18‏/04‏/2018

الخروج من الشرنقة

حيث يكون لليقين أجنحة تحلق الأحلام كفراشات ملونه مبهجه، انه الجنون الذي يدفعك للخروج عن كل ما هو معقول ومنطقي والتحليق في سماء بعيده، وحدك من يرى حدودها، ووحدك من يصدق أن لك جناحان.
هل لازلت تذكر تلك المرات القليلة التي أخبرتك بأنه في المساء ينبت لي جناحان واحلق عاليا، واترك رسالة لك على تلك ألنجمه البعيدة لعلك تراها ذات يوم.
لازالت رسالتي معلقه في السماء، ترحل مع النجوم من مكان لأخر، تدور وتدور في فضاء شاسع، لا تعرف إلى أين ستصل؟ ولا إلى متى سترحل؟
عندما تصلك رسالتي لن أكون هنا، ستهدئ ثورات حنيني وتسكن أمواج اشتياقي لك، ستستسلم كل مشاعري لأنك لن تكون هنا ذات مساء، فلأرحل أنا في هدوء، لتنتهي تلك الحكايات التي ارسمها كل مساء على جدران الصمت، وانتظر النهار الذي تتحول لحقائق، ولكن لم يأتي النهار ولم تصبح الأحلام حقيقة، لقد تمزقت سنوات العمر في انتظار حلم، ومضت الأيام بين رحيل وعوده، غربه واغتراب، وأنا هنا بين أوراقك مجرد حروف، وبين أحلامك طيف عابر لا ترى ملامحه ولا تفتش عنه.
ما أصعب أن تبحث عن رجل ما بينك وبينه كثير من السدود، كلما حاولت الاقتراب منه ازدادت ارتفاعا.
من الصعب أن أراك في سكونك وأنا التي تهوى اكتشاف الحياة، أهوى الغرق بين أمواج الجنون، لا أحب السكون، ولا أحب أن اترك قلبي ما بين الأمس والغد وحيد.
لا زلت أفتش عن الأساطير في زمن لا يعرف لها طريق، لا زلت أحب اكتشاف الطرق الجديدة والمدن الغريبة، وأنت لا تحب إلا ما تعرف أو تسكن، فكيف لنا أن نسير في ذات الدرب.
أنت تهوى السكون وأنا اعشق الترحال والرحيل، والإبحار بين الموانئ واكتشاف العالم، ورسم حدود المدن من جديد، والعودة بكل اكتشافاتي لأحكى عنها في أمسية شتوية، نجلس لمدفئتنا ونحكى كل الحكايات ونضحك من جنون لحظات أمضيناها معا.
لا تحاول أن تجعلني استسلم لك وأسير معك على دروب خريطتك واجلس بهدوء احتسى معك القهوة في مقهى كلاسيكي.
كيف لنا أن نلتقي وكل منا يقف على طرف الحياة؟
 أنا هنا دائما احلق حول بدايات جديدة وأنت تترك روحك تستسلم للنهايات
من الصعب أن تجتمع النهاية والبداية، الحياة والموت،  فدعني امضي مع الحياة فلن استسلم أبدا للموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق