13‏/11‏/2011

فى نهاية عام*1*


الكثير من الامور التى تتمتع بقدر غريب من الغموض نراها اوضح كلما بعدت المسافه بيننا وبينها ,فكلما اقتربنا منه لا نراها بذاك الوضوح الذى تصبح محاطه به عندما نرحل عنها بعيدا ونحاول رؤيتها مرة اخرى ربما هى كانت مشوشه بالنسبه لنا يحاوطها ضباب كثيف وتلك اللذه الوهميه التى نتمتع بها عند اللقاء ولكن حينما نرحل بعيدا عنها ينجلى ذاك الضباب فنستطيع ان نتمعن جيدا فى الصور فتزداد وضوحا فنزداد ارتباكا من تلك الحقائق والتفاصيل التى تظهر لنا فنقف احيانا عاجزين عن استيعاب تلك التفاصيل التى ربما كنا نراها فيما مضى
ولكننا لم نكن نهتم جيدا بها ولكن عندما تجتمع كل التفاصيل امامك تجد انك اصبحت تراها اوضح,ربما تجد الامور اكثر غرابه مما كنت تتخيل,فلا تعلم تندهش ام تصرخ حتى ينتبه لك الجميع ام تصمت فليس للكلام معنى فقد اصبح لأشباه الاشياء معنى اشباه الاشخاص واشباه الاصدقاء واشباه القلوب التى كنت تعتقد يوما بانها تستحق ان تحتفظ بها
لحظه واحده تجعلك تعيد ترتيب كل اوراقك من جديد لتستطيع ان تفهمها فكل ما يحدث لا يمنحك الفرصه الكافيه لاستيعابه فانت ما زلت تجهل ان العالم الذى اعتقدت بانه يختلف يزداد سوء يزداد غرابه يتحول ببطيء لعالم من الاشباح التى بلا ملامح او ممسوخة الملامح ,لن نتعلم من دروس الحياه مازلنا نترك العنان لأحلامنا لتقودنا لقلوب ماهى الا جدران اخرى تحاوط ايامنا لنجر الكثير من الخيبات معنا حين نعود ربما هى ليست بخسارة ولكنها مكسب فيكفى انك شاهدت كل تلك الوجوه المشوه تنجلى بوضوح امامك حتى لا تزداد اندفاع خلف خيالات ,انها دائرة من الاشباه متناثرة تقترب ببطيء لتندمج فى دائرة متكامله مزيج من الاجساد والافواه التى ترسل رذاذها فى كل مكان يحاوطها وتقف بعيدا تنظر فى صمت فلست معتاد على كثرة الحديث ,لا تميل لتلك التفاهات فتعتقد بان صمتك ترفع عن كل تلك الصغائر ولكنك تكتشف بانك وحدك الصامت او وحدك من يجيد الصمت وتدور الدائرة لتصبح فى مواجهتهم مرة اخرى ليصيبك رذاذهم وتلك الاسهم لتخترقك ربما هى لا تقتلك ولا تجعلك تنزف ولكنها تصيبك بعدم التوازن فلم تكن تنتظر يوما ان تكتشف ان خلف الوجوه التى ألفتها ذات يوم وجوة مشوهه بملامح شرسه ,مخالب ,وانياب تنتظر الفرصه المناسبه لتنهشك وتمزقك وتتركك بقايا فى مكان ما لا تستطيع ان ترى الانياب امامك او تلك المخالب تحتاج لبعض الوقت لتقتنع ان تلك الوجوه هى ذاتها الوجوه التى اطمأنيت لها ذات يوم تكتشف بانك كنت غريب عنهم وانك لم تعرفهم يوما وبان من كان فى حياتك اقنعه حاولت ان تتسلل الى حياتك وعندما انتهى تواجدها القى كل منهم قناعه واظهر وجه حقيقى اخر ربما تعلم جيدا بانه مازال هناك وجوة تحمل ملامحها الصدق وتمتلك انعكاسات لما بداخلها بصدق وجوة واشخاص رغم كل ما يحدث وكل تلك الوجوه المشوهه تمنحك الثقه بانه مازال هناك خير فى الحياه
نعم انها حقيقه نزداد اقتناعا بها ونزداد يقينا بان الابيض يحتاج الى اسود لنراه اوضح
وما بين الابيض والاسود مازال هناك الرمادى الذى نقف امامه حائرين لا نستطيع ان نكرههم فنحن نحمل لهم الكثير من الحب ولكن نعجز عن نسيان الإساءة التى وجهوها لنا ربما نترك الوقت كفيل ان يداوى ما حدث ستتجاهل ما حدث نعم ستتجاهل ما حدث لان رصيدهم كفيل ان يساعدك على محاولات التجاهل
الحياه مجرد عابرون طريق انت تعلم جيدا بانك تستحق الافضل وتثق جيدا بان الله ترك لك الافضل وسيمنحك الافضل
لعلهم يتذكرون بان الايام مجرد زائر يمر ويعبر ولا يعود
رغم سقوطهم من نظرى ورغم ان كل الاقنعه قد تمزقت فشكرا لهم لمنحى الفرصه لاكتشافهم من جديد ,نعم ممتنه لهم فرغم كل شيء مازال لكل منهم جزء من ايامى كان يشاركنى تفاصيله
ممتنه لتلك الايام
وممتنه للأيام التى ازالت الاقنعه والقتها بعيدا عن وجوههم وكشفت مخالبهم التى يستمتعون بتمزيق كل ما تبقى من ذكريات بها
اشباه مجرد اشباه لا استطيع ان اتذكرهم الان الا بظلال مشوشه تتراقص على جثة ذكريات ما تلك هى حقيقتهم وصورتهم التى سأحتفظ بها للنهايه فشكرا لهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق