًا لشيء جميل عبر ذات مساء، أو زهرةً تنام تحت النافذة دون أن تنتظر أحدًا ليلاحظها.
أعرف أني لا أصلح لهذه الحياة الثقيلة، ولا لهذه اللغة المُثقلة بالخذلان.
لكنني في حياةٍ أخرى، بوعدٍ آخر، سأكون كما يجب…خفيفة، مُسالِمة، ورفيقةٌ لا تَخذل.
#مها_العباسي

"كأنني عرفتك قبل أن نلتقي"



أنت لست عابرًا في ذاكرتي، أنت أثرٌ مقيم… كشيءٍ اعتادته روحي منذ البدايات، كأنني عرفتك قبل أن نلتقي، وأحببتك دون أن أحتاج وقتًا لأفعل.
كلّ التفاصيل الصغيرة التي جمعتنا، كلّ الأحاديث التي تشاركناها في لحظات الصدق،
تلك المشاعر التي كانت تُقال دون كلام…
ما زالت حيّة في قلبي كما لو أنها حدثت بالأمس.
ولم يكن حضورك عاديًّا، كنتَ وطنًا، ملاذًا،
وصوتًا يُشبه الطمأنينة حين يضيع كل شيء.
قد تمضي الأيام، وقد نبتعد، لكنّ بعض القصص لا تنتهي بالنهاية، بل تظلّ نابضة في الذاكرة…
كأنها كُتبت لتبقى، ولم تُخلق لتتكرّر
#مها_العباسي

25‏/06‏/2025

"لا تتركني في منتصف الحياة

لا يزال هاجس الرحيل يؤرقها، ويجتاحها كلما قررت أن تتجاهله.
ربما لأنه لعنة أبدية أصابتها، فأصبحت أسيرة لذلك الشعور المؤلم.
هي بحاجة إلى من يطمئنها بأنه لن يترك يدها في منتصف الحياة.
ربما في الماضي، كان من السهل أن تعود من جديد بعد كل رحيل وتلملم شتات نفسها، ولكنها الآن، مع اقترابها من سنوات العمر التي تمر سريعًا، أصبحت لا تقوى على تحمل مزيد من تلك اللحظات المؤلمة.
إنها تحتاج الآن إلى مجرد اطمئنان لمن يتشبث بيدها بقوة حتى لا تفقده.
إنها أمنية بسيطة ألقتها ذات مساء إلى تلك النجمة البعيدة في السماء، وما زالت تنتظر.
#مها_العباسي

23‏/06‏/2025

"ما زلتُ هناك"



كلُّ الأيّام تمضي…
تنساب كالماء بين الأصابع، لا شيء منها يستوقفني طويلًا، تمضي كما لو أنّها تعِد بالنسيان، وتفي بوعدها دائمًا…إلّا ذلك اليوم.
ذاك اليوم…ما زلتُ عالقةً فيه، كأن الزمن قرّر أن يتوقف بي عنده، كأنّه اختار أن أُسجَن في تفاصيله الدقيقة، في صوته، في صمته،
في النظرة التي لم تقل شيئًا… لكنها قالت كلّ شيء.
كلّ ما حولي تغيّر، الوجوه، الطرقات، فصول السنة، كلّها تعاقبت، تكرّرت، وتجاوزتني،
لكنّني ظللت هناك، في اللحظة التي تشبّثت بقلبي، في النبضة التي خذلتني حين أردت أن أبدو أقوى.
أتظاهر بالعبور، أُقنع نفسي أنّني اجتزت ذلك اليوم كما يجتازه الجميع، لكن الحقيقة أنني تركت شيئًا منّي هناك، بل ربما تركتني كلّي.
ما زلتُ أعود إليه كلّما أغلقتُ عيني، ليس لأنّه كان الأجمل، بل لأنّه كان الأصدق، اليوم الوحيد الذي شعرت فيه أنّني حيّة تمامًا…ثم ميتة تمامًا.

#مها_العباسي

"امرأة لا تعود سليمة بعد الحب"


لم تكن حكايتنا عابرة…كنتَ الزلزال الذي مرّ في عمري، ولم أهرب.
وقفتُ في عين العاصفة، وفتحتُ صدري لها،
كأنني كنتُ أبحث عنك منذ الأزل، ولما وجدتك…قررتُ أن أترك كل دفاعاتي تتهاوى.
في عينيك شيءٌ يشبه الحافة، وكنتُ أنا… تلك التي لا تخشى السقوط، بل ترغب فيه.
كأنني خُلقتُ لأهلك بك، لأذوب في فوضاك،
لأقبل جموحك، وخيباتك، كما أقبلك في لحظات ضعفك.
أحببتك كما أنت، بعصبيتك التي تخلع الأبواب،
بصوتك الذي يوجع، بغيابك الذي يسرق الهواء من الغرف.
ولم أطلب منك شيئًا، سوى أن تتركني أحبك،
بطريقتي المجنونة.
وخذني أنت…
كما أنا: عنيدة، ممتلئة بالألم، أخاف الحب لكنني أتورط فيه حتى آخري، ولا أعود سليمة بعده.
لا تطلب مني أن أكون هادئة، أنا امرأة تصرخ من الداخل، تغفر بينما تتذكر، وتُحب رغم كل ما انكسر.
لا نحتاج ميثاقًا بيننا، يكفيني أن أكون فيك…
وأنت فيّ، رغم كل الخراب.
#مها_العباسي

"أعيش دونك… بشكلٍ يشبه البقاء"



منذ أن غادرت…وأنا أتعلّم كيف أرمم اليوم دون أن أُخطرك.
أعدُّ القهوة وحدي، ولا أضع السكر.
لم أعد أتلعثم حين يسألني النادل إن كنتُ سأطلب لشخصين.
أومئ برأسي بثبات، وأقول: "واحد فقط."
وأتذكرك، دون أن أهرب من الذكرى.
أعدتُ ترتيب الغرفة، نقلتُ الكرسي الذي كنتَ تحبّه… إلى الزاوية الأخرى، لكن ظلك ما زال جالسًا عليه، بعناد.
أصبحتُ أخرج أكثر، وأجرب طرقًا لم نمرّ بها معًا، أحاول أن أكتشف ما إذا كان الطريق جميلًا حقًا،
أم لأنه كان بك مزدحمًا.
لم أعد أكتب لك، لكني أكتب كثيرًا… عنك، عن كيف يذبل الحنين دون أن يموت، عن لحظات كانت نصفَها فرح، ونصفَها غصة.
أتعلم؟
أنا لم أتخطّك…لكني أعيش دونك بشكلٍ يشبه البقاء.
وكل ليلة، حين أطفئ النور، أسأل نفسي سؤالًا واحدًا، بصوتٍ منخفضٍ كأنه صلاة:
هل نجا أحدنا من الآخر فعلًا… أم أننا نتهجّى الحياة من بعدنا فقط؟
#مها_العباسي

"على مهل… سيجمعنا الطريق"



كان كلّ شيء عاديًّا…حتى التفتُّ، فرأيتك.
لا شيء في العالم توقّف، الضوء ظلّ كما هو،
والمارّة لم يلحظوا شيئًا، لكن قلبي؟
كأنّه ارتطم بشيء لم أفهمه بعد.
مضيتَ…كما جئتَ، بلا وعد، بلا صوت، لكنّك تركتني ممتلئة بك، كأنّك نثرت حضورك داخلي دون أن تلمسني.
منذ ذلك اليوم، أبحث عنك في الملامح العابرة،
في الضحكات التي تشبه ضحكتك، في نغمة صوتٍ تأتي من بعيد وتشبهك قليلًا…أحنّ إليك،
وأنا أعلم أن الحنين لا يستدعي الغائب، لكنّه يربّت على قلب المنتظر، يقول له: "ما زالت هناك فرصة، لا تفقد رجاءك."
أنا لا أعدّ الأيام التي مرّت، لكنّي أعدّ اللحظات التي تمنّيتك فيها، كلّ نبضة خذلتني لأنّك لم تكن فيها، كلّ مساء أغمضت فيه عينيّ ورأيتك… كما أحب أن تكون.
أحيانًا، لا نحتاج لعودة الذين مضوا، بل نحتاج لنسخة جديدة من الحياة، تشبههم في الحنان،
تفهمنا دون كثير شرح، وتبقى.
أنا لم أُغلق الباب بعد، لكنّني تعلّمت أن لا أبقى خلفه أنتظر، سأمشي، على مهل، فإن كان في القلب صدق، سيجمعنا الطريق… دون أن نبحث.

#مها_العباسي

22‏/06‏/2025

"عامٌ على اللقاء الثالث"


مرّ عامٌ كامل على لحظة لم تكن كأي لحظة،
على لقاءٍ لم يأتِ صدفة بل بترتيب من القدر، بل جاء كما لو أن العمر بأكمله كان ينتظر تلك اللحظه.
مرّ عامٌ على عيونٍ التقت بعد غياب، وعلى قلوبٍ رغم البعد، كانت تحفظ الطريق إلى بعضها.
كأن الحياة أعادتنا إلى نقطة البدء، لا لنكرر نفس الفصول، بل لنعيد كتابتها بلغة أصدق، بنبض أهدأ، وبرجفة لم تعرف الزيف.
أتذكر؟
كنا نعيش الحلم كأننا نلمس الحياة لأول مرة،
كأن الوجع كله غُفر، وكأن القلب قرر أخيرًا أن يطمئن.
مرّت الأيام بعدها... ثقيلة وصامتة، كأنها تُعاقبنا لأننا صدّقنا أن السعادة ممكنة.
رحلتَ بصمت، وتركت خلفك أبوابًا مواربة، لا هي مفتوحة ولا أُغلِقَت تمامًا.
وتركتني أفتّش عنك في تفاصيل الأيام،
في أغنية قديمة، في صوت يشبهك، في كوب قهوة يُشرب بصمت يشبه سكوتك فى دخان سيجارة.
أنا لا ألومك.
ولا أطلب تبريرًا.
لكنني كنت أرجو فقط أن تبقى.
أن تختار البقاء مرة، بعد كل تلك الرحلات التي انتهت بالغياب.
أنا ما زلت كما أنا.
لم أبدّلني الغياب، ولم يطفئني الصمت.
أصدقك كما كنت، وأحبك كما لم تفعل الأيام مع أحد.
وإن كنت لا تدري، فأنا ما زلت أراك في قلبي وطنًا، وما زلت أحتفظ لك بمكانٍ دافئ لا يشاركني فيه أحد.
لم أكن يومًا ماضٍ يُنسى، ولا تفصيلة يمكن استبدالها.
كنتُ وما زلت شيئًا لا يتكرر.
ولو كنت تقرأ الآن، فدعني أهمس لك:
أنا لست نهاية، أنا فصلٌ لم يُكتب بعد، وبيننا عمرٌ كامل لم يكتمل.
ابقَ بخير...حتى وإن لم نلتقِ من جديد، لكن تذكر دومًا، أن هناك من أحبك بما يكفي ليغفر، وينتظر، ويؤمن أن ما جمعه القدر مرة، قد يعود ويجمعه ألف مرة.
#مها_العباسي

20‏/06‏/2025

حبك قدري



يا أنت... يا كل صباحٍ مشرق، وكل مساءٍ دافئ...
يا رقصات التانغو الهادئة على إيقاع الحلم،
يا كل الألوان التي تملأ فراغات عمري وتغمرني بالبهجة…
لستُ بك مفتونة، ولستُ بمجنونة، لكنني لا أعرف إلا أنني… أحبك.
أهيم في سماواتك، أتنقّل بين نجومك،
أتراقص بين ذراعيك وكأن العالم قد توقف عند نبضك.
لن أُعلن جنوني، فحبك ليس جنونًا عاديًّا، بل قدري الذي لا مهرب منه، أنت أجمل أقداري… وأحبها.
دعنا ننسى كلّ الناس، نترك خلفنا الضجيج والعالم بأكمله، ونمضي معًا نحو مدينتنا…التي لا يسكنها سوانا.
يا كلّ العقل… وكلّ الجنون، حبك جنون، انتظارك جنون، رحيلي إليك جنون، وسكني فيك هو الجنون الذي يمنحني الرشد، الجنون الذي يهديني إليك.
معك...كلّ النجوم أكثر لمعانًا، كلّ الألوان أزهى، كلّ الفراشات عاشقة، وكلّ الألحان راقصة.
لك حبي…وجنوني…وعشقي للحياة…فأنت الحياة.
ولك الحياة.

#مها_العباسي

"للغرف المغلقة مفاتيح نادرة"



استطاعت أن تتسلل بهدوئها إلى تلك الغرف المغلقة بداخله.
فتحت الأبواب بسلاسة ودون تطفل.
تجولت بينها، احتضنت ببراعة لحظاته القاسية. هي لم تتعمد ذلك، ولكنها وجدتها تربت على كتفه وتضم يديه إليها.
هو لم يتعمد أن يضمها إليه عندما بكت يومًا.
لم يتعمدا أن يتعاملا بكل هذا الوضوح معًا. تلاشت من بينهم الحيرة والصراعات، وتوحدت بينهم كل التناقضات.
تلاشت المسافات وتوحدت الأماكن.
تاهت الألوان.
أصبح لكل ما بينهما معنى خاص بهما فقط.
للزمن بينهم معنى مختلف.
للأماكن تاريخ آخر.
لكل ما يحتويهم اختلاف.
فهم الاختلاف، كل التطابق وكل الاختلاف. 
#مها_العباسي

19‏/06‏/2025

فنجانك مازال ينتظر


كل تلك الأشياء في انتظارك... فنجان القهوة الآخر الذي ينظر في صمت إلى فنجانها، حيث تعانقه أناملها.
علبة سجائرك تنتظر أيضًا، تنتظر أن تشعل منها وتنفس دخانك ضاحكًا.
ابتسامتك تحيط بي، وتتناثر ظلال رائعة تتراقص بين ساعات يومي.
أنت الذي حررت كل حروفي وأطلقتها، مثل خيول برية تمرح في المروج الواسعة.
أنت من منحت سطوري شرعيتها، وكتبت لها شهادة ميلاد.
أراك تتسلل الآن بهدوء بين الحروف، تغادر صفحاتي، وتقفز من بين سطوري، تخرج لتتنفس الحياة، وتتنفس كلمات أغنياتي.
تدق بأصابعك على طاولتي لحنك المفضل، وتدندن بكلماته، بينما تدخن سيجارتك وتنفث دخانك مبتسمًا.
تنتظرني لأعود من بعيد لأداعب دخانك من جديد، وأتلاعب بين أناملك.
أترك يدي بين يديك لتستكين.
أهديك تلك الزهور التي انتظرتك طويلاً على نافذتي، وتأتي لتشاركني انتظاري للصباح القادم من بعيد، صباح مختلف، مملوء بعبير الحنين، وشذى فواح برائحة مميزة
إنها رائحة الوعد الذي لم تعد به إلي.
#مها_العباسي

18‏/06‏/2025

"أنت الوعد الذي لا يُقال"



لم نتواعد يومًا، فما يجمعنا أكبر من الوعود. يكفيني منك تلك اللحظة التي أغفو فيها بين كفيك، فهي كل الأمان.
لا أكون أنا إلا ونحن معًا.
أنت الشمس التي تشرق على أيامي كل صباح. أفتح نافذتي فأرى عينيك تعدّني بأحلى الوعود. أستمع إلى همسك لي، أنت صباحي الجميل. همساتك هي كل أيامي القادمة.
أنت لحني الشجي الذي أستمع إليه في ضعفي، مما يمنح الدنيا من حولي قوة.
تحميني بوجودك معي.
أنت لي البداية، وكل الحكايات تتلوها لي لأغفو وأنام.
أنت يقيني حين أكفر بهذه الدنيا.
صلواتي ودعائي.
امنحني حبك، فهذا يكفيني.
#مها_العباسي

17‏/06‏/2025

"المكان مازال ينتظرك"



لو كان للمكان صوت، لصرخ يناديك... لبكى من لوعة افتقادك.
فالمكان هو المكان، ولكن بدونك لا شيء.... مجرد فراغ آخر، تركته ورحلت.
حتى صوتك البعيد كان الأقرب دوماً.
ننتقل من هنا إلى هناك، ومن مكان لآخر، ويبقى للمكان رحيق ذكرياته، ودفء جدرانه، ورائحة أنفاسك التي تحيطني فيه لأنك مررت من هنا ذات يوم وجلست على تلك الأريكة...
هل للمكان عيون كان يراك بها فعشقك؟
وأُذن كان يسمع بها همسك فاشتاق لك؟
وقلب رقص طرباً لضحكك، هل فرح المكان يوماً بحضورك إليه، وعانق وقع خطواتك، وأحس بدفء لمساتك فبكى لرحيلك... ربما.
أنا وهو نفتقدك، فقد كان الحوار معك لا ينتهي، وإذا غبت عني فالحوار عنك لا ينتهي.
فتلك الجدران امتلات ذات ليلة بحكاياتك، وامتلأت من بعدك بحكايات عنك.
لقد أصبحت جزءاً منك وأنت جزء منها.
أصبحت أخشى الرحيل عن المكان، فلم أعد أستطيع الرحيل عنك مرتين... رحلت أنت، وبقي لي عطر المكان.
#مهاـالعباسي
#رسائلها_إليه

16‏/06‏/2025

"كنت دائمًا اختياري"



عزيزي، المميز دائمًا، الغائب أبدًا.
لقد اعتدت منذ سنوات أن تكون معي في خيالي. أكتب لك رسائل ولا أرسلها، وأحلم بك ومعك.
مرت سنوات طويلة لم أكن أعلم عنك شيئًا ولا أين أنت، لكنك كنت في داخلي حقيقة ويقينًا.
فمن الطبيعي أن أستكمل معك حلمًا وخيالًا مع صورك.
ربما القدر لا يريدنا أن نكون معًا إلا في الحلم.
كنت أتمنى أن نعوض بعضنا البعض عما حرمتنا منه الدنيا.
لا أشك في حبك لي، رغم أن بعدك غير مفهوم وتصرفاتك غامضة.
لكن دائمًا ما تكون الذكريات بيننا أكبر وأهم من أي قسوة أو غضب أو بُعد.
لم أعد أعرف ماذا تريد أو ماذا أعني لك.
صدقني، للمرة الأولى لا أعرف كيف أفهمك.
ربما لأنك لا تريد ذلك، فقد كنت تسمح لي بفهمك في كل مرة... كنت تترك قلبك مفتوحًا لأدخل وأتجول... كنت تستمتع بذلك.
لم تصنع يومًا أسوارًا.
أتمنى أن تشرح لي، حتى لو كنت قد قررت الرحيل مرة أخرى، ولا تريدني كصديقة أو حبيبة.
أنتظر منك مكالمة أو رسالة؛ لا أطلب منك شرحًا، ولكن لتخبرني وتقول سأرحل أو انتظريني.
وإذا قررت الرحيل، سأرحل في هدوء.
أو سأنتظرك وأدعمك، ويدي في يدك حتى آخر يوم من عمري.
دائمًا كنت أنت اختياري، سواء في حضورك أو غيابك.
ليس لأنني لا أملك خيارات أخرى، ولكن لأنك فعلًا تملأ قلبي وعقلي. أحبك بكل مميزاتك وعيوبك، أنت الأهم والأفضل بالنسبة لي.
وستظل كذلك سواء كنت معي أم لا... في وجودك أو غيابك.
كن بخير، ربما نلتقي ذات يوم على قارعة طريق القدر.
#رسائل_مابعد_الغياب
#مها_العباسي

15‏/06‏/2025

"حين لا نجد مسكنًا للحنين"



كنت أطمئن عندما تغفوا أصابعي وهي خائفة بين يديك....فتمنحها الامان
هل كنت تعلم أنك راحل، فكنت تجعلني مستعدة لرحيلك؟ 
أكنت تعلم أنني أبكي خوفًا من الرحيل؟ 
هل وجدت دموعي على الأوراق وما بين السطور؟ 
أكنت تعلم أنه عندما أمسك قلمي لأكتب، كنت أخشى أن تكون هي آخر كلماتي؟ 
كان لقاؤنا بلا موعد، وبدون موعد جاء فراقنا. ربما نلتقي يومًا وقد يبقى للأبد وداعنا، لكني على يقين بأن ما كان بيننا يومًا سيبقى راسخًا في قلوبنا، سيبقى نابضًا في عروقنا، فما كنا إلا أرواحًا التقت. 
ما زلت أحن لذلك المذاق، مذاق الفرح الذي كان يملأ أيامي معك. 
فأنا أعلم جيدًا أين أجد مسكنات الألم، ولكن من يستطيع أن يدلني أين أجد مسكنات الحنين حين يؤلمني الاشتياق إليك؟ 
أين أجد تلك المسكنات التي تساعدني على الاستمرار بدونك؟ 
أعلم أن اشتياقي إليك ضار بقلبي، ولكنني لا أستطيع الامتناع عنك. 
لا أستطيع أن أتناسى أنك كنت هنا.. فلم تكن مجرد عابر. 
#مهاـالعباسي

14‏/06‏/2025

"ما زلت أكتب… حتى تعود"



كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت على أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها القوة. 
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع أنا بخير، استمتع بتلك الوحدة.
قاتلة تلك الوحدة يا صديقي، ألم تدرك خطورتها بعد؟
إنها قاتلة للأحلام وكافية لأن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل. 
أحقًا أنت الآن أفضل؟ 
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء، حتى أنك لم تعد تبالي بنفسك.
تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية، وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه. 
ربما تتخبط بين العديد من الخيارات، أو ربما اخترت أن تظل في حالة من التوقف عن كل شيء. 
انظر خلفك، فلن تستطيع المضي قدمًا دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك. 
امنح قلبك قليلًا من الأمان لينطلق حرًا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتظن أنك تستطيع إقناع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع.
ابحث عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك.
لم تعد عاجزًا عن الرؤية صدقني، فأنت من يحاول أن يغلق عينيه حتى لا يرى. 
أرهقك الطريق يا صديقي، أدرك ذلك جيدًا. أرهقتك الحياة وتركت آثارها على روحك وجسدك، ولكن هل يكون الاستسلام هو الحل؟ 
لا تصدق تلك العبارة التي تخبر بها نفسك بأنه لم يعد هناك أحد بانتظارك، فربما أنت من أغلقت الطرق والأبواب حتى لا يجدك أحد. 
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت أفعل دائمًا، سأبحث عنك بعيدًا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة.
سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدًا لم يستسلم يومًا خيٓال.
#رسائل_مابعد_الغياب
#مها_العباسي

"الفرح المؤجل"


الفشل والوجع والألم يحفرون سراديب في الأرواح الهشة.
إنه الخوف من الألم؛ فأنت لا تريد مزيدًا من الوجع.
وجع الروح... هو ذلك الوجع الخفي الذي لا تدري ما هو، ولكنه مؤلم.
إنها الرغبة في التخلص من الجروح، فتظل في دائرتها صامتًا.
تلتزم الصمت، تلتزم الخوف، تلتزم الرغبة في الفرح.
من الرابح؟
من الخاسر؟
إنه السؤال الحائر الذي تظل تبحث عن إجابته طويلًا ولا تهتدي لها.
ولكنك تدرك أنه من قلب اليأس يولد الأمل، ومن قلب الشتاء تزهر أولى نبتات الربيع.
#مها_العباسي

13‏/06‏/2025

"من بين رماد العزلة يولد الضوء"



ربما في لحظات موت الروح نختار العزلة، ولكن العزلة ليست أبداً هي الحل.
قد تكون الطريق الأسهل للموت قهراً، لكنها لم تكن أبداً حلاً لوَجع الروح وندوب القلب.
العزلة استسلام وموت بطيء.
ربما هي حل مؤقت لنعاود لملمة أشلاء القلب وبقايا الروح، ونسجها ريشة ريشة لتصبح أجنحة نحلق بها عالياً حيث نريد، لكنها ليست الحل الأمثل.
فلا أحد يمتلك تلك العصا السحرية التي يلوح بها لينهي أوجاعه وأحزانه.
ولكن ربما نمتلك شيئاً آخر نجهله حتى نكتشفه، فنتشبث به ونتجاوز المحنة.
إنه ذلك الضوء الذي ينبعث في تلك اللحظة التي نربت فيها على قلوبنا ونخبرها بأننا بخير، وننظر في المرآة ونخبر أنفسنا بأننا أجمل وأقوى وأكثر إصراراً على خوض معاركنا.

#مها_العباسي

12‏/06‏/2025

"بعض الغياب يمنحنا البقاء"




بعض الغياب يمنحنا مزيدًا من الاقتراب، لكنه يتيح لنا تلك اللحظات التي نتوقف فيها لندرك أننا لا نستطيع أن نفترق.
ما زالت الحياة تسري في عروقنا، وما زلنا نتنفس وننهض كل صباح، لكن الحياة توقفت عن السريان في أرواحنا.
فقد افتقدنا تلك اللمسة التي تضفي على الروح الحياة.
إنه ذلك الغياب المؤلم الذي ينبض في العروق بمزيد من التساؤلات الحائرة والكثير من القلق واللهفة والحنين.
الذي يجعلك تتلمس كل تلك الثواني التي مضت، وتستعيد الكلمات والحروف وحتى الدموع لتتأكد بأنها حقيقة.
إنه الغياب الذي يمزقك ما بين الحنين والألم، فتفرّ بألمك إلى ابتسامات خافتة كانت يومًا تسكن هنا لتستنجد بها، وتبقى بداخلها لتشعر بالدفيء.
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب

"كأننا ما زلنا نحكي"



كثيرة هي تلك التفاصيل الصغيرة التي نضحك لها حين نتذكرها، تلك الرسائل التي كنا نتبادلها معا بنظرات عيوننا، في حين لا يعلم من نجلس معهم ماذا نفعل ولماذا نبتسم. 
لكننا كنا نشعر بأن لدينا سرًا صغيرًا نُخفيه عن كل الأعين. 
رغم أن تلك الرسائل لم تكن سوى نظرات.... كثيره هي الحكايات التي كنا نحكيها دون أن ننتظر إجابة؛ فقد كانت مجرد فضفضة أو كلمات أراد كل منا أن يقولها بصوت عال فلم يجد إلا الآخر ليخبره بها. 
تلك الكلمات التي كانت تخصنا وحدنا،
تلك الأحلام التي تركناها بين ضفتي الأوراق تنتظرنا لتحقيقها تشتاق لك ...تشتاق لنا معا.
أعلم أنك تنظر من بعيد وتشعر بالحنين إليها أنت أيضًا.
أفتقدك...
نعم، أنا أفتقدك... 
#مها_العباسي

11‏/06‏/2025

وعدتك...فعدت




لماذا أفلت من بين يديك قلبٌ يتمسك بك بكل قوته، يراك كل شيء، قلبٌ أحبك بلا شروط. غفر لك زلاتك، سامحك بلا عتاب، ليس لشيء، ولكن لأنه احبك بصدق ...حبه لك كان أكبر من أي ظروف أو أخطاء. 
لماذا جعلت من حضورك باهتًا... باردًا؟
أنت الذي كنت تملأ المكان من حولي بضجيج وصخب محبب، كان دفء حديثك يحيطني دائمًا. 
الكثير من لماذا دون إجابة، وحدك من يملك الإجابات، ولكنك انسحبت في صمت وتركتني في حيرة....تنهش روحي التساؤلات. 
لن أحاصرك بعد الآن بوجودي أو اهتمامي... لن أرسل لك... لن أكتب عنك... لن أتذكرك حتى عن طريق الخطأ. 
أنت الذي أرهقك اهتمامي وخوفي من الاقتراب منك... لم تستطع أن تستوعب أن خوفي لم يكن منك، ولكن من أن أفقدك مرة أخرى. 
سأرحل عنك... هذا قرارٌ أتخذه كل مساء، وفي الصباح أجد نفسي أردد كلمات نزار. 
وعدتك أن لا أحبك... ثم أمام القرار الكبير، جبنت. 
وعدتك أن لا أعود... لكنني وعدت.
وعدت أن لا أموت اشتياقًا، ولكنني مت. 
#مها_العباسي 
#رسائل_مابعد_الغياب

"ما بين الصمت والبوح"




الكتابة نوع من البوح حيث الكلمات تسكن وترتاح بين أحضان الأثير. 
أتعلمين يا صديقتي أن الراحل عن الوطن تختلف الأشياء والمعاني له؟ 
فيصبح للحنين معنى آخر وللاشتياق معنى مختلف. 
يصبح الحنين كالحلوى القطنية التي تذوب في الفم تاركة مذاقًا سحريًّا. 
فحين تكون غريبًا تتجمع كل التفاصيل الصغيرة التي لا يلتفت إليها أحد لتشكل لك الكثير من الكلمات التي تقف ما بينك وبين البوح، فتختار الصمت أو هو الذي يختارك. 
لا تعلم إلا أنك تصمت وفقط، لا تستطيع أن تبوح بما لا تدرى. 
البعض لا يستطيع أن يفهم كيف يصمت من هو بحاجة للكلام. 
يصمت، فيتحول صمته إلى حروف، ولكن الصمت يؤلم والحنين مؤلم، وأنت حائر ما بين الصمت والحنين والبوح.

#مها_العباسي

10‏/06‏/2025

حين يحن الغياب


لعلّنا نلتقي...ذات مساءٍ خريفيٍّ خافت، في شارعٍ لا يعرف أسماءنا، ولا يحمل من ماضينا شيئًا، سوى ملامح الصدفة.
نلتقي، فتتوقف خطواتنا لحظة، وتسكن فينا ضوضاء العالم، كأنّنا رأينا ظلّ عمرٍ مضى،
يعود ليتنفّس بيننا.
تسبقنا الذكريات، تتسلّل بين نظراتنا، تذكّرنا بتفاصيل صغيرة:
قهوتك المُرّة، ضحكتك المائلة، وحديثُ منتصف الليل الذي كنا نظنّه لا ينتهي.
نتبادل نظرةً فيها اعتذارٌ صامت، وشوقٌ خجول، وألف سؤالٍ لا يحتاج إلى جواب.
نبتسم، ليس لأنّ الألم انتهى، بل لأنّ الذاكرة كانت أحنّ من الفُرقة، ولحظة اللقاء كانت أصدق من الغياب.
ثمّ نمضي…كلٌّ إلى طريقه، لكننا نترك خلفنا أثرًا خفيفًا، يشبه غيمة حنونة مرّت بنا ولم تُمطر.
#مها_العباسي

09‏/06‏/2025

بين السطور كنت




حين قال لها:
"أترك لكِ أبواب قلبي كلها مشرعة،
لتتجوّلي بين زواياه كما تشائين،
لكن تذكّري جيدًا…
أنتِ وحدك من تستطيعين فهم معانيه الحقيقية.
فالكلمات لا تُفصح دومًا عمّا بداخلها،
قد تحمل بين حروفها ما لا يُقال،
ما لا يُفهم إلا من قِبل من سكن الروح بصدق،
ونال حقّ التأويل، لا التفسير السطحي.
مع كل كلمةٍ بيننا،
ومع كل حكايةٍ تشاركناها،
كنتِ تقتربين أكثر…
تغوصين في عمقٍ لا يُتاح للجميع،
ولا يُفتح لأحدٍ بالصدفة.
عندها فقط، أدركَ أنّ ما بينهما ليس عابرًا،
وأنّه رجلٌ لا يمنح مفاتيح روحه لعابرِ سبيل."
— #مها_العباسي

08‏/06‏/2025

بيننا كرة خيط




إنه الشتاء..... حيث دائمًا ما تكون البدايات والأسئلة الحائرة التي غالبًا ما تكون بلا إجابات. 
كثيرًا ما حاولت أن أجد إجابة لسؤالي الحائر: 
كيف أحببتك مع أن المستحيل الوحيد هو أن أحبك؟ 
كيف امتزجت القوة والضعف معًا؟ 
كيف تجاوزت كل شيء لأحطم أسوارًا أنا من صنعتها لسنوات طويلة؟ 
كان صمتك يربكني دائمًا، فغالبًا ما يكون الصمت بداية لعاصفة لا أعلم متى تنتهي. 
إنها تلك الحكايات التي ترتبك أمامها؛ كثير من الخيوط المتشابكة التي كلما استطعت أن تُحرر خيطًا منها اكتشفت بأنه ما زال هناك مئات الخيوط في تلك الكرة اللعينة. 
فعلاقتنا ككرة خيط كانت تتلاعب بها قطة مشاغبة، تشابكت وأصبح من الصعب إعادة ترتيبها من جديد. 
أدرك جيدًا أن هناك الكثير من الأشياء التي تغيرت بيننا. 
لم نعد نحن، ولم تعد الأيام هي الأيام. 
فهل تظن أن الأمر يستحق العناء الذي أبذله لنظل معًا؟ 
وحدك من يملك الإجابة.
#مها_العباسي

07‏/06‏/2025

"بوح امرأة لم تعد تخشى البوح"




كل منا قدّر الآخر، عزيزي الغريب. 
أثق بك، لكن خوفي من الأيام أصبح أكبر من ثقتي بك. 
هل أترنح بين الثقة والخوف؟ 
أنتظر منك أن تطمئنني، فلم يعد في قلبي مكان لمزيد من الأوجاع. 
هل تعلم كيف تنتمي روح إلى روح، 
وكيف تمتد الجذور لتتمسك بالأرض؟ 
هكذا كنت عندما التقيت بك، 
عندما اطمأنت روحي إلى جوارك، امتدت جذوري وتمسكت بالحياة من جديد. 
هل تدرك، يا صديقي، أننا لم نكن يومًا غرباء؟ 
كيف يمكن لغريب أن يطمئن لغريب؟ 
كيف له أن يستتر بين ضلوعه ويسكن بين ذراعيه؟ 
أدرك جيدًا أن الاعتياد على الوحدة لرجل مثلك يعشق الحياة لم يكن سهلاً. 
رفضت الاستسلام كثيرًا... أعلم ذلك جيدًا. 
لكن استسلمت ولم تستطع الصمود أمام تيار الصمت الذي يجرفك بهدوء، 
ولم تعد تقوى على مقاومته؟ 
ماذا فقدت؟ 
أفقدت الكثير من نفسك، 
من روحك، وعقلك، وقلبك، وثقتك بمن حولك، 
فلم يعد هناك شيء لتفقده، وكل ما فقدته كان مجرد وهم؟ 
متى كانت الحياة بسيطة؟ 
أبدًا، لم تكن يومًا كذلك، لكنك وحدك من يدرك كيف تلتف حول عنقك خيوط الحياة وتتشابك لتقضي عليك. 
تمضي الساعات وأنت في حرب مع عقاربها التي تدور، 
فلم تعد تريد السير معها ولا تريد البقاء بعيدًا عن دائرتها. 
تُطفئ الأنوار، 
تسكب المزيد من القهوة، تدخن سيجارتك في حيرة 
تلتزم الصمت. 
كم مضى على صمتك؟ 
ساعات، أيام، شهور. 
لا تهتم، لم تعد تشعر بشيء. تتشابه كل المشاعر بداخلك، وتتكرر كل الملامح. 
خذلتك الوجوه والقلوب، أعلم ذلك، لكنني لن أخذلك يومًا. 
خذلتك الأيام، فلم تعد تريد أن تقاوم الاستسلام لها. 
تترك كل شيء خلفك لتجلس على طرف مقعد رخامى في إحدى محطات الحياة، 
حيث لا تعرف أحدًا هناك ولا يدرك أنك هنا أحد. 
أتفضل الوحدة، 
أم أنها هي التي اختارتك لتكون لها نديما؟ 
تبتعد عن كل الوجوه التي تعرفها، 
لا تريد الحديث أو الكلام. 
ليتنا نستطيع الخروج من ماضينا وذكرياتنا، 
وندخل لعالم جديد بلا شيء سوى أرواح شفافة فقط. 
ليتنا، يا صديقي، نستطيع البداية من جديد، 
لكانت اختلفت كثيرًا خياراتنا. 
أتفهم تلك الوحدة وذاك الضعف الذي يسكن بين ضلوعك، وأعلم جيدًا أنك ستعود إليّ أقوى، فأنا أثق بك. 
وإلى أن تعود، 
اهتم بنفسك من أجلي. 
#مها_العباسي
#رسائل_ستصل_يوما_ما
#رسائل_مابعد_الغياب

06‏/06‏/2025

"هي لا تحتاج سوى مكان تحتمي فيه"



ليست مجنونة أو أسيرة لوحدتها التي تنهش أحلامها كل مساء. 
إنها تحزن حين تشعر بالخوف، وتركض إليك لتخبرك: خبيني فيك. 
عندما قالتها لك، فإنها تعني أنك الوحيد الذي سيخبئها من كل العالم، وسيحميها بين ضلوعه، ويمنحها الأمان. 
عندما تعدها، ستصدقك لأنها تثق بأنك لن تخذلها أبداً. 
ستصدق أنك ستخبئها وتطمئنها، 
ستمسك يدك كطفلة لتعبر معك الدرب، وتستند على كتفك كامرأة حين ترهقها الحياة. 
أتدرك معنى أن تكتشف أن هناك، في هذا الكون الواسع، إنساناً ينتظرك لأنه يثق بأنك لن تخذله؟ 
أتدرك كيف يشعر في كل مساء يأتي دون أن يحمل صوتك؟ 
أتدرك معنى أن يثق بك أحدهم بلا سبب؟ 
أتدرك بأنه أحياناً يتمنى أن يرحل يقينه بك وأن تهتز ثقته ليستريح قليلاً؟ 
يتمنى أن تكون كأي شخص عادي، ولكنك لست برجل عادي. 
أتدرك معنى أن يراك إنسان مختلف، أن يراك كمعدن ثمين لا يصدأ، ولا تتغير قيمته حتى وإن تغيرت كل الأشياء؟ 
فالمعادن الثمينة تزداد قيمة بمرور الزمن، ربما يخفت بريقها قليلاً، لكنها سرعان ما تعود كما كانت بمجرد أن تلامسها أنامل صادقة. 
لا تخذل أبداً من يثق بك. 
لا تترك من يتمسك بكفك. 

#مها_العباسي

05‏/06‏/2025

الصمت الذي يصرخ




كل شيء يتغير ويتبدل....المشاعر، الظروف، الأيام.
ربما نعاني مع كل تغيير من عبثية التخبط والمشاعر المتناقضة الناتجة عن عدم الاستقرار، إلا أن ذلك مجرد مرحلة.
سنستعيد بعدها هدوء أرواحنا بالرغم من تلك الفجوة التي نشعر أننا سقطنا فيها.
فجوة زمنية تسبب لنا عدم توازن نفسي لفترة ليست بسيطة، بداخل كل منا بقايا ذكريات مهشمة نحاول التعايش معها، ولكن في كل حركة تصيبنا شظاياها، وتجرحنا أنصالها الحادة التي تنتظر لحظة الانقضاض على أرواحنا لتمزقها.
نتظاهر بالقوة، ولكنها تنهكنا وتتركنا في نهاية اليوم أشلاءً.
نتأرجح على حافة العالم، نسير على حبل مشدود بين قمتين معلقين في الهواء، لا نلمس الأرض، حذرين في كل خطوة، فنحن ندرك جيدًا أن الخطوة الخاطئة ستكلفنا حياتنا، ونسقط بعدها في تلك الهوة التي لا نهاية لها. حينها، لن ينفع الندم.
في كل استيقاظ جديد، توجد حكاية لا يعلم خباياها سوانا.
مع كل صباح الخير نسمعها، يكون الصدى مختلفًا.
مع كل "إزّيك"، عامل إيه نتبادل ابتسامة وكلمة "الحمد لله... تمام"، ولكن هناك صمت لا يعلم أحد أنه صرخة... استغاثة.
غالبًا ما يصدق من حولك تلك الكلمات.
قليل من يدرك ما خلف "كله تمام" ويحاول طرق الأبواب بهدوء وسلاسة، عله يحرر كلمات أسيرة داخل الروح، أو يقترب من تلك المشاحنات التي تدور بيني وبين نفسي كل مساء.
هل سيتمكن من فهم المزاج الذي يتحول في لحظة من النقيض إلى النقيض لمجرد فكرة عابرة أو كلمة؟
أم إنه سيدرك معنى الخوف المسائي كلما ألقيت برأسي على الوسادة؟
لحظات ما قبل النوم هي العذاب ذاته، إنها لحظات الخوف والضعف والوهن الذي يحتل الروح ويرفض الرحيل واستقبال نومٍ هادئ.
ربما سيحتاج إلى أن يستمع معي لتلك المبررات التي أحاول تقديمها لنفسي حتى أرضى عنها وأحررها من خوفها الدائم.
كل تلك الحوارات تدور في عقلي في تلك الثواني التي تفصل بين "إزّيك" و"الحمد لله.. تمام".
ودائمًا ما تميل الكفة إلى الحمد لله وتلك الابتسامة التي تخبرك بأن كل شيء تمام.
#مها_العباسي

04‏/06‏/2025

"المدينة التي أسكنها وحدي"




عندما تحمل معك الكثير من الهزائم، تصبح هشًا، لا تتحمل مزيدًا من التجارب التي قد تحمل الصواب أو الخطأ. 
تصبح الصورة من حولك ضبابية، فلا تجيد تمييز الملامح أو الرؤية بشكل واضح. 
وربما تنسج عالمًا خاصًا لا يعرف طريقه أحد، وتختبئ بين جدرانه وحيدًا، ولكنك في أمان. 
قد تحاول الفرار من تلك الشخصيات المتصارعة بداخلك، وتتمنى لو يستطيع أحدهما القضاء على الآخر. 
من سيرحل ومن سيستمر؟ 
هل ستكون أكثر راحة مع من سيبقى؟ 
أم أن الراحل هو الحقيقة ومن سيظل هو الوهم؟ 
من سينتصر ومن سيهزم؟ 
معركة أخرى بين نقيضين... 
أنا بين كل تناقضاتي... بين حيرتي وسكوني، 
هدوئي وصخبي، بين أنا وأنا الأخرى. 
فأنا لست شخصًا واحدًا بل شخوصًا كثيرة. أتدرك حجم مأساتي يا غريب؟ 
#مها_العباسي

03‏/06‏/2025

"على عتبة البوح"




بداية ككل البدايات مُرعبة، حتى وإن كانت بداية جديدة. 
فالكتابة عملية مُعقدة جدًا، كلما ابتعدنا عنها زادت تعقيدًا وعصيانًا... تتمرد وترفض الانصياع لتلك النزوات التي تهاجمنا بين حين وآخر. 
فهي دائمًا ما ترغب في علاقة دائمة تُحقق فيها الاستقرار، وترفض النزوات والعلاقات العابرة، ولكنك لا تستطيع أبدًا إرضاءها. 
كان الانقطاع عن الكتابة يمثل حالة من الغضب أو التمرد، أو رفض لمشاعر مرتبكة تمنع الاستقرار. 
كلما حاولت العودة إلى الكلمات، كانت تُغلق جميع الأبواب في وجهي وترفض الانصياع لرغباتي ونزواتي في المضي قدمًا. 
وقررت لفترة طويلة أن أرفضها أنا أيضًا، وابتعدت... رحلت، ومزقت كل الأوراق. 
ولكن، ودائمًا هناك لكن، ففي لحظة حنين للكلمات، اندفعت كطفلة تحتضن ملابس العيد، وأغمضت عينيها في انتظار الصباح؛ فالكلمات لا تموت، وإن البوح، رغم أنه مُرعب، إلا أنه محبب للقلب. 
هي محاولة لفتح أبواب القلب والبوح. 
أعلم يقينًا أن الكتابة هي إلهام... أحاسيس مبعثرة تهاجِمنا في لحظة لا نملك فيها سلطانًا، فلا نستطيع الرفض أو القبول. 
ها أنا أقف على عتبات عالم الكتابة من جديد، في محاولة لجمع شمل الكلمات مع الأوراق... 
إنها الكتابة، تلك الرحلة الأكثر هدوءًا ورصانة، التي نعود إليها دائمًا لكي تستعيد توازنك، تُلقي بكل ما تحمله بعيدًا خارج حدود جسدك وروحك، وتتحرر من كل شيء، وتحلق بأجنحة جديدة لا يثقلها شيء.
#مها_العباسي

02‏/06‏/2025

طقوس خاصة



لكل منا تفاصيله وطقوسه الخاصة.
لا زلت أندهش ممن لا طقوس لديهم، ممن يستطيعون الاستيقاظ دون أن يكون لهم صباحٌ مميزٌ ليومهم.
فتلك الطقوس ونس، حيث التفاصيل الصغيرة، تسكن الروح وتشعرك بالأمان والسلام، ودفءٌ لن يشعر بوجوده إلا من يمارسها.
هناك مكان حميم، فنجان صديق وكرسي يحتضنك حين يشعر بجسدك يقترب منه.
حين أستيقظ صباحًا، أمارس طقوسي الصغيرة... بسيطةً، ربما، ولكنها حميمة، تجعلني أشعر بامتنان لتلك التفاصيل التي أصنعها لنفسي.
هناك فنجاني الذي يحتضن النسكافيه، مشروبي الصباحي.
أتناوله خاليًا من الإضافات، أستمتع بلونه الغامق بلا حليب، وتلك المرارة التي تمنح الروح نشوة الاستيقاظ، تتسلل إلى تلك الخلايا النائمة لتوقظها، فأنا لا أحب أن يمتزج الطعم الأصلي بإضافات.
صوت خافت ينبعث من جهاز الراديو... اغاني محببه لقلبي تنبعث صدفه من الاذاعه فتصنع يومى وابتسم واعتبرها رسالة السماء
هل أخبركم بشيء؟
ربما ليس سرًا ولكنه مضحك، فأنا لا أميل لاستبدال أشيائي الخاصة كثيرًا، حتى وإن كانت الأجهزة أحدث، كما يفعل البعض كأن يغير اللابتوب لأحدث أو الموبايل كل عام.
فأنا لا أستبدلهم إلا في حالة إعلان التمرد والاقتراب من النهاية، وأتردد كثيرًا في اتخاذ تلك الخطوة.
كيف سأعتاد على جهاز جديد؟
كيف سيفهم عاداتي واختياراتي؟
ربما كلماتي مضحكة، ولكنه حقًا يفهم ذلك. فمع كل جهاز أستبدله، أحتاج إلى وقت طويل حتى أشعر بالألفة معه وأقترب من تفاصيله.
ربما هي تلك التفاصيل الصغيرة التي تمنحنا شيئًا من الحميمية أو الأنس، فتكون تفاصيل شديدة الإثارة لخلايا الذكريات التي تسكننا ونُسكنها.
أنا امرأة لا تستطيع الحياة بلا طقوس خاصة وتهتم كثيرًا بالتفاصيل، لي أغنيتي الخاصة التي حين يسمعها المقربون يتذكرونني.
لوني المفضل، عطري، وزهرَتي الخاصة.
تلك التفاصيل التي يفهمها المقربون للروح، ربما تمر مرور الكرام على من لا يهتم بالطقوس ولا يفهم التفاصيل، ولكن حتمًا سيدرك معناها من يشعر بكيف تمنحك الطقوس حياة مختلفة... حياة تخصك وحدك.
أحب الطقوس وأتمنى أن أحظى بالكثير من أشيائي المفضلة دون أن أختارها أو أطلبها، كتلك اللعبة... لعبة الحظ، تختار رقمًا لتكتشف ماذا يحمل لك، أو تفتح الراديو لتكتشف أغنيتك المفضلة.
أحب الطقوس رغم تلك السخرية التي أراها في عيون البعض لتمسكي بتفاصيل صغيرة... بسيطة.
فالكثير يعتقد بأنها نوع من أنواع الخوف من الإقدام على شيء جديد أو اكتشاف مذاق مختلف، أو هي مجرد روتين يعتاد عليه الشخص الذي يمارسها ولا يستطيع الخروج من دائرتها.
لا أحد يستطيع أن يدرك بأن تلك الطقوس لا تمنعك من المغامرة والمضي قدمًا في دروب مختلفة وجديدة لا تعلم عنها شيئًا، فالطقوس في حد ذاتها عالم آخر منفصل عن كل شيء.
عالم من الإيمان المطلق برغبتك وقانونك الخاص.
فأنت تحتاج إلى جرأة كبيرة لتحتفظ بنفس المذاق والطقوس لسنوات وسنوات، وتشعر بنفس المتعة ونفس الحالة من النشوة وكأنها المرة الأولى التي تمارسها فيها.
الخروج عن الطقوس يجعلني أشعر بالتوتر واعتلال المزاج.
ربما أحاول أن أتظاهر بأن كل شيء عادي، ولكن هناك شعور من عدم الراحة يتسلل إليّ رويدًا رويدًا ويملأ روحي بالملل.
هناك شيئًا ما ناقص، شيئًا ما مفقود، حيث تظل روحي حبيسة تلك الأسوار المجهولة لحين العودة لطقوسي، وحينها تستسلم الروح لحالة من السكون وإعادة شحذ طاقتها من جديد، فتعاود ممارسة مهامها اليومية مرة أخرى.
#مها_العباسي

01‏/06‏/2025

ظله لا يغيب




في حياة كل امرأة، توجد تجربة تُعتبر البداية لكل شيء والنهاية أيضًا، تجربة تُحدث تحولًا في كيانها، تمنحها نضجًا وحماقة في نفس الوقت، وتفتح عينيها على ما تريده من الحياة.
تكون لعنة أن تأتي تلك التجربة في مرحلة مبكرة من العمر، حيث تقضي حياتها تبحث عنها في عيون كل من يمرون بها.
رجل واحد، ستكتشف أن كل من عرفتهم لم يكونوا سوى ظلال له، انعكاسات لروحه، لتفاصيله، لصوته، وملامحه.
قد تحب مغنيًا لأنه لها ذكريات معه أو أغنية دندنها يوما معها.
ستدرك أنها تعشق كل ما يذكرها بابتسامته، وتبتسم عند سماع صوت معين لتكتشف لاحقًا أنه يحمل شيئًا من صوته.
ربما ستحدد تاريخ حياتها بما قبل تلك التجربة وما بعدها.
قبلها كانت امرأة، وبعدها تصبح مختلفة تمامًا، ربما أكثر نضجًا أو ربما أكثر غباءً.
فالتجربة بكل ما فيها من متعة وذكريات، تتحول إلى أنصال حادة تسكن داخلها، مما يجعلها مؤلمة وقاسية وشديدة المرارة.
لتعود وتحتضنها وتربت على قلبها، يكفي أن تتوقف في منتصف الطريق، ولا تجد إجابات لأسئلة عديدة: لماذا رحل؟
ما الخطأ الذي ارتكبته؟
ماذا حدث؟
ماذا ينقصني؟
وفي خضم هذه الأسئلة، تتحول إلى شخص آخر غريب، فلم يعد هناك مكان لتحمل ألم جديد.
يومًا ما، كان الوجع يفتك بروحها، حتى أصبحت الحياة معه مستحيلة.
لكن مع مرور الوقت والسنوات والنضج، ستكتشف أن تلك التجربة، رغم الألم الذي تركته، كانت أروع تجربة في حياتها، "حكاية العمر كله".
يكفي أنها تركت أثرها في داخلها، لتصبح هي الملاذ الوحيد في روحها كلما أرهقتها الحياة، تلقي بنفسها في أحضان الذكريات.
كان رجلًا مميزًا، حتى أنه لم يظهر بعده من يستطيع ملء الفراغ الذي تركه في عقلها وقلبها وروحها.
تمضي العمر مكتفية بأنها كانت معه لتكمل ما تبقي من عمرها معه في أحلامها،
فيصبح قدرها أن يظل حبه هو وجع العمر.
#مها_العباسي

31‏/05‏/2025

ظلك يكفيني



نبحث جميعًا عن تلك المساحة الآمنة التي نلجأ إليها حين ننهار، تلك المسافة التي تمثل لنا التوازن بين الاطمئنان لوجود الأنس، وبين تلك المساحة الخاصة التي تسمح لنا بالتحرر من قيود العلاقات مهما كان شكلها.
فالعلاقة التي تمنحنا الهدوء والأمان هي علاقة نادرة ومعقدة في ذات الوقت، رغم بساطتها. فكل منا يحتاج إلى مساحة يعاود فيها اكتشاف ذاته واكتشاف العالم من حوله بشكل مختلف وبعيون جديدة.
ربما طفولتنا هي التي تتحكم في غريزة الاكتشاف بداخلنا.
الأطفال عادة يلجأون إلى اكتشاف العالم من حولهم بأنفسهم، مهما حاولنا مساعدتهم، إلا أن اكتشافاتهم الذاتية هي إنجازات صغيرة يشعرون بالفخر بسببها.
مع مرور الوقت والأيام والسنوات، يتحول الاكتشاف إلى خوف من المجهول وقلق من الألم. تتصارع بداخلنا رغبة في التحرر وخوف من الخروج إلى العالم الواسع. نلجأ بلا وعي إلى المسافات الآمنة بيننا وبين من نحب، خوفًا من الفقد أو التعلق.
ربما هي طريقتنا الخاصة في معالجة أنفسنا أو حماية من صدمات الحياة.
هناك علاقة خفية بين تلك الرغبة في اكتشاف المجهول والخوف من اللاعودة. تتشابك مشاعرنا وتختلط في كثير من الأحيان حتى أننا نجهل كيف نعيد ترتيبها أو حتى إدراكها.
مع مرور الوقت والسنوات، نلجأ إلى المسافات الآمنة بيننا وبين من حولنا حتى لا ينتهي الأمر بالألم والجروح التي تدفعنا للهروب واللجوء إلى الوحدة والعزلة.
هل نظرت يومًا إلى شخص اختار الوحدة وتساءلت ما هي المعاناة التي دفعته لاختيارها والابتعاد عن الناس والتعامل بحذر مع كل من يقترب منه؟
كم تألم حتى تأرجح بين اعتزال العالم والاحتياج إلى آخر يمنحه الدفء ويشاركه تفاصيل يومه الصغيرة؟
نحتار بين الاقتراب والخوف... هكذا تسير الحياة وهكذا نمضي معها.
ومع الوقت، ستكتشف أن هناك ونسًا في الوحدة تمنحك إياه تلك العلاقات التي تتفهم المسافة الآمنة التي تحتاجها.
فربما تكون هي حيلة دفاعية تلجأ إليها لحماية قلبك وروحك من الوجع، أو لتعاود اكتشاف نفسك من جديد، وتبقى في فضاء روحك وتخلق مساحة تخصك وحدك.
#مها_العباسي

كل الطرق تؤدي إلينا



كيف تداخلت الصدف بيننا ... كيف أصبح القدر رفيقنا، والمكتوب هو الحقيقة التي نعيشها والوعد الذي نستسلم له في سكون.
هل تؤمن بالصدف يا صديقي؟ ... هل تعتقد أننا حقاً مجرد صدفة في درب القدر؟
وهل يمكننا الهروب من القدر؟
في لقاء ما بعد الزمن ... يجمعنا كل مكان ... ورغم اختلاف خطواتنا، نلتقي مجددًا في نفس المكان دون موعد.
كل الاتجاهات تقود إلينا وكل الطرق تؤدي إلى دربنا، وكل الخطوات تسير لنا.
هل نهرب من القدر أم نبتعد عن الوعد المكتوب؟
ليتنا نستطيع فهم كيف تتشكل خطوط القدر وكيف تتشابك خيوطه في تناغم وهدوء.
لم نفهم يومًا كيف يأتي اللقاء ومتى يكون موعده.
ربما نلتقي في زمن بعيد ... ولا نلتقي ... لنعود ونلتقي بعد مرور الزمن بزمان.
يتغير الزمن وتتبدل أرواحنا، فلا نحن من كنا ولا نحن من نلتقي الآن.
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب

30‏/05‏/2025

لأنك دائماً تعود



أغمضت عينيها، فهي كلما احتاجت إليه استدعته وجلست معه تحكي وتستمع له وتمازحه وتضحك كما كانت تفعل من قبل. فالضحكات الأجمل التي تشعر بمذاق الفرح هي تلك التي تترافق مع ضحكاتهم.

جائها صوته من بعيد يقول: "هل لا زلت تؤمنين بالصدف والأقدار؟"
نظرت إليه بحيرة، لا تدري ماذا تقول أو ما هو الرد المناسب لما يحدث.
لم تجد كلمات تعبر عن مشاعرها، فالصمت كان هو الحائر الأبدي، نشعر بالرغبة فيه ونرغب في الهروب منه.

كان الصمت يشاركهما فنجان القهوة، وهو يدخن سيجارته بصمت وينفث دخانها بقدر كبير من الحيرة.
نظر بعينيه خارج النافذة إلى الأمطار المتساقطة ببطء.
هو يعلم جيدًا أنه يركض ليكتشف أنه يدور في فلك وجودها، فيعود كطفل غاضب يجلس بجوارها، لا يستطيع الهروب من قدرها، وقد استسلم له، لكن الطفل الغاضب بداخله يعلن أحيانًا التمرد، لكنه دائمًا ما يعود حين يشعر بالعطش للحياة.
في لحظة هدوء بعد كل هذا الصخب، يستسلم القدر وتعود الروح لتلتقي مع نفسها، لا لتجد الإجابات، بل لتدرك أن السؤال كان هو الجواب.

#مها_العباسي

29‏/05‏/2025

لقد رحلا حبًا



ما زال الألم يذكرها بجرح الفراق المفاجئ، وما زال الفراق يؤلمها، وكذلك البقاء المتوتر.
رحيلك وبقائك يسببان لها الألم، حتى الكتابة عنك أصبحت مؤلمة.
حروفها وقواعدها ومفرداتها مختلفة.
كل ما كنا نفعله معًا أصبح مؤلمًا، لكنك اخترت الرحيل وأنا اخترت أن أنساك.
المعادلة بسيطة: قرارك يساوي قراري، الرحيل يساوي النسيان.
علاقتنا مجرد دائرة تبدأ من طرف وتنتهي عند نفس الطرف، فلا فرق بين نقطة البداية ونقطة النهاية.
إنها مجرد كلمات ونقاط تجمع بين الراحلين، رسائل مكتوبة بحبر يحمل رائحتهم، نرسلها يومًا ما أو نتركها بين أدراج العمر لتصل إلى شخص ما بعد رحيلنا، فيتنهد حائرًا: لقد رحلا حبًا.
#مها_العباسي

كأنني أبحث عني



نستمر في الحياة... ليس لدينا كل الخيارات، لكننا نملك ما يترتب عليها.
لا نختار القدر، لكننا نختار كيف نتعامل معه وبعده.
هل نستسلم؟ هل نحاول التعايش معه؟ إنها خيارات، ونحن من يختار.

تتحطم الأمنيات، وتنتهي الأحلام، ويرحل من يرحل ويأتي من يأتي، ونظل نحن في منتصف الطريق ومنتصف الأشياء.
ربما نكتشف أن الحياة قررت أن تبتعد عنا وتتركنا.
ننظر حولنا فلا نجد سوى حطام الأحلام والبشر والأمنيات.
هل نتوقف عن الحلم؟ هل نتوقف عن الأمنية؟ هل نستسلم؟

دائمًا هناك ضوء يأتي من خلف الظلام، ابتسامة من بين الحزن، حياة من خلف الموت.
ابحث عن الحياة بين الحطام، في تلك الأوقات التي تتزاحم فيها الأفكار في محاولة أخيرة للبقاء.
ربما تشعر أنك تصارعها، راغبًا في السيطرة عليها، وتنتزع ذاتك من بين أنيابها. تلك اللحظات التي تجعلك تشعر بالتشتت بسبب كثرة الأفكار المتتابعة.

تتمنى لو أنك تستطيع إيقاف الزمن والعودة إلى تلك النقطة التي لم يكن فيها شيء، مجرد بعض الابتسامات العابرة والذكريات الصغيرة.
تحاول الخلاص من كل تلك الصور المتتابعة في ذهنك، وتتمنى قليلًا من السكون لتستعيد توازنك الذي فقدته في زخم الأحداث الأخيرة التي عصفت بك، وتركتك تصارعها وحدك.

ربما هي محاولة أخيرة للخروج من نطاق حياتك وتغييرها، محاولة للوصول إلى التوازن الذي ترغب فيه.
تنظر إلى تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل المقدمة، عسى أن تستطيع السيطرة عليك وتنتشلك من كل شيء سواها.
لكنك تعلم جيدًا أنك لن تستطيع الاستسلام لأي منها، فأنت ما زلت في تلك المرحلة التي تريد فيها تحديد رغباتك والوصول لما تريد بلا مزيد من الخسائر.

تفتقد ذاتك، تفتقد شيئًا منك تجهله لكنك تشعر بغيابه.
إنها تلك المشاعر المختلفة الممزوجة برغبة في العزلة والبقاء وحدك لعلك تستطيع أن تتصالح مع ذاتك.
ربما هو مؤلم أن تفقد جزءًا منك، تفقد من يستطيع أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات صفاء نادرة.
مؤلم أن تنظر حولك بحثًا عن من يستطيع أن يفهم ما تشعر به، أن يفهم أنك تتألم، فليس من السهل أن تجد من يفهم مشاعرك، فهي مختلفة ومعقدة.

أنت وحدك من يدرك كيف ولماذا، وحدك من يدرك أنك تحتاج لمزيد من الوقت لتستطيع أن تنهض من جديد وتسير.
كثيرة هي اللحظات التي تقرر فيها أن تنفرد بنفسك لتقرر ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ما زلت في الحزن لكنك قادر على الفرح.
#مها_العباسي

28‏/05‏/2025

هي التي عادت من اللهب


إنها الآن تقف وحدها على عتبة عالم لا تعرف ما الذي يخبئه لها بين جدرانه.
هل ستدخل في أعماقه، أم ستتراجع وتختبئ خلف جدران زجاجية تحجبها عن كل شيء آخر؟
هل ستواصل السير في طريقها، أم ستبتعد إلى مكان بعيد حيث لا شيء، وتستسلم، كافية بما قدمته في الماضي؟
فهي لا تجيد صنع لوحات مزيفة تعيش بين ألوانها، بل تبحث عن الحقيقة لتستقر فيها.
هل لا يزال هناك شيء منها يتسع لها؟
هل تستطيع أن تعود من جديد، أن تولد منها بعد أن رحلت؟
لم تعد تهتم، ولم تعد تبالي بهم.
ستجمع كل أوراقها ورسائلها، وكل الصور واللوحات التي رسمتها يومًا ما.
ستجمع ما تبقى من الماضي وتلقي بكل تلك الأشياء في حفرة كبيرة، ثم تشعل فيها النيران. ستقف على حافتها تنظر إلى ألسنة اللهب المشتعلة، تلك التي تتلوى في محاولات يائسة للهروب والبقاء على قيد الحياة.
ستنتظر حتى تشتعل وتتوهج، ثم تلقي بجسدها ليختلط برماد الرسائل والصور والذكريات، ليمتزج معًا وتختلط ذرات جسدها بأحلامها، وتتحول إلى رماد ممزوج بين الجسد والحلم، حيث تولد كالعنقاء من رماد أحلامها لتبدأ من جديد.
#مها_العباسي

27‏/05‏/2025

"المسافة التي قتلتنا"


تلك المسافة التي نقف على طرفيها أصبحت قاتلة، إنها اللعنة التي أصابتنا ولا نستطيع التخلص منها.
تجمدت الحروف بيننا وتمزقت الكلمات بين شفتينا.
تحولت المسافات إلى قيد نختنق منه، إلى فراغ يتسع كلما حاولنا الاقتراب.
يعاندنا الزمن وتعاكسنا الأيام وكأنها قررت أن تغتال أرواحنا وتتركنا مجرد أشباح تائهة على حافة الأيام.
تمر الأيام ببطء وتتحول الساعات إلى شهور، يصبح كل شيء مملًا بلا معنى.
تتجرد الحياة من روحها وتفقد الأيام معانيها، وتفقد الكلمات حروفها وأفقد أنا ذاتي.
أقف على طرف المسافة... أبتعد عنك وأقترب منك، ما بين الحيرة والوجع هناك أنين يأتي من مكان بعيد، يناديك لتحرره من قيود المسافات، لتنطلق معه وتعبر الأسوار العالية التي تأسره من خلفها.
متى تركنا كل أحلامنا تتسرب من بين أيدينا؟ متى أدركنا الفرق بين الزائف والحقيقي؟ فليست كل الحقائق حقيقة وليست كل الأكاذيب كذبًا.
هناك دائمًا جزء من الحقيقة في كل كذبة وبعض الكذب في الحقائق.
لم أعد أهوى الصمت فهو لغة من يعجز عن مواجهة ذاته، أن يرى الحقيقة ويعترف بأنها موجودة.
سأترك كلماتي على أطراف عالمك، سأتركها في تلك المسافة التي تفصل بيننا، لعلك يومًا تفهمها وتدرك أن المسافات قاتلة ومع الوقت لن نستطيع الاقتراب من جديد.
#مها_العباسي

"ورغم كل شيء… أعود"



تنتابني نوبات من الحنين، فأنا مصابة بشغف الذكريات.
أحتضن حنيني إليك كل مساء، فلم يعد لدي ما أملكه سواك.
كثيرًا ما حاولت تجاهلك والنوم وحيدة، لكنك تتسلل إلى أحلامي بهدوء.
أستيقظ وأنا أحمل سؤالًا: ماذا لو لم يحدث شيء بيننا؟
ماذا لو بقينا أصدقاء فقط؟
ماذا لو؟
حاولت أن أتمرد على قلبي وأتجاهلك، وأن أغضب وأثور، لكنني لا أكون سوى طفلة صغيرة ترتجف مشاعرها.
ربما أكون قاسية عليك وعلى نفسي وأقسم ألا أعود، ولكن في كل مرة أعود.
أشتاق وأشعر بالحنين، فأنت خارج القوانين وخارج كل قسم.
#مها_العباسي

26‏/05‏/2025

ولادة واحدة، وموت متكرر



إنها حلقة مفرغة من الأحداث، ندور فيها لنعود إلى نقطة البداية، وكأننا نبدأ من جديد.
نسير على نفس الخطوات ونشهد نهاياتها، لكننا عاجزون عن الهروب منها.
أسلاك شائكة تحيط بنا، تخترق أرواحنا وتترك وراءها ندوبًا حزينة كدموع تسيل على جلود أرواحنا.
كلما حاولنا التحرر والانطلاق بعيدًا، تجذبنا سلاسل القدر التي لا تمنحنا سوى فرصة واحدة للولادة، بينما يأتي الموت آلاف المرات.
الألم يمنحك ما يُفترض أن يكون شفاءً، ثم يتركك وحيدًا بلا مأوى، وكأن كل الأماكن قد تخلت عنك.
تتجول في الدروب كغريب، تتمنى لو لم تغادر يومًا رحم الحياة، وتتمنى لو أنك رحلت عنها كما أتيت إليها: وحيدًا، وسرت في دروبها وحيدًا.

#مها_العباسي

25‏/05‏/2025

"فوضى ما قبل الهدوء"

تلك اللحظات التي تتزاحم فيها الأفكار في ذهنك، تشعر وكأنك تخوض صراعًا معها، تسعى للسيطرة عليها لتخرج بنفسك من الفوضى التي تسببت بها.
تتمنى لو كان بإمكانك إيقاف الزمن والعودة إلى تلك الأوقات التي كانت فيها الحياة بسيطة، مجرد ابتسامات وذكريات صغيرة.

تحاول الهروب من تلك الصور المتلاحقة في ذهنك، وتتوق إلى قليل من السكون لاستعادة توازنك الذي فقدته في تتابع الأحداث الأخيرة التي هزت كيانك.
ربما هي محاولة أخيرة للخروج من دائرة حياتك الحالية وتغييرها، سعي للوصول إلى التوازن الذي تطمح إليه.

تتأمل تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل مركز الصدارة، عسى أن تتمكن من السيطرة عليك، لكنك تدرك تمامًا أنك لن تستسلم لأي منها.
فأنت ما زلت في مرحلة تسعى فيها لتحديد رغباتك والوصول إلى ما تريد دون مزيد من الخسائر.

تشعر بفقدان ذاتك، بفقدان شيء غامض تدرك غيابه.
إنها مشاعر مختلطة، تتوق إلى العزلة والبقاء وحدك، لعلك تستطيع أن تتصالح مع نفسك.
من المؤلم أن تفقد جزءًا من ذاتك، ذلك الجزء الذي يمكنه أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات نادرة من الصفاء.

من المؤلم أن تبحث حولك عن شخص يفهم ما تشعر به، من يدرك أنك تتألم.
فليس من السهل العثور على من يستطيع فهم مشاعرك، فهي معقدة ومختلفة، وأنت وحدك من يدرك كيف ولماذا تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنهض من جديد وتواصل السير.

تتوالى اللحظات التي تقرر فيها أن تنعزل بنفسك، لتحدد ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ستنتهي.
#مها_العباسي

24‏/05‏/2025

"مكانه لا يُعاد"

في حياة كلٍّ منّا، شخصٌ واحد فقط...
ليس الأهم، ولا الأفضل،
ولكنه الأقرب،
الأصدق،
الأكثر حضورًا في القلب، ولو غاب.

ذلك الشخص لا يأخذ مكانه أحد،
ولا يشبهه أحد،
ولا يُمكننا الاقتراب من أحد بعده بنفس الطمأنينة والبساطة.
ليس لأنه لم يأتِ غيره،
بل لأن القلب، حين سلّمه مفاتيحه، فعل ذلك مرة واحدة فقط، ولن يكرّرها.

قد يرحل، وقد تبقى الحياة...
لكن شيئًا بداخلنا لا يكتمل بعده،
نتعايش، نعم، لكن لا نعود كما كنا.

مكانه يظلُّ محفوظًا،
لا يُعاد شغله،
ولا يُغلق عليه،
ولا يُنسى.

هو من علّمنا كيف نعيش حين كان،
وترك لنا درس الوحدة حين غاب.


#مها_العباسي

23‏/05‏/2025

"وداعات لا تكتمل"

كم من السنوات سنحتاج حتى نلتقي بلا وداع آخر، لنبقى معًا إلى الأبد؟ 
أرهقتني كثرة الرحيل... أتعبني الوداع. 
في كل مرة كنت ترحل فيها بصمت، 
هل كنت تخشى لقائي حتى لا تتراجع عن القرار؟ 
نرحل وترحل، ونعود لنلتقي صدفة أو قدرًا، 
ولكننا نلتقي دائمًا بعد كل رحيل دون ترتيب أو موعد. 
في كل مرة ترحل فيها، كنت أعلم أنه لن يجمعنا يومًا طريق، ولا يتجدد اللقاء. 
حتى المدينة التي تجمعنا لا نلتقي على أرضها، رغم أن خطواتي تسابق خطواتك على نفس الطريق. 
ذات الشوارع... ذات البيوت... ذات المقاهي... ذات المقاعد. 
ولكن أبدًا لم نلتقِ. 
ومع ذلك، في كل مرة يشاء القدر أن نجتمع معًا. 
ربما هناك سر أجهله في ذلك، 
ربما لنا موعد، ولكننا نجهل توقيته. 
صحيح أنه في كل مرة نعود، ولكن هناك رحيل لن يكون بعده عودة. 
ستصبح عودتنا بلا معنى، 
ستزداد الهوة بيننا، وسنصبح أكثر قسوة على بعضنا البعض. 
حينها سنقول الوداع، وفي عيوننا أمل بأن يكون هناك لقاء. 
مللت الانتظار... مللت إلى اللقاء. 
مللت الوداع بلا وداع. 
مللت حين نقول ربما نلتقي في مكان ما مرة أخرى. 
لماذا لا أقول بحسم وصراحة الوداع، وأغلق الباب وأمزق الأوراق؟ 
لماذا لا أرحل عنك، عن ذكرياتك، عن بقايا أمل؟ 
معك أنا ممتلئة بالوداعات التي لا تكتمل ولا تتم. 
أنا، أم أنت من يجعل الوداع ناقصًا لا يكتمل؟ 
أنا أنتظر دائمًا لقاء جديد يجمعنا، هناك يقين يخبرني أنك ستعود، دائمًا ما تعود. 
ربما قدرنا أن نجتمع كأننا لم نفترق، ونقول وداعًا يومًا. 

#مها_العباسي

"امرأة اعتادت الخسارة ولم تُهزم"



هي امرأة تشكلت من خلال التجارب، لا من خلال الصدف، حيث أعادت الأوجاع صياغتها. وُضعتها في أتون مشتعل وأدخلتها معارك لا تعرف الهدنة.
تعلمت كيف تداوي جرحها بصمت، مبتسمة بدلاً من أن تبكي، وكيف تمسح دموعها دون أن يراها أحد.
تعلمت كيف تنهض بعد كل كسر في حياتها، وتخوض الأيام بمفردها، حتى باتت لا تعتمد على أحد.
فهي وحدها لم تستسلم لما فرضته الحياة، بل تمسكت بقوة وثبات رغم كل شيء.
لا تعطي ثقتها بسهولة، ولا تتقن فن تصديق الوعود.
اعتادت استقبال خيبات الأمل بقوة، معتبرة إياها فرصة لبداية جديدة، وأن تنفض عن كاهلها ضعفها لتظهر أكثر قوة وصلابة.
لم تعد تخشى وداع ، فقد أصبح الرحيل لديها شيئاً مألوفاً.
جعلتها الخسارات والخذلان تدرك بحكمة عواقب اختياراتها، وهي لا تختار البقاء لمجرد كونه الخيار الأمثل، ففي بعض الأحياناً يكون الرحيل هو سبيل النجاة.
هي إمرأة لا تهتم بشيء ولا تبالي بشيء، لم تعد تنتظر أحد، فقد سئمت الانتظار.
#مها_العباسي

22‏/05‏/2025

"كنت هنا... أم كنت حلمًا؟"

لثورتك هدوء عجيب حين تختلط بطفولتك، لا أعلم لماذا كانت طفولتك معنا دائماً... تركض هنا وهناك، وتختفي خلف تلك الضحكة الطفولية.
ضحكتك لها مذاق خاص، تختفي لتعود وتظهر تلك الابتسامة التي تحتل جانب شفتَيك.

أرى رجولتك في القرار الذي تتخذه، في احتواء حزن دفين، في استخراج كلمات مدفونة، وفي احترام دموع قوية تاهت مني لسنوات.
كم هي تلك السنوات؟ التقينا منذ سنوات ورحلنا، ثم التقينا لنرحل من جديد.

أم أننا لم نلتقِ بعد وتواصلنا في الأحلام؟ أهذا صوتك الذي أسمعه؟ أهذا طيفك الذي أراه؟ ترى، أكنت أنت من جلست معه؟

نعم، إنه أنت؛ تلك هي بقايا سيجارتك ملقاة هناك.
تلك آثار خطواتك على الأرض، وهذا هو فنجانك، وتلك أوراقك مكتوبة وعليها اسمك. كنت هنا حقًا، نعم كنت هنا.
تلك علبة سجائرك ملقاة في حقيبتي، وأعواد ثقابك معها.

ولكن لماذا لا تظهر في تلك الصورة؟ ألم نكن فيها معًا؟
#مها_العباسي

"خيوط الأرواح التي لا تنقطع"



أنا على يقين أن لقاءنا لم يكن مجرد صدفة عابرة أو عبث مؤقت، بل كان قدرًا حقيقيًا، جاء ليعيد ترتيب ملامح حياتنا من جديد.

منذ لحظة اللقاء، أصبح كل واحد منا سندًا للآخر، مصدرًا للقوة حين تضعف الأحلام، وللأمل حين تضيق الدروب.

وعندما شعرت الحياة بثقلها، وعندما أوصدت الأبواب في وجوهنا، كان بيننا دائمًا شيء خفي... رابط هادئ، ناعم، يتكوّن ببطء ورفق، تمامًا كما تُنسَج الخيوط بين الأرواح التي تعرف طريقها إلى بعضها.

قد يأخذنا الوقت بعيدًا، وقد نبتعد مؤقتًا، لكن الفراق الحقيقي لا يعرف طريقه إلينا. فالأرواح التي التقت مرة، وتواصلت بصمت وصدق، لا تنقطع صلتها بسهولة... إلا إن توقفت رسائلها التي لا تُرى.

لقد دخل كلٌّ منا إلى قلب الآخر دون تخطيط أو مقاومة، بليونة كأننا نتسلل إلى مساحة كانت خالية وتنتظرنا. وكأن كلٌّ منا وجد في الآخر ذلك الوطن الذي طال البحث عنه.

كنا وما زلنا... أمانًا متبادلًا، ومأوى لا يُشبه سواه.

#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب

هل ما زلت تذكرني؟



اشتاقت إليك...أغمضت عينيها وهمست بدعاء صامت.
رغم مرور السنوات، لا تزال تفتقد دفء صوتك، وحنان نظراتك، ولمسة حضورك التي كانت تطمئنها كطفلة صغيرة.
كانت تشعر بك جوارها دومًا، تلاعبها ابتسامتك، وتحتضنها كلماتك الحنونة.
تشتاق لرائحة دخان سيجارتك، للنظرة التي كنت تنظر بها إليها من خلف الدخان، تضحك من تلك اللحظة التي كنت فيها أنت، بكامل فوضاك،
تشاركها في حرف ضائع من اسم، كأن القدر كتب لكما اللقاء في جزء لم يكتمل بعد.
تتخيل يدك فوق كتفها، تحميها من غريب يقترب، أو تمسك بها وهي تعبر الطريق.
تسترجع رائحة أوراقك وكتبك التي كنت تلقيها جانبًا فتضحك، ثم تنطلق كطفل تخلص من واجباته المدرسية.
لم تعتد أن تحمل أوراقًا، لكنها كانت تراها معك دومًا، تنظر إليك بغضب مبتسم، وهي تحتفظ بأشيائك الصغيرة وكأنها كنوز.
كلما غضبت، جلستَ جوارها تبتسم، فتنظر إليك وتبتسم، ثم تنهضان معًا دون أن تدري لماذا غضبت أو لماذا تصالحتما.
ربما كانت تغضب فقط، لتراك وأنت تصالحها كطفلٍ عنيد، أو لأنها كانت تفتقد همستك حين تقول:
"مش هنكبر"...
فتبتسم، وتبتسم هي أيضًا.
هل ما زال الشتاء يناديك كما كان؟
حين كانت تشعر بالبرد، تضحك وتتذكرك...
وحين تمطر الدنيا، تركض تحت المطر وكأنك معها، تعلمان جيدًا أنكما لم تهربا من المطر،
بل إليه.
رغم فارق السنوات بينكما، كنت أنت الطفل في الحكاية.
اشتاقت إليك بكل شيء، بثورتك، وجنونك، وغضبك، وهدوئك، ووجعك.
علمتها أن تكون "هي"... أو لا تكون.
علمتها أن تعيش الحياة للحياة.
علمتها أن تشتاق إليك كل صباح مع فنجان القهوة ودخان السيجارة.
علمتها أن صوتك ما زال يناديها عبر السنين،
وأنك ما زلت هنا...في مكان ما، قريب منها،
حتى إن فرقت بينكما المسافات.
هل كنت تتخيل أن تقرّبنا الأماكن وتبعدنا المسافات؟
اشتاقت إليك...فهل تشتاق إليها،
أم أنك لم تعد تذكرها؟
هل ما زلت تتذكر تلك الأيام التي جمعتكما؟
أم أنها تلاشت من ذاكرتك كما تلاشت خطواتكما من الطرقات؟
هل ما زلت تحمل في قلبك ما كنت تحمله يومًا،
أم أن تلك المشاعر تآكلت بفعل الغياب؟
سنوات وسنوات مضت، يجمعكم الأرض،
تتنفسون نفس الهواء، لكن لم تلتقِ خطواتكما...
أم تراكما التقيتما دون أن تنتبها؟
هي تعرف...أنت هناك، خلف الجدار، في تلك الغرفة التي حفظت تفاصيلها من حديثك.
جدرانها، أدراجك، كرسيك المفضل، علبة سجائرك، أعواد الثقاب، رائحة الكتب...
كلها ما زالت محفورة في ذاكرتها.
تذكرك صوتك، ضحكتك، لحظاتك التي تقاسمتها معها بكل صدق.
اشتاقت إليك...ما زالت تفتقدك.
هل تذكرها، يا صديق؟
حينها، داعبتها نسمة حانية على وجهها
فارتسمت على شفتيها ابتسامة، وتمنت فقط...
أن تراك، لتهمس في أذنك:
"لم أستطع يومًا أن أنساك..."

#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب

21‏/05‏/2025

حين تبتسم الدموع"

حين أشتاق إلى تلك اللحظات الخاصة التي كانت تملأني سعادة، وترسم على وجهي ابتسامة هادئة... تنهمر أحيانًا دموعي، فتحتضن تلك الابتسامة كأنهما تآلفا مع الزمن.

أتهيأ للانطلاق في رحلة الحياة،
أجلس على مقعد قطار الذكريات،
وهمس شفتاي يردد:
"على قد ما حبينا وتعبنا في ليالينا..."

كانت ولا تزال تلك الكلمات تعويذتي السحرية...
كلما اجتاحتني الأحزان، جاءتني تلك العبارة،
تضحكني،
تبكيني،
ثم تتركني أُغمض عيني بابتسامة صغيرة.

أسمع ضحكاتنا وهي تعانق أرواحنا،
أشعر برائحة المطر تُلامس وجهي،
نتراكض تحت المطر كطفلين لا يعرفان إلى أين،
نضحك بصوت عالٍ،
نرمي ما في أيدينا ونحتضن القطرات كأنها الحياة.

كنتَ تلقى إليّ بأشيائك،
وحقيبتي الصغيرة تضم أغراضك...
ذكرياتك.
ثم تعود الابتسامة إلى شفتيّ مع كل عبور موسيقي...

أعبر السنوات بين "عيناك"،
و"سمراء"،
و"كلمات"،
وبين رائحة القهوة التي امتزجت برائحة التبغ.

صوت كاظم...
كلمات نزار...
و"ألا أنتِ"...
كلها كانت وتظل نوافذ تطل على قلبك.

قضينا أمسيات لا تنتهي،
وأحاديث تتصل بالنهار،
لقاءات تبدأ عند الغروب وتستيقظ مع الشروق.

سنوات طويلة...
وأشياء كثيرة لا زلت أعيشها وحدي،
معك،
ولك،
ولا يشاركني في أسرارها أحد.
لأنك كنت دائمًا...
أعظم أسراري.

#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب

20‏/05‏/2025

"رسالة من منتصف الحكاية"

ربما نحتاج إلى بعض الوقت لنفهم حقيقة مشاعرنا.
هذه هي المرة الأولى التي نُفصح فيها عن مشاعر طالما سكنت تلك المنطقة الرمادية في قلوبنا... كنا نهرب منها، نتجاهلها، رغم أن الآخرين كانوا يرونها بوضوح.

لم نعترف بها،
وربما لم نكن بحاجة للاعتراف،
فمجرد وجودنا معًا كان كافيًا.

كنت أعلم منذ البداية أننا لن نسير في الطريق ذاته،
ومع ذلك، لم أستطع إنكار الشعور داخلي.
كنت دائمًا ملاذي الآمن،
وكل هدوئي،
وكل سلامي.

كنت أشتاق إليك كل مساء،
رغم أننا لم نلتقط صورة واحدة تجمعنا،
لكنني كنت أحتفظ بملامحك كاملة في قلبي.
وما زلت أبتسم كلما مرّ اسمك في خاطري...

هناك شخص واحد فقط تتقبله كما هو،
بكل عيوبه ومزاجيته،
لأنك تراه "استثناءً"...
وأنت كنت ذلك الاستثناء.

كنت أكتب لك رسالة كل مساء،
أحيانًا أحتفظ بها، وأحيانًا لا.
لكنها كانت طريقتي الوحيدة لأُحدثك،
على أمل أن تصلك يومًا ما.

ثم اختفيت...
بلا وداع،
بلا كلمة،
بلا حتى تفسير.

ورغم كل شيء،
لا زلت مؤمنة أنك كنت تحمل لي كل ذلك الحب الصادق.
كنت أشعر بفرحتك حين عدنا لبعضنا،
أشعر بأنفاسك ترقص خفةً وأمانًا وحبًا...
ثم فجأة،
صمتّ،
وتركتني في منتصف الحكاية.

ربما لم تكن المرة الأولى التي ترحل فيها بصمت،
لكنها كانت الأصعب.
لأنني كنت مكشوفة أمامك تمامًا،
كنت "أنا" الحقيقية،
بلا أقنعة،
ولا ادّعاء.

وإن كانت عودتك يومًا بدافع الضعف،
فأنا كنت قوتك.
وإن كان رحيلك بدافع الخوف،
فأنا لم أطلب وعدًا،
ولا خطة،
ولا حتى نهاية.

كل ما أردته ببساطة...
أن تبقى.
حتى ولو من بعيد...
حتى ولو بصوتك فقط.

لم أطمع في شيء سوى وجودك.

#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب

19‏/05‏/2025

هذا القدر الذي لا نفهمه



كيف كنا؟
كيف أصبحنا؟
كنا مجرد غرباء لم نلتقِ يومًا.
جمعنا القدر في طريق واحد، ولم نتبادل يومًا الكلام أو حتى السلام، لكن كان هناك شيء ما يجمعنا.
ربما هي أرواح حائرة، أو ألم، أو جرح لم نستطع مداواته.
أليس هذا كافيًا لنلتقي؟
ربما في العادة ليس كافيًا، ويحمل بين طياته الكثير من علامات الاستفهام والدهشة، لكن في تلك اللحظة القدرية، هو كافٍ جدًا... بل هو المناسب تمامًا لتلك الأرواح الهائمة التي تبحث عن سبيل لتلتقي بمن يشبهها.

#مها_العباسي

18‏/05‏/2025

ومن يستطيع الهروب من القدر؟



عيناك قدري، ومن يستطيع الهروب من القدر؟ 
هل ترى أنني أحبك؟ 
سؤال يحتمل العديد من الإجابات، بعضها مني وبعضها منك، والكثير من الإجابات نجمعها من بين إجابتينا. 
عندما أرى رماد السيجار يشتعل من جديد ويتوهج في المنفضة أمامي، أدرك أن هناك شيئًا مختلفًا يحدث لي. 
عندما أنظر إلى فنجان قهوتي وأجد ملامحك قد نُقشت على سطحه بحبيبات القهوة، أعلم أن هناك شيئًا مختلفًا. 
عندما تجري عقارب الساعة بسرعة جنونية لنلتقي، ثم تتوقف فجأة عند لقائنا، أعلم أن هناك شيئًا يحدث. 
حاولت تغيير اتجاه العقارب لتختلف الساعات ولا أراك أمامي، لكن لا شيء يهم. 
إنه مجرد لقاء عابر وحديث عابر. 
التقينا في طريق ما، وكان بيننا حديث طويل على فنجان قهوة، ومنفضة امتلأت بأعقاب السجائر، وأوراق تشتت عليها الحروف، وشذى عطر ما انتشر من حولنا، ليصبح المكان مختلفًا. 
أنت التقطت المفتاح بهدوء، وفتحت الأبواب، وأطلقت روحي لتحلق عالياً، بعد أن كنت قد قصصت أجنحتها وأغلقت عليها الأبواب. 
قبل أن نلتقي، كنت أعلم جيدًا كيف أهرب من رجل يحاول تحرير روحي من أسرها. 
كنت أتقن الهروب والمراوغة، وأغلق الأبواب بإحكام وألقي المفتاح بعيدًا عن أي يد قد تنتشله مني. 
دائمًا ما كنت أنظر من بعيد من صَدفتي التي أسكنها وحدي، من شرنقتي التي أتحصن بخيوطها الحريرية، ولا أريد أن أحلق بعيدًا عنها. 
كنت دائمًا أسرع بوضع نقطة النهاية بعد أول كلمة في أول سطر من حكاية ما، فمعي تنتهي كل الحكايات دون بداية. 
شيء ما تسلل إلى تلك الصَدفة واستوطن بين جدرانها وغفى. 
ودون أن أدري، نمت روحك وخرجت للنور لؤلؤة. 
فأخفيت كل النقاط حتى لا تكون نهاية، وفتحت كل الأبواب ومزقت خيوط الشرنقة. 
هل ترى أنني حقًا أحبك؟
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب