15‏/12‏/2018

خارج حدود العالم

اصبحت الكتابة عملية معقدة جدا وكلما ابتعدنا عن الكلمات كلما زادت تعقيدا وعصيانا.
انها تلك الرغبة في خلق التوازن ما بين طبيعتك التي تخشي البوح ورغبتك في اطلاق العنان لكلماتك لتنطلق وتتحرر من قضبان اسرتها خلفها سنوات طويله.
الا زلت تهفوا لذاك البراح الذى تحلق فيه منتشي بنسمات الهواء الباردة ام انك ترغب بتلك الحميمية التي تمنحها لك  العزلة مع من تحب.
انها تلك المعركة الدائمة ما بين رغبتك في ان تسقط عن كاهلك كل مالا تقوى على احتماله، ان تسكب ما بداخلك على تلك السطور الغريبة عنك وبالرغم من كل ذلك الا انك لا تسكب كل مشاعرك، كل ألمك، كل غضبك، كل ضجرك وتمردك وعصيانك، كل الحب والحنين والرحيل والاغتراب، فقط ستترك القليل ينساب من بين اسوار روحك للسطور، فقد يساعدك ذلك في العودة لذاتك، العودة لنفسك بقليل من كل شيء، فانت لست فارغا تماما ولن تصبح مجرد روح خاوية تحدق في هاوية الروح، ولست ممتلئ فتغرق في بحر من الرمال المتحركة التي تمتص روحك وتكبلك، انها تلك الشعرة التي تفصل ما بين ذلك، انها الكتابة تلك الرحلة الاكثر هدوء ورصانة لكى تستعيد توازنك، تلقى بكل ما تحمله لبعيد عنك وخارج حدود جسدك وروحك وتتحرر من كل شيء وتحلق بعيدا بأجنحه جديدة لا يثقلها شيء.

27‏/11‏/2018

حب خارج قانون الزمن

لم تكن تتوقع أن تراه بعد كل تلك السنوات
لقد ابتعد كل منهما عن الأخر، وابتعدت المسافات حتى أصبح كل منهما لا يعلم شيء عن الأخر.
لم تحاول البحث عنه ولم يحاول الوصول إليها، كأن كل منهما كان ينتظر ذلك الرحيل وتلك المسافات ليبتعد عن الأخر
كان اغرب رحيل ...رحيل حبا
نعم.... فقد افترقا لأن كل منهما لم يحتمل ذاك الحب الجارف الذي احتل كيانه
ربما لو التقيا في وقت أخر كانت اكتملت تلك الحكاية ولكن لا نختار متى يحتلنا الحب
كان أول لقاء لهما عفوي ... غريب
انجذب كل منهما للأخر رغم وجود الكثير من المدعوين في تلك الحفلة
كيف لأطراف الحديث أن تتجاذب ببساطة بين غريبان؟ وكيف للحوار  أن يتصل ويمتد بسلاسة؟ لا تعلم الى الان كيف حدث ذلك؟ وكيف امتد الوصال بينهما
كل ما تعلمه بأنه كان حديث عام بين أكثر من شخص انتهى بحديث بينهما طويل
وتوالت اللقاءات دون ترتيب، وكان كل منهما يقترب من الأخر دون أن يشعر
وبعد كل تلك السنوات لا تعلم كيف استطاع أن يداعب مشاعرها في زمن لم يعد للمشاعر مكان، ولكنك كنت الرجل الوحيد الذي استطاع أن يأسرها
دائما ما كانت تراه مختلف عن كل من مر بحياتها
كان رجل تستمتع معه بالحياة ويمنحك الدهشة
لديه القدرة على فتح نوافذ الحياة من حولك لتطل على عالم مُدهش ... مختلف
كان يعاملها بحرص ..كانت تشعر بخوفه عليها واهتمامه بها
ابتسمت فبالرغم من مرور السنوات إلا أنها مازالت عندما تذكرة تبتسم
عن ماذا احكي لك يا عزيزي
هل احكي لك عن تلك اللمعة التي تضئ عيوني عندما كنت معك؟
عن تلك الطفلة التي تقفز من داخلي حين تمسك يدك، عن ضحكاتي وانا معك
سأحكى لك عن ذاكرة الأماكن التي ضمتنا معا
ستحكى لك الجدران عن حنينها لحكايات كنت ترويها لها
ستحكى لك عن عدد المرات التي جئتها بمفردي اجلس مع طيف لن يعود
سأحكى لك عن أعوام مضت لن تعود
سأحكى لك عن مجهول أصبح يسكن عيناي
عن ضحكه ضاعت وضلت طريقها للحياة
كل تلك المشاعر تضاربت حين التقينا من جديد
لا تعلم بماذا شعرت حين تركت كفى في يدك
مجرد ثواني كانت كافيه لأعود  لسنوات بعيدة لم اعد اعلم عددها
أتعلم بأن كل الأشياء الصغيرة التي لم نفعلها معا كانت تشتاق لك
هل الخوف من موت الحب هو ما جعلني اهرب منك وارحل بعيدا عنك ام هو القدر
أدرك جيدا بأنني واقعه تحت تأثير لحظة الحنين
كنت اضعف من أن أخوض تجربه حب
اضعف من توقع فشلها وخسارتك فخسرتك حتى لا أفقدك
الفراغ بعد رحيلك أصبح قاتلا رغم كل محاولاتي لأن أملئه ولكن دائما ما كان كل شيء بدونك فراغ يمتص الروح
كان يزحف كل مساء ويقترب كوحش خرافي يأتي من بعيد وكلما اقترب كلما ارتجفت خوفا منه
أمسيات كثيرة أمضيتها أقاومه ومع الوقت استسلمت له لذاك الفراغ الكبير الذي تلاشيت بداخله أصبحت جزء منه.... تلاشيت فيه
حاولت كثيرا التمسك بأشياء أحبها حين أكون وحدي
حاولت كثيرا حتى لا اغرق بعيدا عن عالمي فانا اعلم جيدا بأنه لن يكون هناك احد لينقذني من الغرق كنت اختبئ خلف مقطوعة موسيقية ..... ارحل مع كتاب ......اغرق في أحداث فيلم سينمائي
واحتمى بضحكات متناثرة من الأصدقاء في أمسيات بعيدة
وفى النهاية كنت اغرق في الكتابة
أتعلم كتبت كثيرا في السنوات الماضية
ألاف من الأوراق .... كلمات وكلمات
كانت بيتي ووطني وحنيني
فقدت اهتمامي وإيماني بالبشر
فقدت إيماني بكلماتي فأخفيتها عن العيون
ومضت الأيام وتباعدت نوبات الحنين
تباعدت رسائلي لك
قررت أن استسلم لقراري في الابتعاد والرحيل عنك
حملت كل رسائلي إليك وصورنا معا وكل ذكريات  كانت لنا ووضعتها في صندوق خشبي وأخفيتها في غرفتي السرية ونهضت حتى لا أعود لك من جديد
وكان على أن اعترف قبل أن أغلق الصندوق بأنني لم أحب سوى مرة واحدة وكنت أنت الرجل الوحيد الذي استطاع أن يحرك قلبي ويجعلني اعترف بحبه
كان ذلك من أروع ما حدث لي في عمري
الوقوع في حبك هو قدري وأمنياتي وأحلامي التي ما كنت اعلم عنها شيء
وأغلقت الصندوق الخشبي لسنوات طويلة ومضت الحياة بكل تفاصيلها
وبعد سنوات طويلة اكتشفت بأنني ما زلت احبك وبان حبك كان معي ورفيقي طوال تلك السنوات التي كان كل منا في طريق يمضى وحيدا
هل يتغير الحب ويختلف حين نكبر
هل يتغير حين نلتقي من جديد
ربما نصبح أكثر يقينا بحبنا او كفرا
أكثر إيمانا بصدق حدسنا
أكثر صدقا مع أنفسنا
أكثر شجاعة لنعترف بالحب ونستسلم له
نعم مع الوقت والسنوات والرحيل والعودة يتغير الحب وتتغير الأشياء
تقل الكلمات ..... ونُكمل الجملة صمتا
ونتبادل الحديث بكلمات مقتضبة ولكنها وافيه
فلم نعد نحتاج لأكثر من عناق صغير لنعلم كل شيء
لمسه أنامل وكفى
كان حبك الأول معجزتي الصغيرة
وحبك من جديد هو حقيقتي الوحيدة ويقيني الذي لم يعد فيه شك
علينا البدء في تقبل الحقيقة التي فرضتها علينا الأيام
علينا الاستسلام لقدر لا نعلم إلى أين سيأخذنا
لماذا عدت ألان...
أكنت تعلم بأنني هناك أم انه من جديد القدر يقرر خطاوينا
كان لقاءنا الأول قدر ورحيلنا اختيار
ولقاءنا الثاني كان أيضا قدر فهل سنرحل من جديد اختيار
أليس من الغريب أن نلتقي من جديد
للحكايات القديمة سحرها
المحبة التي تأتى على حين غفلة مننا
لهفه اللقاء القدري وشوق السلام الأول بعد السنين
المشاعر الصادقة يتكفل الزمن والوقت بتعتيقها كقارورة عطر يفوح عبيرها بمجرد الاقتراب منها أو لمسها
خادعه السنوات يا عزيزي حين نلتقي من جديد
نظرة واحدة كفيله أن تعيدك سنوات طويلة ....تسمع ذات اللحن وتشعر بذات المشاعر
رحيلي عنك كان رحيل عن كل ما أحبه وكل من أُحبه
امشي في مدينه العمر وحدي من سنوات
أتشاركني الطريق هذه المرة أم أننا لا زلنا في منتصف المسافة بين مشاعرنا وقدرنا
تُرانا نستطيع ألا نكون عابرين تلك المرة ونلتقي من جديد
أيمكننا أن نعود من بداية الحكاية لنكملها أم أننا سنصنع بداية جديدة من حيث كان اللقاء الثاني
أتعلم لا أريد أجوبه عن أي سؤال
كل ما أريده أن تضمني بين ذراعيك وفقط

25‏/08‏/2018

رسائل الى غريب....13

عزيزي الغريب 
ها انا قد عدت لرسائلك من جديد لكأنها قدر يسعى كل منا للأخر.
تتشابك تلك الايام من حولي لتتحول لخيوط عنكبوت تنسج من حولي شبكتها ولا اعلم كيف الفرار منها، كثيرة هي تلك الأسئلة التي تنتظر الاجابات، وتائهة اجابات الاسئلة، هي اجابات حائرة لازالت تتأرجح في العيون ولا تقوى على نطقها الشفاه.
اتدرى ايها الغريب اصبحت اشبه تلك المدينة المترامية الاطراف، تتعالى منها الاصوات في ذات اللحظة وتتداخل وتمتزج حتى انك لا تستطيع ان تميز صوت عن الاخر.
لازال صوتي يبدو كأغنية تأتى من بعيد لا تستطيع سماعها الا اذا ما اقتربت منها 
لازلت اشعر بصدق كل ما كان انه اصدق مما عنيناه لبعضنا البعض طوال الوقت.
انها تلك الحكايات التي لا تنتهى حيث صوتي لازال يزين جدرانها، انها تفاصيل تمتد سنوات وسنوات ،كثير من الاغنيات
لا زلت انا تلك الصبية التي تختبئ خلف تلك الاشجار في انتظار من يعثر عليها 
انا هناك حيث قلبك اختبئ في احدى أركانه فانت من علمتها كيف تحب وكيف تكتب وكيف تحلم انا هناك ايها الغريب الى جوار قلبك فابحث عنى وحتما ستجدني

16‏/08‏/2018

اللقاء الثاني

عزيزي الغريب
لازلت انتظر تلك الإشارة التي سترشدني للطريق ولكنها لم تأتي أو ربما لم تكن بالوضوح الذي كنت أرجوه، هل لازلت تعتبرني قارئة الودع حين اتبع حدثي أم انك ما عدت تتذكر بأننا يوما كنا نضحك ونندهش لتلك العلامات الصغيرة التي كان يلقيها القدر في طريقنا.
لازلت اندهش يا صديقي من تلك اللعبة التي يلعبها معنا القدر ترانا حقا قدر لبعض أم أهي مجرد هواجس وأمنيات.
يقولون بأن هناك دائما لقاء ثاني يأتي في وقت معين دون ترتيب أو انتظار
ربما يكون هو الأخير أو هو البداية التي لم تنتهي ولكن كانت تنتظر متى تبدأ
سأشاركك مخاوفي وهواجسي التي تتصارع لتقتل يقيني بك ولكن أحاول دائما أن أتجنبها
ربما تلك الفترة هي الأصعب فأنا في مفترق طرق وحدي، دائما ما كنت معي ترشدني وتربت على كتفي وتمنحني القليل من الضوء لأختار وأذهب حيث يجب أن أكون، ولكنك لست هنا وحتى إن أتيت لا اعلم كيف ستأتي وكيف سيكون اللقاء الثاني
هل سنمضى غرباء أم سنكمل معا طريقنا
كثيرة هي الأسئلة التي انتظر إجابتها منك أيها الغريب
تلك الأسئلة التي تعلم جيدا انك وحدك من يمتلك الإجابات ولا زلت متمسكة بوعدك لي أن تجيب عليها يوما ما
متى سيأتي اليوم يا صديقي الذي تمنحني الإجابات وتشاركني من جديد الأسرار
حائرة كلماتي يا غريب، وحيدة هي حيث لا أحد فهمها أو يدرك معانيها
كل كلماتي تنتظرك وتشتاق لك فهي بلا معنى أن لم تقرأها، عيناك تمنح الكلمات شرعيتها
حين يخبروني عنك أحاول أن أفتش عن روحك بين الكلمات فلا أجدها، اكتشف بأنها بعيد عن كلماتهم وبعيده عن حكايتهم عنك، لا اعلم كيف أتلمس روحك في حروف مبهمة وكيف اكتشفها وكيف أستطيع إدراك كيف أنت من صورة يراها البعض بلا معنى واراها بألف معنى ومعنى
هل أخبرك بسر كنت سأدعوك ونس ولكن للحظة قررت إن تكون الغريب ربما لان كلانا دائما غريب وان كان في وطنه، لن أخفيك سرا كانت كل رسائلي بلا أمل في الوصول لا أدرى لماذا ولكنها دائما هي رسائل لن تصل ولكن مع الوقت دائما ما كان هناك شيء يخبرني بأنها ستصل يوما ما وانك ستدرك بأنك الغريب وانك صاحب الكلمات والرسائل ربما لذلك تراجعت أن تكون الرسالة لونس وان كنت أنت الونس والأهل والوطن
أتدرى شيئا اشتاق فيك وطني واشتاق لك ونس واحن إلى كلماتك وصوتك وافتقد حضنك
أتعلم يا عزيزي سأخبرك عن أشياء كثيرة حدثت في غيابك وكنت أتمناك هنا إلى جواري.
سأخبرك عن عالم اظهر لي وجهه الخشبي بكل قسوة، سأخبرك عن تلك البرودة التي كانت تناسب وتلامس روحي العارية وتتركها حزينة تفتش عن الدفء في كلماتك
سأخبرك بأني اشتقت لك وافتقدك وانتظرك



12‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها



عزيزتي....
سأخبرك أيضا سر يا عزيزتي فكل منا يحمل بداخلة الكثير من الزجاج المهشم الذي لا يستطيع التخلص منه، وكل ما يستطيع أن يفعله.... هو أن يتجنبه حتى لا تحمل روحة مزيد من الجروح.
أدرك جيدا كيف ينبض القلب بالحسرة والألم حين يخذله الأقربون، تلك الغصة التي تصيبك والمرارة التي تملئ جوفك وتبتسمين بعدم اكتراث، فليس هناك الكثير من الخيارات أمامك، هناك دائما خيار واحد هو إن تظلى برغم كل شيء قوية ومتماسكة.
لا احد يبالى كثيرا بما تشعرين ولا احد يهتم بتلك اللحظات التي تمزق الوحدة قلبك وتتركك ممزقة ما بين رغبه في التحرر أو الاستسلام.
لن يدرك احد كيف تتألمين كل مساء وحدك وكيف تحاولين تجنب نوبات الجنون التي تنتابك حين تدركين بأنه لا مفر من النهوض وإكمال الدرب.
ربما في لحظات موت الروح تختارين العزلة والانكفاء على ذاتك ولكن العزلة ليست أبدا الحل، ربما هي الطريق الأسهل للموت قهرا ولكنها أبدا ما كانت حل لوجع الروح وندوب القلب.
العزلة استسلام وموت بطيء، ربما هي حل مؤقت لتعاودي لملمة أشلاء قلبك وبقايا روحك ونسجها ريشة ريشة لتصبح أجنحة تحلقين بها عاليا حيث تريدين ولكنها ليست الحل الأمثل يا عزيزتي، فلا احد يمتلك تلك العصا السحرية التي يلوح بها لينهى أوجاعه وأحزانه، ولكن ربما نمتلك شيء أخر نجهله إلى أن نكتشفه فنتشبث بة ونتجاوز المحنة، انه ذاك الضوء الذي ينبعث في تلك اللحظة التي نربت فيها على قلوبنا ونخبرها بأننا بخير وننظر للمرايا ونخبر أنفسنا بأننا أجمل وأقوى وأكثر إصرارا على خوض معاركنا.
هناك لحظة فاصلة يا عزيزتي حين ندركها نستطيع أن نقول بأننا أدركنا كيف نتجاوز الوجع ونولد من جديد.
أنها تلك اللحظة التي ندرك بأن حياتنا ليست إلا حلقات تتصل معا لتكون سلسلة طويلة هي العمر ولن نستطيع أن نتجاوز تلك الحلقة المفرغة التي نحن فيها إلا حين ندرك ما قبلها ونتصالح مع أنفسنا وندرك بأن كل ما يحدث كان يجب أن يحدث بناء على ما حدث.
كوني بخير يا عزيزتي واكتبي مزيدا من الخطابات ففي الكتابة حياة وإعادة ترميم للروح
أدرك أن الأمور لازالت معقدة وان الحياة مازالت تغلق أبوابها أمام أحلامنا وامنياتنا الصغيرة ولكن يوما ما ستستسلم لنا وتفتح كل الأبواب
#مها_العباسي
#رسائل_من_مجهول



11‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها


صديقتي الحنون
أتدرين بأنني اهرب من رسالتك منذ الصباح، فقد أصابت في مقتل كما يقولون.
انه الفقد يا عزيزتي....ذاك الكائن الذي يستوطن قلوبنا ولا يغادرها، فكل منا يعاني من الفقد بشكل مختلف، فهناك من يفتقد أهل، أو حبيب، أو صديق، أو ونس.
أدرك جيدا بأن الفقد يختلف من شخص لأخر و لكن قد اعتدت إلا احكم على معاناة شخص لألم ما فهو وحدة من يدرك ماذا يفتقد وكيف هو بحاجة لذاك الشيء.
سأخبرك سر يا صديقتي في بعض الأحيان أحاول أن أتفهم شعور اليتم وكيف يكون وأحاول أن احصره في الموت ولكن مع مرور الأيام اكتشفت بأن هناك يتم أكثر قسوة هو يتم الأحياء، ربما لا تفهمي كلماتي ولكن أنا علي يقين بأنك ستدركين مقصدي
لا أدرى يا عزيزتي اعدم وجود ذكريات مشتركة يجعل من الفقد اقل حده أم أكثر ألما، فدائما ما سيكون هناك غرفة فارغة في القلب تؤلم ويزداد الألم حين نحتاج لمجرد ذكريات تؤنس وحدتنا وتهون من غربت أرواحنا.
سأخبرك بسر أخر يا صديقتي فمن الواضح أن تلك هي رسالة الأسرار الصغيرة.
بالرغم من إدعائك القوة والتماسك وكل المحاولات التي تبذليها لإظهار وجه غير مبالي للحياة حتى تنتصرين عليها ولا تمنحيها فرصة إن تهزمك، إلا أنني اعلم جيدا بأنك تلك الطفلة الهشة التي تحاول أن تختبئ خلف الأقنعة حتى لا تنهزم
ربما نحاول إن نختبئ خلف أقنعه القوة أو أنها أصبحت مفروضة علينا فنحن نعلم جيدا بان السقوط رفاهية لا نمتلكها فقد شاءت الأقدار أن تتركنا الحياة وحيدين في صحراء شاسعة لا جدار فها نستند عليه، لا شيء سوى الفراغ ونحن.
يقولون فاقد الشيء لا يعطية ولكن كوني على ثقة بأن ذاك الفاقد أكثر من يستطيع المنح فهو يمنح من يحب ما كان يتمنى وينتظر إن تمنحه له الحياة.
في ذات يوم بعيد قالت لي من كنت أظن بأنها صديقتي وتفهمني جيدا
لماذا كل هذا الحب لبعض الأشخاص ولماذا تتفانين في منحهم الحب والدفء ماذا تنتظرين وما أسبابك
أتدرين بأنني التزمت الصمت قليلا، ربما لاندهاشي من السؤال أو لأنني كنت اعتقد بان ما افعلة شيء عادى لمجرد أنهم أشخاص مميزون بالنسبة لي واشعر بالحب والود اتجاههم ولكن اكتشفت فيما بعد بأنه هذا ليس سبب كافي لها
فأخبرتها بأن هناك شيء لا يفهمه إلا من فقده فهو وحدة من يدرك معنى تلك الحميميه في المشاعر التي تمنحها بصدق لمجرد انك تشعر بالونس هاهنا أو هناك
للأسف لن أستطيع أن أعدك بأن تلك الغرفة الفارغة ستمتلئ يوما بدفء الونس، فتلك الغرفة ستظل فارغة ربما نحاول إن نشعل قنديلا صغيرا بداخلها لعلها تضيء ولكن تظل كلها محاولات
سيظل الفقد قدر والغربة قدر والبحث عن وطن وحضن وبيت وجذور قدر لا هروب منه ومنذ متى نهرب من أقدارنا يا صديقتي
سأنتظر رسائل أخرى لعلها تكون دواء وونس.
#رسائل_لا_عنوان_لها
#مها_العباسي


10‏/08‏/2018

حين يتحدث الغائب


حين تكتبين لذاك الغائب البعيد ادعوا الله إن أكون لا زلت أنا مُلهمك الذى تكتبين لة، أتدركين عزيزتي بأنني كلما حاولت الفرار منك أعود لكي وأتلمس ذاتي حروفك وكلماتك

تمنيت أسمى في أول رسائلك رغم يقيني بأننى المجهول الذي تبوحين له وتشتاقي 
لقد وصلت كل رسائلك يا عزيزتي، تلك الرسائل التي أرسلتيها في صمت ولكن دائما ما كانت كلماتك تشق جدار صمتي وتصل لقلبي رغم المسافات والجدران
أتدركين بأن حروفك كانت هي قطرات الندى التي تروى النبتة الظامئة في تلك الصحراء البعيدة التي اسكنها 
افتقدك، افتقد صباحك الدافئ وأمسياتك التي كانت هي الونس حيث الوحدة والغربة والصمت يلف المكان من حلى 
لا تلوميني على الغياب فلم استطع أن أكون ذاك الفارس الذي يختطفك ويرحل لبعيد
ربما كما تقولي يصر القدر على عقابنا أو ربما هو قدرنا الذي نرحل منه له
لم يخلوا يومي منك أبدا يا صغيرتي دائما ما كان وجودك ينتصر، لم تعانى وحدك صدقيني فكل مساء كان يمر من خلالي طيفك ويمنحني حنين وكثير من الوجع والاشتياق، أتدركين شيء لم تكوني وحدك من يكتب الرسائل للغائب فلقد كتبت لكي كثيرا ولكن لم املك تلك الشجاعة لأرسلها لكي أو حتى أضعها في طرقك لتقرئيها يوما ما حتى ولو صدفة 
كلانا يعانى يا صغيرتى من الغياب ربما تلوميني لأننى أنا الغائب وأنا من قررت الرحيل ولكن يوما ما ستعلمي جيدا بأنه لم يكن هناك حل أخر 
سأعود يا صغيرتي، سأعود كوني على يقين من عودتي واحتفظي بكل كلماتك لقرأها معا على ذاك الشاطئ البعيد
سأعود فكيف لا أعود وروحك وطني، كيف لا أعود وأنا منذ رحيلي عنك ضللت الطريق ولم اعد اعرف لي عنوان أو وطن أو كيان
سأعود لأننى على يقين بأنك هاهنا تنتظرين عودتي وأبدا لن تفقدي إيمانك بى ويقينك 
سأعود صغيرتي سأعود
#حين_يتحدث_الغائب
#غريب_بلا_غربة
#مها_العباسي
#رد_علي_رسايل_بسمة

للحكايات بدايات جديدة

حين كانت تنتهي تلك المحادثات الطويلة بيننا كنت احلق في سماء الحلم كعصفور اكتشف بأنة يستطيع الطيران.
كان وقع كلماتك يظل عالقا في قلبي، يشاركه نبضاته فيضخه كحلم جميل يسرى في شراييني.
كنت أنهى حديثنا وأتسكع ضاحكة في أرجاء البيت، أتلمس الجدران التي شاركتنا الكلمات، اضحك كثيرا واركض كطفلة اكتشفت بأن هناك عالم أرحب من عالمها لم تكن تدرك انه موجود.
كنت اكتشف كل شيء معك من جديد، أو ربما كل شيء معك مختلف، ربما السر في أن روحك تعرف جيدا كيف تفهم روحي وكيف تلمس أوتارها ببساطة وهدوء.
كنت تمنحني الفرح، تلك الكلمة البسيطة التي تستطيع وحدك نسج وشاح منها لأتدثر به في كل وقت كلما تذكرتك.
أخبرتني قارئة الأرواح بأنك حتما ستعود، ربما بداخلي كل اليقين بأنك ستعود ولكن اخشي أن أسير خلف يقيني فأصل إلى سراب.
لا يدرك قيمة الأشياء إلا فاقدها وأنت وحدك من يعلم ماذا فقدت وكم تعثرت وهويت وتكسرت روحي، مرة أو مرتين ربما ثلاث مرات، وربما العديد من المرات التي هوت احلامي في بئر عميق وكنت لا ارجوا المستحيل، وبالرغم من كل ذلك لم انكسر وظلت روحي تهفوا لذاك الضوء في نهاية الطريق.
كنت دائما أنت ذاك الرائع الذي أشبهة ويشبهني، كيف لأرواحنا أن تتشابه إلى هذا الحد وتختلف في ذات الوقت، أتدرك بأننا كنا نتحرر من واقعنا لنحلق معا في عالم من الأحلام، ربما لازلت افتقد صوتك وضحكاتك وتلك الكلمات المبعثرة حين تصاب بنوبة خجل، وذاك الحرف الضائع من حروفك، اشتاق لذاك الطفل الذي كان ينطلق حين يكون معي، تفاصيلنا التي ما استطاع سواك أن يشاركني فيها أو يقترب منها أو حتى يتفهمها.
 تلك الأغنيات التي كانت في خلفيات أمسياتنا لا زالت تمنحني ابتسامة حين استمع لها، وتلك الأغنيات التي كنت تدندن بها لازلت اسمعها بصوتك حين تعبر نغماتها أحلامي.
كنت اعتقد بأنني اعتدت الغربة واعتدت على غيابك وبأنني ما عدت أبالى بشيء، ولكني ها أنا اكتشف بأنك أبدا ما رحلت، وبأنك كنت دائما هنا تسكن الروح ومازلت افتقدك واشتاق لك وابحث عن دفئ العلم بين يديك.
مهما حاولت أن أوهمك بأنني نسيت ورحلت لا تصدقني فأنت حاضر في كل خلايا جسدي ونبض قلبي، برغم الكثير من الليالي الحزينة في غيابك وكثير من الفراق والوجع والدموع، حين تخيلتك أمامي أدركت انك الحقيقة الوحيدة في حياتي، بأنني من الصعب أن أتجاهل وجودك كالوشم على روحي.
أدركت بأن العمر لا يكون إلا حين تكون أنت، ربما كنت أعيش ولكن لا احييا فمعك وحدك تكون الحياة.
حين رأيتك أدركت بأن المطر كان ينتظر حضورك لترك تلك الغيمات ويرقص رقصته المجنونة من حولنا، فالغيمات لا تلهوا في السماء إلا فوق اجنحة حلمك وتلك النوارس تقرر العودة حين تناديها.
لا تصدقني حين أقول نسيت فأنا لا اكتب إلا لك....وعنك ولا اشعر بكلماتي إلا حين تقرأها أنت وتبتسم أو تصرخ وتقفز فرحا بحروفي فوحدك من تفهمها ووحدك من يمنحها الحياة.
لا تصدقني حين أخبرك بأني لم اشتاق لك وأن الحنين لم يعد يشدني لك، فأنا لازلت احتفظ بتفاصيلك في حقائب سفري لتكون معي حين ارحل، أنا تلك المدينة المهجورة في غيابك لا أمان فيها ولا حياة، الفراغ محطتي الأولى والأخيرة حين لا تكون هنا، كل مقاعد المحطات تشابهت وكل القطارات حملت معها أحلامنا وأمانينا ورحلت.
لم اعد أنا حين لا تكون هنا فكيف لسواك أن يملئ ذاك الفراغ بحجم الكون الذي تركه غيابك، أدرك جيدا بأننا تغيرنا وبأن الزمن ترك أثاره على أرواحنا، ولكن أنا على يقين بأنك لازلت أنت ذاك الفارس الذي يحمل على كفة احلامه ويمتطي صهوة جواده وينطلق في تلك الأرض الشاسعة لينثر الأحلام.
دائما ما كنت أراك كأبطال الحكايات الأسطورية، تلك الحواديت التي نحكيها للأطفال قبل النوم، هناك شيء ما ألمسة في روحك وأدرك جيدا بأنك يوما ما ستكمل معي الحكاية التي لم تبدأ بعد.

23‏/07‏/2018

فارس لا يرحل ابدا

أتدرك معنى أن تحبك أمرآة تكتب؟
ستصبح فارسها وملهمها الأوحد، ستنظر لك بعين مختلفة، ستبحث عن تفاصيلك التي لن يراها سواها، ستفتش عن ملامح روحك قبل أن ترى ملامح وجهك، ستشعل لك ألف قنديل يدلك للطريق، ستصبح نجمتك الهادية وملهمتك، ستكتب لك وعنك، ستصبح جزء من حروفها لا يتجزأ، ستجد نفسك بين سطورها ملهم وفارس لا يرحل عن الكلمات.
يوما ما ستدرك بأنك كنت صاحب الكلمات وفارس السطور، ستدرك بأنه حين أحبتك تلك المرأة أحبتك حب مختلف ربما لم تستطع إن تفهمه أو تدركه، فهي لم تحبك كرجل عادى يمضى في دروب الحياة، هي أحبتك كرجل الحلم وفارس الحكايات، أحبتك نورس لا يسكن أرض وليس له عنوان، فهي تدرك جيدا بأن النوارس لا تسكن الأقفاص، وتموت إن لم تستطع التحليق عاليا، حبها لك من الصعب إن تتفهمه ولكن حتما ستدرك يوما معناه.
فهي كتبت لك أسطورة وكنت أنت بطلها الوحيد، رسمت لك عالم سحري وفتحت لك أبواب الأحلام، كانت لك دليل وان طال الطريق ستصل حتما لها.
ستدرك بأنها من أمسكت يدك حين أفلتها الجميع وأمنت بك حين لم تستطع أنت أن تؤمن بنفسك، كان يقينها أنت، وحقيقتها أنت.
تلك التي ستدرك أبواب روحك وتتسلل إليك في بساطة وتشاركك الأحلام والجنون والأمنيات، ستحتضن حلمك طفلا ليكبر ويعانق الشمس، وستصل بك ومعك إلى حيث تتمنى وتريد وستظل فارسها حيث لم يعد هذا زمن الفرسان.
ستعتذر نيابة عنك لكل الفراشات التي أرادت أن تعبر عالمك ولم تمنحها الفرصة، فتركت أثرها على حدود ذاك العالم ورحلت.
كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها الحياة.
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع.....أنا بخير استمتع بتلك الوحدة.
قاتله تلك الوحدة يا صديقي، الم تدرك خطورتها بعد، قاتله للأحلام وكافية أن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل.
أحقا أنت ألان أفضل؟
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء حتى أنت لم تعد تبالي بك، تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه.
ربما تتخبط بين العديد من الاختيارات، أو ربما اخترت أن تجلس في حالة من التوقف عن كل شيء.
انظر خلفك فلن تستطيع المضي قدما دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك.
امنح قلبك قليل من الأمان لينطلق حرا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتحاول أن تقنع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع، فتش عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك، لم تعد عاجزا على الرؤية صدقني فأنت من تحاول أن تغمض عيناك حتى لا ترى.
أرهقك الطريق يا صديقى أدرك ذلك جيدا، أرهقتك الحياة وتركت أثارها على روحك وجسدك ولكن أيكون الاستسلام هو الحل؟
لا تصدق تلك العبارة التي تخبرها لذاتك بأنة لم يعد هناك أحد بانتظارك فربما يكون أنت من أغلقت الطُرق والأبواب حتى لا يجدك أحد.
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت افعل دائما، سأبحث عنك بعيدا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشاق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدا لم يستسلم يوما خيّال.

22‏/07‏/2018

سلاما حيث تكون

للحكايات سحرها الخاص فنحن لا نشعر بتلك الأشياء التي نواريها خلف الأبواب، فدائما لتلك الحكايات التي نرويها متعه خاصة لكأننا نعاود سرد الأحداث لنا، فنحن نشعر بحنين حين نحكى عن ذكريات مضت، تلك اللمعة التي تومض في العيون حين تحكى عن من تحب.
في لحظة ما من الطريق تصبح الحكايات هي كل ما تبقى من تلك الأيام الماضية.
يرحل الأشخاص ولا ترحل عنا ذكرياتهم، إنها تظل كالجسر الذي يربط ما بيننا وبين ما تبقى منهم، إنها تلك المتعة التي تنتابك حين تحكى لهم أو فيما بعد عنهم.
مسكين ذاك القلب الذي يتعثر في تلك الحكايات المستحيلة كل مرة
ويقف حائرا ما بين واقع البدايات، ووهم النهايات، تلك المعادلة المستحيلة التي لا نستطيع أبدا الوصول لحل لها.
سلام لتلك الحكاية وتلك الروح وتلك العيون، حان الوقت ليرحل الحلم وترحل الكلمات وتنتهي معها الحكاية.
المسافة التي كانت والمسافة التي أصبحت، تلك الحدود والسدود والجدران وضعت كلمة نهاية، لازال ما بيننا في تلك الأرض البعيدة يسكن سر البوح المحمل على عنق تلك العنقاء التي تولد من رمادها.
نعزف لحن ونشدوا بتلك الأغنية فنحن شاهدين على قسوة الفراق، حاولت كثيرا تثبيت قدمي على تلك الأرض ولكن لم املك القوة الكافية لأتجنب الانزلاق والسقوط، كانت ترسوا اناملي بباطن كفك تلتمس الدفء وتغفوا في أمان.
لم اعد ضعيفة أمام لحظات عابرة، لم اعد تلك التي تمضى دون أن تعلم إلى أين، كنت أحاول كثيرا أن تكتمل الحكاية ولكن ما كان مكتوب لها إلا نهاية مؤلمة.
بقايا من أشياء كثيرة كانت هي الحياة، بقايا حلم....بقايا وعد.... بقايا حب.
كل شيء بعد تلك الحكاية أصبح عابر، تعبر الأحلام ولا تتحقق، تعبر الأجساد ولا تظل، أقدار كادت أن تقترب ولكنها ما كانت لنا.
أول لحظة....أول كلمة....أول ابتسامة...أول حضن.
سلاما لحكايتك التي انتهت، سلاما حيث تكون.

روح لا يعرف الفرح لها طريق

هناك قلوب يسكنها الحزن، هي مجرد قلوب تهشمت وتسرب الفرح من شقوقها.
إنها تلك القلوب التي تحمل وجوهها ملامح محايدة، تقف على أعتاب الفرح وتتلاشي في تلك البقعة المعتمة في فضاء شاسع يحاوطها.
ترتسم على زوايا شفاهها ابتسامه حزينة تخشي البوح، مجرد محاولات للتمرد على لعنة قديمة، تلك اللعنة التي أخذت من العمر ما أخذت.
محاولات ابتسامة....ولكنها تسقط في جوف ذاك القلب الوحيد، يحتضنها بين ذراعيه ويدفنها في صمت.
يتساقط من بين جروح القلب دموع كانت تهفوا لفرحه واحدة تملئ ذاك الفراغ، لمجرد ابتسامة واحدة....صادقة.
لكنها ليست إلا دموع وإن كانت عطشي للفرح، دموع تمحو أثر أمنيات كانت هنا يوما.
كان هناك أحلام حين كان النوم صديق الليالي، ولكنه ماعاد هو الرفيق فقد رحل وترك الأرق يكمل الدرب، فكيف للأحلام أن تأتى في ليالي رافقها الأرق، فهنا لا مجال لتلك الأحلام البسيطة ولا الأمنيات الطيبة.
ليت الأحلام تموت حين لا تستطيع الحياة، ربما هي تظل قابعة هنا لتعذبنا بها ولنظل نشتاق لها ونبكيها.
ربما لم تستحق تلك الروح يوما أن تسكنها الأحلام، ربما لا يليق بها الفرح، فهي ولدت وحيدة وستمضى إلى أخر الدرب وحيدة، فهي كلما اختارت ثوب الفرح تحول إلى ثوب اسود قاتم بلا منطق أو سبب، مجرد قدر ....هي فقط روح لا يليق بها الفرح ولا تولد لها الأحلام.

06‏/06‏/2018

مش زى الأفلام

بشكل ما كنا نتفق علي أن القدر هو ثالثنا في تلك الحكاية القدرية التي كانت بدايتها....قدر، وفصولها ...قدر
وقد كان من المصادفات الغريبة أن كل تلك الأفلام التي تسابقنا ليخبر كل منا الأخر عنها كان القدر هو البطل، والصدفة هي البداية
وكنا نقفز فرحا حين تكون النهاية كما انتظرناها، وكأننا ننتظر أن تكون نهاية حكايتنا كتلك الأفلام التي نعشقها.
قائمه طويلة شاهدها كل منا بمفردة وهو ينتظر تلك أللحظه التي نشاهدها معا، كثيرا ما كنا نشاهدها معا رغم المسافات ودون أن ندرى، كانت تلك المدفئة دائما ما تتصدر الصورة التي رسمناها ذات يوما، تلك الأريكة التي تحتضن كثير من الأوراق وعُلب السجائر لتكتب متى تشاء وتغضب فتمزق الأوراق وتُلقيها بعيدا وتدخن سيجارتك بغضب.
ربما تستطيع أن تبوح لها بما تعجز الأوراق عن أن تستمع له، كان الزمن هو الذي يبعثر أوراقنا ويعاود لملمتها من جديد، كنا ندرك بأننا سنلتقي في مكان ما لا نعرف أين أو متى ولكن سيحدث ذلك.

26‏/04‏/2018

على هامش الحكايات

كل محاولات المضي في الكتابة عنك فاشلة، تنتهي بالصمت، فكل الكلمات لا تكفيك، لا تكفى لوصف سطوة حضورك ووجع غيابك.
تخرج الكلمات هزيلة، واهنة، اضعف من أن تتجمع في جُملة تُشير لك... فتلتزم الصمت.
فالصمت حين تحضر، كفيل بأن يعزف لحن خاص يسرى من الروح للروح، الصمت ملاذي حين تغيب، انتظار في صمت، ذكريات تسكنني في صمت، حُلم يسكن الروح في صمت، مجرد حُلم يضمني برفق فيساعدني على تجاوز الحزن والوحدة.
كل الأشياء في ليالي الصمت الطويلة تفقد معناها، تفقد روحها، تُغادرنا الأحلام لتسكن عالم موازى ، ترسم ضحكتك وتلونها بألوان الحياة.
في هامش الحكاية لا عقارب للساعات ولا عنوان للأماكن، تختلف قوانين الطبيعة، فتفقد الأرض جاذبيتها وتحتضن السماء طيورها وتنطلق حرة بلا حدود.
سأزرع في حديقتي شجرة تلامس أغصانها نافذتي ، لتقف عليها العصافير كل فجر تحكي لي حكايات الكون.
كل شيء هنا سيكون مختلف، يأتي المساء لأغمض عيني في هدوء وسلام، تلك المرة الأولى التي أشعر فيها أنني حرة، كطير امتلك حدود الأرض والسماء.
إنها المرة الأولى التي اكتشف فيها أنا، حيث عالم آخر لا يصله غريب، فلم يعد هناك مكان لجرح أو الم أو حزن، إنها تلك الحياة التي تتمناها فتكتشف أنك تحيياها.
سأكتب لك الرسائل وأنا على يقين بأنها ستصل لك لتقرأها وتبتسم، سأنتظرك كل مساء إلى جوار تلك الشجرة التي ستحتضن أحلامي.
سأكتب لك واترك رسائلي إلى جوار أوراقها، سأنتظرك بشغف لأريك عالمي الجديد، سأحكي لك وسأحكي عنك، سأخبرك عن تلك الخيول التي تركض إلى المجهول، تلك الخيول البرية التي تعشق حريتها وتنطلق حرة، متمردة، سعيدة لا تهتم لشيء.
تشرق الشمس هنا لتعلن بداية مختلفة، بداية يوم، بداية رسالة، بداية حياة
لم أدرك بأن الكلمات تتسابق لتحكي عنك، فحين بدأت أكتب عنك تاهت الكلمات وفقدت معانيها وألان هي تتزاحم لتصل، ستصلك حتما رسالتي، ربما تمل من ثرثرتي أو تشتاق لها، لا اعلم ما الذي يدور بذهنك ولكن سأكتب واكتب، سأرسل رسائلي مع طيور الصباح التي تحكي لي حكاياتك فهي تعرف الطريق إليك وتحكي لي عنك.
سأترك رسالتك هنا وانتظرك إلى جوار نافذتي فأنت حتما ستأتي، فحكايتنا تنتهي حين تفقد قدرتها على جذب اهتمامنا، ينتهي فصل من حياتنا ويبدأ أخر حين نمتلك حكاية جديدة نحكيها ونبتسم.

25‏/04‏/2018

بلا عودة

لا ندرى متى نعود لأنفسنا أو كيف؟
كيف لنا أن نستقبل ما فقدنا؟
ليتنا نستطيع أن نحدد ماذا نريد ومتى يأتينا؟
ليتنا نستطيع أن نمنع ما لا نريده أن يحدث لنا
ترانا سنكون أفضل لو امتلكنا حق تحديد مصائرنا؟
لا أدرى.
كثيرة هي تلك العثرات التي نتعثر بها، تقطع علينا الطريق وربما لا نستطيع أن نكمله، ولعلنا ضللنا الطريق أو أخطئنا من البداية.
أنمتلك المقدرة على البحث من جديد أم أننا لم نعد نقوى على ذلك؟
أرهقني الانتظار، فقد مللت من كل صباح يأتي وحيدا وينصرف وحيدا.
حين ملّت مني الحروف أيقنت بأنني متعبه ولم أعد أستطيع المقاومة من جديد، كل الأفكار مُرتبكة بداخلي، وكل الحلول مُربكة.
الاختيار بالرغم من سهولته إلا أنه صعب فهو لم يعد مجرد خطوة تخطوها وتنتهي الحكاية، انه بداية أو نهاية، لا تستطيع أن تحدد ماذا يحدث لك أو ماذا سيحدث بعد ذلك؟
تتمنى تلك الإشارة التي ترشدك للطريق الصحيح، تلتزم الصمت، لا شيء سوى الصمت، فكم من تنهيدات أخفيناها حتى لا يدرك أحد كم نعانى، كم من الكلمات بدلنا حروفها لتخرج بمعنى آخر خشية أن نستسلم لثقلها فنبوح بها.
أصبحت المفردات عاجزة عن أن تجمع ما نريد أن نقوله، ملت منا الكلمات، ومللنا نحن من حملها، ولكن ما استطعنا إلا أن نحملها ونرحل.
انه الوجع، ذاك الضيف الذي صار جزء منا.
هل أصبح هو جزء منا أم أننا أصبحنا نسكن إليه؟
هل وصلنا لهذا الحد من عدم الرغبة في النهوض مرة أخرى، أم نحن من نعاند أنفسنا حتى لا نعاود السير من جديد؟
ربما نحاول تجاوز الفرص الضائعة أو التي فشلنا في الاحتفاظ بها، فلم نعطي أنفسنا فرصة لنتمسك بأحلامنا، فأنت لم تمنحني الفرصة كي أتذكر ما كان بيننا، بالرغم من انك منحتني كل ما يلزم لنسيانك وكل ما احتاج إليه لأعود لذاكرة بيضاء تخلوا منك، إلا أنني لم استطع أن أتركك في مكان بعيد عن حيز تفكيري وذكرياتي وأمنياتي، حاولت كثيرا ألا اذكر لماذا بكيت؟
 ولماذا تبدلت ملامحي وما عدت أرى إلا حزن يسكن عيوني؟
 أدهشني أمري كثيرا، ما عدت أدرك ما الذي يحدث لي معك؟
أين قوتي وعنادي وتمردي على كل شيء؟
 فأنا التي اعرفها كانت ستمضي بعيدا عنك، وعن كل ما يذكرها بوجودك، ستتناول جرعات من النسيان وستمضي مبتسمة، ستحرص ألا تفكر بك، ستمزق صورك وتمحو رسائلك بهدوء، وببساطة ستقرر أنها لن تذكرك وستنجح، ستمضي في دروب مختلفة بعيدة عن كل ما يذكرها بأنك كنت هنا يوما.
ولكن لازالت تلك الغرف المظلمة تجذبني إليها، تدعوني لأن امكث فيها وأفتش وحدي عن نفسي، أفتش عن تلك القطعة المفقودة من روحي التي سلبتني إياها، لازال الحنين ينبت في كل مكان من حولي، أتلمس طريقي، أجاهد للوصول إلى تلك المنطقة الآمنة، حتى لا اغرق من جديد في حزن لا نهاية له، ربما تمنيت أن ترافقني إلى حيث لا نعرف لنا عنوان، إلا انه لم يعد هناك اختيار، فسأمضي وحدي.

21‏/04‏/2018

تفاصيل الوحدة

في بعض الأحيان تحاول أن تكتشف من تكون، لا تعرف لك اسم محدد، مجرد إنسان لا يحمل لقب وليس له عنوان.
صورة غامضة، ملامحها مُبهمة، إنها تلك الفترة التي تشعر فيها بأنك في حالة تشتت، تجهل من أنت وتجهل إلى أين تأخذك الحياة، كل ما تدركه هو ما تريد.
تحاول جاهدا ألا تهوي في براثن الحزن، تتمرد، ترفض الاستسلام.
تضع نقطة لنهاية جملة ونهاية صفحة ونهاية حكاية، فأنت تعاود اكتشافك من خلال تلك الذكريات التي تجهل كيف أصبحت غارقا فيها، شارد من حاضر مرتبك، حائر في غد لا تدرك كيف سيكون.
كثير من لماذا وكيف، كثير من المجهول، لا تستطيع أن تُنكر أن المجهول هو أمواج من الحيرة تتلاطم بداخلك، فأنت تدرك جيدا بأنك هاهنا حي، بشكل ما أنت حي، ولكنك تجهل كيف تحييا، كتلك الصور الجامدة، مجرد ملامح على ورق، ربما هي تحمل من الحكايات والكلمات ما لا تستطيع أن تخبرك به الوجوه في لحظة عابرة.
مجرد سكون، ملامح ساكنة، نظرات صريحة واضحة تخبرك بحقيقة تجهلها، تنظر لصورك فتكتشف في عيناك اختلال لكل قوانين الطبيعة، رفض، تمرد، اعتراض على تلك القوانين التي لا معني لها.
ما الذي قد تحمله تلك العينان؟
اهو شر مطلق، أم خير كادت أن تطمسه قسوة الحياة؟
ما الذي ستبوح به ملامحك ؟
أتخبئ عيناك الأسرار أم تبوح بلا خوف؟
ربما لأنك تكره القوانين وتكره الانصياع لها، تتمرد على الحياة وترفض أن تذهب إلى نهاية طريق لم تختاره.
من تكون أو من أكون؟
هي دائرة لا نهاية لها، لا تستطيع الهروب منها، فهي لا تحمل علامات بداية ولا إشارات للنهاية، تحاول الهروب من كل التوقعات أو الاستنتاجات فقد مل عقلك ذلك، تتمنى أن تنتمي للغرباء، للعابرين، حيث لا مزيد من التوقعات المجهولة.
مجرد مسافات شاسعة ما بينك وبين الجميع، ابتسامات عابرة، لا حياة أو انتظار.

20‏/04‏/2018

بلا سكر

دائما ما كنت اشرب القهوة مُرة وكأني كنت أحاول أن اعتاد على الحياة دون مذاق السكر
فقد منحتني الحياة أيام بلا مذاقه أو نكهته
ربما هي أفضل بلا طعم إضافي وبلا احتياج لتلك الحبيبات البيضاء التي تمنحك شعور بالبهجة والنشوة ولكن مؤقت
حين تعتاد على مذاق الأشياء كما هي تشعر بأنك تواجه الحقائق دون أن تضيف لها رتوش لتجملها
ربما مع الوقت ستعتاد على حقائق الأشياء...ستعتاد على الفقد وستنظر له نظرة أخرى
ستتألم وستحزن ولكنك لن تنهار أو تسقط فقد اعتدت على الاكتفاء بما تمنحه لك الحياة بل والاستمتاع بوجوده ودائما ما تحاول أن تضيف عليه من روحك حتى تستمتع بة
ربما من العبث أن تحاول تغيير حقيقة أو تمرد على واقع، فدائما ما تنتهي المحاولات بفشل ولكن ليس معني ذلك الاستسلام
ولكن ربما نحتاج لقليل من المرونة في التعامل مع الحياة، ربما نحتاج لأن ندرك كيف نستمع للحننا على انه لحن مميز لن يفهمه سوانا
ليس دائما ما تمنحنا الحياة مذاق السكر لنستمتع بطعمه المميز أو لنكتشف العالم من خلال حبيباته البلورية الشفافة
كثيرة هي التجارب التي حاولنا تجاوزها بمفردنا دون عون أو مساعدة ربما ليس شجاعة منا ولكن محاولة لان نقف وحدنا لنكمل الدرب دون سند
أيام مضت وستمضى أيام أكثر ...نلتقي بأشخاص ونفقد أشخاص ونعتاد غياب أحباب واستقبال أحباب ونظل مع الأيام دون أن ندرك إلى أين تأخذننا الحياة
ستغمض عيناك وتتخيل عام أخر جديد يأتي ومعه الأحلام لعلك تبتسم حين تقرأ كلماتي المراهقة وأحلامي الصبيانية وتتمتم مازالت حمقاء، ربما هي حماقة إذا ما اعتبرنا الأحلام حماقة
ألازلت أمنحك الدهشة كما كنت.....لعلك تبتسم ألان لتتذكر كلماتنا الأولى وتلك المشاغبات التي كانت بيننا
وتلك اللحظات الطولية التي لم نعلم كيف كانت بيننا
ربما تعثرنا في منتصف الطريق..... أو حتى تكاسلنا عن محاولات الخروج من دوامة الحياة أم ترانا ضللنا الطريق ...لا ادري
اعتقد أنني حاولت كثيرا وتمسكت بأطراف الحلم ...شهور وسنوات و أنا أحاول أن امضي في طريقي دون أن ابحث عن شيء
دون أن اشتاق لشيء ولكن سأخبرك سرا اشتاق لطعم السكر فهل يوما سأتذوقه

18‏/04‏/2018

دائرة الحكايات


التاريخ يعيد نفسه، هي حقيقة لا نستطيع إنكارها، فدائما ما تدور الأيام، ربما كل عام أو أعوام، ولكنها حتما تعود.
إنها تلك الدائرة القدرية لكل منا، نعم فلكل منا دائرة قدريه، لا يعرف مدتها الزمنية ولا يستطيع أن يدرك كم عدد المرات التي تعود الأحداث لتكرار نفسها في تلك الدائرة، إنها تلك الصور التي تعود لتطرق الأبواب في عنف لتفرض حضورها عليك، تَتابع في صمت قاتل، لا تهتم لتلك الدهشة التي تعتريك وأنت تحاول أن تنكر تكرار الأحداث والصور. 
هل حقا لكل منا سلسلة واحدة من الأحداث تتكرر بشكل منتظم خلال سنوات عمرة، أم أنها مجرد مصادفة أن تتكرر الأحداث معنا؟ 
هل تعود بشكل منتظم، أم أنها عشوائية الحدوث؟ 
لا يهم كيف تعود ولكنها تعود، ذات الصور تعصف بذهنك وتطاردك وتفرض سطوتها عليك. 
كيف تعود لتحتل حياتك؟
 ربما في شارع بعيد أو رسالة بلا عنوان أو مجرد صورة في كتاب 
إنها تعود ثائرة، متمردة، رافضة لكل منطق وعقل، هناك حكايات تحتل العمر وتظل تلاحقك وإن رحلت عنها أو تجاهلتها ....هي لا ترحل ولا تغيب. 
ربما يختلف الأشخاص، وبعض تفاصيل الحكاية، ولكن تظل الحكايات هي الحكايات، بعض الحكايات ننتظرها بشغف ونستقبلها بتنهيدة فرح، والبعض يأتي ومعه الثورات والمعارك والحروب، فنترقب أحداثها بخوف ورعب ورغبة في إنكار كل شيء، والعودة لركن خفي وبعيد عن صخب الحكاية. 
هل نستطيع تحريك الأحداث وتغيرها لنصنع حكاية جديدة لا تمت لما سبق
أم أنها كالقدر لا يتغير ولا يتبدل؟
نمضى إليه حتى وإن رفضنا أو حاولنا الهروب لطرق مختلفة، إلا أن كل الطرق ستقودنا لذات النهاية، فهي قدر.

الخروج من الشرنقة

حيث يكون لليقين أجنحة تحلق الأحلام كفراشات ملونه مبهجه، انه الجنون الذي يدفعك للخروج عن كل ما هو معقول ومنطقي والتحليق في سماء بعيده، وحدك من يرى حدودها، ووحدك من يصدق أن لك جناحان.
هل لازلت تذكر تلك المرات القليلة التي أخبرتك بأنه في المساء ينبت لي جناحان واحلق عاليا، واترك رسالة لك على تلك ألنجمه البعيدة لعلك تراها ذات يوم.
لازالت رسالتي معلقه في السماء، ترحل مع النجوم من مكان لأخر، تدور وتدور في فضاء شاسع، لا تعرف إلى أين ستصل؟ ولا إلى متى سترحل؟
عندما تصلك رسالتي لن أكون هنا، ستهدئ ثورات حنيني وتسكن أمواج اشتياقي لك، ستستسلم كل مشاعري لأنك لن تكون هنا ذات مساء، فلأرحل أنا في هدوء، لتنتهي تلك الحكايات التي ارسمها كل مساء على جدران الصمت، وانتظر النهار الذي تتحول لحقائق، ولكن لم يأتي النهار ولم تصبح الأحلام حقيقة، لقد تمزقت سنوات العمر في انتظار حلم، ومضت الأيام بين رحيل وعوده، غربه واغتراب، وأنا هنا بين أوراقك مجرد حروف، وبين أحلامك طيف عابر لا ترى ملامحه ولا تفتش عنه.
ما أصعب أن تبحث عن رجل ما بينك وبينه كثير من السدود، كلما حاولت الاقتراب منه ازدادت ارتفاعا.
من الصعب أن أراك في سكونك وأنا التي تهوى اكتشاف الحياة، أهوى الغرق بين أمواج الجنون، لا أحب السكون، ولا أحب أن اترك قلبي ما بين الأمس والغد وحيد.
لا زلت أفتش عن الأساطير في زمن لا يعرف لها طريق، لا زلت أحب اكتشاف الطرق الجديدة والمدن الغريبة، وأنت لا تحب إلا ما تعرف أو تسكن، فكيف لنا أن نسير في ذات الدرب.
أنت تهوى السكون وأنا اعشق الترحال والرحيل، والإبحار بين الموانئ واكتشاف العالم، ورسم حدود المدن من جديد، والعودة بكل اكتشافاتي لأحكى عنها في أمسية شتوية، نجلس لمدفئتنا ونحكى كل الحكايات ونضحك من جنون لحظات أمضيناها معا.
لا تحاول أن تجعلني استسلم لك وأسير معك على دروب خريطتك واجلس بهدوء احتسى معك القهوة في مقهى كلاسيكي.
كيف لنا أن نلتقي وكل منا يقف على طرف الحياة؟
 أنا هنا دائما احلق حول بدايات جديدة وأنت تترك روحك تستسلم للنهايات
من الصعب أن تجتمع النهاية والبداية، الحياة والموت،  فدعني امضي مع الحياة فلن استسلم أبدا للموت.

17‏/04‏/2018

رسائلها الية.....17

كلما حاولت الهروب من الكتابة إليك اجدني اهرب لك فانا اشعر بالضياع... نعم هذا هو التعبير المناسب للتيه الذي اشعر به
لم أكن اعتقد انه من الممكن أن اشعر بالضياع في ذاك الطريق الذي أحفظة جيدا ولكن ما اشعر به ليس هو المعنى الحرفي للكلمة فانا قد سقطت في فراغ كبير يمتص الروح ...انه غياب الروح عن الجسد رغم الحياة ربما هو خيط رفيع يفصل ما بين الحياة والموت
نعم فانا هنا في تلك المساحة الضيقة جدا التي تطبق على صدري رغم اتساع المكان إنها تلك الحدود الضيقة والطُرق المحسوب كل خطواتها بدقه
أتعلم اشعر وكأني افلت زمام أمري فلم اعد أستطيع أن امسك بذاتي ...أفلتت مني روحي بشكل مخيف .....تمردت أو عصت لا اعلم ولكنها لم تعد تنصاع لي ...اشعر بأنها تتسرب من بين اناملي كحبات رمال
ما الذي تبقى مني وما الذي انتظره ...ألازال هناك متسع من الوقت لأنقذني أم انه انتهى كل شيء ربما لا زلت احتفظ بكلماتي كمتنفس لكل تلك الضغوط التي تجتاحني
إنها الكتابة تلك العصا السحرية التي تمنحني الحياة ...تُعيد ترتيب روحي المبعثرة ...تُفتش عن تفاصيلي بصمت وتمنحها المساحة الكافية للظهور ...اهرب منها وارتمى في أحضانها دون أن أدرى
أهاب الكلمات حين تكشف جروح الماضي وتحاول أن تداويه ..اهرب منها فلم اعد احتمل مزيد من الألم ...اخشي مواجهتي فأصبحت اطمس كل المرايا...اهرب منها .....أتجنبها ...أخشى تلك اللحظة التي اكتشف بان الماضي يختبئ خلفي ويستعد للانقضاض علىّ
ضائعة وحدي....غريب أخر في ساحة تمتلئ بالغرباء
اعلم أن رسائلي أصبحت مملة وبأنها لم تعد تحمل لك إلا مزيد من الخوف والقلق والحزن ربما لأنك وحدك من أستطيع أن اكشف جراحي امامه دون خجل ...أتعلم من الصعب أن تُعرى الروح إلا أمام من يسترها
لقد اقتربت من الهاوية ولا اعلم إلى متى سأستطيع المقاومة قبل أن اسقط إلى متى سأظل متشبثة بإطراف حلم بعيد المنال حتى لا أتهاوى في جُب الحزن ولا اخرج منه
أتدرك يا صديقي كيف تحتلك الوحدة وتفرض سيطرتها عليك فانا وحيدة تلك الوحدة التي تمتص روحك ولا تنتهي حتى وأنت تحاول التمرد عليها بكل ما تملك من قوة ربما لأنها وحدة روح ....غربة تسكن روحك وليست غربتك عن مكان
تكتشف بأنك غريب حين تعجز عن البوح بما تشعر ...حين تتحول الكلمات إلى مجرد نظرات تائهة لا تدرك منها شيء
حين تكون إجابتك على كل الأسئلة كلمة واحدة هي كل شيء على ما يرام ليس عدم رغبة منك في البوح ولكن ربما لأنك تعجز عن تحديد ما يؤلمك
أتدرى.... انه شعور قاتل حين تلتزم الصمت في تلك الأوقات التي تكون في اشد حاجه للحديث ربما هو كأن تعجز عن البكاء حين يجب أن تبكى
وحدك من كنت الجأ له في تلك اللحظات الحائرة فكان يكفى أن أخبرك بأنني حزينة أو ارتجف خوفا أو حتى ابكي دون سبب
لم تكن تحتاج لكثير من الكلمات لتفهم فقد كنت تضمني وتسند رأسي على كتفك لأطمئن
فدائما ما كنت تهون الحزن على قلبي وتخبرني بأن كتفك ها هنا دائما لاستند عليه كان لديك مُتسع لتخاريف وحدتي وجنون أفكاري
معك كنت امتلك كل الشجاعة لأخبرك بضعفي وقلة حيلتي دون أن اشعر بضعف
سأخبرك بسر.... وحدك من أخبرته بكل شيء اخشاه ويؤلمني واشعر بالخذي منه فمعك لم اشعر أبدا بالخذلان دائما ما كنت أنت الحقيقة حين يصبح كل شيء سراب

16‏/04‏/2018

من خلف زجاج الماضي

كل تلك الذكريات التي احملها تتصارع لتطفوا دائما على السطح، ترفض كل محاولات محوها أو تلاشيها، كل تلك الأماكن تدعونا لأن نعود لها، نزيل الغبار عنها ونفتح نوافذها للشمس.
ماذا سيحدث حينها؟
هل سنلملم كلماتنا ونتركها على الجدران؟
أم أننا سننسى كل شيء ولا نتذكر إلا أننا معا؟
كلما حاولت أن اكتب لك، تعثرت في منتصف الرسالة ولم استطع إكمالها فدائما ما أتوقف في المنتصف، وكأننا لا نملك حق إكمال الحكايات.
لماذا نرحل ونغادر المكان؟ ولماذا نعود؟
كيف نهجر ذكرياتنا وكلماتنا وقلوبنا ونرحل؟
لازلت اهرب من كل شيء للكتابة، اكتب لك، وعنك، لعلك يوم تقرأ رسائلك وتدرك جيدا بأنني كنت دائما هنا، فقط اكتب بلا أمل....ربما، وبكل الأمل أن تصلك رسائلي.
اكتب واكتب ثم أتوقف عن الكتابة، وتهرب الكلمات، فلا أكمل البداية ولا اصل إلى النهاية أبدا.
ربما لان البدايات بسيطة وسهلة، فلا تحتاج لمجهود حتى نكتبها، فكل نهار هو بداية، كل لقاء هو بداية، كل نهاية هي بداية.
أتدرك بأننا حين نقول التقينا من قبل لم نكذب، فكل لقاء أول يسبقه لقاء في مكان ما بعيد، إنها هكذا البدايات.... تتبعها نهايات وحيدة، وما بينهما كثير من الربح والخسارة، المحبة والوحدة والدموع.
دائما ما يكون هناك لقاء أخير يعقبه إسدال الستار وإنهاء الرواية، إنها رغبة جامحة لمعرفة النهاية.
هل هو ملل؟
 أم رغبه في الانتهاء من كل تلك الأمور العالقة في روحك وقلبك؟
تأتى عليك أوقات تريد فيها أن تصمت، مجرد صمت عن كل شيء، سكون...لا صوت، لا كلمات، ولكننا ندرك أن الصمت هو انتحار، فحين لا تقوى على الحياة... تنتحر صمتا.
ولكن في وقت ما لا نعلمه ستنهمر الأحداث، وتمتلئ الأوقات بكثير من الكلمات والحكايات، إنها تلك الدائرة الطبيعية للحياة، فلكل شيء موعد مناسب وما نحن إلا أوراق مبعثرة تتقاذفها الريح لتنقلها من مكان للأخر.
حين كنا نمتنع عن الكلام كنا نشعر بأنه من الأفضل أن تظل كلماتنا قابعة في ركنها البعيد لا نقترب منها ولا تقترب منا.
تتبدل الملامح، وتتبدل الأماكن، وتظل الأرواح كما هي لا تتبدل أبدا، إنها مجرد لحظات تفصل ما بين الحقيقة والوهم، لحظات نصبح بعدها أكثر فهما وإدراكا لما يحدث حولنا.
ربما فقدنا شغفنا بالبحث عن الحقيقة واستسلمنا لما يحدث دون سؤال و لكن ندرك جيدا بأن الأحداث سوف تعود من جديد يوما ما، ربما نختلف في استقبالها، وربما نتجاهلها، ولكنها حتما تعود.
كثيرا ما تعود الأشياء حين نفقد الرغبة بعودتها، ونستقبلها ببرود وأحيانا تعود ونحن أكثر نضجا ونحسن استقبالها، وما بين رحيلها وعودتها نفقد معنى الزمن، فلا نعود ندرك ماذا يعني الأمس أو الغد؟
 فقدنا معنى الأيام و ما عدنا نهتم بالتقويم، فقد تشابهت الأيام والساعات فقدنا انبهارنا بالأحداث، ما عدنا نندهش لشيء، تكفينا نصف ابتسامة و نصف سلام و نصف قدر، فلم اعد اعرف كم مضى على أخر فنجان قهوة شربناه معا؟ فقد مر وقت لا أدرك أطويل هو أم قصير؟ مجرد وقت، فدائما ما كان هناك صخب يحتل روحي، لم يلتزم الهدوء يوما، هو متمرد، صارخ، صاخب، لن يكف عن الثورة إلا بالموت، لن يكف عن ضوضائه، لن يكف عن محاولاته المستميتة في بعثرة بقايا أحاول أن أخفيها بروحي في مكان بعيد.
عادة ما تكتسب الأماكن من روح أصحابها، فهناك أرواح ليست إلا جدران صلبة من الصعب أن تجتازها، وبعض الأماكن جدرانها تحتضنك بنوافذ تتسلل منها الشمس.
لا تهجر مكانك...... فحين ترحل عنه تتحول لروح هائمة لا عنوان لها، و حين تعود لمكانك وتنفض عنه غبار السنين، تتنفس الحياة من جديد وتدرك بأنك ما غبت أبدا عن مكانك، فها هنا تسكن روحك وتستكين.

رجل الحلم المستحيل

كل محاولات التخلص منك فاشلة، فأنت لم تترك لي فرصه للهرب، لم تترك لي مساحة كافيه كي أتراجع واهرب منك لبعيد.
ربما لان ما يتسرب إليك ببطء ودون أن تدرى يحتل الروح، فأنت لم تتعمد الاحتلال ولم تنتبه لذلك.
استيقظت ذات صباح لاكتشف أني غارقة فيك، في تفاصيلك، وملامح وجهك، وابتسامتك، وصوتك وأنفاسك.
لم تترك لي خيارا أخر،  ولم تسمح لأحد أن يكون في منافسة معك، فالجميع خاسر أمامك، فكيف لأحدهم أن يكون أنت، أن يشعل من حوله النار ولا يرتجف خوفا من أن يحترق، كيف لأحدهم أن يدهشني بذكاء روحه وعقلة، يبعثرني كأوراق كتاباته، ويعاود لملمت روحي من جديد.
كيف لمن استطاع أن يقرأ الروح، وأتقن الإنصات لصمتها أن ينافسه احد أو يحتل مكانه احد، ربما لأنك تحمل كل الأمنيات وأنت كل الأماني، أصبح وجودك في الحلم اقرب، فهناك لا مسافات ولا حدود، ولا حواجز بيننا.......أنا وأنت فقط
غريب أمر هذا الرجل، فحين يتحدث يُجبرك حديثة على الصمت والإنصات له، يأخُذك معه في رحلة بعيدة لا تدرك الوقت معه، ولا المكان، فهو يفتح لك أبواب عالم مسحور لا تملك إلا أن تدخل إليه، منصاعا له.
معه يختلف كل شيء، تختلف الأحلام والحكايات والضحكات، حتى الحزن معه مختل، دائما معه هناك جديد، ودائما معه تصيبك الدهشة.
لا تملك إلا الذهاب معه، حتى وان كنت تعلم بأنها مجرد رحلة بمركب ورقى قد تغرقه الأمواج، فأنت معه لا تبالي لشيء، ولا تهتم لكيف تكون النهايات، كل ما تهتم له.... انك معه.
بالرغم من انك لم تكن أبدا مثاليا ولم تدعى أبدا ذلك، إلا أنني دائما ما كنت أرى بداخلك شيء رائع، ربما تحاول أن تخفيه عن الجميع أو لم يكتشفه احد بعد.
دائما ما كنت أراك حقيقي جدا، قوى، متشبث بحلمه إلى أن تدمى يداه، هناك دائما ضوء ينبع من داخلك ليضيء العالم من حولك، وكأن الشمس لا تشرق إلا في حضورك.
أدرك دائما بأنك لن تستسلم، وستظل تقاوم حتى تصل لما تريد، فأنت كالحلم لا يُعاد مرتين.

15‏/04‏/2018

اليقين الحائر


حين تفتش عن اليقين ستقع في تلك الحيرة التي لا تستطيع الخروج منها ببساطة، بالرغم من أن اليقين قد ينبع منك، إلا انك يجب أن تفتش عنه خارجك لتصل به إلى روحك بسلام، فالبحث عنه يستهلك منك كثير من التفكير والوقت والسلام الداخلي، فأنت تفتش عما يكمل تلك الحقائق المبتورة، ربما هي ليست كذلك ولكنك تراها من جهة واحدة فقط، فلا تستطيع أن ترى الصورة كاملة وتظل نصف حقيقة، فالظاهر لك مجرد قطع متناثرة من بازل كبير تحاول أن تجمعه وحدك.
تلك لعنتك لا تقتنع بما ترى، ولكنك دوما تبحث عن التفاصيل وتفتش على ما لا ترى عيناك، تراوغك الحقيقة وتأبى أن تنكشف لك ببساطة حتى انك تشعر بإرهاق وتعب ويهتز يقينك وتجهل كيف تصل إليها.
اعتقد بان اليقين وحدة هو الذي سيدفعني للاستمرار في البحث عن ذاك المجهول.
هل حقا أثق بك؟
هل حقا امتلك اليقين الكافي للإيمان بك؟
هل املك اليقين بأني في النهاية سأنتصر على مخاوفك وهروبك ورحيلك إلى بعيد عنك وعنى؟
هل سأنتصر لنا؟
ربما تلك هي الأسئلة التي لا إجابة لها، أو ربما لها أحيانا إجابة واضحة ولكنها لا زالت مجهولة... على الأقل لي.
من الصعب خوض المعركة مع ذاتك، ربما تلك أصعب المعارك التي تخوضها، فأنت تخوض تلك المعركة ليس بغاية الربح والخسارة، فليس هناك طرف مهزوم وطرف رابح أو منتصر، أنت لا تفتش عن الانتصار على الطرف الأخر، بل أنت تنتصر به على الدنيا وتنتصر معه للحياة، إنها أصعب معادلة قد تخوضها في حياتك.
أنا لا املك رفاهية الانسحاب والاستسلام، لا املك حق المعافرة في معركة لا اعلم إلى أين ستقودنا، إنها رحلة طويلة مضينا فيها بلا خوف وبكل الخوف، محاولات لأن ننزع حقنا في الأمان، نفتش عن تلك الفرحة المستترة خلف ظلال من الخوف والهروب.
إنها رحلة طويلة للبحث عن اليقين لأتشبث بك، وأستطيع أن اجتاز كل تلك الحواجز والأسوار لأصل لك ومعك لشاطئ نرسو عليه معا.   
ليتك كنت هنا لنتعاون على صعوبات تلك الرحلة.
عن ماذا تبحث؟
 ومن أي شيء تهرب؟
 ربما حين تجاوب عن تلك الأسئلة نستطيع أن نصل لليقين، سأعرف وستعرف بأن دربنا واحد، وأننا حين التقينا كان القدر هو الذي يرسم لنا خطواتنا في طريق طويل لم ندرك نهايته بعد.
بالرغم من إيماني وثقتي بك، إلا أنني احتاج لأن تساعدني لأصل لليقين حتى أدرك ما الذي يحدث من حولي.
ألم تدرك بعد بأن الرحلة طويلة وتحتاج للصبر والجهد حتى نصل معا؟
ألم تدرك بعد صعوبتها ومشقتها علينا؟
كثيرا ما أحاول الهروب من تلك المعركة وترفض روحي الخوض فيها فقد أرهقتني تلك الرحلة التي أخوضها وحيدة بلا سند أو ونس.  
لا اعلم كيف أصبحت انتظرك بكل تلك المشاعر وذاك الصبر؟
لم اعرفني أتمتع بصبر أو احتمال احد، دائما ما كنت اشعر بالملل والغضب وأسارع بالرحيل، ولكن معك.
لا اعلم ما الذي يحدث؟ ولا كيف؟
يتوقف العالم أمامك، ترحل النجوم إليك، وتدور الكواكب في فلكك.
من الصعب أن يفهم احد تلك العلاقة التي نسجت خيوطها ببطء بيننا، وتواصلت رغم كل شيء، كثير من العقبات التي كانت تتجاوزها بكثير من الصبر، دائما ما كنت أتسائل
كيف تشعر؟ وكيف تدور في فكرك علاقتنا؟
كيف ترى اهتماماتي الصغيرة بك، وبتفاصيلك وأحلامك وجنونك وكلماتك؟
كيف تمتزج كل تلك التفاصيل بداخلك وإلي ماذا تتحول؟
اعلم بأنه من الصعب أن تبوح بذلك، من الصعب أن تخبرني بما يجول في خاطرك، رغم تلك الكلمات المبعثرة التي تتناثر منك في أوقات استسلامك وضعفك، إلا انك حريص دائما على الصمت حتى لا تقول مالا تستطيع أن نتجاوزه فيما بعد.
اعلم بأننا لن نبتعد كثيرا وبأن خطواتنا ذاهبة لذات النهاية، وأن دربنا واحد ولكن كيف نصل لتلك الخطوات ونستسلم لها؟
 تلك هي الحيرة.
أترغب في خوض معركتك معي أم انك لا ترغب إلا في الرحيل وحيدا؟
كم تمنيت أن نمضى معا ونجتاز الماضي؟
السر في اليقين، تلك الكلمة السحرية التي ستزيح تلك الحواجز والعوائق التي بيننا.
لم نخوض يوما معركة مع احد أو شيء، ولكننا كنا دائما ما نخوض المعركة مع أنفسنا، مع خوفنا، مع تمردنا على الحقائق ورفضنا الاستسلام لها.
ربما يوما ستدرك أنني لم أتركك وحيدا وخضت كل المعارك من أجلك حتى وان خضتها وحدي، أتعلم ربما تكون أنت أيضا تخوض معركتك هناك في مكان بعيد، ولكن هل تخوضها لنصل معا أم ليصل كل منا لطريق بعيد عن الأخر؟
لازال اليقين والبحث عنه هو غايتي، انه كومضة تشتعل في أخر طريق طويل مظلم، تخبرك بأنك نهاية الطريق ستصل، تخبرك بأنك على الطريق الصحيح، ابحث معك عن اليقين الذي سيصل بي لك.
دائما ما كنت على يقين بأنك هنا في مكان ما، وأنني سأجدك يوما ما، سنلتقي وان طالت المسافات، ربما لم ألقاك أبدا ولكن أعرفك جيدا، ربما التقينا قبل الميلاد في مكان ما في الفضاء الأثير.
حين نلتقي سأعرف انه أنت، سأعاود اكتشافك من جديد، سأكتشف معك الونس والطمأنينة والأحلام، سأجدك هنا روح بريئة، جميلة، حلقت عاليا وجالت في كل الكون حتى حطت على كتفي في سلام.
أتدرك بأنك رغم البعد والمسافات لازلت السند والونس، ربما ما بيننا خطوة واحدة أو درب طويل لا نهاية له، أبواب كثيرة لا مفتاح لها ولكننا على يقين بأنة يوما ما ستفتح كل الأبواب وتتحطم الحواجز ونتحرر من القيود وننطلق معا.
انتظرك هنا على قارعة الحلم، انتظرك لنمضى معا كل منا يفتش عن الأخر، فأنت هاربا من أحضاني، تشعر بالخوف من حناني، ترتبك أمام هذا الحب الكبير.
اعلم بأنك لازلت ترتجف حين يعلن قلبك العصيان ويخبرك بحبه، أدرك جيدا بأنك يوما ما ستستسلم وتعود معي للحياة.
لن تهرب طويلا، فحبي لك اقوي من الإعصار يجتاحك ويحتل كيانك
حين تبحث عن الحلم ستجده يسكن عندي، الم يحن الوقت بعد لتترك مقاومتك جانبا وتعود.
مازالت روحي تفتش عنك، عن نصفها الضائع في سماء الكون، الروح تشتاق للروح، حين تسكن روحي روحك سيتلون العالم بألوان الربيع، ويتحقق الحلم وتبدأ الحياة، إنها لحظة الميلاد الحقيقي، فالنهايات ليست إلا بدايات تولد من جديد.
أدرك جيدا بأن كل لحظة تمضى تجعلنا نقترب، برغم الألم والوجع والحزن إلا أننا سنقترب وسنلتقي من جديد، صدقني لم اهتم يوما بكل تلك الصعوبات التي تقف ما بيني وبين أحلامي، لم أكن يوما افر من الوجع أو الألم أو اختار الانسحاب لارتاح، أتدرى بأنني كثيرا ما سألت نفسي
 أتستحق كل تلك الحروب التي أخوضها لأصل بك ولك؟
هل حقا أنت نصف روحي التي أقاتل لاكتمل بها ؟
فكل منا روح شاردة، تبحث عن حقيقتها، أتدرى ما المشكلة، انك لا تعرف أي إجابات لكل تلك الأسئلة التي تدور في ذهنك، ربما لو انك أدركت الإجابات أو واجهت نفسك بها لانتهت كل تلك المشاكل وتجاوزنا الأسوار.
يوما ما سأخبرك كل الإجابات، فأنا التي ستعثر عليها، وحينها سأخبرك عن كل شيء، سأخبرك بالحكاية بكل تفاصيلها، وربما اعتذر لك لاني في ذاك الوقت لم املك اليقين الكافي وكأني لم أعرفك يوما ولم أفهمك، كأني لا أحفظك بظهر الغيب.
يوما ما ستبوح الإجابات بكل ما نجهله، سأكذب كل شيء واصدق يقيني سأصدقك أنت وستصدق معي.