06‏/07‏/2011

درس الرحيل الأخير



عندما نجلس نحتسى قهوتنا في حاله تأمل لتلك التفاصيل التي من حولنا وندرك بأننا يوما ما سنغادرها ونرحل لبعيد ربما لتكون هناك بداية جديدة لا بد من نهاية ما فهكذا هي الحياة بدايات تلاحقها نهايات لتأتى بدايات جديدة
دفتر بنفسجي قديم يحوى سطورا متناثرة
كلمات هنا وهناك
بعض الدموع
بعض الضحكات
وبعض القبلات
وبعض الصور
حنين لصوت يأتي من بعيد,
للحن كنا عندما نستمع له نبتسم يوما سيصبح ذكريات كلما استمعنا له عدنا لنفس المكان
قطعه من الدانتيل قصصناها ذات يوم لتذكرنا بمناسبة ما ,ياسمينه واريناها بين صفحات كتاب, إنها بعض الأشياء الصغيرة التي تمضى وتترك أثرها بداخلنا دون رحيل
إنها مرحله من أيامنا نمضى فيها ونحن نعلم بأننا لن نظل هنا كثيرا لابد من رحيل
ربما من الصعب أن تجلس مع احدهم وأنت على يقين بأنه راحل أصدقاء هم اليوم أغراب هم أبدا
أنها رحله الحياة الدرس الذي لن ينتهي أبدا الكلمة التي تظل حروفه عالقة بين شفتيك لا تعلم متى تقولها المرة القادمة أنها كلمه الوداع
كم كنا غرباء في تلك الحياة ,ضاقت بنا دروبها ولكنها أقدارنا شئنا أم أبينا سنحيها
فبعض الألم قدر
وبعض الحزن قدر
وبعض الحب قدر
تلك هي الحياة لا نعلم خطواتها ولا ندركها إلا بعد أن تخطوها على دروبنا فذاك الحزن الذي يحتلنا ويملأنا ويقودنا أحيانا إلى درب بعيد نهرب إليه ونختلق بعض الجدران التي نجلس وحدنا من خلفاها نحاول من جديد أن نعتاد الدروب
تلك المدن الغريبة التي نسكنها وتصبح ذات يوم تسكنا بيوتها ليست لنا ربما نحاول أن نعتدها ولكنها ليست لنا ليست الغربة في المكان ولكن الغربة هي تلك التي نتواجد فيها في مكان نسكنه ولكن لا يسكنا فنفر منه باحثين عن دفء جدران لمسناها ذات يوم
عن رائحة الياسمين عندما يملئ شذاها أمسياتنا
عن صباح يأتي ومعه رائحة القهوة
عن كروان على نافذتك يشدوا
انه مساء جديد أتلمس ذاكرتي القابعة في ركن بعيد هناك
ففي حضرتك تختلف الأشياء وتزداد التفاصيل عمقا وتصبح ابلغ من معظم العبارات
افتقد حضورك رغم يقيني بعدم عودتك لتملئ أمسيات اقضيها وحدي وطيف بعيد يرسل أشعته تنير جزء من تلك العتمة التي تحتل المكان من حولي
هناك في مكان ما تمضى أنت الأخر أمسياتك ولكنى لست على يقين بأنك تقضيها وحدك فانا اعلم بأنك لا تحب أن تقضى الأمسيات وحيدا دائما ما تحاول أن تملئها نشئ ما ربما حبيبه تمضى معه بعض الوقت في مكان ما بعيد وكأنها الغريبة التي تعبر مساءك في انتظار الصباح لترحل عنك بلا موعد أخر بلا ورقه تحمل رقم هاتف كل منكما
راغبا أنت في عدم ترك الذكريات من خلفك راحلا بلا موعد للعودة هكذا أنت مجرد طيف يحتل كل المكان ليرحل في هدوء بعد أن يترك طيفه ساكنا كل أركانه لا يغادره أبدا ولا يعود
وكأنك تحاول كتابه قصه لتلك الليلة فقط تنتهي بساعات الفجر وتحمل كل سطورك بين ضفتي أول الليل وأول الفجر وما بينهما أعواد الثقاب التي تتناثر على طاولتك
كثيرة هي أمسياتك التي أمضيتها وحدك ومعك طيفا ما تنفرد بذاتك في شرفتك أو في ذاك المكان القصي هناك أنت وأنت فقط ليس رغبه في الهروب ولكنه رغبتك في البحث الدائم عنك بين أعماقك أنت وحدك الذي يستطيع أن ينتزع منك فتيل الكلمات ليفجرها متى شاء حتى أنا التي اعلم بأنك تحب أن تترك بين يدي كل ما تخشى عليه لا استطيع نزع ذاك الفتيل إلا عندما تريد أنت ربما يكمن السر بيننا بان هناك لغة سريه بلا كلمات بيننا تجمع بين حروفها متى الاقتراب ومتى الصمت ومتى مجرد لحظات يضم كل منا الأخر بين ذراعيه في صمت
في مكان ما هذا المساء اعلم بأنك تجلس في انتظار شيء ما ربما لا تعلم ماذا تنتظر ولكنه ذاك الشعور الملح بالانتظار يسيطر على كلانا رغم ما يفصل بيننا من مسافات
تحمل حقيبتك التي أتعبها رحيلك الدائم أوراقك الحائرة بين الأدراج وأقلامك التي تمتلئ بالحبر وقت تريد أنت
دائما ما بيننا طاوله تمتد لتصنع المسافات وتتبعثر عليها أوراق وأقلام وتلك الساعة التي تنتزعها من معصمك وتلقيها في بعض الأوقات كنت اعتقد انك ترغب في إيقاف الزمن حتى لا يمضى ولا ينتهي فكنت تنزعها
المصادفة وحدها هي التي قادتني لذلك المكان في ذاك اليوم الذي التقينا ذات مرة بلا موعد بعد كل الغياب
لا اعلم كيف التقينا ولا اعلم كيف عدنا من جديد ربما لان قرار رحيلنا كان بلا قرار فعدنا بلا عتاب
سنوات مضت وضعت على كل منا الكثير من خطوطها وبصماتها ولكن ما تغير اى منا بداخل الأخر ما زلت أنت هو أنت ومازلت أنا كما كنت
انساب الحديث بيننا بلا توقف وضحكت كثيرا عندما وجدت ساعتك ملقاة على الطاولة إلى جوار فنجان القهوة
فمازلت تحتفظ بكل ما تعودنا عليه معا
لم أدرك يوما من منا عبر الأخر ومن استطاع أن يعيد ترتيب حروف الأخر ليختصر كل الحروف في اسم واحد
ويمضى دائما اللقاء طويلا كان اوقصير ونرحل دون موعد ودون انتظار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق