12‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها



عزيزتي....
سأخبرك أيضا سر يا عزيزتي فكل منا يحمل بداخلة الكثير من الزجاج المهشم الذي لا يستطيع التخلص منه، وكل ما يستطيع أن يفعله.... هو أن يتجنبه حتى لا تحمل روحة مزيد من الجروح.
أدرك جيدا كيف ينبض القلب بالحسرة والألم حين يخذله الأقربون، تلك الغصة التي تصيبك والمرارة التي تملئ جوفك وتبتسمين بعدم اكتراث، فليس هناك الكثير من الخيارات أمامك، هناك دائما خيار واحد هو إن تظلى برغم كل شيء قوية ومتماسكة.
لا احد يبالى كثيرا بما تشعرين ولا احد يهتم بتلك اللحظات التي تمزق الوحدة قلبك وتتركك ممزقة ما بين رغبه في التحرر أو الاستسلام.
لن يدرك احد كيف تتألمين كل مساء وحدك وكيف تحاولين تجنب نوبات الجنون التي تنتابك حين تدركين بأنه لا مفر من النهوض وإكمال الدرب.
ربما في لحظات موت الروح تختارين العزلة والانكفاء على ذاتك ولكن العزلة ليست أبدا الحل، ربما هي الطريق الأسهل للموت قهرا ولكنها أبدا ما كانت حل لوجع الروح وندوب القلب.
العزلة استسلام وموت بطيء، ربما هي حل مؤقت لتعاودي لملمة أشلاء قلبك وبقايا روحك ونسجها ريشة ريشة لتصبح أجنحة تحلقين بها عاليا حيث تريدين ولكنها ليست الحل الأمثل يا عزيزتي، فلا احد يمتلك تلك العصا السحرية التي يلوح بها لينهى أوجاعه وأحزانه، ولكن ربما نمتلك شيء أخر نجهله إلى أن نكتشفه فنتشبث بة ونتجاوز المحنة، انه ذاك الضوء الذي ينبعث في تلك اللحظة التي نربت فيها على قلوبنا ونخبرها بأننا بخير وننظر للمرايا ونخبر أنفسنا بأننا أجمل وأقوى وأكثر إصرارا على خوض معاركنا.
هناك لحظة فاصلة يا عزيزتي حين ندركها نستطيع أن نقول بأننا أدركنا كيف نتجاوز الوجع ونولد من جديد.
أنها تلك اللحظة التي ندرك بأن حياتنا ليست إلا حلقات تتصل معا لتكون سلسلة طويلة هي العمر ولن نستطيع أن نتجاوز تلك الحلقة المفرغة التي نحن فيها إلا حين ندرك ما قبلها ونتصالح مع أنفسنا وندرك بأن كل ما يحدث كان يجب أن يحدث بناء على ما حدث.
كوني بخير يا عزيزتي واكتبي مزيدا من الخطابات ففي الكتابة حياة وإعادة ترميم للروح
أدرك أن الأمور لازالت معقدة وان الحياة مازالت تغلق أبوابها أمام أحلامنا وامنياتنا الصغيرة ولكن يوما ما ستستسلم لنا وتفتح كل الأبواب
#مها_العباسي
#رسائل_من_مجهول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق