29‏/03‏/2018

دروب لا نهاية لها


الشعور بالوحدة شعور قاتل، يتسلل ببطيء ويسرى في عروقك، يمتص روحك بسلاسة ويجعل منك كائن زجاجي بلا روح.
كثيرا ما كانت تنظر للمرآة وتطالع وجهها في محاولات مستميتة للتعرف على ملامح فقدتها، كانت تتلمس وجهها وتحرك أناملها عليه، لعلها تكتشف ما الذي حدث؟
كيف تبدلت ملامحها وأصبحت زجاجيه؟
ألازالت تشعر بانتفاضة قلبها؟
ألا زال ينبض في مكانه أم انه تحول هو الأخر إلى زجاج؟
تنظر لك من خلف زجاج كثيف يفصل ما بينكما، أنت هناك وهي هنا وحدها، كل منكما يعلم أن حياته بين أنامل الأخر.
تلك الطرقات المظلمة لازالت تجذبني لها، كلما حاولت التمرد والخروج منها تعاود امتصاص روحي من جديد، فهي لازالت تمتلك قوة غامضة تجذبك لها مهما حاولت التمرد.
لا أدرى ما الذي حدث؟ وكيف استسلمت لتلك الدوامة التي امتصت روحي بداخلها؟ وما عدت أستطيع الخروج، كلما حاولت التماس الطريق ازداد غرقا.
أين المفر من عالم لا حياة فيه؟
كيف نصل لتلك اللحظة التي نكتشف فيها أن الكوكب بكل اتساعه اصغر من أن يضم قلوبنا في لحظة انكسار؟
تكتشف بأنك بمفردك تماما في عالم لم يكن لك أدنى اختيار لحدوده، تتحول الطرقات إلى دروب مهجورة والبيوت إلى مجرد جدران خاوية، تصبح النوافذ زجاج مظلم، كل شيء من حولك يتحول لثقب اسود كبير يمتص روحك.
تسقط الأقنعة عن الوجوه، فلا تندهش، فدائما ما كنت ترى ظل ما خلف الملامح، ربما لم تدرك حينها ما هذا؟
ولكنك حتما كنت تنتظر تلك اللحظة التي ينزع فيها كل منهم القناع ويبتسم
تلك الابتسامة الشيطانية التي أبدا ما كنت تراها خلف قناع مُبهم، خالي من التعبيرات أو المشاعر.
هل تعلن استسلامك ألان وتسقط منهارا ولا تعبئ بشيء؟
 أم تنهض لتقف من جديد وتُكمل الطريق حتى وان كنت وحيدا؟
ما الجديد؟ فدائما ما كنت تنسج أحلامك وحيدا، وترسم ما ينتظرك وحيدا
وحين كنت تغمض عينك لتستحضر الغد وتحاول أن ترى كيف سيكون
كنت وحيدا، هناك بين حُلم أو أمنيه أو فراغ، بلا ملامح واضحة بعد ولكن دائما وحيد.
اخبر نفسك كل صباح بأنك لست وحدك، فأنت هاهنا تقف إلى جوارك
اخبرها بأنك لست ضعيف، اخبرها بقوتك وبأنك أبدا لن تهزم، ستصل حتى وان أكملت الطريق بمفردك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق