04‏/12‏/2017

رسائلها اليه....15

كثيرا ما تشعر بالغضب حين تقرر أن تكتب لك
تثور وتعترض وتقرر بأنه يجب التخلص من تلك الرسائل ...فلن تكتب
ستصبح كلماتها حرة.... تحلق في كل مكان دون أن تكون له
ولكن سرعان ما تشعر بأنك أنت مفتاح الكلمات وبأنها ترفض الخروج ما لم تكن أنت صاحبها
ربما كانت رسائلها لك هي تلك الحيلة الصغيرة التي تحتال بها على الكلمات لتعاود فرد أجنحتها والتحليق من جديد
كثيرة هي تلك المشاعر التي تجرفها معها إلى تلك الدوامة التي لا تستطيع منها خروج
لا تملك إلا الهروب لأقصى زاوية مُظلمة تختبئ وحدها حيث لا احد
كثير من الحيرة والأسئلة .....
فكيف لها أن تحتمل كل هذا الخوف والحزن والحيرة وحدها
لم تكن يوما تريد الاستسلام للموت ،أبدا ما كانت تريد أن تصبح أسيرة تلك الحياة التي لا تُريدها ولا تستطيع أن تحيياها
تدور في فراغ المكان حائرة....... وحيدة..... شاردة
تنظر حولها بتلك النظرات الزجاجية التي ما عادت تحمل معنى
تنظر في صمت ...... تسير في ترقب
كل ما حولها لا يروق لها
لا تنتمي له ولا ينتمي لها
تلك الأريكة لا تحتضنها ... هي دائما ما تلفظها بعيدا عنها ..... ترفضها وترفض أن تستكين عليها
هل حقا يشعر الجماد بمشاعرنا نحوة فيبادلنا تلك المشاعر
هي لم تعد تشعر بانتمائها لتلك الجدران
تشعر بالغربة عنها
هي غريبة عن المكان
غريبة عن الصور
غريبة عن تلك الجدران
لم تعد تعكس المرايا وجهها
لم تعد ترى ملامحها على سطحها المصقول
هل تهرب منها ملامحها أم أنها لم تعد تعرفها فغضبت منها المرايا
لم تعد تأبه بشيء
لم يعد يُهمها ملامحها
لم تعد تهتم لخصلات شعرها وكيف تبدوا
هي لم تعد تريدها
تحتويها الجدران فيصبح لعمرها سنوات وسنوات لا تعرفها
سنوات تبحث فيها عنها فلا تجدها
حين تخرج من جدران لا تعرفها ....تنفض عن كاهلها كل تلك السنوات وتعود تلك الطفلة التي ترقص على أنغام تأسرها
كم تمنت أن تمضى عمرها بشكل مختلف
هي التي تعشق الحياة وتمنت أن تحييا مع من يستطيع أن يعزف معها لحن الحياة
كانت تعلم بأنها تستطيع أن تمنح الحياة لكل من يقترب منها
ولكنها لم تستطع أبدا أن تمنحها لحياتها

هناك تعليق واحد: