ادرك جيدا بأن الحياه عادله بشكل ما ربما لاندرك كيفيته ولكنها كذلك
ربما تختلف المعادله فى كثير من الحيان حتى ولو تتساوى طرفيها فليس من الضرورى ان تكون انت فى الطرف الصحيح تماما
نعم هى متعادله مابين زياده ونقصان إلا انها لن تكون ابدا عادله لك
نجوب كثير من الدروب ما بين وجوه غريبه واخرى قريبه ما بين ملامح نسكنها واخرى هى منا
تعصف بنا الحياه وتتقاذفنا امواجها وتتلاطم بداخلنا مشاعر كثيرة مختلفه فى بعض الاحيان ندركها جيدا وكثير ما نراها غريبه عنا لا ننتمى لها ولا تنتمى لنا
من نكون فى درب الحياه الطويل ............. بعض من كثير
جزء من كل...........
ولكننا فى النهايه نحن وفقط بكل مانشعر به وبكل مانؤمن به وبكل يقيننا بالحياه
فقد ينظر الكثير من البشر لمن يبحث عن انسانيه مفقوده فى زمن جاف
نظرة الغريب ............ نظرة ربما يتوقف هو امامها طويلا محاولا تفسيرها وإدراك معنها الحقيقى
فهو لا يشعر بانه مختلف او غريب كل ما يملكه, كثير من المشاعر التى يتنفس منها الحياه
ليس ضعيف وليس غبى وليس واهم وليس صفات كثيرة يصفونه بها
ولكنه مازال يتمتع بكثير من الإنسانيه التى كادت تفقدها الحياه
لا نلتقى فى الدروب لأسباب
لا نحب لأسباب
لا نختار من نحب ولا نختار من تحتضنه ارواحنا ولا نختار من نتواصل معه بلا صوت لأسباب
انها ابتسامات القدر لنا فى وقت ما
فى بعض الاحيان يجب ان نتوقف قليلا لنشاهد عن قرب ملامح من نحبهم
ليست ملامح وجوههم فربما تكتشف فى لحظه بان البعض لا نحتفظ له بملامح محدده, نعم تتذكر وجهه وملامحه ولكنك حين تستعيده من داخلك تكتشف بانك تستعيد كثير من الملامح التى ميزته و ربما تكون اخرها ملامح وجهه
اتدرك معنى ان تشعر بدفء احتضان البعض لك دون ان تلمسه ,انها تلك اللحظه الصادقه التى تشعر بالألم فيها لتجد من تحادثه يحتضنك بكل روحه وصدقه حتى انك لتشعر بملمس الروح يحاوطك ليحتويك ويدخلك اليه لتطمئن من جديد
ربما تكون كلمه بسيطه حين تقولها لأنسان
"خبينى فيك "
ولكنك ابدا لن تقولها لأى شخص هى فقط لأنسان وحده من يفهمها فهى كلمه خاصه جدا عميقه بعمق معناها فانت لن تختبئ إلا فى أأمن مكان تراه والأكثر طمئنينه لك والاصدق والأنقى
انها ليست تفاصيل جسديه ..... ليست احتواء جسدى ولكنه احتواء روح لكل الكيان
فهى لا تخضع لحروف التذكير والتأنيث فحين تطمئن ستتلاشى كل الحروف
انها الانسانيه التى نشعر بعدها بأن كل الاشياء فى الحياه تحتفظ بقيمتها من خلال تلك اللحظات الصادقه
فى بعض الاوقات تحتاج لشخص واحد فقط يحتضنك ............. تختبئ بين ذراعيه من كل اوجاع الحياه ............. تطمئن بينهما تغمض عينيك فى سكون على كتفه ................ تتوقف حينها عن الكلام
حينها يصبح الحضن رحم أم ............ دفء ميلاد.............. وطن تسكن له
لا تحاول ان تختبر مشاعرك فى تلك اللحظه فدائما ما ستفشل فى تصورها حتى تختبرها
انها ليست نشوة الحب وليست اشتياق العشق
انها صدق الانسانيه فى لحظه
ربما ضاعت كثير من تفاصيل الحياه منا فى زمن يركض بكل سرعته ولا يتوقف لينظر لنا
ربما اصابنا الارتباك لأننا لم نختبره من قبل ولأن الحياه كانت دائما ما تدور فى دوراتها بإنتظام رتيب
لا تترك لنا مساحه لنختبر انسانيتنا فحين اكتشفناها توقفنا مندهشين منها
او ربما مرتبكين نحتاج لبعض الوقت لأدراك بانها الحياه حين تبتسم فى وجهنا
فتمنحنا تدفقات من دماء الروح تجرى فى اوصالنا وعروقنا لتمدنا بكل ما كنا نتمنى منها
فى بعض الاحيان نتخبط بين كثير من الاحتمالات ما بين رفض وقبول وتصديق واعتراض
ما بين حيرة وثقه وايمان وتكذيب
انها الحياه بكل زيفها هى ما جعلتنا نرتبك فى لحظات صدق حقيقيه
فحين تترك يدك لترتاح فى يد أخر تنتمى له تلك رساله
ربما لأنها بلا كلمات قد لا نفهمها وربما لانها تصتدم بشى ما بداخلنا من زمن بعيد نرتبك وننندهش منها
ولكنها ليست الا رساله صغيرة............... "هنا أمان"
مجرد رساله بان هناك انسان فى الكون تشعر معه بأمان خاص ,انه الامان الذى تعلم جيدا بانه لن يطالبك بعده بشئ
تطمئن بين ذراعيه
وهل تريد الام شئ من طفلها حين تضمه
هل تريد الام شئ من طفلها حين تحبه
هل تريد منه شئ حين تمنحه بلا حدود حبها ورعايتها وخوفها
لا تريد الا ان يكون بخير
لا تحاول ان تسأل كثيرا لماذا فبعض الاشياء فى الحياه ليس لها اجابات
انها نحن حين نتجرد من كل شئ ونسكن لأنسانيتنا فقط
نحن حين نعود اطفال بلا ذكريات وبلا ماض وبلا تحليلات او تفسيرات
مجرد اطفال تدرك بفطرتها وحدسها الصادق اين تستكين وتختبئ
تدرك ببساطه فى اى حضن ستطمئن وتغفوا لتنام
لا تهتم كثيرا............ من او لماذا............... هى او هو ............. متى او اين
كل تلك الاشياء لا تهم فى لحظات الحقيقه والصدق
كل المشاعر تختصرها فى صدقها
كل الكلمات تختصرها فى ضمة صادقه
كل الحقائق والثوابت تتلاشى امام حقيقه واحده
بانك مجرد روح استكانت اخيرا فتشكلت كيان وجسد
ربما يرتبك الجسد قليلا حين يستقبل الروح من جديد ولكنه بعد ان يطمئن لها يشهق شهقة الحياه الاولى
ويبكى ويصرخ فقد انتهى المخاض وجاء الى الحياه بروح انسان
مجرد انسان فمتى يطمئن يكون يوم الميلاد