07‏/03‏/2012

17-مواسم الحيرة


انه ذاك الصخب الذى يأتى مع الصباح الباكر ,كثير من الاصوات المتسلله من نافذتك فى محاولات مستميته لنزعك من فراشك
رائحه القهوة التى تجذبك من الفراش لتصل لها فتكتشف بانها تناديك لتصنعها
رحلتك اليوميه التى تكون بدايتها ذاك الفراش الوثير الذى يضمك لتنتهى حيث لا تعلم
كثير من الاحداث المترهله تتابع كل صباح ربما فى روتين واحيانا فى تناقضات غريبه ولكنها متواليه ثابته تاتى مع ضوء الصباح
تشعر بان كل ماحولك يحاول اقتحامك والولوج الى عالمك وكلما ازددت رفض له كلما زاد توغلا فى صباحك الذى ترجوة بهدوء غفواتك المتكررة كل مساء
كثير من الحلقات المفرغه التى تحاوطك
صباح يلاحق اخر
ومساء يأتى على مهل خوفا مما تضمه ساعاته
فدائما ماتكون تلك الساعات لغز مجهول هو المساء مايغرى كل شئ للحدوث
الذكريات للعوده
والألم للحلول
والاسئله للتراقص امامك
واشباح الوجوة الماضيه تاتى لتسكن لياليك
انه المساء الغامض
الغاضب
الساكن
الثائر
متى يحل السكون للمساء
متى تعانق الطمانينه ساعاته وتسكنه
ليس هناك حقيقه اكبر من انك تتصالح مع ذاتك فنحن لا نختار النهايات ولا نكتبها وحدها الحياه هى من تضع النهايات لكل الحكايات  انها مزيج من الضياء والاخفاق
الانهزامات والانتصارات انها حياه اخرى موازيه لما نحيا
الحدود خط وهمى لا يوجد الا فى اذهاننا فكل الدروب خطيرة
وكل الاسفار تحمل الكثير من المخاطر
فكثيرا ماتجد اشتياق للحظات تسكن فيها الى نفسك ,تحدق فى الفراغ,تنظر لبعيد ,الى لا شئ مجرد لحظات تحاول ان تجمع فيها شتات ايامك واطراف احلامك
تسحقك المسافات المتراميه مابينك وبين حلمك حتى ان مجرد العوده لبداياتك امنيه
تستشعر بعض الانغام المتواريه خلف امنيات بعيده
ترقص وحيدا على تلك الامانى
تبعثر روحك خرائط الاغتراب
تحاول ان تعبرها وتجتاز حدودها لتصل لحدودك وتسكنها
كم من المسافات يجب ان تقطع لتصل
كم طويله هى مسافات الحنين والاشتياق التى تزدحم بها تلك الليالى
انه الحنين الذى يصبح جمرا منثور على دروب المساء التى نجتازها لنصل لصباح اتى مجهول ,بلا معالم نشتاق لرسم ملامحه كما نريد
ترانا نستطع ان نبوح لشمسه بما يدور بداخلنا
تراها ستسمعنا
تراها تستطيع ان تعى اوجاع الحنين الرابض بين حنايا صدورنا
ليتنا نستطيع البوح ولكنه الصمت ,ذاك الحاكم الظالم الذى يأمر فيجب ان نطيع
انها ساعات كثيرة حزينه تختال من حولنا فى هدوء قاتل راغبه فى من يحررها من قيودها ويطلقها فى فضاء باتساع امنياتها
ان ينثرها على قمم مستحيله
انها الافراح المبتورة التى تشتاق ان تكتمل
تشتاق لمن يرتل لها ايات الوعد وتنتظر ماسياتى
تنتظر ان تروى احزان الماضى لتنتظر الضوء الاتى من بعيد
هى تلك الحروف التى تشتهيها الكلمات

06‏/03‏/2012

16-ليس هناك احد


بعض من العطر والحروف المتناثرة على ذاك الغبار الغافي على طاولتك يذكرك بأنك كنت هنا ذات يوم
تتجول كل الاسئله الحمقى في ذهنك في محاولات للبحث عن اجابه قد ترضيك أو تجعلك تصمت
ولكنك تكتشف بأنك لن تجد الاجابه ,ليس لان الاسئله مستحيلة 
ولكن لأنك مازلت تدور في فلك غامض بلا مخرج أو جواب
تلملم بقايا املك وتنطلق لبعيد

لتبحر في تفكير عميق قد تمضى الليل وأنت صامت تنظر لنقطه ما في فضاء متسع ,كأنك تهذى من فرط الإرهاق ولكنك لا تهذى انك في كامل وعيك كل ما هناك انك وحدك من يجب أن يعبر بك متاهات الأيام

أنت وحدك من يستطيع تجاوز حدود الوجع للوصول لميناء 
كثيرة هي الأفكار المتزاحمة على أبواب عقلك
أين ومتى ولماذا وكيف
وكأن كل علامات الاستفهام قد اجتمعت على أطراف عقلك وقررت المكوث هنا طويلا, رافضه الانصراف أو حتى التواري قليلا حتى تأخذ أنفاسك
 تنتظر خيوط الفجر الأولى لتتحرر من أسئلتك وتتركها وحيده بعيدا
ربما هروبا من إجابات لا منطقيه أو حتى عجز عن إيجاد أجابه منطقيه
كثيرا من الحواجز تفصلك عن الوصول للإجابات
تتأهب للرحيل بدونها تاركا من خلفك كل شئ فيكفيك حيرة
تكتفي بكل القدر من الإرهاق النفسي والذهني الذي يحتل كل كيانك
تتحرر من سكونك
تتحرر من عقلك
تنطلق بعيدا عن كل القيود التي تجذبك لتظل مكانك
فالماضي ليس إلا محطة أخرى في حياتك تنطلق منها لغد تعلم جيدا بأنه أتى
الكثير من المحطات والكثير من الرحيل والعودة والسكون والغضب
إنها رحلتك
دربك
حياتك
تتراكم الأيام والأحداث في ذاكرتك لا تستطيع نسيانها ربما يعلوها الصدأ أحيانا  
ربما يسقط الكثير منها سهوا
ولكنه أبدا لا يختفي
تأتيك تلك ألفرصه للهرب فتقف حائر
متوتر
تتردد كثيرا
تراه شعور الحرية هو ما يقلقك أم انك تشعر بالكثير من القيود التي تكبلك وتجذبك للمكان
تطول مسافات الرحيل ويزداد البعاد وتطلق لأنفاسك العنان لتنطلق في فضاء عالمك الخاص ,فأنت تعلم جيدا بان السنوات والأيام ستمر وتتغير الأحداث وتتبدل حتى وان لم تكن انت هناك
فما بينك وبين عالمهم الكثير من السدود والحواجز مجرد نظرات بلهاء تتبادلها معهم ,ابتسامات بلا معنى,كلمات فارغة
لا تشبههم ولا يشبهونك
يلقيك الحزن وحيدا في ركن قصي من العالم لا يشاركك ألمك احد فليس هناك احد
مجرد غربه
وحده
اتجاهات متضاربة
أسهم متعاكسة
حياه خاوية

01‏/03‏/2012

15-غيمة شجن


في ذات يوم ستجلس إلى جوار نافذة ما في مساء بارد 
سترسم بأناملك بعض الأشكال على زجاجها
ستحاول أن تترك اثر يدوم لك هاهنا ولكنه أبدا لن يظل
ستختفي في مساء أخر بارد ,فارغ ينهش ذاكرتك المفعمة بأحداث وأشخاص وملامح, وسكون يسيطر على أمسياتك الحميمة التي تقضيها معك في هدوء جالسا على كرسيك الوثير تاركا جسدك يسترخى محاولا البحث عن ذاك الفراغ الذي يملئك

البحث عن تلك ألغربه التي اصبحت تسكن جسدك, وتلك الوحدة التي تتجاهلها  في كل مساء خاوي من الدفء لتخبر نفسك بانك بخير.

تحتاج فقط لقليل من الصوت الدافئ الذى ينساب إلى مسامعك في سلاسة ليخبرك بأنه مازال هناك حياه بأنك مازلت هنا .....مازلت تتنفس
تنتظر بعد يوم طويل من الإرهاق الجسدي والمعنوي قليل من الندى الذي يروى تلك الروح المنهكة حتى لا تفارق الحياة فأنت لا تنتظر الكثير
 فأنت تعلم جيدا بأنه لن يأتيك ولن تمتلكه ذات يوم فتكتفي بقليل من الندى وقليل من الدفء وقليل من كل شئ يمنحه لك القدر
تنظر لبعيد ترتجف كتلك الورقة المعلقة في الفرع العجوز الذي يطل من نافذتك رافضه السقوط متمسكة بقوة بالحياة
عبثا تحاول أن تمتص رحيق الأيام من بين مرارتها
عبثا تحاول أن تستند على جدران آمنه ,دافئة
تلملم ذاتك ,وتضم ذراعيك في صمت, تنتهك صمتك بعد الكثير من الحيرة وتتحدث بصوت مرتفع في محاولات لتؤنس فراغ الغرفة من حولك فقط تحتاج لصدى صوت يحاوطك
كم من الليالي انتظرت؟!!!!!!
كم من الأمسيات أمضيتها تطل من نافذتك, وأنت تنتظر ذاك الزائر الذي سيأتي او قد لا يأتى ابدا
تنتظر تلك ألغيمه التي ستعبر سمائك لتهطل فرحا على لياليك وترقص في أحضانها رقصتك المفضلة وتهمس فى أذنك بنغمات ساحرة
وترقص للصباح وأنت تعلم بأنه ليس إلا زائر سيمضى بعد تلك ألامسيه ولربما ألامسيه التالية ويرحل, ولكنك تقرر بأنك سترقص وتضحك وتلهوا بين أحضانه حتى وان رحل
اجهل ما ينتظرنى معك فأنت غامض بغموض البحر ,عميق بعمقه,اسكن بين موجات هدوئك , واغرق عندما تثور امواجك
لا شئ سوى أنت الذي اعلم بأنك قدري ,تشبهني حد الجنون, ونختلف حد الفراق,ونتحد حد الانقسام 
يربكني حضورك, فأنت تأتى ومعك العديد من التناقضات المرهقه
مازلت ابحث عن جواب لكل الجنون الذي تحمله بداخلك, تأتى ذات مساء فتروى ظمأى للحياة وترحل لاقف حائرة على شط الأيام انظر لفضاء بعيد باحثه عن طيفك فقد يأتي وتعود
وكل صباح انظر للمرايا فلا أرى سوى تلك العيون الذابلة التي أرهقها السهر والحيرة والانتظار فألونها بمساحيقي وابتسم وأغادر وأنا اضحك في سخريه من ذاك القدر الذي منحنى المجنون وطن ,الملم حقائبي وكتبي وأوراقي المبعثرة في كل مكان الملم روحى التي بعثرها حضورك وأقرر الرحيل بعيدا عن جنونك ولكنى أعود لك 
فأروع ما فيك يبكيني فتختفي ابتسامتي بين دموعي ولا احد يعلم أن قدري هو أنت الذي يسكن أمسياتى اليتيمه بدونك
انغمس بكل كياني في كل شئ حتى أنساك فيخبروني باني مجنونه أرهق جسدي وأنهك روحي يعتقدون أن جنوني هو الذي سيدفعني للإنهاك ولا يعلمون أن جنونك هو الذي يرهقني
بعثرتني وتركتني مابين حزنك وفرحك وجنونك حائرة
فقط انتظار وجنون وأنت