30‏/07‏/2011

يوما سياتى المطر

صغيرة هى لم تهزمها الايام لم تستطع ان تمحوا ذاك البريق الساكن عينيها مازالت تنظر للسماء باحثه عن نجمتها وتبتسم مازالت تنتظر قطرات المطر تداعب وجهها وتركض الى المطر تعانقه وتحكى له كثيرا فبينهما اسرار
صغيرة هى فى دروب الحياه المتسعه
وحيده هى تسير فيها خطواتها مرتبكه رغم انها تخطوها بثقه تستند على ذراعها اذا ما شعرت بترنح وتعاود من جديد السير فهى لا تملك رفاهيه البقاء طويلا
صغيرة تقف على ضفة نهر الحياه لا تعرف اتلك الصورة المنعكسه هى ابتسامه ام بقايا ملامح ترسمها من جديد قطرات المطر
صغيرة هى بين ساعات الليل تراقب عقارب الساعه وهى تمضى راحله ومعها مزيد من دقائق عمرها
تراقب الملامح المنعكسه على مراياها
على الجدران
على السطور
فلا تعرفها تجد نفسها غريبه انه الاغتراب عن المكان فى ذات المكان
اغتراب عن الذات ....مخيف ذاك الاغتراب ينهش أظافره فى ساعات الليل يدميها فيبكينى
صغيرة هى مرتبكه تنظر لطفولتها الحائرة بين سنوات عمرها ليتها كانت او لم تكن فلا شيء يهم لا شيء يحدث لا شيء يتبدل
هى ليست الا حروف لا تشغل سوى حيز وجودها على شفاه ما وترحل بمجرد انتهاء الحروف
صغيرة هى تحمل بين يديها قدرها وتسير تنتظر قطرات المطر تواسيها تنتظرها تحكى لها
صغيرة هى ما بين الغرباء تسكن وتسير تنظر لهم تبحث عن ملامح تشبها لعلها تألفها
تنظر لهم وتنظر من جديد لعلها تكتشف شيئا ما بينهما
ينظرون لها يبحثون فى ملامحها عن سطور قصتها عن تلك الكلمات المتواريه خلف سنوات مضت وسنوات قد تأتى
هى بينهم غريبه تحمل اغترابها ارتبكت بينهم فهى بسيطه حتى انهم اعتبروها غامضه ربما لم يستطيع ان يفهم بساطته احد فازدادت غموضا وانغلاقا على ذاتها فازدادوا إيذائها لها وامتدت نصالهم الحاده تنغرس فى روحها
فصمتت بينهم والتزمت الصمت اصبحت تخشى الغرباء وتزداد احتضانا لها تنظر لهم من بعيد وتخشى الاقتراب منهم فيقتربون هم منها فتقترب ببطيء تزداد ارتباكا فتعود سريعا لها تجلس الى جوار تلك العجوز الغريبه على شاطئ البحر البعيد تحتضنها وتقرا على راسها تعاويذها تأخذ بين يديها كفها وتنظر لعينيها وتخبرها بانها الغريبه التى تنتمى للغرباء الوحيده التى لا تعرف لها عنوان احتضنى ذاتك فانتى لها الملاذ لا تتركيها لأحد ولا تدعيها تسير وحيده فستشقى وتشقيكى معها ان يوما استسلمت لدروب الحياه .كونى انتى بلا قيود تحررى من كل القيود وانطلقى لعالمك الرحب فانتى لكى جناحان مخفيان متى قررت الانطلاق ستحلقى فى عالم اخر جديد وحدك انتى من تريهم ...وحدك انتى من تستوعبيهم انتى وانتى فقط
وقبلتها ورحلت
وظلت هى حائرة ومرتبكه تبحث عن ذاتها بين طيات ذاتها تنتظر المطر لترقص معه وتشكى له وتحكى وتختلط دموعها بقطراته تتركه يطهر روحها من تلك النقاط السوداء التى يتركها عليها حماقات البشر فهم حمقى لم يفهموا يوما انها مازالت صغيرة ترقص تحت المطر وتقبل جبين الصباح وتغمض عينيها باحثه عن نجمتها التى تعلم بانها ستاتى ذات صباح
وتمضى ساعات الليل فى انتظار الصباح وتلعب وترقص حتى يأخذها التعب فتغفوا على العشب فى انتظار الصباح
ستصالح نفسها وتمنحها العديد من الهدايا ستقبلها فى الصباح وتقبلها فى المساء وتحتفل معها وحدها وتهديها الازهار والقلوب البيضاء فهى طفله صغيرة تزداد سنوات عمرها وتظل طفله متمرده مشاغبه تسكن بينهم غريبه عنهم تنظر لهم فى اشفاق فتبتسم وكلما طعنها احدهم تبكى وتبكى فى احضان المطر فمازال هناك من لا يفهمها وتزداد ايمانا بان يوما ستجد من يفهمها ويحتضنها وتنطلق معه بكل عفويتها وبساطتها سيعوضها عن ذاك العالم الموحش الذى ادماها وتنظر المطر ليصالحها من جديد وترقص وتمضى الايام وهى مازالت تلك الصغيرة التى ترقص تحت قطرات المطر

28‏/07‏/2011

مواسم الفرح والبكاء


لا يسلك الحزن تلك الدروب السهله انه يأتي بعد العديد من الابتسامات الصامته بعد العديد من الانهيارات التى تنتابك ولكنك تظل صامد دون ان تسقط فيأتي موسم البكاء اعصار يجتاح شاطئك يهدم منازلك ويقتلع اشجارك وتظل هناك ترقب دموع السماء تنساب من عيناك
انها مواسم البكاء تأتى ومعها دموع اخرى لا نعرفها دموع كانت تختبئ فى مكان ما بداخلنا تنتظر مواسم البكاء لتأتى فتتحرر من أسرها بلا قيود انها مواسم نختزنها بعدد ايام حزننا المتوارى خلف ابتسامتنا
نختزنها ما بين فرحه نحاول ان نجعلها تسكن عيوننا ولكنها ترفض الا ان تتحرر فى لحظه ما بين مواسم البكاء
انه البكاء الذى يحتلنا فى مواسم الفرح البعيده
مواسمهم ومواسم بكائنا ترانا نبكينا ام نبكى الفرح الاتى فى غير موعده

13‏/07‏/2011

لم يعد هناك شيء يهم


نمضى فى دروبنا حتى نصل للحظه يصبح كل شيء فيها عادى تختلط الاحداث بالأشخاص ونذوب نحن ما بينهما تتحول الابتسامات لمجرد ابتسامات والدموع مجرد دموع يصبح الحزن صامت والصمت بلا معنى فقد اصبح لا شيء يهم
البعض نراهم ولا نستطيع ان نفهم ماذا يدور بداخلنا اتجاههم ليس حب ليس كراهيه او حتى تعود انها مجرد تدفقات من المشاعر الغريبه المبهمه تحتوينا واياهم
نراهم بلا ملامح محدده نتذكرها بلا شيء محدد يجذبنا او يبعدنا عنهم مجرد اخرين هاهنا ما بيننا وبينهم حائر لا نرانا فيهم ولا نراهم معنا مجرد جزء ليس بفارغ فى ايامنا
جزء يشغله شيء ما نحاول ان نبحث فى اعماقنا عن معناها الا انه يظل بلا شيء فنتركه هاهنا
والبعض نراهم باعين مختلفه كان لم نراهم يوما ,لم نعرفهم,لم نلقاهم,لم يكونوا مجرد سراب اخر قد عبرنا وعبرناها فترك فينا ما ترك واخذ منا ما اخذ, يتركون بداخلنا شظاياهم
لا ننساهم لان ندوبهم ستظل على ارواحنا ماحينا لا نتخلص منهم حتى وان حاولنا
نتجاهلهم ربما ولكن ابدا لا نشفى من جرهم فهو جرح لا تداويه الايام وان طالت على رحيلنا عنهم
فمنهم تتكون ايامنا القادمه تحمل من ضبابهم وتشوهاتهم فمن الصعب ان تبرأ عندما يخذلك من لا يجب ان يخذلك
كيف تستوعب ذلك وكيف تفهم بانه خذلك لأنك كنت مجرد لا شيء ربما تتجاوزها وتمضى بك الايام والسنوات وتمضى فى الرحله حامل حقائبك ولكنك ابدا لن تنسى بانه خذلك تحاول ان تتجاوزه فتعود دائما له
تمحوه من حياتك الا ان اسمه يقفز دائما امامك فتقرر ان تعتبره مجرد حروف او تشابه اسماء الا انك تكتشف بانك تحاول ان تقنع نفسك بذلك لتستمر فى الحياه وبانك ابدا لن تتخلص من شعور المرارة التى تترادف مع حروفه وصورته
يخذلونك بهدوء دون ان يشعروا بانهم يطعنوك ببرود
يخذلونك ويرحلون حتى وان لم يغادروا دون ان يشعروا بانهم سلبوك الامان والثقه
يخذلونك ولا يعلمون بانهم خذلوك
تظل وحيد بلا ماضى
بلا مكان
بلا اوراق
تصمت فهنا لا تجد الكلمات
تصمت فقد رحلت عنك الحروف
تكتشف بانك انت من خذلت نفسك عندما اعتقدت بانهم لن يخذلوك
خذلتها عندما اطمأننت لهم
خذلتها عندما اعتقدت بانهم يحملون ارواح مختلفه
وتقرر ان ترحل او تتوقف فلا شيء يهم
هنا معهم او بلا وجودهم لا شيء يهم
تراهم فلا تراهم ……لا شيء يهم
اصواتهم بلا اصوات
كلماتهم بلا معنى
وجودهم لم يعد يعنى لك شيء فقد خذلوك
ارحل عنهم او ظل معهم فلم يعد هناك شيء يهم

08‏/07‏/2011

نافذة الزمن



عندما نستطيع النظر للماضى دون ان يعصرنا الالم ودون ان نشعر بحزن سنكون قد شفينا منه ومن الم تراكم لسنوات
مازال هناك بعض الاوراق البيضاء التى تنتظر ان تمتلئ بكلمات ما نحملها ولا نستطيع البوح به انها جزء من نحن التى نجهلها نحن ايضا احيانا فهناك بعض الاوقات نشعر بحزن يسكنا ولا نعرف لماذا
نبكى ربما فى محاوله للتحرر منه ولكنها دائما ما تكون محاولات فاشله انه ذاك الشيء الذى يحتلنا ولا نستطيع التخلص منه فهو الالم هو الوجع اللا متناهى حتى نستطيع التحرر منه
ذاك الشعور الذى يتحرر منا عندما يساعدنا احدهم فى تحريره من سجنه
نلقيه بعيدا احيانا ونعتقد بانه رحل الى دروب النسيان ولكنه
لم يرحل مازال فى ركن ما من الذاكرة يجلس وحيدا فى انتظار من يفتح له الباب ويخرجه
انها مجرد كلمات تسافر بأروحنا سنوات وسنوات تجتاز اعمارنا وترحل بنا الى حيث لم نكن ندرى بانها مازالت هناك
فبعض الكلمات تمارس سطوتها علينا وتحولنا الى مجرد نقاط تنثرها حيث تشاء على حروفها ولكن تراها وحدها الاوراق هى ما تشعل ذاكرتنا وتحثها على القاء تلك الكلمات على سطورها
تراها الاوراق قادرة على اشعال ذكرياتنا وتحويلها لمجرد رماد
ان كل ماننثرة على الاوراق ما هو الا بقايا منا
بقايا من لحظاتنا الاخيرة فى حكاية ما
بقايا لقاء لم يتم
وسطور انتهت
ان الاوراق تحتضن بقايانا لتول من بينها ارواح اخرى جديده تحمل منا ما لا ندرى باننا نحمله
عندما تشعر بالرغبه فى التحرر من الكتابه تزداد التصاقا بالحروف لكأنك تخشى ان تفر منك ولا تعاود الرجوع لك
ولكنها انت حروفك
قصتك
وحدتك وصخبك
جزء منك
قدرك الذى تحمله اينما ذهبت وان حاولت منه الفرار يعود لك وتعود له وحيد انت ليس لك الا الحروف تخلق منها عالمك ودنياك وابطالك الذى تنتمى لهم فمنهم من يضمك اليه ومنه من تحاوره انها عالمك الحقيقى عندما لا تجد لك مكان فى عالم اخر
ربما ترتبك قليلا فقد كنت تتمنى حياه بلا اوراق حياه تتنفس من حولك ولكنك ما استطعت الا ان تحيا بين السطور بين تلك المساحات التى اعدت تلوينها بألوانك الخاصه انها قصتك انت حين تغادرك حروفك وترسوا على تلك الاوراق وتتحول لدنياك انت وحدك
انها كلماتك الاكثر جرحا لك فهى وحدها القادرة على تضميد جرحك وبعض الجراح تحتاج لان تطهرها وتلمس الالم فيها لتشفى منها انها ماضينا جراحنا المتوارية خلف رعشه الم وتلك الإرتجافه التى يرتجفها قلبك فهى موجعه عندما تزيل عنها ضمادتها وتتركها عاريه
مازالت تلك اللحظات تمنعك من البوح ومن الكتابه وتفر منك متواريه خلف كلمات اخرى لأبطال اخرين يسكنون اوراقك انهم ليسوا انت وان كان فيهم منك
بعض الكلمات تحاول ان تكون جسور ما بينك وبينك لتعبر عليها اليك بلا خوف لتأخذ بيدك لتعبر النفق المظلم لذاك النور البعيد
كلمات لم نتوقعها يوما ولم نراها بين سطورنا ولم نكن نتوقع يوما بانها ستنطلق على اوراقنا
نهرب منها احيانا ونفر بعيدا عنها تاركين لها كل السطور وكل الاوراق لتلهوا عليها كيف تشاء بعيدا عن مساحاتنا الخاصه ولكنها تابى الا ان تعبث فى اوراقك انت وتفتح نوافذك على اوراقها وتنهمر الكلمات من سمائك انها امطار صيفيه لا تستطيع ان تفر منها فانت كنت تستاقها
انها تلك اللحظه التى تستيقظ فيها صباحا على رائحه محببه اليك تتسلل لك من نافذتك رائحه الياسمينه العتيقه فى حديقتك ام انها ازهار البرتقال فى موسمها عنما تقرر ان تمنحك شذاها فى الصباح
انها تلك الابتسامه التى ترتسم على شفتيك بلا سبب سوى انك استيقظت على كلمات محببه اليك صباحك ياسمين تنظر لها مبتسم فهناك فى مكان ما من يشاركك صباحك وينظر لك من بين الكلمات ويمنحك صباح مختلف
انها مجرد اشياء بسيطه تمنحك الكثير والكثير بسيطه هى ولكن لا يدرك الكثير انها لدى البعض هى كل ما يملك
كل محاولات اغلاق نوافذ الماضى هى محاولات فاشله تنتهى بضحكه مريرة فلا انت استطعت اغلاقها ولا كان لديك الشجاعه للنظر منها والتحرر من خوفك
كم من الحماقات نرتكبها بدافع الهروب فننتهى باننا لا نهرب الا الى ماكنا نهرب منه كلما تحاشيناها عادت من جديد لتقفز امامنا بكل ثقه وكأنها تعلم جيدا باننا لن نمكث كثيرا حتى نفر منها
تتحرر منها عندما تستطيع ان تواجها وتقف امامها وتنظر لها عندما تستطيع ان تفتح تلك النافذه على مصرعيها وتطل منها على ماض بعيد ستكون قد تحررت منه للابد

06‏/07‏/2011

درس الرحيل الأخير



عندما نجلس نحتسى قهوتنا في حاله تأمل لتلك التفاصيل التي من حولنا وندرك بأننا يوما ما سنغادرها ونرحل لبعيد ربما لتكون هناك بداية جديدة لا بد من نهاية ما فهكذا هي الحياة بدايات تلاحقها نهايات لتأتى بدايات جديدة
دفتر بنفسجي قديم يحوى سطورا متناثرة
كلمات هنا وهناك
بعض الدموع
بعض الضحكات
وبعض القبلات
وبعض الصور
حنين لصوت يأتي من بعيد,
للحن كنا عندما نستمع له نبتسم يوما سيصبح ذكريات كلما استمعنا له عدنا لنفس المكان
قطعه من الدانتيل قصصناها ذات يوم لتذكرنا بمناسبة ما ,ياسمينه واريناها بين صفحات كتاب, إنها بعض الأشياء الصغيرة التي تمضى وتترك أثرها بداخلنا دون رحيل
إنها مرحله من أيامنا نمضى فيها ونحن نعلم بأننا لن نظل هنا كثيرا لابد من رحيل
ربما من الصعب أن تجلس مع احدهم وأنت على يقين بأنه راحل أصدقاء هم اليوم أغراب هم أبدا
أنها رحله الحياة الدرس الذي لن ينتهي أبدا الكلمة التي تظل حروفه عالقة بين شفتيك لا تعلم متى تقولها المرة القادمة أنها كلمه الوداع
كم كنا غرباء في تلك الحياة ,ضاقت بنا دروبها ولكنها أقدارنا شئنا أم أبينا سنحيها
فبعض الألم قدر
وبعض الحزن قدر
وبعض الحب قدر
تلك هي الحياة لا نعلم خطواتها ولا ندركها إلا بعد أن تخطوها على دروبنا فذاك الحزن الذي يحتلنا ويملأنا ويقودنا أحيانا إلى درب بعيد نهرب إليه ونختلق بعض الجدران التي نجلس وحدنا من خلفاها نحاول من جديد أن نعتاد الدروب
تلك المدن الغريبة التي نسكنها وتصبح ذات يوم تسكنا بيوتها ليست لنا ربما نحاول أن نعتدها ولكنها ليست لنا ليست الغربة في المكان ولكن الغربة هي تلك التي نتواجد فيها في مكان نسكنه ولكن لا يسكنا فنفر منه باحثين عن دفء جدران لمسناها ذات يوم
عن رائحة الياسمين عندما يملئ شذاها أمسياتنا
عن صباح يأتي ومعه رائحة القهوة
عن كروان على نافذتك يشدوا
انه مساء جديد أتلمس ذاكرتي القابعة في ركن بعيد هناك
ففي حضرتك تختلف الأشياء وتزداد التفاصيل عمقا وتصبح ابلغ من معظم العبارات
افتقد حضورك رغم يقيني بعدم عودتك لتملئ أمسيات اقضيها وحدي وطيف بعيد يرسل أشعته تنير جزء من تلك العتمة التي تحتل المكان من حولي
هناك في مكان ما تمضى أنت الأخر أمسياتك ولكنى لست على يقين بأنك تقضيها وحدك فانا اعلم بأنك لا تحب أن تقضى الأمسيات وحيدا دائما ما تحاول أن تملئها نشئ ما ربما حبيبه تمضى معه بعض الوقت في مكان ما بعيد وكأنها الغريبة التي تعبر مساءك في انتظار الصباح لترحل عنك بلا موعد أخر بلا ورقه تحمل رقم هاتف كل منكما
راغبا أنت في عدم ترك الذكريات من خلفك راحلا بلا موعد للعودة هكذا أنت مجرد طيف يحتل كل المكان ليرحل في هدوء بعد أن يترك طيفه ساكنا كل أركانه لا يغادره أبدا ولا يعود
وكأنك تحاول كتابه قصه لتلك الليلة فقط تنتهي بساعات الفجر وتحمل كل سطورك بين ضفتي أول الليل وأول الفجر وما بينهما أعواد الثقاب التي تتناثر على طاولتك
كثيرة هي أمسياتك التي أمضيتها وحدك ومعك طيفا ما تنفرد بذاتك في شرفتك أو في ذاك المكان القصي هناك أنت وأنت فقط ليس رغبه في الهروب ولكنه رغبتك في البحث الدائم عنك بين أعماقك أنت وحدك الذي يستطيع أن ينتزع منك فتيل الكلمات ليفجرها متى شاء حتى أنا التي اعلم بأنك تحب أن تترك بين يدي كل ما تخشى عليه لا استطيع نزع ذاك الفتيل إلا عندما تريد أنت ربما يكمن السر بيننا بان هناك لغة سريه بلا كلمات بيننا تجمع بين حروفها متى الاقتراب ومتى الصمت ومتى مجرد لحظات يضم كل منا الأخر بين ذراعيه في صمت
في مكان ما هذا المساء اعلم بأنك تجلس في انتظار شيء ما ربما لا تعلم ماذا تنتظر ولكنه ذاك الشعور الملح بالانتظار يسيطر على كلانا رغم ما يفصل بيننا من مسافات
تحمل حقيبتك التي أتعبها رحيلك الدائم أوراقك الحائرة بين الأدراج وأقلامك التي تمتلئ بالحبر وقت تريد أنت
دائما ما بيننا طاوله تمتد لتصنع المسافات وتتبعثر عليها أوراق وأقلام وتلك الساعة التي تنتزعها من معصمك وتلقيها في بعض الأوقات كنت اعتقد انك ترغب في إيقاف الزمن حتى لا يمضى ولا ينتهي فكنت تنزعها
المصادفة وحدها هي التي قادتني لذلك المكان في ذاك اليوم الذي التقينا ذات مرة بلا موعد بعد كل الغياب
لا اعلم كيف التقينا ولا اعلم كيف عدنا من جديد ربما لان قرار رحيلنا كان بلا قرار فعدنا بلا عتاب
سنوات مضت وضعت على كل منا الكثير من خطوطها وبصماتها ولكن ما تغير اى منا بداخل الأخر ما زلت أنت هو أنت ومازلت أنا كما كنت
انساب الحديث بيننا بلا توقف وضحكت كثيرا عندما وجدت ساعتك ملقاة على الطاولة إلى جوار فنجان القهوة
فمازلت تحتفظ بكل ما تعودنا عليه معا
لم أدرك يوما من منا عبر الأخر ومن استطاع أن يعيد ترتيب حروف الأخر ليختصر كل الحروف في اسم واحد
ويمضى دائما اللقاء طويلا كان اوقصير ونرحل دون موعد ودون انتظار

05‏/07‏/2011

انه مجرد رحيل أخر


في تلك اللحظة التي رايتك تحتضن يديها أيقنت بان ما بيننا انتهى
بكبرياء أنثى مجروح
ابتسمت وأيقنت بان الدرب لن ينتهي عندك وبان الحنين إليك لن يناديك مرة أخرى وبان هاتفي لن يصدر عنه لحنك مرة أخرى
لحظه واحده أضعت فيها أرقامك وعناوينك وأوراقك
أنها مجرد لحظه تفصل ما بين رقصتي الأخيرة بين أحضانك مساء ويديها تحتضن يداك صباحا مات بعدها ما بيننا
انه حضورك الأخير الذي يتبعه الغياب الكبير ,لم استطع البكاء ربما ظننت اننى سأنهار .....سأصرخ....سأبكى...سأحطم كل شيء في لحظه
ولكن .....كان الصمت, وتلك النظرة الحزينة التي سكنت عيوني وما رحلت وكبريائي الذي تمنى لك السعادة رغم أن قلبي كان ينزف
تركت المكان ..........رحلت.......رقصت كثيرا.....ضحكت كثيرا.......بكيت وحدي كثيرا
أغلقت كل الأبواب والنوافذ وأسدلت ستائر الشرفات وجلست وحدي
كم مضى ساعات.......ليالي.....أيام.....أم هي شهور أمضيتها هنا بين الجدران أصارع نفسي بنفسي وأداويها لتنهض من جديد
مضت الأيام ومازال السؤال الحائر يراودني أكنت تفتش عن سنواتك الماضية بين شذى عطرها أم كنت تحاول أن ترى انعكاسك ماضيك بين خصلات شعرها الثائر على كتفك وهى تراقصك أم ماذا
حاولت أن أغمض عيني واهرب من تلك اللحظات ولكن مازال انعكاس ظلك وأنت تراقصها على تلك الجدران يملئ فراغات مسائي وكلما حاولت التخلص منه يزاد احتلال لكل مساحاتي
هل كنت غبية عندما اعتقدت بأنك لن تراقص يوما سواى وبأنك لن تغمض عينيك وأنت تراقص أمراه أخرى مازالت كل صورك ساكنه هناك في طرف ذاكرتي وتتراقص على أضواء شموع أشعلتها ذات يوم لك وحدك ,غبية كنت حين اعتقدت اننى تلك ألنقطه التي تنتهي من بعدها كل الحكايات فبعدى لن تستطيع أن تكتب حكايات أخرى ولن تعزف لحنا أخر .فانا أخر ألحانك وأخر كلماتك وأخر سطور كتاب عشقك
ولكنى لم أكن أنا النهاية قد كنت فصل في كتاب تتعدد بداخله الحكايات
ليتنى لم اعتقد ذلك فربما كنت استطعت أن أتخلص من صورتها وهى تغفوا على كتفك
رغم كل كبرياء الرحيل مازال هناك أجزاء لم استطع أن ألملمها من روحي مازالت مبعثرة تحت أقدامكما الراقصة
فلم اعد أنا وحدي التي تلهوا في حياتك وترقص حافية في مساءك
فقد أصبحت أيامك تتسع لسواي ومساءك تخطوا بين ساعاته أقدام سواى
أصبح هناك من يشاركني فيك ويزيحني من بين أيامك وارحل أنا بكل صمتي وكبريائي وأنيني الساكن بين بين جدران قلبي
في غفلة منى جاءت هي
في غفلة منك رحلت أنا
أصبحت مجرد طيف قد عبر حياتك ورحل ,مجموعه من الصور تجمعنا انتهت في مكان بعيد في مكتبك وبعض الهدايا المبعثرة على أرفف خزانتك فهي مجرد ارض كنا نسير عليها يوما وانتهى الطريق
بعض المواعيد التي كانت ستجمعنا وانتهينا قبل أن تأتى
إنها أخر حروفنا وأخر سطورنا وأخر حكايتنا وتركتك لها ورحلت
لم احتمل القتال من أجلك فانا لا أقاتل أبدا من اجل رجل قد قرر أن يختار
سأتنازل عنك بهدوء فقد تنازلت عنى يوم احتضنت أناملك يدها
شكرا لك...شكر لها فقد منحتني تلك الفرصة لأراني أقوى رغم الأنين
لا تحاول أن تبحث عنى ولا ترهق نفسك بالاختيار فقد أعفيتك من صعوبته ,لا تذهب لبيتي فوطني قد سحب منك جنسيته فقد كنت يوما مدينتك ولكنك اهديتنى الاغتراب ,اهديتنى الحزن فجلست الملم ذاتي
لن أكون بقايا
سريعا سأعاود الاكتمال حتى وان كان بدونك
لن اتركني تحت أقدامكما
لن اهتم بأخباركما ولن أفتش عن صوركما ولن اذهب لتلك الأماكن التي كانت لنا فأصبحت لكما,ربما في البداية كنت أتلمس كل ما يجمعكما لأبكى ولكنى شفيت من ألمك فما عادت تعنيني أخبارك
سأنام اليوم نوما هادئ فقد أيقنت الآن عندما بحت باني قد تخلصت منك