21‏/12‏/2017

رسائل الي غريب.....12


لا شيء يجبرك على البقاء.
مجرد جملة بسيطة ياسيدتى تركتيها فى ختام خطابك ولم تدركى بانها هى كل الحكاية 
الم تتسائلى ياسيدتى مالذى يدعونى للبقاء 
ربما لم تُحاولى امعان النظر لما خلف الحكاية 
هل تسمحى لى ان اروي الحكاية من بدايتها 
لم يكن اقترابى اختيار او قرار 
ربما هو اكتشاف لعالم اخر كنت اشاهدة من خلف الواح زجاجيه عالية ولم اتصور يوما ان اعبرها لاصبح من سكان تلك المدينة 
ربما دهشتى لوجود تلك التى استطاعت ان تعبر بهدوء اسوارى وتصل لروح مهجورة تركتها هناك بعيدا عن كل العيون 
ربما اكتشافك للانسان بداخلى منحنى القدرة على التماس الونس بجوارك 
لم اتحملك ولم تتحملينى 
فقد انصهر كل منا فى الاخر فلم نستطع الانفصال والابتعاد حتى وان كنا لا ندرك لماذا
لم اراكى يوما منهارة ياسيدتى حتى فى تلك اللحظات البالغة القسوة 
دائما ماكنت اشاهد وميض عيناكى بكبرياء وقوة خلف تلك الغلالة الشفافة من الدموع
تفهمى حزنى الذى لا افهم لماذا يسكننى 
تفهمى ذاك الكائن المجنون الساكن بداخلى 
لا تحاولى ان تجعلى من حكايتنا حكاية مثل تلك السطور التى تتناثر هنا وهناك دعينا نمضى مع القدر وللقدر فدائما هناك كلمة اخيرة يكتبها القدر فى كل الحكايات

04‏/12‏/2017

رسائلها اليه....15

كثيرا ما تشعر بالغضب حين تقرر أن تكتب لك
تثور وتعترض وتقرر بأنه يجب التخلص من تلك الرسائل ...فلن تكتب
ستصبح كلماتها حرة.... تحلق في كل مكان دون أن تكون له
ولكن سرعان ما تشعر بأنك أنت مفتاح الكلمات وبأنها ترفض الخروج ما لم تكن أنت صاحبها
ربما كانت رسائلها لك هي تلك الحيلة الصغيرة التي تحتال بها على الكلمات لتعاود فرد أجنحتها والتحليق من جديد
كثيرة هي تلك المشاعر التي تجرفها معها إلى تلك الدوامة التي لا تستطيع منها خروج
لا تملك إلا الهروب لأقصى زاوية مُظلمة تختبئ وحدها حيث لا احد
كثير من الحيرة والأسئلة .....
فكيف لها أن تحتمل كل هذا الخوف والحزن والحيرة وحدها
لم تكن يوما تريد الاستسلام للموت ،أبدا ما كانت تريد أن تصبح أسيرة تلك الحياة التي لا تُريدها ولا تستطيع أن تحيياها
تدور في فراغ المكان حائرة....... وحيدة..... شاردة
تنظر حولها بتلك النظرات الزجاجية التي ما عادت تحمل معنى
تنظر في صمت ...... تسير في ترقب
كل ما حولها لا يروق لها
لا تنتمي له ولا ينتمي لها
تلك الأريكة لا تحتضنها ... هي دائما ما تلفظها بعيدا عنها ..... ترفضها وترفض أن تستكين عليها
هل حقا يشعر الجماد بمشاعرنا نحوة فيبادلنا تلك المشاعر
هي لم تعد تشعر بانتمائها لتلك الجدران
تشعر بالغربة عنها
هي غريبة عن المكان
غريبة عن الصور
غريبة عن تلك الجدران
لم تعد تعكس المرايا وجهها
لم تعد ترى ملامحها على سطحها المصقول
هل تهرب منها ملامحها أم أنها لم تعد تعرفها فغضبت منها المرايا
لم تعد تأبه بشيء
لم يعد يُهمها ملامحها
لم تعد تهتم لخصلات شعرها وكيف تبدوا
هي لم تعد تريدها
تحتويها الجدران فيصبح لعمرها سنوات وسنوات لا تعرفها
سنوات تبحث فيها عنها فلا تجدها
حين تخرج من جدران لا تعرفها ....تنفض عن كاهلها كل تلك السنوات وتعود تلك الطفلة التي ترقص على أنغام تأسرها
كم تمنت أن تمضى عمرها بشكل مختلف
هي التي تعشق الحياة وتمنت أن تحييا مع من يستطيع أن يعزف معها لحن الحياة
كانت تعلم بأنها تستطيع أن تمنح الحياة لكل من يقترب منها
ولكنها لم تستطع أبدا أن تمنحها لحياتها

رسائل لرجل فوضوى


إلى رجل اعرفه جيدا و لا اعرفه، لم نلتقي رغم اللقاء، ولكننا دائما على وعد بلقاء، لا يأتي أبدا ولا يرحل، يظل هنا ما بين الحضور والغياب، ما بين السكون والضجيج.
انك رجل الحيرة، تأتي حين اغفوا إلى فراشي، تحتضنني في صمت وتحكى لي تلك الحكايات المسائية، تدندن معي بعض الألحان التي أحببتها
انظر لك، لعلني أستطيع أن احتفظ بملامحك قليلا، ولكن أبدا لا أرى سوى عيناك.
يمضى المساء ويأتي صباح بعيد، أتجول بين كل الوجوه باحثه عن عيناك،
انظر لكل الرجال باحثه عن رجل المساء الغامض، ولكنه ليس من رجال مدينتي، لم يكن يوما منهم، ولن يكون، فهو مختلف عنهم... انه رجل الحلم، رجل تأتى به الكلمات ويسافر معي بين السطور، انه رجل يختلف عن كل الرجال، بكلماته القليلة يمنح الحياة سحر، هو كالكلمات السحرية التي تصنع تعويذة من الفرح، كلمات يجب أن تخفيها عن العيون.
كانت تكتب عنه وتكتب له، ترسم ملامحه بالكلمات وتخفيها بعيدا، فهي على يقين بأن دائما ما تفقد الكلمات روعتها حين نلقيها على الأوراق
حيث لا نود الاعتراف ببنوتها، ولا نستطيع أن ننكرها، هي تلك الحروف التي يوما ما تزاحمت على أبواب عقولنا وما تركتنا حتى أخرجناها إلى الحياة.
الكتابة كالميلاد لا تعلم متى يتم ولا تعلم ما الذي سيحدث بعده، هي لحظه تسافر فيها ومعها عبر تلك الأرواح المُحلقة في فضاء واسع، لا بداية له ولا نهاية
كنت أفتش عنك في كلماتي وأفتش معك عن كلماتي، فها نحن نلتقي من جديد في رحاب الحروف ونمتزج معها التفتت له وقالت:
ترانا نستطيع أن نعود من جديد، أم أننا انتهينا وتوجب علينا أن نضع نقطة النهاية ونرحل في سلام.
التزم الصمت طويلا ثم قال وهو ينفث الدخان، ربما لأنك من استطعتِ أن تكتشفي الطفل المختبئ في أعماقي واستطعتِ بكل هدوء احتواء جنونه واحتضانه، لم اعد أستطيع الخروج من ذاك الحلم الذي نسجته لي بكل ملائكيه وبساطه.
قالت له :أتدرك بأن الأمومة ليست مجرد مشاعر تتدفق عند رؤية الأطفال فقط، إنها تلك المشاعر التي تجعلنا نعاود اكتشاف الطفل بداخل من نحب، فبداخل كل منا طفل همجي، مجنون، يختبئ في غرفه بعيده، يجلس وحيد ولا يخرج إلا حين يطمئن ويجد من يطمئنه.
وأنا مازلت حائرة ما بين تلك الأمومة التي تملئ كياني اتجاهك، وتلك الأبوة التي انتمى لك بها، ففي رحاب عينيك اختصار للحياة.
كثيرا ما تساءلت كيف لرجل مثلك أن يرحل وحيدا بين المدن؟
كيف تسافر بعيدا ولا تعود؟
ربما هو الخوف الذي يدفعنا للابتعاد والهروب، انه كالسؤال الذي تعلم جيدا إجابته، ولكن تشعر بالخوف من أن تسأله، ربما لأنك تعلم بأن الإجابة هي الامتحان الأكبر الذي ستخوضه، فتلك الإجابة البسيطة ستتحول لاختيار ما بين كل شيء أو لا شيء، وعليك أن تختار.
هل نحن نهرب من الاختيارات التي تفرضها علينا الحياة؟
أنخشى أن نختار فنخسر، أم أننا لا نحب المغامرات عموما ونفضل أن نظل في تلك الدروب التي نعلم جيدا معالمها؟
نظر لها في حيرة وقال:
ربما نحن لا نحب أن نكون في حيرة ونبتعد عنها قدر المستطاع، أتعلمين بأن الاختيار ليس حرية بل هو سجن بلا قضبان، فوحدك من يتحمل نتيجة الاختيار أو عدمه، فربما تندم انك لم تحسن الاختيار، وتندم انك تركت الاختيار واستسلمت للحياة.
ابتسمت وقالت:
هل أعفيك من الحيرة وأخبرك بأنني أدرك جيدا مشاعرك، اعلم بأنه لم يحبني رجل كما أحببتني، لازلت أرى ذلك في عينيك وابتسامتك وصوتك حين نترك لأرواحنا العنان لتنطلق معا.
ابتسم فابتسمت وقالت:
الم يخبروك أن الأنثى لا تجهل أبدا قلب رجل ينبض بحبها، حتى وإن لم يخبرها بذلك.