21‏/04‏/2018

تفاصيل الوحدة

في بعض الأحيان تحاول أن تكتشف من تكون، لا تعرف لك اسم محدد، مجرد إنسان لا يحمل لقب وليس له عنوان.
صورة غامضة، ملامحها مُبهمة، إنها تلك الفترة التي تشعر فيها بأنك في حالة تشتت، تجهل من أنت وتجهل إلى أين تأخذك الحياة، كل ما تدركه هو ما تريد.
تحاول جاهدا ألا تهوي في براثن الحزن، تتمرد، ترفض الاستسلام.
تضع نقطة لنهاية جملة ونهاية صفحة ونهاية حكاية، فأنت تعاود اكتشافك من خلال تلك الذكريات التي تجهل كيف أصبحت غارقا فيها، شارد من حاضر مرتبك، حائر في غد لا تدرك كيف سيكون.
كثير من لماذا وكيف، كثير من المجهول، لا تستطيع أن تُنكر أن المجهول هو أمواج من الحيرة تتلاطم بداخلك، فأنت تدرك جيدا بأنك هاهنا حي، بشكل ما أنت حي، ولكنك تجهل كيف تحييا، كتلك الصور الجامدة، مجرد ملامح على ورق، ربما هي تحمل من الحكايات والكلمات ما لا تستطيع أن تخبرك به الوجوه في لحظة عابرة.
مجرد سكون، ملامح ساكنة، نظرات صريحة واضحة تخبرك بحقيقة تجهلها، تنظر لصورك فتكتشف في عيناك اختلال لكل قوانين الطبيعة، رفض، تمرد، اعتراض على تلك القوانين التي لا معني لها.
ما الذي قد تحمله تلك العينان؟
اهو شر مطلق، أم خير كادت أن تطمسه قسوة الحياة؟
ما الذي ستبوح به ملامحك ؟
أتخبئ عيناك الأسرار أم تبوح بلا خوف؟
ربما لأنك تكره القوانين وتكره الانصياع لها، تتمرد على الحياة وترفض أن تذهب إلى نهاية طريق لم تختاره.
من تكون أو من أكون؟
هي دائرة لا نهاية لها، لا تستطيع الهروب منها، فهي لا تحمل علامات بداية ولا إشارات للنهاية، تحاول الهروب من كل التوقعات أو الاستنتاجات فقد مل عقلك ذلك، تتمنى أن تنتمي للغرباء، للعابرين، حيث لا مزيد من التوقعات المجهولة.
مجرد مسافات شاسعة ما بينك وبين الجميع، ابتسامات عابرة، لا حياة أو انتظار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق