14‏/11‏/2011

ليتها تأتى من جديد


يغمرنى المطر بإحساس مفعم بالأمان ,ينهمر بهدوء ,يمنحنى تلك الفرصه لأتلوا صلواتي فى صمت لكأن المطر هو ذاك المحراب الذى يمنحنا صفاء الدعاء والخشوع
انها تلك القطرات التى تمد يديها للغريب الاتي من بعيد ,اتقدم فى صمت فى اتجاه خيال ما ينعكس بين قطرات المطر يختبئ بينها وكأنه يعاود التشكل من جديد بين حبات المطر

دائما ما كان ينتظر المطر ليغتسل من متاعبه ,كان يقف طويلا بلا حراك ويمنح المطر كل الحريه فى الانسياب على جسده ويتركه يتخلل روحه نعم فقد كان يشعر بقطرات المطر تسرى تحت جلده وليس مجرد انسيابها عليه,يشعر بنبضات قلبه تتسارع ,يخفق بشده فيتدفق الدم فى عروقه سريعا يشعر بدفئه يسرى ببطيء فى اطرافه انه يولد من جديد من رحم المطر يولد بلا ألم المخاض وبلا فرح الميلاد

انه يعاود التجسد مرة اخرى فى عالم اخر لكأن المطر يأخذه فى ما بين الاماكن والعوالم المختلفه,يشعر وكانه يتوحد مع المطر ويصبح جسده مجرد قطرات تندمج مع قطرات المطر وتنساب فى رذاذ يستقر على اوراق الشجر او بين رمال شاطئ ,يكاد يشعر بانسيابه من بين انامله وتسلله الى اعماقه ,يرتجف خوف وبردا من الولوج اليه والخروج منه من جديد
انه موسم المطر الاول والميلاد المتجدد له فكل موسم مطر يغتسل بين قطراته ساكنا,وحده من يستطيع ان يتخلله وينتزعه من كل تلك الاماكن المختلفه ليدخله عالم خاص
يعشق ذاك النسيم الذى يأتي مع المطر يحمل شذاه فللمطر رائحه محببه تختلط برائحه الياسمين فما بينهما تناغم خاص يمضى تحت المطر يتنفس بهدوء وينظر لأنفاسه تتكثف امامه يحاول ان يقطع الصمت الذى يحاوطه يبحث عن صخب فى دروب المدينه فعجبا للبشر تمنحهم السماء فرصه ذهبيه للاغتسال واعاده الميلاد فيهربون من الطرقات ومن المطر ينظرون له كمجنون يغادر مسكنه ليسير فى المطر يشعر بنظراتهم تخترقه من خلف زجاج منازلهم او تلك المحلات التى يختبئون بداخلها لاحتساء مشروب الشوكولا الساخن ذاك المشروب الشتوى الذى يتلازم مع المطر
يحاول ان ان يتبادل التحيه مع تلك الطرقات التى تركها ورحل عنها ليهرب منه وهاهو يعود لها من جديد فى يوم ممطر ربما هى مصادفه ان يكون اليوم الاول له بين دروب مدينته هو يوم ممطر وهو الذى يعشق المطر
توقف المطر عن الهطول وعادت الطرقات تعج بتلك الوجوه التى تتجول هائمه من جديد لتعاود المدينه ممارسه عادتها الممله فى تجميع وجوة البشر المختلفه
نفضت الطرقات عنها صمت المطر وتسللت الاصوات لتشق الصمت ,قرر ان يمضي ليلته منطلق فى دروب المدينه تارك المساء يقوده بين الدروب ويعبر الجسور لمكان ما بعيد هو يجهله ولكنه يريد الذهاب له معادله غريبه ولكنه ابتسم وقرر ان يستسلم لها,كانت الكثير من الصور تتشكل امامه فى تتابع غريب وتداخل مخيف حول ان يفصلها ليراها اوضح ولكنه فشل فمازالت تتابع بسرعه امام عينيه رغم كل محاولاته ابعادها عن نظرة واستعاده هدوئه من جديد لم يعلم ايحاول ابعادها ام انه يحاول انتشال صورة محدده من بينها وتركها تصاحبه فى تلك الأمسية العجيبه كانت صورتها تتراقص امام عينيه وتتجسد وتزداد وضوح ,تنعكس على زجاج الاماكن المحيطه له وهى تقف ضاحكه تصفف خصلات شعرها بأناملها وتلك القطرات تنساب على وجهها فتزداد فرحا وتترك خصلات شعرها لتلك النسمات تحركها فى فوضويه محببه له كانت تقف امامه الان يشعر بأنفاسها وبدفيء اناملها بين يديه
وبانعكاس ظلها على بحار صغيرة تكونت من قطرات المطر التى نامت فى امان على الطرقات كانت تسير الى جواره لكأنها تخطو بخطوات راقصه على انغام تساقط المطر كان يبتسم لها فقد كان عطرها يختلط برائحه المطر والياسمين وزهر البرتقال الشتوى الذى ينبعث من كل مكان مضى المطر ومضى الشتاء وبالرغم من انها اصبحت مجرد صور تمر بخياله كل شتاء الا انه مازال يتنفس عطرها ويراها تمضى امامه
كان المطر ينتظرها معه وكان هو يتجاهل ذالك فلم يعد يريد ان يتذكر انها كانت ذات يوم معه حاول ان يطوى كل الصور المتتابعه حاول ان ينحيها عن عينيه فهى مجرد صور جميله تستعيدها الذاكرة عندما يهطل المطر وكلما اشتاق لها كان يقترب من تلك الصخور التى تغفوا فى هدوء على الشاطئ توقف امام الصخور ينصت لصوت تكسر الموج على الصخور الذى يشق سكون الليل وكان الزمن قرر ان يختزل تلك الليله فى لحظات تستعيد الماضى وترسمه من جديد على صفحه البحر كانت ليله مختلفه فى صمتها وصخبها تحاوطه بسكون لكأنها اسطورة اخرى تنسج خيوطها فى امسيه ما بلا ترتيب مجرد مصادفه جديده لأعاده ميلاد ماضى ليتشكل من خلاله حاضر مختلف لم يشعر بتلك الساعات التى مرت كان راحل فى ملكوته الخاص تاركا للساعات ان تأخذه الى ما تشاء وكيف تشاء راوده شعور بان يلقى بجسده بين الامواج ويتركها تحركه كيف تشاء الا انها كانت اكثر افكار الليله جنونا فابتسم من جديد وابتعد خطوات عن البحر حتى لا يندفع ليصبح بين الامواج كانت الشمس قد قررت ان تصل اخيرا لتنهى تلك الليله ولكنها مازالت تحاول فى استحياء الظهور ربما كان يريد ان يستمر الليل وسكونه ساعات اخرى ليسترسل فى ذكرياته ومازال بحاجه لمزيد من البوح وترك كل تلك المشاعر المتناقضه بداخله على اعتاب النهار الاتى بعد تلك الليله الممطرة ولكن من الواضح انها قد قررت الانتهاء عند هذا القدر من البوح ولمضى قدما ليوم اخر جديد يأتي لم يعرف كم مضى من الوقت وهو يقف هنا ينظر للأمواج وهى تختلط بأشعة شمس لا يعلم اتنعكس عليها ام تخرج منها لتعانقها كان كل شيء من حوله يمر ايام وشهور وسنوات تمضى معه او بدونه وتظل الاماكن تحمل ذات التفاصيل دون ان تتغير كما كانت فى تلك اللحظات البعيده ليتها تعود من جديد ليتها تعود لم تلبث ان ترددت تلك التساؤلات فى ذهنه مرة اخرى فقد داعبت الامسيه اوتار قلبه واعادت له الكثير من الذكريات المتواريه خلف ابواب الغرف المغلقه بقلبه وكان الزمن قد عاد بمجرد ملامسه المطر لوجهه حاملا معه احلى ما فى الكريات فقد بدت حاضرة وبقوة فى تلك الامسيه التى امتلأت بالمطر والشجن وتناغم الامواج على صخور الشاطئ انها مزيج من كل شيء شوقه وخوفه وانتظاره ورفضه للانتظار وترقبه للاتى من بعيد ورحيله عن ما ينتظر انه المزيج السحرى الذى يصاحب الليالى الممطرة على موانئ العمر فهو يعلم بانه على الجانب الاخر من المدينه هناك من تقف فى نافذتها تداعب المطر بأناملها وتستدعى معه ذكريات المطر الراحل وابتسم عندما اكتمل اشراق الشمس معلنا وبقوة انتهاء امسيته الخاصه فالتفت الى البحر مودعا فى انتظار مطر اخر وعودة اخرى فى امسيه ما ربما تأتى او لا تأتى فلا حدود للحلم ابدا

13‏/11‏/2011

فى نهاية عام*1*


الكثير من الامور التى تتمتع بقدر غريب من الغموض نراها اوضح كلما بعدت المسافه بيننا وبينها ,فكلما اقتربنا منه لا نراها بذاك الوضوح الذى تصبح محاطه به عندما نرحل عنها بعيدا ونحاول رؤيتها مرة اخرى ربما هى كانت مشوشه بالنسبه لنا يحاوطها ضباب كثيف وتلك اللذه الوهميه التى نتمتع بها عند اللقاء ولكن حينما نرحل بعيدا عنها ينجلى ذاك الضباب فنستطيع ان نتمعن جيدا فى الصور فتزداد وضوحا فنزداد ارتباكا من تلك الحقائق والتفاصيل التى تظهر لنا فنقف احيانا عاجزين عن استيعاب تلك التفاصيل التى ربما كنا نراها فيما مضى
ولكننا لم نكن نهتم جيدا بها ولكن عندما تجتمع كل التفاصيل امامك تجد انك اصبحت تراها اوضح,ربما تجد الامور اكثر غرابه مما كنت تتخيل,فلا تعلم تندهش ام تصرخ حتى ينتبه لك الجميع ام تصمت فليس للكلام معنى فقد اصبح لأشباه الاشياء معنى اشباه الاشخاص واشباه الاصدقاء واشباه القلوب التى كنت تعتقد يوما بانها تستحق ان تحتفظ بها
لحظه واحده تجعلك تعيد ترتيب كل اوراقك من جديد لتستطيع ان تفهمها فكل ما يحدث لا يمنحك الفرصه الكافيه لاستيعابه فانت ما زلت تجهل ان العالم الذى اعتقدت بانه يختلف يزداد سوء يزداد غرابه يتحول ببطيء لعالم من الاشباح التى بلا ملامح او ممسوخة الملامح ,لن نتعلم من دروس الحياه مازلنا نترك العنان لأحلامنا لتقودنا لقلوب ماهى الا جدران اخرى تحاوط ايامنا لنجر الكثير من الخيبات معنا حين نعود ربما هى ليست بخسارة ولكنها مكسب فيكفى انك شاهدت كل تلك الوجوه المشوه تنجلى بوضوح امامك حتى لا تزداد اندفاع خلف خيالات ,انها دائرة من الاشباه متناثرة تقترب ببطيء لتندمج فى دائرة متكامله مزيج من الاجساد والافواه التى ترسل رذاذها فى كل مكان يحاوطها وتقف بعيدا تنظر فى صمت فلست معتاد على كثرة الحديث ,لا تميل لتلك التفاهات فتعتقد بان صمتك ترفع عن كل تلك الصغائر ولكنك تكتشف بانك وحدك الصامت او وحدك من يجيد الصمت وتدور الدائرة لتصبح فى مواجهتهم مرة اخرى ليصيبك رذاذهم وتلك الاسهم لتخترقك ربما هى لا تقتلك ولا تجعلك تنزف ولكنها تصيبك بعدم التوازن فلم تكن تنتظر يوما ان تكتشف ان خلف الوجوه التى ألفتها ذات يوم وجوة مشوهه بملامح شرسه ,مخالب ,وانياب تنتظر الفرصه المناسبه لتنهشك وتمزقك وتتركك بقايا فى مكان ما لا تستطيع ان ترى الانياب امامك او تلك المخالب تحتاج لبعض الوقت لتقتنع ان تلك الوجوه هى ذاتها الوجوه التى اطمأنيت لها ذات يوم تكتشف بانك كنت غريب عنهم وانك لم تعرفهم يوما وبان من كان فى حياتك اقنعه حاولت ان تتسلل الى حياتك وعندما انتهى تواجدها القى كل منهم قناعه واظهر وجه حقيقى اخر ربما تعلم جيدا بانه مازال هناك وجوة تحمل ملامحها الصدق وتمتلك انعكاسات لما بداخلها بصدق وجوة واشخاص رغم كل ما يحدث وكل تلك الوجوه المشوهه تمنحك الثقه بانه مازال هناك خير فى الحياه
نعم انها حقيقه نزداد اقتناعا بها ونزداد يقينا بان الابيض يحتاج الى اسود لنراه اوضح
وما بين الابيض والاسود مازال هناك الرمادى الذى نقف امامه حائرين لا نستطيع ان نكرههم فنحن نحمل لهم الكثير من الحب ولكن نعجز عن نسيان الإساءة التى وجهوها لنا ربما نترك الوقت كفيل ان يداوى ما حدث ستتجاهل ما حدث نعم ستتجاهل ما حدث لان رصيدهم كفيل ان يساعدك على محاولات التجاهل
الحياه مجرد عابرون طريق انت تعلم جيدا بانك تستحق الافضل وتثق جيدا بان الله ترك لك الافضل وسيمنحك الافضل
لعلهم يتذكرون بان الايام مجرد زائر يمر ويعبر ولا يعود
رغم سقوطهم من نظرى ورغم ان كل الاقنعه قد تمزقت فشكرا لهم لمنحى الفرصه لاكتشافهم من جديد ,نعم ممتنه لهم فرغم كل شيء مازال لكل منهم جزء من ايامى كان يشاركنى تفاصيله
ممتنه لتلك الايام
وممتنه للأيام التى ازالت الاقنعه والقتها بعيدا عن وجوههم وكشفت مخالبهم التى يستمتعون بتمزيق كل ما تبقى من ذكريات بها
اشباه مجرد اشباه لا استطيع ان اتذكرهم الان الا بظلال مشوشه تتراقص على جثة ذكريات ما تلك هى حقيقتهم وصورتهم التى سأحتفظ بها للنهايه فشكرا لهم

11‏/11‏/2011

وينسدل الستار


لحظات تتسلل فيها اطراف النهار من النافذه تاركه خلفها ذاك المساء البعيد يرحل وحيدا,انها نهايات المساء تولد منها بدايات النهار الذى يأتى تاركا وشاحه الاسود على
ارض الشرفه ليتسلل تاركا خصلات ذهبيه تتطاير من حول وجهه ليقبل جبينها لتستيقظ من جديد وتنهض من فراشها ,مازالت تشعر بداخلها بتمازج غريب ما بين لفرح والحزن والخوف والأمان والحيرة انها كل تلك المشاعر المتناقضه تعصف بكيانها كل صباح تاركه اياها مرهقه حتى وان كانت نامت نوما عميقا ربما هى اللحظات الاولى لها فى النهار هى ما تدفعها لعدم
الرغبه فى النعاس لتجنب تلك المشاعر المتناقضه التى تأخذها لهاويه عميقه تنتشل ذاتها منها بصعوبه ,دائما تجد انها بعد كل صراع مع من حولها تهرب الى عالمها الخاص لتغلق عليها كل الابواب وتجلس صامته على كرسيها المفضل فى ركن بعيد دائما ما تلجأ له عندما تشعر بالحنين لها اتعبها اختلافها وارهقتها افكارها واصبحت تشعر بالوحده فى اغلب الاوقات ,تنحصر دنياها فى قهوتها واوراقها التى تعبث بين سطورها بأقلام ملونه فهى لا تحب الكتابه الا بتلك الاقلام الملونه تشعر بانها ترسل لها طاقه اثيريه تحاوطها وتنتشلها من الارض لترحل بها الى سماء بعيده كتلك التى فى افلام الاطفال فهى مازالت طفله لم تتخلص من طفولتها لم تستطع ان تترك تلك الطفله بداخلها وترحل لمدينه اخرى تمتلئ بالكبار فهى لا تحبهم هى تحب الطفله الصغيرة التى تسكنها ,رغم انها اتعبتها كثيرا الا انها مازالت تنظر لعينيها وتبتسم
نعم انا مرهقه من ذاتى ربما يجب ان اتجاوزنى لأرحل تاركه اياى هنا واحاول اختصار السنوات بكل ما فيها من حزن وألم ووجع فى بعض الدموع التى اذرفها فى لحظه صمت اقضيها وحدى وانهض بلا احزان بلا تلك الاوجاع التى اعلم جيدا بان قليلون هم من يستطيعون ان يفهموها ويشعرون بذاك الحزن الرابض على صدرى كم اردت ان اتحرر منه ولكنه لا يرحل عنى مازال يسكن هاهنا ويزداد قسوة فتزداد نبضات قلبى تصارعا لكأنها تستنجد بمن ينتشلها من تلك المخالب التى تعتصرها ولكن تمضى اللحظات ثقيله لتنهض وحدها محاوله تجفيف قطرات العرق التى تفصدت عن جبينها
تركض الى تلك النافذه الكبيرة التى تحتل نصف مساحه الجدار الامامى لكرسيها فهى تكره النوافذ الصغيرة تشعر بانها تحتجز روحها خلف جدران عاليه هى تريد النوافذ التى تتسع لها لتحلق منها بعيدا متى ارادت فكل النوافذ لا تسمح الا لقدر ضئيل من الضوء ان يتسلل منها ولكنها تنتظر تلك الاشعه التى تتسلل دون استئذان لتملئ من حولها المكان بأضواء متلألأه تتراقص فى رقصات متناسقه على الجدران من حولها لتمنحها ابتسامه صغيرة تتسع بتسارع رقصات الضوء من حولها فهى تحمل على اطرافها ذكريات قد كانت هنا ومضت وتأتى فى مواسم الحنين كعابر سبيل يستريح قليلا ويحتسى قهوته ويرحل على وعد بالعوده مرة اخرى ولكن دون موعد ربما بعد يوم او بعد ايام او سنوات او ربما بلا عودة هو راحل فهو عابر سبيل يترك ابتسامه على شفتيك ويرحل فهو يمضى من حيث جاء حاملا معه حقائبه ربما لهذا فى بعض الاحيان نشعر بالحاجه الى الحديث مع بعض الغرباء الذين لن يسألون من نكون ولن يطالبونا بالبوح بما لا نريد فهم لن يسألونا عن اشياء او اشخاص لا نريد الحديث عنهم لن يحاولوا فتح ابواب اغلقناها خلفنا بعد الخروج من داخلها محاولين الا نعود لها مرة اخرى انهم الغرباء الذين يأتون ليرحلون بلا محاولات للنظر جيدا لاعينا لعلهم يستنتجون مالا نريد البوح به ليتنا نستطيع التخلص من تلك الوجوه التى لا تفهمنا او التى تحاول ان تجعلنا مشوهين فكثيرا ما نحاول ان نترك عالما بكل مايحتويه لإنشاء عالم اخر لنا ننتمى له ويرضينا فيطل علينا من خلف غمام الماضى من يحاول ان يأخذنا عنوة الى ماضى سحيق تركناه بعيدا ورحلنا
كثيرا ما نهرب الى تلك المدن البعيده التى لا تزدحم بالبشر لأننا اصبحنا نفقد ذاتنا فى صخب المدن وضوضائها نحاول ان نستعيد جزء من صفائنا الذى انتشله منا زحام الذكريات والاحداث وصخب المشاعر التى تحاول ان تتزاحم على ابواب ايامنا غير عابئه بما نحتاج او نشعر لا تدرك الا رغبتها الملحه فى اقتحامنا نهرب لمدن وحيده مثلنا نستكين على ارصفتها تاركين كل ما يثقلنا بعيد عنا
نجلس على ارائكها ونستلقى على رملها محاولين ان نختزل اوجاعنا فى قطرات عرق تخرج من اجسادنا تختلط برمال شاطئ بعيد عنا تاركين اياها لنرحل لمكان اخر انها الرغبه فى اكتشاف وجوة اخرى لنا لم نكن نعرفها لنعود بها الى المدن المزدحمه من جديد
محاولات متتاليه للهروب من القدر رغم يقينا بان من الممكن ان نفر من القدر ولكننا حتما لا نستطيع الفرار من المصير الذى يجب ان ننتهى عنده فتلك هى الحياه
كثيرا ما نحاول ان نملئ الفجوات التى اصبحت تمتلئ بها ارواحنا فقد ارهقها الرحيل والبكائيات التى تختطفها بلا رحمه فكل ما يجتازانا يترك فى الروح فجوة وفى العمر حزن وفى القلب نبض مؤلم وكلما حاولنا ان نملئ تلك الفجوات نكتشف بانها لن تمتلئ فهى باقيه بقائنا على قيد الحياه ربما نتجاهلها او نتجاوزها ولكننا ابدا لا نستطيع ترميم ارواحنا التى اهلكها الزمن
كم من الدمع سنزرف فى محاولاتنا لمحو تلك الاثار التى تركتها الايام على قلوبنا
وكم من الوقت نحتاج للتخلص من تلك الوجوه المعلقه على جدراننا
رفضت ان تترك العنان للمزيد من الاسئله يتسلل اليها رفضت ان تسترسل فى الكلمات التى تعلم جيدا انها ستنتهى بالكثير من الدموع تختم بها ذاك النهار الذى قررت ان تجلس معها وحدها فكل الوجوه مسافرة او هى على وشك الرحيل حتى لو لم تكن كذلك فهى تمتلك ذاك اليقين بانها يوما ستكون وحدها بلا تلك الوجوه المحببه اليها ربما هو عهدها بالحياه بانها لن تتركها يوما بلا الم
دائما ما تنظر كثيرا لكل الوجوه التى تحبها فى محاولها للاحتفاظ بملامحها فى ذاكرتها دائما ما تحاول ان تحتفظ بأصواتهم ببعض التفاصيل التى تخصها وحدها معها بالكثير من الاشياء الصغيرة التى تجعلهم دائمى الحضور امامها
تخشى كثيرا تلك اللحظه التى تودع فيها وجه احبته رغم انها ما كانت الا وحدها الا انها ترفض لحظات الفقد تشعر بسكينها يقسمها الى نصفين متباعدين يفصل بينهم الرحيل
لا شيء
لم يعد هناك شيء
بعد كل المحاولات المضنيه لبقاء تلك الوجوه ......رحلت تاركه كل شيء ولم تترك شيء
المزيد من الالوان المتداخله فى جنون تتناثر على بعض الصور لتكوين ملامح وجوة
كانت هنا ذات يوم اجساد تنتقل بين الاماكن ولكنها رحلت
تاركه خلفها فراغ اخر
فكل الاماكن اصبحت بلا مكان وكل الجدران لا تستر شيء
كثيرا ما تراودنا رغبه ملحه فى مكان بلا ابواب وبلا نوافذ مكان يمتد بامتداد المدى
يتسع لسنوات مضت وسنوات ستاتى
ربما هو رغبه فى التخلص من فراغ تملئه الوجوه الخاويه التى لا نشعرها ولا تشعر بوجودنا مجرد وجوة تملئ فراغ ايامنا فقط
اهو اشتياق لنا بلا وجوههم المشوهه
ام رغبه فى الاغتسال من بصماتهم التى لوثت ارواحنا
انها الرغبه فى البقاء بلا اى شيء سوى تفاصيلنا نحن ومشاعرنا نحن ونبضات قلوبنا التى تتنفس لنا
ارهقنا الرحيل
ارهقنا البقاء مكبلين بماضيهم الذى اصبح سلاسل تحاوط ايامنا
فاصبحنا لا نعرفنا .....نجهل ملامحنا فى المرايا فنسدل الكثير من الستائر على النوافذ حتى لا يتسلل ضوء اخر
فقد خذلنا الضوء
خذلتنا الايام فلم نستطع الا ان نسدل الستائر على ايامنا ونمضى

06‏/11‏/2011

صباح العيد


نعم انه كان صباح العيد ككل صباح اخر لعيد يأتى يحمل الكثير من الحيرة والاسئله والنظرات الشاردة فى فضاء بعيد
ننتظر طائر العيد الذى يخبرونا عنه يأتى حامل الكثير من الامنيات على اجنحته ,يأتى بريشاته الملونه بالوان زاهيه تنثر البهجه على ساعات اليوم الذى يقولون عنه عيد
ننتظر يوم مختلف ,ملامحه مختلفه ولكنه لا ياتى
ياتى صباح اخر
فنجان القهوة
يليه أخر كلمات متناثرة وفقط
تنتظر الطائر فلا يأتى
تنتظر ريشاته الملونه فلا تجدها

تضئ شاشه هاتفك تنظر لها بعدم رغبه فى ان تمتد يدك اليها فتلك رساله اخرى لا تحمل معنى خاص كتبه احدهم لك وحدك فهى رساله للعيد تعلم جيدا انها على الكثير من الهواتف الاخرى ارسالها احدهم للتهنئه الواجبه بالعيد تفتحها لترسل اخرى مثلها ارسلتها للكثير فمن نخصهم بدفئ قلوبنا نرسل لهم كلمات خاصه نهاتفهم لنسمع وقع اهتمامنا فى اصواتهم نشاركهم الفرح ويشاركونا الاهتمام
وانظر للرساله لابتسم فهى لم تكن مجرد رساله لى وحدى دون الجميع
لم تكن مجرد رساله مكتوبه فى وقت خاص جدا لى وحدى فقط
بل كانت  رهان اخر اربحه
لأزداد يقينى باحساسى وصدق مااشعر به
شكرا للقدر الذى يمنحنا قلوب صادقه تضئ حياتنا وتخبرنا بان الحياه مازالت تحمل من يستطيع ان يفهمنا 

03‏/11‏/2011

جدران فارغه


عندما تقرر نزع كل الصور من تلك الإطارات وتركها فارغه على جدران العمر ,فهم لا يستحقون ان تمنحهم مكان فى حياتك ولكنك لا تستطيع نزعهم فتفضل ترك مكان صورهم مجرد برواز اخر فارغ وتمر بك الأيام وتزداد تلك البراويز على جدرانك وتنظر لهم بنظرة لا تستطيع انت تفسيرها فهى ما بين ألم وراحه لنزعهم من حياتك ألا انه هناك مرارة ما بداخلك
فى لحظه ما تتوقف وتقرر ان تلملم ما تبقى منك والمضى بعيدا عنهم ,ربما هى رغبه فى الاحتفاظ بجزء منك لم يفلحوا فى كسرة
ننتظر على محطات العمر المختلفه ننتظر قطار يأتى ليحملنا معه لمكان بعيد نحمل معنا تذكرة رحيل بلا عودة فماعدنا نريد البقاء الى جوارهم ,لم نعد نريد ان تجمعنا معهم ارض او سماء ننتظر قطار الرحيل
هى لا تريد الاستسلام لتلك الاوجاع التى تغتال حلمها الرابض خلف اهدابها فمازالت رغم كل الحزن تمتلك الحلم ربما لا تحققه وربما تتركه هو الاخر على مقعد تلك المحطه وترحل ربما اشياء كثيرة هى لا تعلمها فقد اعتادت ان تمنحها الحياه دون مقدمات اسوء واحلى ما فيها ممتزجان حتى انها لا تستطيع ان تحزن بما يناسب الاسوء او تضحك وتفرح بما يناسب الاحلى دائما هى ممزوجه معا ومجدوله فى جديله الايام ,بعد الكثير من المحاولات الفاشله للتخلص من اوجاعها والكثير من محاولات الخروج من شرنقتها والتحليق بعيدا
بعد العديد من البدايات التى لا تستطيع ان تنهيها اكتشفت انها مازالت تجلس على ذات المقعد منذ سنوات والى جوارها ذات الحقيبه المهترئه وفى يدها تلك الاوراق التى اصبحت صفراء
مازالت تجلس وحيده محاطه بالألاف البشر فكل منهم ينتظر قطارة ليستقله راحلا او عائدا ولكنه سيغادر بعد الكثير من تلك المحاولات استسلمت للانتظار وقررت ان تمضى الوقت فى النظر للوجوه من جولها فذاك أتى من بعيد وذاك راحل الى بعيد
ذاك عائد وذاك مازال غريب
وهى وحدها التى تجلس تنتظر القطار تقترب منها وتحتضن جسدها المتعب لتشعر بقليل من الدفء فتلك البروده تسرى فى دماءها الى سائر جسدها فى بطئ حتى انها تشعر وكأنها تجمدت وماعادت تشعر بما يدور حولها كم تمنت ان تنفصل عن جسدها لترحل بعيدا عن كل ماديات الحياه ترحل فى هدوء مطمئنه بانه ما عاد يزعجها شيء ولكنها تفشل تنظر لبعيد لتلك القضبان المتوازيه على الارض تتمدد لتتحول لمزيد من الجدران التى تحيط المكان تتداخل الالوان فيها لتمتزج ما بين الوان باهته بلا ملامح واضحه الالوان صارخه ترغب فى التحرر من قيود الجدران والانطلاق بعيدا فى تناغمات مختلفه
هى وحدها الذى يجلس بين تلك الجدران على ذات المقعد الذى اصبح وثير ما عاد مقعد خشبى فى محطه قطار تتلمس الاريكه الوثيرة الناعمه التى تغوص فيها محاوله الخروج من بين جنباتها
تحاول ان تتنفس ولكنها تزداد امتصاص لها ويزداد جسدها غرقا وتزداد انفاسها اختناق
تمر تلك الساعات ويأتى معها الايام والشهور والسنوات وتلك الاريكه الوثيرة تزداد امتصاصا لها وهى تزداد رفض وذاك المقعد الخشبى هناك يناديها وهى ما بين الاثنين منقسمه ,تترك روحها تحلق بعيدا لتتواصل مع من يستطيع ان يفهمها وتتلاقه معه فى مكان بعيد وتحكى له وتحكى ويضمها الى صدرة بحنان ويقبلها وتحمل روحها ذاك الدفيء وتعود لها لتدفئها وتهديها امان تفتقده وونس تفتش عنه
فما بين لحظات الوجع تأتى انت بلحظه دفء اتشبث بها واغلق عينى جيدا حتى لا استيقظ واتمسك بتلك اللحظه جيدا اصغى لكل الكلمات والحروف والضحكات حتى استعيدها عندما لا اجدك واتسلل اليها اختبئ بينها من قسوة الحياه فانا اخبئ نفسى بين احضانك مطمئنه الى ان صدرك يتسع لى وبانك تستطيع ان تحتوى كل ما أشعر به وبانك الوحيد الذى انتمى له وبانك وحدك من يستطيع ان يحررنى من حزنى ومن خوفى وألمى وبانك وبانك وبانك وبانك ولكنى اصطدم بكونك لست الى جوارى وبأنك لست هنا وبأنى هنا بدونك
فأقف وحيده ........اعجز عن الحركه
تتجمد اطرافى رغم قطرات العرق على جبينى
افقد توازنى رغم وقوفى صامده ,احاول ان اتنفس فلم يعد هناك هواء من حولى ولكنى لا اختنق ما زلت اتنفس
بقايا من روحى تعود لتسكن جسدى وحيده ,خائفه ,طفله مرتجفه تبحث عنك فقد اصبحت ضعيفه ,هشه لا تحتمل تلك البروده التى تحاوطها وتسرى فى عروقها,تنتظرك تلك الطفله لتخبرك بانها تثق بك وتعلم بانك لن تخذلها ابدا فقد خذلها الجميع وتركها بقايا تحاول ان تظل على قيد الحياه ما أهتم احدهم ابدا ان يبحث عن تلك الطفله التى ضاعت ذات يوم فى دروب الحياه واخذت انت بيدها وكفكفت دموعها وضممتها لصدرك واخبرتها بانك لن تتركها مرة اخرى وحيده اخبرتها بانك ستعاقب كل من خذلها بانك ستشترى لها الحلوى وستلهو معها ببالونات العيد بانك ستزرع لها على نافذتها ياسمين وازهار تعانق الشمس كل صباح بانك ستدلل الطفله وتحميها وتؤنسها وتحكى لها حكايات كثيرة حتى تغفوا وتنام مطمئنه
وبين جفونها حلم تتمنى الا يتسرب من بين اناملها عندما يأتى النهار

02‏/11‏/2011

امسيات وحيده


مع كل مساء تنساب من حولها الذكريات فيتسلل النعاس من جفونها ويتركها ويرحل بعيدا تحاول ان تترك همومها وألأمها على بعض الاوراق لعلها تشعر بالقليل من السكون وتغفوا
ولكن ككل مساء تمر ساعات الليل هاربه منها بلا معنى وبلا احلام وتترك المساء لتهرب للصباح فهى فى المساء وحيده تترك وحدتها بين ساعات الليل وتمتزج بساعات النهار وتذوب بين لحظاتها وضوضائها لعلها لا تتذكر ان هناك مساء اخر سياتى وهى وحيده تجلس على كرسيها الهزاز تتابع الدخان المنبعث من فنجانها ويتكثف فتحاول ان ترحل معه لبعيد ولكنها تصطدم بجدران حجرتها التى تقف ما بين روحها وبين التحليق فى فضاء الكون الفسيح امامها

تتناول هاتفها وتتفحص الارقام والاسماء لعلها تجد من تهاتفها ولكن لا تشعر برغبه فى ان تتحدث
تنتشل جسدها من الكرسى لتنهض مبتعده لتلك الشرفه التى تطل على الافق الواسع بلا قيود فقد اختارت ان يكون امام شرفتها فراغ لترى على امتداد بصرها فراغ فهى لا تحب ان تصطدم بجدران اسمنتيه صلبه تمنحها مزيد من العزله عن العالم الذى تريد ان تنطلق اليه
فى كل صباح تطلق ضحكاتها فى كل مكان وتنثر الالوان على صباحاتها وتترك الكثير من البهجه فى كل مكان تتواجد بداخله لكأنها لم تتذوق الحزن يوما ولم تعرف للألم معنى
فهى تتألم وهم لا يشعرون بألمها
تبكى وهم لا يرون دموعها
تنتظر ولا أحد يأتيها
وتعود لأمسياتها من جديد تتوسل لذاك الكائن الخرافى الذى يدعوه النوم لعله يأتيها ويغفوا معها لتمضى ساعات الليل فى سكون ولكنه يرفض الحضور
وهى قد فقدت الامل فى ان تغفوا ذات امسيه فى هدوء
فدائما يأتي الليل ومعه كل طقوس الوجع والألم
تستجدى فراشها النوم فلا يأتى فتنهض لتكمل امسيتها ككل الليالى فى بحث عن شيء ما فى مكان ما تجهله
تعطر امسياتها برائحه البن المسائى تراها حقا تجد له رائحه مختلفه عن تلك الرائحه التى تستنشقها صباحا
ربما قالتها وهى تبتسم
يستهويها فنجان القهوة المسائى مع تلك الاضواء الخافته والسكون الذى يحاوط المكان لا تعلم لماذا تشعر بانها تبتسم وهى ترشفه كل مساء
تحاول ان تتجول بين صفحات كتاب ما الا انها سرعان ما تشعر بالملل لتترك الكتاب جانب وتحاول ان تكتب بعض الكلمات على اوراق مختلفه دائما ما تتناثر حولها وترسم خطوط كثيرة وهى تنظر لبعيد لتلك الظلال المنبعثه من الاضواء والتى تنعكس على الجدران
لكأنها تنتظرها ان تتشارك واياها فى صخب مجنون تنبعث ظلال بعض الصور القديمه التى تتكون ملامحها ببطيء على الجدران ليتها تستطيع لملمتها وألقائها بعيدا عن ذاكرتها وامسياتها فقد اصبحت هى زائر الليل الذى يشاركها ساعات المساء
تنظر لماضيها البعيد وكيف رحلت عنه مُثقله بالجراح التى رغم مرور الكثير من السنوات مازالت تنزف
انها تمضى ساعات الليل التى تتسرب من بين اناملها ومعها ساعات من عمرها تمضى بلا شيء
فقد تركتنى ذات يوم وحيده تركتنى انهار وحدى واسقط بداخلى من جديد رغم السنوات اشعر بنفس الدوار الذى شعرت به يوم تركتنى بلا سند فى منتصف طريق كنا نسير معا خطواته
اصبحت غريبه عنى اغتربت عن ذاتى واغتربت عنك فى خيالى فقد كنت رحلت ولم يبقى معى الا صور من ماضى بعيد
واصبحت اكرة تلك اللحظات التى  يتوجب ان اتظاهر فيها بقوة زائفه حتى لا اكون ضعيفه وانهار سريعا فانا حقا ضعيفه
هشه
احتاج لمن استند على كتفه ويمنحنى أمان
اتصدقنى اننى احيانا يخبرنى احدهم عن شخص ما قد توفى ربما لا تربطنى به صله وثيقه الا اننى اجهش بالبكاء فقد كنت احتاج لسبب لأبكى وابكى وتنهمر دموعى دون ان اخبر احد باننى اشعر بحزن وضعف دون ان اخبرهم كم انا وحيده وضعيفه
انها ساعات الليل التى تحتضن لحظاتى الخاصه ودموعى وآهاتي
يأتى الليل ويرحل ويأتي نهار اخر انتظر معه ليل ربما يأتى ومعه ابتسامه ما 

01‏/11‏/2011


وحدها الفناجين الفارغه هى التى تشعر بألم قلوبنا الوحيده
وحدها هى التى تستمع لأنين القلوب الباكيه
وحدها تشاركنا الأنتظار
وحدها تستمع لأنفاسنا
وحدها نبوح لها
فوحدها من يفهمنا