02‏/11‏/2011

امسيات وحيده


مع كل مساء تنساب من حولها الذكريات فيتسلل النعاس من جفونها ويتركها ويرحل بعيدا تحاول ان تترك همومها وألأمها على بعض الاوراق لعلها تشعر بالقليل من السكون وتغفوا
ولكن ككل مساء تمر ساعات الليل هاربه منها بلا معنى وبلا احلام وتترك المساء لتهرب للصباح فهى فى المساء وحيده تترك وحدتها بين ساعات الليل وتمتزج بساعات النهار وتذوب بين لحظاتها وضوضائها لعلها لا تتذكر ان هناك مساء اخر سياتى وهى وحيده تجلس على كرسيها الهزاز تتابع الدخان المنبعث من فنجانها ويتكثف فتحاول ان ترحل معه لبعيد ولكنها تصطدم بجدران حجرتها التى تقف ما بين روحها وبين التحليق فى فضاء الكون الفسيح امامها

تتناول هاتفها وتتفحص الارقام والاسماء لعلها تجد من تهاتفها ولكن لا تشعر برغبه فى ان تتحدث
تنتشل جسدها من الكرسى لتنهض مبتعده لتلك الشرفه التى تطل على الافق الواسع بلا قيود فقد اختارت ان يكون امام شرفتها فراغ لترى على امتداد بصرها فراغ فهى لا تحب ان تصطدم بجدران اسمنتيه صلبه تمنحها مزيد من العزله عن العالم الذى تريد ان تنطلق اليه
فى كل صباح تطلق ضحكاتها فى كل مكان وتنثر الالوان على صباحاتها وتترك الكثير من البهجه فى كل مكان تتواجد بداخله لكأنها لم تتذوق الحزن يوما ولم تعرف للألم معنى
فهى تتألم وهم لا يشعرون بألمها
تبكى وهم لا يرون دموعها
تنتظر ولا أحد يأتيها
وتعود لأمسياتها من جديد تتوسل لذاك الكائن الخرافى الذى يدعوه النوم لعله يأتيها ويغفوا معها لتمضى ساعات الليل فى سكون ولكنه يرفض الحضور
وهى قد فقدت الامل فى ان تغفوا ذات امسيه فى هدوء
فدائما يأتي الليل ومعه كل طقوس الوجع والألم
تستجدى فراشها النوم فلا يأتى فتنهض لتكمل امسيتها ككل الليالى فى بحث عن شيء ما فى مكان ما تجهله
تعطر امسياتها برائحه البن المسائى تراها حقا تجد له رائحه مختلفه عن تلك الرائحه التى تستنشقها صباحا
ربما قالتها وهى تبتسم
يستهويها فنجان القهوة المسائى مع تلك الاضواء الخافته والسكون الذى يحاوط المكان لا تعلم لماذا تشعر بانها تبتسم وهى ترشفه كل مساء
تحاول ان تتجول بين صفحات كتاب ما الا انها سرعان ما تشعر بالملل لتترك الكتاب جانب وتحاول ان تكتب بعض الكلمات على اوراق مختلفه دائما ما تتناثر حولها وترسم خطوط كثيرة وهى تنظر لبعيد لتلك الظلال المنبعثه من الاضواء والتى تنعكس على الجدران
لكأنها تنتظرها ان تتشارك واياها فى صخب مجنون تنبعث ظلال بعض الصور القديمه التى تتكون ملامحها ببطيء على الجدران ليتها تستطيع لملمتها وألقائها بعيدا عن ذاكرتها وامسياتها فقد اصبحت هى زائر الليل الذى يشاركها ساعات المساء
تنظر لماضيها البعيد وكيف رحلت عنه مُثقله بالجراح التى رغم مرور الكثير من السنوات مازالت تنزف
انها تمضى ساعات الليل التى تتسرب من بين اناملها ومعها ساعات من عمرها تمضى بلا شيء
فقد تركتنى ذات يوم وحيده تركتنى انهار وحدى واسقط بداخلى من جديد رغم السنوات اشعر بنفس الدوار الذى شعرت به يوم تركتنى بلا سند فى منتصف طريق كنا نسير معا خطواته
اصبحت غريبه عنى اغتربت عن ذاتى واغتربت عنك فى خيالى فقد كنت رحلت ولم يبقى معى الا صور من ماضى بعيد
واصبحت اكرة تلك اللحظات التى  يتوجب ان اتظاهر فيها بقوة زائفه حتى لا اكون ضعيفه وانهار سريعا فانا حقا ضعيفه
هشه
احتاج لمن استند على كتفه ويمنحنى أمان
اتصدقنى اننى احيانا يخبرنى احدهم عن شخص ما قد توفى ربما لا تربطنى به صله وثيقه الا اننى اجهش بالبكاء فقد كنت احتاج لسبب لأبكى وابكى وتنهمر دموعى دون ان اخبر احد باننى اشعر بحزن وضعف دون ان اخبرهم كم انا وحيده وضعيفه
انها ساعات الليل التى تحتضن لحظاتى الخاصه ودموعى وآهاتي
يأتى الليل ويرحل ويأتي نهار اخر انتظر معه ليل ربما يأتى ومعه ابتسامه ما 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق