26‏/04‏/2018

على هامش الحكايات

كل محاولات المضي في الكتابة عنك فاشلة، تنتهي بالصمت، فكل الكلمات لا تكفيك، لا تكفى لوصف سطوة حضورك ووجع غيابك.
تخرج الكلمات هزيلة، واهنة، اضعف من أن تتجمع في جُملة تُشير لك... فتلتزم الصمت.
فالصمت حين تحضر، كفيل بأن يعزف لحن خاص يسرى من الروح للروح، الصمت ملاذي حين تغيب، انتظار في صمت، ذكريات تسكنني في صمت، حُلم يسكن الروح في صمت، مجرد حُلم يضمني برفق فيساعدني على تجاوز الحزن والوحدة.
كل الأشياء في ليالي الصمت الطويلة تفقد معناها، تفقد روحها، تُغادرنا الأحلام لتسكن عالم موازى ، ترسم ضحكتك وتلونها بألوان الحياة.
في هامش الحكاية لا عقارب للساعات ولا عنوان للأماكن، تختلف قوانين الطبيعة، فتفقد الأرض جاذبيتها وتحتضن السماء طيورها وتنطلق حرة بلا حدود.
سأزرع في حديقتي شجرة تلامس أغصانها نافذتي ، لتقف عليها العصافير كل فجر تحكي لي حكايات الكون.
كل شيء هنا سيكون مختلف، يأتي المساء لأغمض عيني في هدوء وسلام، تلك المرة الأولى التي أشعر فيها أنني حرة، كطير امتلك حدود الأرض والسماء.
إنها المرة الأولى التي اكتشف فيها أنا، حيث عالم آخر لا يصله غريب، فلم يعد هناك مكان لجرح أو الم أو حزن، إنها تلك الحياة التي تتمناها فتكتشف أنك تحيياها.
سأكتب لك الرسائل وأنا على يقين بأنها ستصل لك لتقرأها وتبتسم، سأنتظرك كل مساء إلى جوار تلك الشجرة التي ستحتضن أحلامي.
سأكتب لك واترك رسائلي إلى جوار أوراقها، سأنتظرك بشغف لأريك عالمي الجديد، سأحكي لك وسأحكي عنك، سأخبرك عن تلك الخيول التي تركض إلى المجهول، تلك الخيول البرية التي تعشق حريتها وتنطلق حرة، متمردة، سعيدة لا تهتم لشيء.
تشرق الشمس هنا لتعلن بداية مختلفة، بداية يوم، بداية رسالة، بداية حياة
لم أدرك بأن الكلمات تتسابق لتحكي عنك، فحين بدأت أكتب عنك تاهت الكلمات وفقدت معانيها وألان هي تتزاحم لتصل، ستصلك حتما رسالتي، ربما تمل من ثرثرتي أو تشتاق لها، لا اعلم ما الذي يدور بذهنك ولكن سأكتب واكتب، سأرسل رسائلي مع طيور الصباح التي تحكي لي حكاياتك فهي تعرف الطريق إليك وتحكي لي عنك.
سأترك رسالتك هنا وانتظرك إلى جوار نافذتي فأنت حتما ستأتي، فحكايتنا تنتهي حين تفقد قدرتها على جذب اهتمامنا، ينتهي فصل من حياتنا ويبدأ أخر حين نمتلك حكاية جديدة نحكيها ونبتسم.

25‏/04‏/2018

بلا عودة

لا ندرى متى نعود لأنفسنا أو كيف؟
كيف لنا أن نستقبل ما فقدنا؟
ليتنا نستطيع أن نحدد ماذا نريد ومتى يأتينا؟
ليتنا نستطيع أن نمنع ما لا نريده أن يحدث لنا
ترانا سنكون أفضل لو امتلكنا حق تحديد مصائرنا؟
لا أدرى.
كثيرة هي تلك العثرات التي نتعثر بها، تقطع علينا الطريق وربما لا نستطيع أن نكمله، ولعلنا ضللنا الطريق أو أخطئنا من البداية.
أنمتلك المقدرة على البحث من جديد أم أننا لم نعد نقوى على ذلك؟
أرهقني الانتظار، فقد مللت من كل صباح يأتي وحيدا وينصرف وحيدا.
حين ملّت مني الحروف أيقنت بأنني متعبه ولم أعد أستطيع المقاومة من جديد، كل الأفكار مُرتبكة بداخلي، وكل الحلول مُربكة.
الاختيار بالرغم من سهولته إلا أنه صعب فهو لم يعد مجرد خطوة تخطوها وتنتهي الحكاية، انه بداية أو نهاية، لا تستطيع أن تحدد ماذا يحدث لك أو ماذا سيحدث بعد ذلك؟
تتمنى تلك الإشارة التي ترشدك للطريق الصحيح، تلتزم الصمت، لا شيء سوى الصمت، فكم من تنهيدات أخفيناها حتى لا يدرك أحد كم نعانى، كم من الكلمات بدلنا حروفها لتخرج بمعنى آخر خشية أن نستسلم لثقلها فنبوح بها.
أصبحت المفردات عاجزة عن أن تجمع ما نريد أن نقوله، ملت منا الكلمات، ومللنا نحن من حملها، ولكن ما استطعنا إلا أن نحملها ونرحل.
انه الوجع، ذاك الضيف الذي صار جزء منا.
هل أصبح هو جزء منا أم أننا أصبحنا نسكن إليه؟
هل وصلنا لهذا الحد من عدم الرغبة في النهوض مرة أخرى، أم نحن من نعاند أنفسنا حتى لا نعاود السير من جديد؟
ربما نحاول تجاوز الفرص الضائعة أو التي فشلنا في الاحتفاظ بها، فلم نعطي أنفسنا فرصة لنتمسك بأحلامنا، فأنت لم تمنحني الفرصة كي أتذكر ما كان بيننا، بالرغم من انك منحتني كل ما يلزم لنسيانك وكل ما احتاج إليه لأعود لذاكرة بيضاء تخلوا منك، إلا أنني لم استطع أن أتركك في مكان بعيد عن حيز تفكيري وذكرياتي وأمنياتي، حاولت كثيرا ألا اذكر لماذا بكيت؟
 ولماذا تبدلت ملامحي وما عدت أرى إلا حزن يسكن عيوني؟
 أدهشني أمري كثيرا، ما عدت أدرك ما الذي يحدث لي معك؟
أين قوتي وعنادي وتمردي على كل شيء؟
 فأنا التي اعرفها كانت ستمضي بعيدا عنك، وعن كل ما يذكرها بوجودك، ستتناول جرعات من النسيان وستمضي مبتسمة، ستحرص ألا تفكر بك، ستمزق صورك وتمحو رسائلك بهدوء، وببساطة ستقرر أنها لن تذكرك وستنجح، ستمضي في دروب مختلفة بعيدة عن كل ما يذكرها بأنك كنت هنا يوما.
ولكن لازالت تلك الغرف المظلمة تجذبني إليها، تدعوني لأن امكث فيها وأفتش وحدي عن نفسي، أفتش عن تلك القطعة المفقودة من روحي التي سلبتني إياها، لازال الحنين ينبت في كل مكان من حولي، أتلمس طريقي، أجاهد للوصول إلى تلك المنطقة الآمنة، حتى لا اغرق من جديد في حزن لا نهاية له، ربما تمنيت أن ترافقني إلى حيث لا نعرف لنا عنوان، إلا انه لم يعد هناك اختيار، فسأمضي وحدي.

21‏/04‏/2018

تفاصيل الوحدة

في بعض الأحيان تحاول أن تكتشف من تكون، لا تعرف لك اسم محدد، مجرد إنسان لا يحمل لقب وليس له عنوان.
صورة غامضة، ملامحها مُبهمة، إنها تلك الفترة التي تشعر فيها بأنك في حالة تشتت، تجهل من أنت وتجهل إلى أين تأخذك الحياة، كل ما تدركه هو ما تريد.
تحاول جاهدا ألا تهوي في براثن الحزن، تتمرد، ترفض الاستسلام.
تضع نقطة لنهاية جملة ونهاية صفحة ونهاية حكاية، فأنت تعاود اكتشافك من خلال تلك الذكريات التي تجهل كيف أصبحت غارقا فيها، شارد من حاضر مرتبك، حائر في غد لا تدرك كيف سيكون.
كثير من لماذا وكيف، كثير من المجهول، لا تستطيع أن تُنكر أن المجهول هو أمواج من الحيرة تتلاطم بداخلك، فأنت تدرك جيدا بأنك هاهنا حي، بشكل ما أنت حي، ولكنك تجهل كيف تحييا، كتلك الصور الجامدة، مجرد ملامح على ورق، ربما هي تحمل من الحكايات والكلمات ما لا تستطيع أن تخبرك به الوجوه في لحظة عابرة.
مجرد سكون، ملامح ساكنة، نظرات صريحة واضحة تخبرك بحقيقة تجهلها، تنظر لصورك فتكتشف في عيناك اختلال لكل قوانين الطبيعة، رفض، تمرد، اعتراض على تلك القوانين التي لا معني لها.
ما الذي قد تحمله تلك العينان؟
اهو شر مطلق، أم خير كادت أن تطمسه قسوة الحياة؟
ما الذي ستبوح به ملامحك ؟
أتخبئ عيناك الأسرار أم تبوح بلا خوف؟
ربما لأنك تكره القوانين وتكره الانصياع لها، تتمرد على الحياة وترفض أن تذهب إلى نهاية طريق لم تختاره.
من تكون أو من أكون؟
هي دائرة لا نهاية لها، لا تستطيع الهروب منها، فهي لا تحمل علامات بداية ولا إشارات للنهاية، تحاول الهروب من كل التوقعات أو الاستنتاجات فقد مل عقلك ذلك، تتمنى أن تنتمي للغرباء، للعابرين، حيث لا مزيد من التوقعات المجهولة.
مجرد مسافات شاسعة ما بينك وبين الجميع، ابتسامات عابرة، لا حياة أو انتظار.

20‏/04‏/2018

بلا سكر

دائما ما كنت اشرب القهوة مُرة وكأني كنت أحاول أن اعتاد على الحياة دون مذاق السكر
فقد منحتني الحياة أيام بلا مذاقه أو نكهته
ربما هي أفضل بلا طعم إضافي وبلا احتياج لتلك الحبيبات البيضاء التي تمنحك شعور بالبهجة والنشوة ولكن مؤقت
حين تعتاد على مذاق الأشياء كما هي تشعر بأنك تواجه الحقائق دون أن تضيف لها رتوش لتجملها
ربما مع الوقت ستعتاد على حقائق الأشياء...ستعتاد على الفقد وستنظر له نظرة أخرى
ستتألم وستحزن ولكنك لن تنهار أو تسقط فقد اعتدت على الاكتفاء بما تمنحه لك الحياة بل والاستمتاع بوجوده ودائما ما تحاول أن تضيف عليه من روحك حتى تستمتع بة
ربما من العبث أن تحاول تغيير حقيقة أو تمرد على واقع، فدائما ما تنتهي المحاولات بفشل ولكن ليس معني ذلك الاستسلام
ولكن ربما نحتاج لقليل من المرونة في التعامل مع الحياة، ربما نحتاج لأن ندرك كيف نستمع للحننا على انه لحن مميز لن يفهمه سوانا
ليس دائما ما تمنحنا الحياة مذاق السكر لنستمتع بطعمه المميز أو لنكتشف العالم من خلال حبيباته البلورية الشفافة
كثيرة هي التجارب التي حاولنا تجاوزها بمفردنا دون عون أو مساعدة ربما ليس شجاعة منا ولكن محاولة لان نقف وحدنا لنكمل الدرب دون سند
أيام مضت وستمضى أيام أكثر ...نلتقي بأشخاص ونفقد أشخاص ونعتاد غياب أحباب واستقبال أحباب ونظل مع الأيام دون أن ندرك إلى أين تأخذننا الحياة
ستغمض عيناك وتتخيل عام أخر جديد يأتي ومعه الأحلام لعلك تبتسم حين تقرأ كلماتي المراهقة وأحلامي الصبيانية وتتمتم مازالت حمقاء، ربما هي حماقة إذا ما اعتبرنا الأحلام حماقة
ألازلت أمنحك الدهشة كما كنت.....لعلك تبتسم ألان لتتذكر كلماتنا الأولى وتلك المشاغبات التي كانت بيننا
وتلك اللحظات الطولية التي لم نعلم كيف كانت بيننا
ربما تعثرنا في منتصف الطريق..... أو حتى تكاسلنا عن محاولات الخروج من دوامة الحياة أم ترانا ضللنا الطريق ...لا ادري
اعتقد أنني حاولت كثيرا وتمسكت بأطراف الحلم ...شهور وسنوات و أنا أحاول أن امضي في طريقي دون أن ابحث عن شيء
دون أن اشتاق لشيء ولكن سأخبرك سرا اشتاق لطعم السكر فهل يوما سأتذوقه

18‏/04‏/2018

دائرة الحكايات


التاريخ يعيد نفسه، هي حقيقة لا نستطيع إنكارها، فدائما ما تدور الأيام، ربما كل عام أو أعوام، ولكنها حتما تعود.
إنها تلك الدائرة القدرية لكل منا، نعم فلكل منا دائرة قدريه، لا يعرف مدتها الزمنية ولا يستطيع أن يدرك كم عدد المرات التي تعود الأحداث لتكرار نفسها في تلك الدائرة، إنها تلك الصور التي تعود لتطرق الأبواب في عنف لتفرض حضورها عليك، تَتابع في صمت قاتل، لا تهتم لتلك الدهشة التي تعتريك وأنت تحاول أن تنكر تكرار الأحداث والصور. 
هل حقا لكل منا سلسلة واحدة من الأحداث تتكرر بشكل منتظم خلال سنوات عمرة، أم أنها مجرد مصادفة أن تتكرر الأحداث معنا؟ 
هل تعود بشكل منتظم، أم أنها عشوائية الحدوث؟ 
لا يهم كيف تعود ولكنها تعود، ذات الصور تعصف بذهنك وتطاردك وتفرض سطوتها عليك. 
كيف تعود لتحتل حياتك؟
 ربما في شارع بعيد أو رسالة بلا عنوان أو مجرد صورة في كتاب 
إنها تعود ثائرة، متمردة، رافضة لكل منطق وعقل، هناك حكايات تحتل العمر وتظل تلاحقك وإن رحلت عنها أو تجاهلتها ....هي لا ترحل ولا تغيب. 
ربما يختلف الأشخاص، وبعض تفاصيل الحكاية، ولكن تظل الحكايات هي الحكايات، بعض الحكايات ننتظرها بشغف ونستقبلها بتنهيدة فرح، والبعض يأتي ومعه الثورات والمعارك والحروب، فنترقب أحداثها بخوف ورعب ورغبة في إنكار كل شيء، والعودة لركن خفي وبعيد عن صخب الحكاية. 
هل نستطيع تحريك الأحداث وتغيرها لنصنع حكاية جديدة لا تمت لما سبق
أم أنها كالقدر لا يتغير ولا يتبدل؟
نمضى إليه حتى وإن رفضنا أو حاولنا الهروب لطرق مختلفة، إلا أن كل الطرق ستقودنا لذات النهاية، فهي قدر.

الخروج من الشرنقة

حيث يكون لليقين أجنحة تحلق الأحلام كفراشات ملونه مبهجه، انه الجنون الذي يدفعك للخروج عن كل ما هو معقول ومنطقي والتحليق في سماء بعيده، وحدك من يرى حدودها، ووحدك من يصدق أن لك جناحان.
هل لازلت تذكر تلك المرات القليلة التي أخبرتك بأنه في المساء ينبت لي جناحان واحلق عاليا، واترك رسالة لك على تلك ألنجمه البعيدة لعلك تراها ذات يوم.
لازالت رسالتي معلقه في السماء، ترحل مع النجوم من مكان لأخر، تدور وتدور في فضاء شاسع، لا تعرف إلى أين ستصل؟ ولا إلى متى سترحل؟
عندما تصلك رسالتي لن أكون هنا، ستهدئ ثورات حنيني وتسكن أمواج اشتياقي لك، ستستسلم كل مشاعري لأنك لن تكون هنا ذات مساء، فلأرحل أنا في هدوء، لتنتهي تلك الحكايات التي ارسمها كل مساء على جدران الصمت، وانتظر النهار الذي تتحول لحقائق، ولكن لم يأتي النهار ولم تصبح الأحلام حقيقة، لقد تمزقت سنوات العمر في انتظار حلم، ومضت الأيام بين رحيل وعوده، غربه واغتراب، وأنا هنا بين أوراقك مجرد حروف، وبين أحلامك طيف عابر لا ترى ملامحه ولا تفتش عنه.
ما أصعب أن تبحث عن رجل ما بينك وبينه كثير من السدود، كلما حاولت الاقتراب منه ازدادت ارتفاعا.
من الصعب أن أراك في سكونك وأنا التي تهوى اكتشاف الحياة، أهوى الغرق بين أمواج الجنون، لا أحب السكون، ولا أحب أن اترك قلبي ما بين الأمس والغد وحيد.
لا زلت أفتش عن الأساطير في زمن لا يعرف لها طريق، لا زلت أحب اكتشاف الطرق الجديدة والمدن الغريبة، وأنت لا تحب إلا ما تعرف أو تسكن، فكيف لنا أن نسير في ذات الدرب.
أنت تهوى السكون وأنا اعشق الترحال والرحيل، والإبحار بين الموانئ واكتشاف العالم، ورسم حدود المدن من جديد، والعودة بكل اكتشافاتي لأحكى عنها في أمسية شتوية، نجلس لمدفئتنا ونحكى كل الحكايات ونضحك من جنون لحظات أمضيناها معا.
لا تحاول أن تجعلني استسلم لك وأسير معك على دروب خريطتك واجلس بهدوء احتسى معك القهوة في مقهى كلاسيكي.
كيف لنا أن نلتقي وكل منا يقف على طرف الحياة؟
 أنا هنا دائما احلق حول بدايات جديدة وأنت تترك روحك تستسلم للنهايات
من الصعب أن تجتمع النهاية والبداية، الحياة والموت،  فدعني امضي مع الحياة فلن استسلم أبدا للموت.

17‏/04‏/2018

رسائلها الية.....17

كلما حاولت الهروب من الكتابة إليك اجدني اهرب لك فانا اشعر بالضياع... نعم هذا هو التعبير المناسب للتيه الذي اشعر به
لم أكن اعتقد انه من الممكن أن اشعر بالضياع في ذاك الطريق الذي أحفظة جيدا ولكن ما اشعر به ليس هو المعنى الحرفي للكلمة فانا قد سقطت في فراغ كبير يمتص الروح ...انه غياب الروح عن الجسد رغم الحياة ربما هو خيط رفيع يفصل ما بين الحياة والموت
نعم فانا هنا في تلك المساحة الضيقة جدا التي تطبق على صدري رغم اتساع المكان إنها تلك الحدود الضيقة والطُرق المحسوب كل خطواتها بدقه
أتعلم اشعر وكأني افلت زمام أمري فلم اعد أستطيع أن امسك بذاتي ...أفلتت مني روحي بشكل مخيف .....تمردت أو عصت لا اعلم ولكنها لم تعد تنصاع لي ...اشعر بأنها تتسرب من بين اناملي كحبات رمال
ما الذي تبقى مني وما الذي انتظره ...ألازال هناك متسع من الوقت لأنقذني أم انه انتهى كل شيء ربما لا زلت احتفظ بكلماتي كمتنفس لكل تلك الضغوط التي تجتاحني
إنها الكتابة تلك العصا السحرية التي تمنحني الحياة ...تُعيد ترتيب روحي المبعثرة ...تُفتش عن تفاصيلي بصمت وتمنحها المساحة الكافية للظهور ...اهرب منها وارتمى في أحضانها دون أن أدرى
أهاب الكلمات حين تكشف جروح الماضي وتحاول أن تداويه ..اهرب منها فلم اعد احتمل مزيد من الألم ...اخشي مواجهتي فأصبحت اطمس كل المرايا...اهرب منها .....أتجنبها ...أخشى تلك اللحظة التي اكتشف بان الماضي يختبئ خلفي ويستعد للانقضاض علىّ
ضائعة وحدي....غريب أخر في ساحة تمتلئ بالغرباء
اعلم أن رسائلي أصبحت مملة وبأنها لم تعد تحمل لك إلا مزيد من الخوف والقلق والحزن ربما لأنك وحدك من أستطيع أن اكشف جراحي امامه دون خجل ...أتعلم من الصعب أن تُعرى الروح إلا أمام من يسترها
لقد اقتربت من الهاوية ولا اعلم إلى متى سأستطيع المقاومة قبل أن اسقط إلى متى سأظل متشبثة بإطراف حلم بعيد المنال حتى لا أتهاوى في جُب الحزن ولا اخرج منه
أتدرك يا صديقي كيف تحتلك الوحدة وتفرض سيطرتها عليك فانا وحيدة تلك الوحدة التي تمتص روحك ولا تنتهي حتى وأنت تحاول التمرد عليها بكل ما تملك من قوة ربما لأنها وحدة روح ....غربة تسكن روحك وليست غربتك عن مكان
تكتشف بأنك غريب حين تعجز عن البوح بما تشعر ...حين تتحول الكلمات إلى مجرد نظرات تائهة لا تدرك منها شيء
حين تكون إجابتك على كل الأسئلة كلمة واحدة هي كل شيء على ما يرام ليس عدم رغبة منك في البوح ولكن ربما لأنك تعجز عن تحديد ما يؤلمك
أتدرى.... انه شعور قاتل حين تلتزم الصمت في تلك الأوقات التي تكون في اشد حاجه للحديث ربما هو كأن تعجز عن البكاء حين يجب أن تبكى
وحدك من كنت الجأ له في تلك اللحظات الحائرة فكان يكفى أن أخبرك بأنني حزينة أو ارتجف خوفا أو حتى ابكي دون سبب
لم تكن تحتاج لكثير من الكلمات لتفهم فقد كنت تضمني وتسند رأسي على كتفك لأطمئن
فدائما ما كنت تهون الحزن على قلبي وتخبرني بأن كتفك ها هنا دائما لاستند عليه كان لديك مُتسع لتخاريف وحدتي وجنون أفكاري
معك كنت امتلك كل الشجاعة لأخبرك بضعفي وقلة حيلتي دون أن اشعر بضعف
سأخبرك بسر.... وحدك من أخبرته بكل شيء اخشاه ويؤلمني واشعر بالخذي منه فمعك لم اشعر أبدا بالخذلان دائما ما كنت أنت الحقيقة حين يصبح كل شيء سراب

16‏/04‏/2018

من خلف زجاج الماضي

كل تلك الذكريات التي احملها تتصارع لتطفوا دائما على السطح، ترفض كل محاولات محوها أو تلاشيها، كل تلك الأماكن تدعونا لأن نعود لها، نزيل الغبار عنها ونفتح نوافذها للشمس.
ماذا سيحدث حينها؟
هل سنلملم كلماتنا ونتركها على الجدران؟
أم أننا سننسى كل شيء ولا نتذكر إلا أننا معا؟
كلما حاولت أن اكتب لك، تعثرت في منتصف الرسالة ولم استطع إكمالها فدائما ما أتوقف في المنتصف، وكأننا لا نملك حق إكمال الحكايات.
لماذا نرحل ونغادر المكان؟ ولماذا نعود؟
كيف نهجر ذكرياتنا وكلماتنا وقلوبنا ونرحل؟
لازلت اهرب من كل شيء للكتابة، اكتب لك، وعنك، لعلك يوم تقرأ رسائلك وتدرك جيدا بأنني كنت دائما هنا، فقط اكتب بلا أمل....ربما، وبكل الأمل أن تصلك رسائلي.
اكتب واكتب ثم أتوقف عن الكتابة، وتهرب الكلمات، فلا أكمل البداية ولا اصل إلى النهاية أبدا.
ربما لان البدايات بسيطة وسهلة، فلا تحتاج لمجهود حتى نكتبها، فكل نهار هو بداية، كل لقاء هو بداية، كل نهاية هي بداية.
أتدرك بأننا حين نقول التقينا من قبل لم نكذب، فكل لقاء أول يسبقه لقاء في مكان ما بعيد، إنها هكذا البدايات.... تتبعها نهايات وحيدة، وما بينهما كثير من الربح والخسارة، المحبة والوحدة والدموع.
دائما ما يكون هناك لقاء أخير يعقبه إسدال الستار وإنهاء الرواية، إنها رغبة جامحة لمعرفة النهاية.
هل هو ملل؟
 أم رغبه في الانتهاء من كل تلك الأمور العالقة في روحك وقلبك؟
تأتى عليك أوقات تريد فيها أن تصمت، مجرد صمت عن كل شيء، سكون...لا صوت، لا كلمات، ولكننا ندرك أن الصمت هو انتحار، فحين لا تقوى على الحياة... تنتحر صمتا.
ولكن في وقت ما لا نعلمه ستنهمر الأحداث، وتمتلئ الأوقات بكثير من الكلمات والحكايات، إنها تلك الدائرة الطبيعية للحياة، فلكل شيء موعد مناسب وما نحن إلا أوراق مبعثرة تتقاذفها الريح لتنقلها من مكان للأخر.
حين كنا نمتنع عن الكلام كنا نشعر بأنه من الأفضل أن تظل كلماتنا قابعة في ركنها البعيد لا نقترب منها ولا تقترب منا.
تتبدل الملامح، وتتبدل الأماكن، وتظل الأرواح كما هي لا تتبدل أبدا، إنها مجرد لحظات تفصل ما بين الحقيقة والوهم، لحظات نصبح بعدها أكثر فهما وإدراكا لما يحدث حولنا.
ربما فقدنا شغفنا بالبحث عن الحقيقة واستسلمنا لما يحدث دون سؤال و لكن ندرك جيدا بأن الأحداث سوف تعود من جديد يوما ما، ربما نختلف في استقبالها، وربما نتجاهلها، ولكنها حتما تعود.
كثيرا ما تعود الأشياء حين نفقد الرغبة بعودتها، ونستقبلها ببرود وأحيانا تعود ونحن أكثر نضجا ونحسن استقبالها، وما بين رحيلها وعودتها نفقد معنى الزمن، فلا نعود ندرك ماذا يعني الأمس أو الغد؟
 فقدنا معنى الأيام و ما عدنا نهتم بالتقويم، فقد تشابهت الأيام والساعات فقدنا انبهارنا بالأحداث، ما عدنا نندهش لشيء، تكفينا نصف ابتسامة و نصف سلام و نصف قدر، فلم اعد اعرف كم مضى على أخر فنجان قهوة شربناه معا؟ فقد مر وقت لا أدرك أطويل هو أم قصير؟ مجرد وقت، فدائما ما كان هناك صخب يحتل روحي، لم يلتزم الهدوء يوما، هو متمرد، صارخ، صاخب، لن يكف عن الثورة إلا بالموت، لن يكف عن ضوضائه، لن يكف عن محاولاته المستميتة في بعثرة بقايا أحاول أن أخفيها بروحي في مكان بعيد.
عادة ما تكتسب الأماكن من روح أصحابها، فهناك أرواح ليست إلا جدران صلبة من الصعب أن تجتازها، وبعض الأماكن جدرانها تحتضنك بنوافذ تتسلل منها الشمس.
لا تهجر مكانك...... فحين ترحل عنه تتحول لروح هائمة لا عنوان لها، و حين تعود لمكانك وتنفض عنه غبار السنين، تتنفس الحياة من جديد وتدرك بأنك ما غبت أبدا عن مكانك، فها هنا تسكن روحك وتستكين.

رجل الحلم المستحيل

كل محاولات التخلص منك فاشلة، فأنت لم تترك لي فرصه للهرب، لم تترك لي مساحة كافيه كي أتراجع واهرب منك لبعيد.
ربما لان ما يتسرب إليك ببطء ودون أن تدرى يحتل الروح، فأنت لم تتعمد الاحتلال ولم تنتبه لذلك.
استيقظت ذات صباح لاكتشف أني غارقة فيك، في تفاصيلك، وملامح وجهك، وابتسامتك، وصوتك وأنفاسك.
لم تترك لي خيارا أخر،  ولم تسمح لأحد أن يكون في منافسة معك، فالجميع خاسر أمامك، فكيف لأحدهم أن يكون أنت، أن يشعل من حوله النار ولا يرتجف خوفا من أن يحترق، كيف لأحدهم أن يدهشني بذكاء روحه وعقلة، يبعثرني كأوراق كتاباته، ويعاود لملمت روحي من جديد.
كيف لمن استطاع أن يقرأ الروح، وأتقن الإنصات لصمتها أن ينافسه احد أو يحتل مكانه احد، ربما لأنك تحمل كل الأمنيات وأنت كل الأماني، أصبح وجودك في الحلم اقرب، فهناك لا مسافات ولا حدود، ولا حواجز بيننا.......أنا وأنت فقط
غريب أمر هذا الرجل، فحين يتحدث يُجبرك حديثة على الصمت والإنصات له، يأخُذك معه في رحلة بعيدة لا تدرك الوقت معه، ولا المكان، فهو يفتح لك أبواب عالم مسحور لا تملك إلا أن تدخل إليه، منصاعا له.
معه يختلف كل شيء، تختلف الأحلام والحكايات والضحكات، حتى الحزن معه مختل، دائما معه هناك جديد، ودائما معه تصيبك الدهشة.
لا تملك إلا الذهاب معه، حتى وان كنت تعلم بأنها مجرد رحلة بمركب ورقى قد تغرقه الأمواج، فأنت معه لا تبالي لشيء، ولا تهتم لكيف تكون النهايات، كل ما تهتم له.... انك معه.
بالرغم من انك لم تكن أبدا مثاليا ولم تدعى أبدا ذلك، إلا أنني دائما ما كنت أرى بداخلك شيء رائع، ربما تحاول أن تخفيه عن الجميع أو لم يكتشفه احد بعد.
دائما ما كنت أراك حقيقي جدا، قوى، متشبث بحلمه إلى أن تدمى يداه، هناك دائما ضوء ينبع من داخلك ليضيء العالم من حولك، وكأن الشمس لا تشرق إلا في حضورك.
أدرك دائما بأنك لن تستسلم، وستظل تقاوم حتى تصل لما تريد، فأنت كالحلم لا يُعاد مرتين.

15‏/04‏/2018

اليقين الحائر


حين تفتش عن اليقين ستقع في تلك الحيرة التي لا تستطيع الخروج منها ببساطة، بالرغم من أن اليقين قد ينبع منك، إلا انك يجب أن تفتش عنه خارجك لتصل به إلى روحك بسلام، فالبحث عنه يستهلك منك كثير من التفكير والوقت والسلام الداخلي، فأنت تفتش عما يكمل تلك الحقائق المبتورة، ربما هي ليست كذلك ولكنك تراها من جهة واحدة فقط، فلا تستطيع أن ترى الصورة كاملة وتظل نصف حقيقة، فالظاهر لك مجرد قطع متناثرة من بازل كبير تحاول أن تجمعه وحدك.
تلك لعنتك لا تقتنع بما ترى، ولكنك دوما تبحث عن التفاصيل وتفتش على ما لا ترى عيناك، تراوغك الحقيقة وتأبى أن تنكشف لك ببساطة حتى انك تشعر بإرهاق وتعب ويهتز يقينك وتجهل كيف تصل إليها.
اعتقد بان اليقين وحدة هو الذي سيدفعني للاستمرار في البحث عن ذاك المجهول.
هل حقا أثق بك؟
هل حقا امتلك اليقين الكافي للإيمان بك؟
هل املك اليقين بأني في النهاية سأنتصر على مخاوفك وهروبك ورحيلك إلى بعيد عنك وعنى؟
هل سأنتصر لنا؟
ربما تلك هي الأسئلة التي لا إجابة لها، أو ربما لها أحيانا إجابة واضحة ولكنها لا زالت مجهولة... على الأقل لي.
من الصعب خوض المعركة مع ذاتك، ربما تلك أصعب المعارك التي تخوضها، فأنت تخوض تلك المعركة ليس بغاية الربح والخسارة، فليس هناك طرف مهزوم وطرف رابح أو منتصر، أنت لا تفتش عن الانتصار على الطرف الأخر، بل أنت تنتصر به على الدنيا وتنتصر معه للحياة، إنها أصعب معادلة قد تخوضها في حياتك.
أنا لا املك رفاهية الانسحاب والاستسلام، لا املك حق المعافرة في معركة لا اعلم إلى أين ستقودنا، إنها رحلة طويلة مضينا فيها بلا خوف وبكل الخوف، محاولات لأن ننزع حقنا في الأمان، نفتش عن تلك الفرحة المستترة خلف ظلال من الخوف والهروب.
إنها رحلة طويلة للبحث عن اليقين لأتشبث بك، وأستطيع أن اجتاز كل تلك الحواجز والأسوار لأصل لك ومعك لشاطئ نرسو عليه معا.   
ليتك كنت هنا لنتعاون على صعوبات تلك الرحلة.
عن ماذا تبحث؟
 ومن أي شيء تهرب؟
 ربما حين تجاوب عن تلك الأسئلة نستطيع أن نصل لليقين، سأعرف وستعرف بأن دربنا واحد، وأننا حين التقينا كان القدر هو الذي يرسم لنا خطواتنا في طريق طويل لم ندرك نهايته بعد.
بالرغم من إيماني وثقتي بك، إلا أنني احتاج لأن تساعدني لأصل لليقين حتى أدرك ما الذي يحدث من حولي.
ألم تدرك بعد بأن الرحلة طويلة وتحتاج للصبر والجهد حتى نصل معا؟
ألم تدرك بعد صعوبتها ومشقتها علينا؟
كثيرا ما أحاول الهروب من تلك المعركة وترفض روحي الخوض فيها فقد أرهقتني تلك الرحلة التي أخوضها وحيدة بلا سند أو ونس.  
لا اعلم كيف أصبحت انتظرك بكل تلك المشاعر وذاك الصبر؟
لم اعرفني أتمتع بصبر أو احتمال احد، دائما ما كنت اشعر بالملل والغضب وأسارع بالرحيل، ولكن معك.
لا اعلم ما الذي يحدث؟ ولا كيف؟
يتوقف العالم أمامك، ترحل النجوم إليك، وتدور الكواكب في فلكك.
من الصعب أن يفهم احد تلك العلاقة التي نسجت خيوطها ببطء بيننا، وتواصلت رغم كل شيء، كثير من العقبات التي كانت تتجاوزها بكثير من الصبر، دائما ما كنت أتسائل
كيف تشعر؟ وكيف تدور في فكرك علاقتنا؟
كيف ترى اهتماماتي الصغيرة بك، وبتفاصيلك وأحلامك وجنونك وكلماتك؟
كيف تمتزج كل تلك التفاصيل بداخلك وإلي ماذا تتحول؟
اعلم بأنه من الصعب أن تبوح بذلك، من الصعب أن تخبرني بما يجول في خاطرك، رغم تلك الكلمات المبعثرة التي تتناثر منك في أوقات استسلامك وضعفك، إلا انك حريص دائما على الصمت حتى لا تقول مالا تستطيع أن نتجاوزه فيما بعد.
اعلم بأننا لن نبتعد كثيرا وبأن خطواتنا ذاهبة لذات النهاية، وأن دربنا واحد ولكن كيف نصل لتلك الخطوات ونستسلم لها؟
 تلك هي الحيرة.
أترغب في خوض معركتك معي أم انك لا ترغب إلا في الرحيل وحيدا؟
كم تمنيت أن نمضى معا ونجتاز الماضي؟
السر في اليقين، تلك الكلمة السحرية التي ستزيح تلك الحواجز والعوائق التي بيننا.
لم نخوض يوما معركة مع احد أو شيء، ولكننا كنا دائما ما نخوض المعركة مع أنفسنا، مع خوفنا، مع تمردنا على الحقائق ورفضنا الاستسلام لها.
ربما يوما ستدرك أنني لم أتركك وحيدا وخضت كل المعارك من أجلك حتى وان خضتها وحدي، أتعلم ربما تكون أنت أيضا تخوض معركتك هناك في مكان بعيد، ولكن هل تخوضها لنصل معا أم ليصل كل منا لطريق بعيد عن الأخر؟
لازال اليقين والبحث عنه هو غايتي، انه كومضة تشتعل في أخر طريق طويل مظلم، تخبرك بأنك نهاية الطريق ستصل، تخبرك بأنك على الطريق الصحيح، ابحث معك عن اليقين الذي سيصل بي لك.
دائما ما كنت على يقين بأنك هنا في مكان ما، وأنني سأجدك يوما ما، سنلتقي وان طالت المسافات، ربما لم ألقاك أبدا ولكن أعرفك جيدا، ربما التقينا قبل الميلاد في مكان ما في الفضاء الأثير.
حين نلتقي سأعرف انه أنت، سأعاود اكتشافك من جديد، سأكتشف معك الونس والطمأنينة والأحلام، سأجدك هنا روح بريئة، جميلة، حلقت عاليا وجالت في كل الكون حتى حطت على كتفي في سلام.
أتدرك بأنك رغم البعد والمسافات لازلت السند والونس، ربما ما بيننا خطوة واحدة أو درب طويل لا نهاية له، أبواب كثيرة لا مفتاح لها ولكننا على يقين بأنة يوما ما ستفتح كل الأبواب وتتحطم الحواجز ونتحرر من القيود وننطلق معا.
انتظرك هنا على قارعة الحلم، انتظرك لنمضى معا كل منا يفتش عن الأخر، فأنت هاربا من أحضاني، تشعر بالخوف من حناني، ترتبك أمام هذا الحب الكبير.
اعلم بأنك لازلت ترتجف حين يعلن قلبك العصيان ويخبرك بحبه، أدرك جيدا بأنك يوما ما ستستسلم وتعود معي للحياة.
لن تهرب طويلا، فحبي لك اقوي من الإعصار يجتاحك ويحتل كيانك
حين تبحث عن الحلم ستجده يسكن عندي، الم يحن الوقت بعد لتترك مقاومتك جانبا وتعود.
مازالت روحي تفتش عنك، عن نصفها الضائع في سماء الكون، الروح تشتاق للروح، حين تسكن روحي روحك سيتلون العالم بألوان الربيع، ويتحقق الحلم وتبدأ الحياة، إنها لحظة الميلاد الحقيقي، فالنهايات ليست إلا بدايات تولد من جديد.
أدرك جيدا بأن كل لحظة تمضى تجعلنا نقترب، برغم الألم والوجع والحزن إلا أننا سنقترب وسنلتقي من جديد، صدقني لم اهتم يوما بكل تلك الصعوبات التي تقف ما بيني وبين أحلامي، لم أكن يوما افر من الوجع أو الألم أو اختار الانسحاب لارتاح، أتدرى بأنني كثيرا ما سألت نفسي
 أتستحق كل تلك الحروب التي أخوضها لأصل بك ولك؟
هل حقا أنت نصف روحي التي أقاتل لاكتمل بها ؟
فكل منا روح شاردة، تبحث عن حقيقتها، أتدرى ما المشكلة، انك لا تعرف أي إجابات لكل تلك الأسئلة التي تدور في ذهنك، ربما لو انك أدركت الإجابات أو واجهت نفسك بها لانتهت كل تلك المشاكل وتجاوزنا الأسوار.
يوما ما سأخبرك كل الإجابات، فأنا التي ستعثر عليها، وحينها سأخبرك عن كل شيء، سأخبرك بالحكاية بكل تفاصيلها، وربما اعتذر لك لاني في ذاك الوقت لم املك اليقين الكافي وكأني لم أعرفك يوما ولم أفهمك، كأني لا أحفظك بظهر الغيب.
يوما ما ستبوح الإجابات بكل ما نجهله، سأكذب كل شيء واصدق يقيني سأصدقك أنت وستصدق معي.

14‏/04‏/2018

دوائر وهمية

دائما ما كنت أقف على حدود دائرة الشك وأتجنب الاقتراب منها، ولكن مع الوقت والكثير من المعاناة كان يجب أن اعبر لداخلها، ربما أستطيع العودة لهدوئي وتلك السكينة التي اصبوا لها.
أتدرى كم هو مؤلم الوقوف على الشوك؟
 انه لا يختلف كثيرا عن دائرة الشك، فكل سؤال هو كثير من الأشواك التي تتناثر في روحك وعقلك وقلبك، الكثير من الأسئلة لا إجابة لها، ولكننا نرتاح لتلك الإجابة التي ترضينا وتجعلنا قانعين بكل ما يحدث لنا ومعنا.
لماذا نلتقي إذا كان القدر يعلم جيدا بأننا سنفترق؟
غريبة تلك العلاقات اللا مفهومة، هي مجرد علاقات مبهمة لا نعلم متى نقع فيها؟ ومتى نتحرر منها؟
هل يختار لنا القدر المناسب لنا حقا أم انه يختار لنا ولا ندرك لماذا؟
أيجب ان نستسلم لتلك الاختيارات أم نتمرد ونحاول تغييرها؟
هل تلك المحاولات مجدية أم أنها تذهب هباء؟
كثيرا ما حاولت أن أتخيل ماذا سيحدث إذا ما كان؟
ولكن دائما ما اصل لتلك المعادلة الواقعية، لن يحدث إلا ما حدث، فما حدث هو نتيجة لما كان، فكيف سيتغير إذا كان كل شيء كما هو.
تلك الحلقات التي تترابط في سلسلة العمر ما بين ماضي وحاضر ومستقبل
لن تستطيع انتزاع حلقة منها والبدء في سلسلة جديدة، فكل تلك الحلقات متتابعة.
ما سيأتي نتيجة طبيعية لما مضى، ليتنا نستطيع أن نتحرر من كل شيء لنعاود البداية من جديد ولكن للأسف لا نستطيع.
حين نمل من الصمت ونزهد فيه، نبعثر كلماتنا على السطور في محاولات مستميتة لأن نفهم ما نخبئه عن أنفسنا لنصل للحقيقة.
في زوايا الماضي البعيد نجلس لنطالع تلك الجدران المملوءة بكثير من التفاصيل التي لا نستطيع الهروب منها، مجرد حلقة أخرى ضائعة في سلسلة العمر، مكان مهجور يحتوى روح وحيدة ويمنحها قليل من الخصوصية لعلها تنزع تلك الأشواك التي تمزق روحها في صمت.
تلك الحكايات التي نرويها بابتسامه ساذجة لنخبر الجميع بأننا أقوياء نستطيع أن نتجاوز الخذلان، ساعات طويلة تمر بلا هدف أو معنى، مجرد حبات رمال تتسرب من الأعلى لترسوا أسفل الساعة الرملية، تَمُر وكأنها دهر كامل، يحاوطك الصقيع من كل اتجاه، وكأن الجدران من حولك تصرخ وتستنجد بك لتحررها من قيود وهميه ولكنها تكبلها بقوة وتشدها لمجهول لا تعلم كيف تتحرر منه.
كثير من الأسئلة تجول بخاطرها وتمزق سكونها وتلقى بها في قاع تلك الدائرة التي لا تستطيع التحرر منها، وحدها من يدرك كيف لتلك الدائرة أن تطبق على صدرها وتخنقها في صمت، وحدها من يدرك أنها ما اختارت أبدا أن تصبح سجينة لها وكثير ما حاولت التحرر منها، إلا أنها في كل مرة تهرب منها تكتشف بأنها تحملها معها وتعود لها.

12‏/04‏/2018

رسائلها اليه.....16

أتدرى عدد الأوراق التي مزقتها حتى اصل لتلك الورقة التي اكتب لك فيها ...حاولت أن اكتب بعيدا عنك ولا اكتب لك تلك الرسائل ولكن فشلت وكأن مساحات البوح قد خلقت لك
برغم كل تلك العراقيل التي بيننا إلا أننى اشعر بالسعادة لاكتفائي بك ....... لا تحاول أن تسأل لماذا فانا لم اعد اسأل ولكن استسلمت لذاك الشعور الذي يحتلني ويجعلني امتلك نصف العالم حين أكون معك
فمعك اهرب من كل العالم السخيف الذي أصبح يحاوطنا ...ذاك العالم الذي يفرض سطوته علينا وينتزع منا ابتسامتنا ويمنحنا ملامح متجهمة
كلما ازدادت سخافات العالم ...كلما هربت إليك واختبأت في حضنك وتركت كل شيء من خلفي
حين اكتب لك أتحرر من حدود العالم البائس وادخل معك إلى عالم موازى صنعناه معا
أتدرى كلما قرأت رسائلي السابقة إليك لا املك إلا أن اسأل هل حقا تلك الكلمات لك ...كيف كنت أقرأك هكذا دون كلام
كيف استطعت أن المس روحك ببساطة
أتدرى حين اكتب لك اترك العنان لروحي لتبوح لك وتبوح ولا تصمت أبدا ...ربما لبعض الوقت اشعر بالخوف من أن تنتهي رسائلنا ببرود أو صمت مفاجئ أو تتحول لمجرد رسائل روتينية نكتبها لنملئ فراغ أرواحنا حتى تتحول لكلمات صماء
أتعلم كل ما سبق جنون فقد استمر حديثنا لسنوات طويلة دون ملل أو روتين أو حتى تكرار
هل لان حياتنا ممتلئة بما يملئ سنوات من البوح أم لأننا ندخر حديثنا لنا فحين نلتقي لا نكف عن البوح ...أم أننا حين نتحدث نخرج من دائرة الحديث مع الأخر لنصل إلى الحديث معنا
ربما هي طريقة مستترة لنتحدث مع أنفسنا ونخبرها بما لا نقوى على قوله ....أم لأنني انتظرتك سنوات طويلة صامته فأصبحت اشتاق لحديث طويل معك لا ينتهي
أتدرى بأنه قد مضى أكثر من 10 سنوات على أول حديث لنا والى ألان في كل مرة نتحدث نعاود اكتشاف أنفسنا والتوغل في أغوار أرواحنا السحيقة
معك أعاود اكتشاف ذاتي واندهش من تلك التي أتحول لها بين يديك ...صدقني لم اقوي سابقا على مواجهة نفسي وكشف جروحها هكذا ببساطة
دائما ما كنت اهرب من لحظات المواجهة وأخشى نزع ضمادات روحي وكشف جروحها
ولكن معك استسلمت وتركتك تنزع تلك الضمادات فقد كنت على ثقة بأنك ستداويها وبأنها معك ستشفى إلى الأبد

11‏/04‏/2018

حضن صامت طويل


انه الليل حين يبدد وحدته في محاولات مستميتة لاستعادة صوتك من تلك الطرقات المجهولة، مازال صوتك يتردد هنا بنغمات فيروز وكثير من الأغاني التي تختلط أنغامها بحالتك المزاجية حينها.
انه الليل الطويل الذي يمتد ليصل ما بين حدودك وحدود العالم من حولك، فذاك صمتك الطويل بكل ما يحمل من ضجيج وثورة وجنون ، نعم... فلصمتك صوت ضجيج اسمعه جيدا، فلقد أتقنت معك لغة الصمت وحروفها، صمتك الذي خذلني حين قرر أن يضع من حوله الأسوار ويهجر تلك الأرض التي كانت له وطن.
اخبرني كيف أستطيع أن اكتب عنك وكل الكلمات تفقد معناها حين تكون أمام اسمك؟
كيف تستطيع أن تخبرهم عن من شاركك البكاء لمجرد البكاء دون أن يحاول أن يسال لماذا، أو يجعل من بكاءك مجرد حدث عابر؟
كيف لنا أن نتجنب الحنين؟
كيف ننتزع تلك الذكريات التي من فرط بساطتها تشبثت بقوة بتلابيب أرواحنا و أبت أن ترحل؟
تلك المكالمات الهاتفية التي كانت تبدأ ببساطة وتنتهي ببساطة، لم ابذل يوما مجهود في اختيار الكلمات أو الوقت المناسب، دائما ما كان كل شيء بسيط وسهل، كنا ننساب بسلاسة بداخل أرواحنا ...هكذا كنا، وهكذا تركنا كل شيء ورحلنا، جدران باردة، منفضة سجائرعلى طاولة وحيدة، ملامح باهته تفتش عن عنوان.
لازلت تركض بعيدا، منذ ولادتك وأنت تركض في محاولات مستميتة للوصول لشيء ما، تلك المسافات التي قطعتها وحدك رغم كثرة الوجوه لازالت تحاول أن تجذبك لها ولا تمنحك حريتك أبدا.
كل ما تفتش عنه مكان تضع قدميك عليه دون أن تتعثر من جديد، ترتدي ألف قناع وقناع فقد سئمت كل ما مضى، تحاول الهروب منك ولكنك تعجز عن ذلك، فتضل الطريق لك، تحاول أن تقطع المسافات الطويلة بسرعة، تتمرد على كل شيء، تفقد اهتمامك بكل شيء.
هل حقا أدركت الحقيقة أم انك ما عدت تعرف الطريق؟
من السهل أن تستسلم لتلك الأمواج التي تقذف جسدك لشاطئ بعيد، ربما قد تكون وأدت حلمك وتركته ورحلت، ولكنك أبدا لن تستطيع الكذب عليّ، لن تستطيع أن تخدعني بتلك الأقنعة الخشبية التي ترتديها، لن تخدعني حين تقول لم يعد شيء يهم.
لازلت أراك من خلف الأقنعة، لازلت مؤمنه بك، أرى ذاك القلب الأخضر ينبض حبا للحياة، لن يخدعني قناع ذاك الكهل الذي ترتدية أبدا، أراك من خلف ألف قناع.
لماذا تحاول أن تأسر روحك خلف الأسوار؟
لماذا تكبل قلبك بقيود حتى لا ينطلق؟
اترك روحك تحلق عاليا، أنني أدرك تماما ألمك وصمتك ووحدتك، لا تخدعني ضحكاتك وصوتك العالي، أدرك انك لن تستسلم طويلا وبأنك ستنهض من جديد، سأظل اكتب لك وعنك حتى اكتب من جديد معك.
دائما ما كانت الكتابة إليك هي متعتي السرية التي أواريها عن العيون، كانت الحروف تنساب في سلاسة، وتتدفق الكلمات ببساطة، فهي تعرف طريقها جيدا، لم يكن من السهل أن أتوقف أمام اسمك طويلا قبل أن أرسل لك الرسالة، وربما أتراجع عن إرسالها في أخر لحظة.
لأول مرة اشعر بالخوف والحيرة والتردد أمام كلمة إرسال، ربما لكل شيء مرة أولى ولكنها تلك الأصعب والأكثر إرهاقا.
اكتب لك و أنا للمرة الأولى ارتجف أمام كلماتي، انظر لها طويلا، امحوها لأعاود كتابتها.
اشعر بالحاجة لضمك إلى صدري والبكاء معا، سأخبرك بأني سامحتك بقوة أو ربما لم اغضب منك أبدا، اكتب لك لأخبرك بأني كنت ضعيفة جدا أمام نسيانك، ما استطعت أن استسلم له، دائما ما كنت بقلبي، لا أدرى كيف حدث ذلك، فأنا سريعة النسيان، لا انتظر احد ولا اغفر ولكن معك تتغير كل معادلات الكون، لا اعرف ما الذي تغير، كل ما أدركه بأنك دائما ما كنت مختلف.
هناك دائما لحظات لا تموت، وتفاصيل تظل حاضرة بقوة، تفرض وجودها علينا وتعلن عن نفسها، هناك كلمات لا تنسى ولا تنتهي، هناك لقاء لا يتكرر وحضن لا نخرج منه أبدا.
ممتنة لك لأنك كنت هنا، ممتنة لك لأنك أنت، ممتنة لوجودك ولروحك ولحبك، ممتنة لكل الأمنيات التي جمعتنا وللأحلام التي رسمناها والأماكن التي كنا نخطط للذهاب لها، ممتنة لسنوات العمر التي ضمتنا.
تمر الأيام وما أكثرها في عمرنا وما أسرعها حين نكون معا وما أبطئها حين نفترق، يمر اليوم بألف ذكرى وألف كلمة وألف حلم وأمنية، تزحف عقاربه ببطيء وصمت وحيرة، لا تعلم إلى أين ستمضى؟ والى من ستمضى؟ تظل الحيرة تحوم من حولي فأنت تختلف.
ما بكيت سوى أمامك وعلى كتفك، ما كنت ضعيفة إلا معك، كان دائما ضعفي يتوارى خلف قناع وهمي، وحدك من نزع القناع وضم ضعفي بلطف واخبرني بأني قوية، ما اشتقت يوما لأحد مثلما اشتقت لك، وما أحببت احد يوم مثلما أحببتك.
كيف لا تصبح مختلف ومعك كان كل شيء مختلف لدرجة الجنون، كل شيء واضح وبسيط وسهل، هل أخبرك بشيء جنوني، اعلم بأنك تقرأ رسائلي إليك، اعلم بأنك تكتب لي وان لم ترسلها، أدرك بأنك تشتاق لحضني يضمك، وها أنا أخبرك بأني لا زلت انتظرك واعلم بأنك ستعود.

10‏/04‏/2018

حكاية لا نهاية لها


حين يباغتنا الحنين لأنفسنا لا نملك إلا أن نستسلم لرحلة البحث عنا في طرقات هجرناها ورحلنا، فما استطعنا أن نعثر علينا بعدها، كأننا قد أغمضنا أعيننا ألف عام ورحلنا حيث لا نعرف لنا عنوان.
هناك دائما تلك اللحظة التي لا تعود بعدها أبدا لما كنت عليه، فبعدها كل الأشياء تتغير، كل الملامح تختلف، كل الأماكن تفقد خيوطها التي تربطها بك، ترى كل شيء ضبابي، فالضوء كان اقوي من أن تعتاد عيناك عليه بسهوله.
تتلمس الأماكن، تحاول أن تتذكر الملامح والأسماء، لازال هناك شيء يربطك بكل ذلك ولكنك لا تتذكر، تحاول أن تكتشف الأبجدية من جديد، وتبحث عن الكلمات المناسبة التي تستطيع أن تصف بها ما تشعر به.
تكتشف الحدود وتقف على أعتاب العالم من حولك، تنظر لعالم بعيد، كل شيء من حولك مريح لا تشعر بغربه أو خوف، ليس هناك سوى هدوء وكثير من التفاصيل المحببة إلى قلبك، انه عالمك الموازي الذي قررت أن تهرب إليه كلما ضاقت بك الحياة، فقد اشتقت كثيرا لذاتك التي كانت، اشتقت لكلماتك حيث كنت تنثرها فتزهر بذورها ياسمين.
تبحث عن قلمك حيث تركته، فقد كان يرقص على السطور وكلما كنت تحاول أن تروضه كان يتمرد ويفر منك هاربا، حيث عالمه الذي يتسع له ويرقص على سطوره نشوة.
لا يزال الصمت هو الرفيق الأزلي لتلك الحكاية المرهقة، تلك الحكاية التي افشل دائما في وضع نقطة النهاية لها.
الصمت.... ذاك الرفيق الذي لازمني طويلا دون أن يقترب احدنا من الأخر، دائما ما كانت تقف حكايتنا على مشارف الموت، وحين كنت استعد بطقوس الوداع الأخيرة كانت تشهق تلك الشهقة التي تعيدها للحياة، كانت تعود بكل عنفوان وقوة كأنها لم تقترب من الموت.
كان الصمت والشوق والحنين هو جواز سفري لدخول الحكاية، انه شوقي وحدي، لم اعد على يقين بأنه شوقنا وأنها حكايتنا.
يسرى الحنين في عروقي ليحتل جسدي ويستوطن روحي، لازال صندوق الذكريات هناك في مكان بعيد، اخشي أن اقترب منه رغم كل الحنين إليه.
كل طرقات قلبي مظلمة، صامتة، مهجورة، تبللها قطرات المطر الباحثة عن أرضها حيث يسكن هناك الفقد، كل شيء في تلك الطرقات انتمى له، اشعر بالألفة حين أمر من خلاله، كل شيء هنا معتاد ....يتكرر....يذهب ويعود، إلا أنت.....لا زلت مجرد طيف لا يستقر في مكان، يفتقدك الشتاء حيث كان لنا ألف وعد وموعد.
جاء الشتاء وابتلت الطرقات من قطرات المطر ولم نلتقي بعد، كل الأشياء معا إلا نحن، لا زلنا بلا وطن يجمعنا.
لماذا التزمنا الصمت حين كان يجب علينا الحديث؟
لماذا تجاهلنا تلك التفاصيل الصغيرة التي كانت تنادينا؟
لماذا مضينا بعيدا كل منا في اتجاه؟
تدور الأيام وندور معها، نتخبط بين الطرقات وتعرقلنا الحياة، يمزق البعد قلوبنا وتحتل التفاصيل ذكرياتنا، ننسى أو نتجاهل ذاك الأنين المنبعث من أرواحنا.
هل حان الوقت لنغلق الصفحة وننهى الحكاية؟
أنكتب الآن السطر الأخير ونصمت للأبد ونغلق صندوق الذكريات؟
سأمكث هنا حيث كل شيء يدعوني لان ابقي، ربما أعود لك يوما ما وربما لا أعود أبدا.