مع كل مساء تنساب من حولها الذكريات فيتسلل النعاس من جفونها ويتركها ويرحل بعيدا تحاول ان تترك همومها وألأمها على بعض الاوراق لعلها تشعر بالقليل من السكون وتغفوا
ولكن ككل مساء تمر ساعات الليل هاربه منها بلا معنى وبلا احلام وتترك المساء لتهرب للصباح فهى فى المساء وحيده تترك وحدتها بين ساعات الليل وتمتزج بساعات النهار وتذوب بين لحظاتها وضوضائها لعلها لا تتذكر ان هناك مساء اخر سياتى وهى وحيده تجلس على كرسيها الهزاز تتابع الدخان المنبعث من فنجانها ويتكثف فتحاول ان ترحل معه لبعيد ولكنها تصطدم بجدران حجرتها التى تقف ما بين روحها وبين التحليق فى فضاء الكون الفسيح امامها
تتناول هاتفها وتتفحص الارقام والاسماء لعلها تجد من تهاتفها ولكن لا تشعر برغبه فى ان تتحدث
تنتشل جسدها من الكرسى لتنهض مبتعده لتلك الشرفه التى تطل على الافق الواسع بلا قيود فقد اختارت ان يكون امام شرفتها فراغ لترى على امتداد بصرها فراغ فهى لا تحب ان تصطدم بجدران اسمنتيه صلبه تمنحها مزيد من العزله عن العالم الذى تريد ان تنطلق اليه
فى كل صباح تطلق ضحكاتها فى كل مكان وتنثر الالوان على صباحاتها وتترك الكثير من البهجه فى كل مكان تتواجد بداخله لكأنها لم تتذوق الحزن يوما ولم تعرف للألم معنى
فهى تتألم وهم لا يشعرون بألمها
تبكى وهم لا يرون دموعها
تنتظر ولا أحد يأتيها
وتعود لأمسياتها من جديد تتوسل لذاك الكائن الخرافى الذى يدعوه النوم لعله يأتيها ويغفوا معها لتمضى ساعات الليل فى سكون ولكنه يرفض الحضور
وهى قد فقدت الامل فى ان تغفوا ذات امسيه فى هدوء
فدائما يأتي الليل ومعه كل طقوس الوجع والألم
تستجدى فراشها النوم فلا يأتى فتنهض لتكمل امسيتها ككل الليالى فى بحث عن شيء ما فى مكان ما تجهله
تعطر امسياتها برائحه البن المسائى تراها حقا تجد له رائحه مختلفه عن تلك الرائحه التى تستنشقها صباحا
ربما قالتها وهى تبتسم
يستهويها فنجان القهوة المسائى مع تلك الاضواء الخافته والسكون الذى يحاوط المكان لا تعلم لماذا تشعر بانها تبتسم وهى ترشفه كل مساء
تحاول ان تتجول بين صفحات كتاب ما الا انها سرعان ما تشعر بالملل لتترك الكتاب جانب وتحاول ان تكتب بعض الكلمات على اوراق مختلفه دائما ما تتناثر حولها وترسم خطوط كثيرة وهى تنظر لبعيد لتلك الظلال المنبعثه من الاضواء والتى تنعكس على الجدران
لكأنها تنتظرها ان تتشارك واياها فى صخب مجنون تنبعث ظلال بعض الصور القديمه التى تتكون ملامحها ببطيء على الجدران ليتها تستطيع لملمتها وألقائها بعيدا عن ذاكرتها وامسياتها فقد اصبحت هى زائر الليل الذى يشاركها ساعات المساء
تنظر لماضيها البعيد وكيف رحلت عنه مُثقله بالجراح التى رغم مرور الكثير من السنوات مازالت تنزف
انها تمضى ساعات الليل التى تتسرب من بين اناملها ومعها ساعات من عمرها تمضى بلا شيء
فقد تركتنى ذات يوم وحيده تركتنى انهار وحدى واسقط بداخلى من جديد رغم السنوات اشعر بنفس الدوار الذى شعرت به يوم تركتنى بلا سند فى منتصف طريق كنا نسير معا خطواته
اصبحت غريبه عنى اغتربت عن ذاتى واغتربت عنك فى خيالى فقد كنت رحلت ولم يبقى معى الا صور من ماضى بعيد
واصبحت اكرة تلك اللحظات التى يتوجب ان اتظاهر فيها بقوة زائفه حتى لا اكون ضعيفه وانهار سريعا فانا حقا ضعيفه
هشه
احتاج لمن استند على كتفه ويمنحنى أمان
اتصدقنى اننى احيانا يخبرنى احدهم عن شخص ما قد توفى ربما لا تربطنى به صله وثيقه الا اننى اجهش بالبكاء فقد كنت احتاج لسبب لأبكى وابكى وتنهمر دموعى دون ان اخبر احد باننى اشعر بحزن وضعف دون ان اخبرهم كم انا وحيده وضعيفه
انها ساعات الليل التى تحتضن لحظاتى الخاصه ودموعى وآهاتي
يأتى الليل ويرحل ويأتي نهار اخر انتظر معه ليل ربما يأتى ومعه ابتسامه ما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق