30‏/07‏/2011

يوما سياتى المطر

صغيرة هى لم تهزمها الايام لم تستطع ان تمحوا ذاك البريق الساكن عينيها مازالت تنظر للسماء باحثه عن نجمتها وتبتسم مازالت تنتظر قطرات المطر تداعب وجهها وتركض الى المطر تعانقه وتحكى له كثيرا فبينهما اسرار
صغيرة هى فى دروب الحياه المتسعه
وحيده هى تسير فيها خطواتها مرتبكه رغم انها تخطوها بثقه تستند على ذراعها اذا ما شعرت بترنح وتعاود من جديد السير فهى لا تملك رفاهيه البقاء طويلا
صغيرة تقف على ضفة نهر الحياه لا تعرف اتلك الصورة المنعكسه هى ابتسامه ام بقايا ملامح ترسمها من جديد قطرات المطر
صغيرة هى بين ساعات الليل تراقب عقارب الساعه وهى تمضى راحله ومعها مزيد من دقائق عمرها
تراقب الملامح المنعكسه على مراياها
على الجدران
على السطور
فلا تعرفها تجد نفسها غريبه انه الاغتراب عن المكان فى ذات المكان
اغتراب عن الذات ....مخيف ذاك الاغتراب ينهش أظافره فى ساعات الليل يدميها فيبكينى
صغيرة هى مرتبكه تنظر لطفولتها الحائرة بين سنوات عمرها ليتها كانت او لم تكن فلا شيء يهم لا شيء يحدث لا شيء يتبدل
هى ليست الا حروف لا تشغل سوى حيز وجودها على شفاه ما وترحل بمجرد انتهاء الحروف
صغيرة هى تحمل بين يديها قدرها وتسير تنتظر قطرات المطر تواسيها تنتظرها تحكى لها
صغيرة هى ما بين الغرباء تسكن وتسير تنظر لهم تبحث عن ملامح تشبها لعلها تألفها
تنظر لهم وتنظر من جديد لعلها تكتشف شيئا ما بينهما
ينظرون لها يبحثون فى ملامحها عن سطور قصتها عن تلك الكلمات المتواريه خلف سنوات مضت وسنوات قد تأتى
هى بينهم غريبه تحمل اغترابها ارتبكت بينهم فهى بسيطه حتى انهم اعتبروها غامضه ربما لم يستطيع ان يفهم بساطته احد فازدادت غموضا وانغلاقا على ذاتها فازدادوا إيذائها لها وامتدت نصالهم الحاده تنغرس فى روحها
فصمتت بينهم والتزمت الصمت اصبحت تخشى الغرباء وتزداد احتضانا لها تنظر لهم من بعيد وتخشى الاقتراب منهم فيقتربون هم منها فتقترب ببطيء تزداد ارتباكا فتعود سريعا لها تجلس الى جوار تلك العجوز الغريبه على شاطئ البحر البعيد تحتضنها وتقرا على راسها تعاويذها تأخذ بين يديها كفها وتنظر لعينيها وتخبرها بانها الغريبه التى تنتمى للغرباء الوحيده التى لا تعرف لها عنوان احتضنى ذاتك فانتى لها الملاذ لا تتركيها لأحد ولا تدعيها تسير وحيده فستشقى وتشقيكى معها ان يوما استسلمت لدروب الحياه .كونى انتى بلا قيود تحررى من كل القيود وانطلقى لعالمك الرحب فانتى لكى جناحان مخفيان متى قررت الانطلاق ستحلقى فى عالم اخر جديد وحدك انتى من تريهم ...وحدك انتى من تستوعبيهم انتى وانتى فقط
وقبلتها ورحلت
وظلت هى حائرة ومرتبكه تبحث عن ذاتها بين طيات ذاتها تنتظر المطر لترقص معه وتشكى له وتحكى وتختلط دموعها بقطراته تتركه يطهر روحها من تلك النقاط السوداء التى يتركها عليها حماقات البشر فهم حمقى لم يفهموا يوما انها مازالت صغيرة ترقص تحت المطر وتقبل جبين الصباح وتغمض عينيها باحثه عن نجمتها التى تعلم بانها ستاتى ذات صباح
وتمضى ساعات الليل فى انتظار الصباح وتلعب وترقص حتى يأخذها التعب فتغفوا على العشب فى انتظار الصباح
ستصالح نفسها وتمنحها العديد من الهدايا ستقبلها فى الصباح وتقبلها فى المساء وتحتفل معها وحدها وتهديها الازهار والقلوب البيضاء فهى طفله صغيرة تزداد سنوات عمرها وتظل طفله متمرده مشاغبه تسكن بينهم غريبه عنهم تنظر لهم فى اشفاق فتبتسم وكلما طعنها احدهم تبكى وتبكى فى احضان المطر فمازال هناك من لا يفهمها وتزداد ايمانا بان يوما ستجد من يفهمها ويحتضنها وتنطلق معه بكل عفويتها وبساطتها سيعوضها عن ذاك العالم الموحش الذى ادماها وتنظر المطر ليصالحها من جديد وترقص وتمضى الايام وهى مازالت تلك الصغيرة التى ترقص تحت قطرات المطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق