31‏/03‏/2018

ما بعد الذكريات


من الصعب وصف مشاعرنا حين تجتاحنا الذكريات وتقرر بأنها ستمكث معنا في إحدى الأمسيات الطويلة، ربما يكون من الصعب علينا في بعض الأحيان وصف ما نشعر به اتجاه حدث معين قد مضى، ولكنة ظل كالقيد يلتف حول كل ما سيأتي بعدة.
تلك الذكرى التي تتوقف عندها الأنفاس ولا تستطيع تجاوزها، حتى انك تشعر وكأنها التصقت بك، وصارت جزء منك تحملها معك أينما ذهبت
وكلما حاولت التخلص منها تعود لذات المكان.
حائر، متألم، تتقاذفك كل المشاعر المتناقضة التي لا تستطيع إدراك أي منها حقيقي، ليتنا نستطيع أن نعود لتلك المنطقة المحرمة ونستعيد أنفسنا من تلك الهوة التي سقطنا فيها، لعل كل شيء يصبح على ما يرام بعدها.
في كثير من الأحيان رغم مرور السنوات واعتقادك بأن ما رحل قد انطوى وبأنك ما عدت تتذكر شيء، إلا انك تكتشف في لحظة بأنها ما انطوت يوما وما مضت، بأنك لا زلت تتألم، وبأنك لا تحتمل مزيد من الأوجاع، لا زالت تلك الذكريات تمزق قلبك، وتنثره أشلاء دون شفقه ودون أن ترحمك، مجرد ذكريات تباغتك في لحظات ضعفك، فتستسلم لها وتختطفك من واقعك لتلقيك في براثنها.
في كل مرة تهجم علينا تلك الذكريات تحمل بين طياتها رسالة ما، أو إجابة على سؤال حائر لا نعرف له إجابة.
هل ندرك الرسالة والإجابة؟
هل نعيها حين تقتحم واقعنا أم أننا نسترجع آلامنا و أوجاعنا من حيث دفناها؟
كأننا نملئ أوقاتنا الفارغة بذكريات هي قدر، الحياة لوحة ممتدة بطول عمرنا لا نملك أن نعيد رسمها، ولكن كل ما نملكه أن نضيف لها ما نستطيع أن نتذكره يوما ما ونبتسم لا أن نبكى.

30‏/03‏/2018

الهروب من الحب اليه


لازلت حائرة في أمرك، ففي كل مرة أحاول أن أتركك جانبا وارحل 
اكتشف بأنني اترك جزء من روحي إلى جوارك.
في كل مرة أقرر أن تكون مجرد هامش في حياتي،  أجدك تحتل السطور الأولى والعناوين الرئيسية.
أغمض عيني وانتزعك وألقيك بعيدا، فاخطوا إليك حيث تكون، اهرب منك لأعاود اكتشافك من جديد، في كل مرة اترك رسائلك وصورك في صندوق بعيد عن يدي، حتى لا أجده حين أعود.
في لحظات الصمت والكبرياء اخطوا إلى تلك الغرفة المظلمة، انظر إلى تلك الأركان التي سكنتها العناكب وكساها الغبار، قد كانت يوما غرفتي المفضلة، لجدرانها الزاهية الألوان وتلك الأنغام التي تنبعث من أركانها
تلونت جدرانها بلون الضحكات التي عشناها هنا، والدموع التي زرفناها هناك، وكثير من الرحيل والانتظار والغياب.
في كل مرة أحاول الهروب منك ترشدني كل الطرقات إليك، تحملني الخطوات إلى هاهنا ...حيث تكون ، فلا املك إلا أن ابتسم واترك نفسي للقدر، فكل الدروب تؤدى إليك، ربما لأنك حيث أكون وحيث أجدني.
في كل مرة أتجاهلك يراودني يقين بأن الدنيا مجرد ثقب اسود كبير يمتص روحي، وأنك وحدك الحقيقة التي أنتمي لها، أغمض عيني حتى لا أراك فأجدك تسكن أحلامي، فأنا لازلت مؤمنة بأن جزء من روحي معك لا يمكنني تجاهل ذلك.
كتبت فقط كي أخبرك أنني مهما تجاهلتك فأنا لا يمكنني تجاهلك، جئت لأخبرك بأن كلماتي ليست إلا بوح لك بما لا أستطيع إخبارك به.
ربما أعود لك من جديد، سيستدعيني عبق المكان وحنيني لك ولضحكاتك ولكلماتي وحكاياتي.
شيء ما يداعب روحي، أود أن أطلقه ليحلق عاليا في سماء لا حدود لها، 
فما اشعر به ليس له مكان على تلك الأرض، سأرسم لحبي لك أجنحة وأطلقه بعيدا ، وأنا اعلم بأنه يوما سيعود بك.

29‏/03‏/2018

دروب لا نهاية لها


الشعور بالوحدة شعور قاتل، يتسلل ببطيء ويسرى في عروقك، يمتص روحك بسلاسة ويجعل منك كائن زجاجي بلا روح.
كثيرا ما كانت تنظر للمرآة وتطالع وجهها في محاولات مستميتة للتعرف على ملامح فقدتها، كانت تتلمس وجهها وتحرك أناملها عليه، لعلها تكتشف ما الذي حدث؟
كيف تبدلت ملامحها وأصبحت زجاجيه؟
ألازالت تشعر بانتفاضة قلبها؟
ألا زال ينبض في مكانه أم انه تحول هو الأخر إلى زجاج؟
تنظر لك من خلف زجاج كثيف يفصل ما بينكما، أنت هناك وهي هنا وحدها، كل منكما يعلم أن حياته بين أنامل الأخر.
تلك الطرقات المظلمة لازالت تجذبني لها، كلما حاولت التمرد والخروج منها تعاود امتصاص روحي من جديد، فهي لازالت تمتلك قوة غامضة تجذبك لها مهما حاولت التمرد.
لا أدرى ما الذي حدث؟ وكيف استسلمت لتلك الدوامة التي امتصت روحي بداخلها؟ وما عدت أستطيع الخروج، كلما حاولت التماس الطريق ازداد غرقا.
أين المفر من عالم لا حياة فيه؟
كيف نصل لتلك اللحظة التي نكتشف فيها أن الكوكب بكل اتساعه اصغر من أن يضم قلوبنا في لحظة انكسار؟
تكتشف بأنك بمفردك تماما في عالم لم يكن لك أدنى اختيار لحدوده، تتحول الطرقات إلى دروب مهجورة والبيوت إلى مجرد جدران خاوية، تصبح النوافذ زجاج مظلم، كل شيء من حولك يتحول لثقب اسود كبير يمتص روحك.
تسقط الأقنعة عن الوجوه، فلا تندهش، فدائما ما كنت ترى ظل ما خلف الملامح، ربما لم تدرك حينها ما هذا؟
ولكنك حتما كنت تنتظر تلك اللحظة التي ينزع فيها كل منهم القناع ويبتسم
تلك الابتسامة الشيطانية التي أبدا ما كنت تراها خلف قناع مُبهم، خالي من التعبيرات أو المشاعر.
هل تعلن استسلامك ألان وتسقط منهارا ولا تعبئ بشيء؟
 أم تنهض لتقف من جديد وتُكمل الطريق حتى وان كنت وحيدا؟
ما الجديد؟ فدائما ما كنت تنسج أحلامك وحيدا، وترسم ما ينتظرك وحيدا
وحين كنت تغمض عينك لتستحضر الغد وتحاول أن ترى كيف سيكون
كنت وحيدا، هناك بين حُلم أو أمنيه أو فراغ، بلا ملامح واضحة بعد ولكن دائما وحيد.
اخبر نفسك كل صباح بأنك لست وحدك، فأنت هاهنا تقف إلى جوارك
اخبرها بأنك لست ضعيف، اخبرها بقوتك وبأنك أبدا لن تهزم، ستصل حتى وان أكملت الطريق بمفردك.

08‏/03‏/2018

عندى ثقة فيك - خيوط من حرير





كانت لعنتها أنها رأته كما لم يراه احد، استطاعت أن ترى ما يخبئه عن العالم، لذلك تمسكت به وأحبته كما لم يحبه احد.
منذ أول لقاء وهى له إيزيس، فوحدها من كانت تلملم أشلائه، تمنحه قبلة الحياة لينتفض كعنقاء تنهض من رمادها وتولد من جديد.
كانت دائما ما ترى ما لا يراه غيرها، حتى هو لم يرى نفسه كما تراه،
كانت ترى قوته وأحلامه المتناثرة بين ضلوعه حقيقة، كانت مؤمنه به وتعلم جيدا بأنه أبدا لن تهزمه الأيام ولن يستسلم لها، ربما يترك جسده لتتقاذفه الأمواج، ولكن أبدا لن تستسلم روحة، ستعافر تلك الروح المتمردة كثيرا وستتمرد على استسلامه، فتلك الروح أبدا لن تستطيع الحياة أن توقفها.
كان يكفى أن يرى نفسه في عينيها ليستطيع أن يتمسك من جديد بأحلامه
ويصبح على يقين بأنه أبدا لن ينهزم وحتما سيصل لما يريد، فهي التي أحبته كما هو، بكل تمرده وغضبه وأحزانه، أحبته رغم أنها تدرك جيدا بأنه كالنورس عاشق للترحال، ولكنها كانت علي يقين بأنه دائما ما يعود.
أحبته رغم صمته، فقد أتقنت لغة عيناه، واستطاعت أن تستمع لتلك الكلمات التي لم يبوح بها يوما، صدقته رغم كل شيء، لم تستطع أبدا أن تكذب قلبها ولا تصدق عيناه، كانت إجابات كل الأسئلة التي توجه لها.....صمت، فهي تعلم بأن أحدا لن يصدق قلبها، هي وحدها من يؤمن به حد اليقين، وتعلم جيدا بأنه أبدا لن يخذلها.