21‏/12‏/2017

رسائل الي غريب.....12


لا شيء يجبرك على البقاء.
مجرد جملة بسيطة ياسيدتى تركتيها فى ختام خطابك ولم تدركى بانها هى كل الحكاية 
الم تتسائلى ياسيدتى مالذى يدعونى للبقاء 
ربما لم تُحاولى امعان النظر لما خلف الحكاية 
هل تسمحى لى ان اروي الحكاية من بدايتها 
لم يكن اقترابى اختيار او قرار 
ربما هو اكتشاف لعالم اخر كنت اشاهدة من خلف الواح زجاجيه عالية ولم اتصور يوما ان اعبرها لاصبح من سكان تلك المدينة 
ربما دهشتى لوجود تلك التى استطاعت ان تعبر بهدوء اسوارى وتصل لروح مهجورة تركتها هناك بعيدا عن كل العيون 
ربما اكتشافك للانسان بداخلى منحنى القدرة على التماس الونس بجوارك 
لم اتحملك ولم تتحملينى 
فقد انصهر كل منا فى الاخر فلم نستطع الانفصال والابتعاد حتى وان كنا لا ندرك لماذا
لم اراكى يوما منهارة ياسيدتى حتى فى تلك اللحظات البالغة القسوة 
دائما ماكنت اشاهد وميض عيناكى بكبرياء وقوة خلف تلك الغلالة الشفافة من الدموع
تفهمى حزنى الذى لا افهم لماذا يسكننى 
تفهمى ذاك الكائن المجنون الساكن بداخلى 
لا تحاولى ان تجعلى من حكايتنا حكاية مثل تلك السطور التى تتناثر هنا وهناك دعينا نمضى مع القدر وللقدر فدائما هناك كلمة اخيرة يكتبها القدر فى كل الحكايات

04‏/12‏/2017

رسائلها اليه....15

كثيرا ما تشعر بالغضب حين تقرر أن تكتب لك
تثور وتعترض وتقرر بأنه يجب التخلص من تلك الرسائل ...فلن تكتب
ستصبح كلماتها حرة.... تحلق في كل مكان دون أن تكون له
ولكن سرعان ما تشعر بأنك أنت مفتاح الكلمات وبأنها ترفض الخروج ما لم تكن أنت صاحبها
ربما كانت رسائلها لك هي تلك الحيلة الصغيرة التي تحتال بها على الكلمات لتعاود فرد أجنحتها والتحليق من جديد
كثيرة هي تلك المشاعر التي تجرفها معها إلى تلك الدوامة التي لا تستطيع منها خروج
لا تملك إلا الهروب لأقصى زاوية مُظلمة تختبئ وحدها حيث لا احد
كثير من الحيرة والأسئلة .....
فكيف لها أن تحتمل كل هذا الخوف والحزن والحيرة وحدها
لم تكن يوما تريد الاستسلام للموت ،أبدا ما كانت تريد أن تصبح أسيرة تلك الحياة التي لا تُريدها ولا تستطيع أن تحيياها
تدور في فراغ المكان حائرة....... وحيدة..... شاردة
تنظر حولها بتلك النظرات الزجاجية التي ما عادت تحمل معنى
تنظر في صمت ...... تسير في ترقب
كل ما حولها لا يروق لها
لا تنتمي له ولا ينتمي لها
تلك الأريكة لا تحتضنها ... هي دائما ما تلفظها بعيدا عنها ..... ترفضها وترفض أن تستكين عليها
هل حقا يشعر الجماد بمشاعرنا نحوة فيبادلنا تلك المشاعر
هي لم تعد تشعر بانتمائها لتلك الجدران
تشعر بالغربة عنها
هي غريبة عن المكان
غريبة عن الصور
غريبة عن تلك الجدران
لم تعد تعكس المرايا وجهها
لم تعد ترى ملامحها على سطحها المصقول
هل تهرب منها ملامحها أم أنها لم تعد تعرفها فغضبت منها المرايا
لم تعد تأبه بشيء
لم يعد يُهمها ملامحها
لم تعد تهتم لخصلات شعرها وكيف تبدوا
هي لم تعد تريدها
تحتويها الجدران فيصبح لعمرها سنوات وسنوات لا تعرفها
سنوات تبحث فيها عنها فلا تجدها
حين تخرج من جدران لا تعرفها ....تنفض عن كاهلها كل تلك السنوات وتعود تلك الطفلة التي ترقص على أنغام تأسرها
كم تمنت أن تمضى عمرها بشكل مختلف
هي التي تعشق الحياة وتمنت أن تحييا مع من يستطيع أن يعزف معها لحن الحياة
كانت تعلم بأنها تستطيع أن تمنح الحياة لكل من يقترب منها
ولكنها لم تستطع أبدا أن تمنحها لحياتها

رسائل لرجل فوضوى


إلى رجل اعرفه جيدا و لا اعرفه، لم نلتقي رغم اللقاء، ولكننا دائما على وعد بلقاء، لا يأتي أبدا ولا يرحل، يظل هنا ما بين الحضور والغياب، ما بين السكون والضجيج.
انك رجل الحيرة، تأتي حين اغفوا إلى فراشي، تحتضنني في صمت وتحكى لي تلك الحكايات المسائية، تدندن معي بعض الألحان التي أحببتها
انظر لك، لعلني أستطيع أن احتفظ بملامحك قليلا، ولكن أبدا لا أرى سوى عيناك.
يمضى المساء ويأتي صباح بعيد، أتجول بين كل الوجوه باحثه عن عيناك،
انظر لكل الرجال باحثه عن رجل المساء الغامض، ولكنه ليس من رجال مدينتي، لم يكن يوما منهم، ولن يكون، فهو مختلف عنهم... انه رجل الحلم، رجل تأتى به الكلمات ويسافر معي بين السطور، انه رجل يختلف عن كل الرجال، بكلماته القليلة يمنح الحياة سحر، هو كالكلمات السحرية التي تصنع تعويذة من الفرح، كلمات يجب أن تخفيها عن العيون.
كانت تكتب عنه وتكتب له، ترسم ملامحه بالكلمات وتخفيها بعيدا، فهي على يقين بأن دائما ما تفقد الكلمات روعتها حين نلقيها على الأوراق
حيث لا نود الاعتراف ببنوتها، ولا نستطيع أن ننكرها، هي تلك الحروف التي يوما ما تزاحمت على أبواب عقولنا وما تركتنا حتى أخرجناها إلى الحياة.
الكتابة كالميلاد لا تعلم متى يتم ولا تعلم ما الذي سيحدث بعده، هي لحظه تسافر فيها ومعها عبر تلك الأرواح المُحلقة في فضاء واسع، لا بداية له ولا نهاية
كنت أفتش عنك في كلماتي وأفتش معك عن كلماتي، فها نحن نلتقي من جديد في رحاب الحروف ونمتزج معها التفتت له وقالت:
ترانا نستطيع أن نعود من جديد، أم أننا انتهينا وتوجب علينا أن نضع نقطة النهاية ونرحل في سلام.
التزم الصمت طويلا ثم قال وهو ينفث الدخان، ربما لأنك من استطعتِ أن تكتشفي الطفل المختبئ في أعماقي واستطعتِ بكل هدوء احتواء جنونه واحتضانه، لم اعد أستطيع الخروج من ذاك الحلم الذي نسجته لي بكل ملائكيه وبساطه.
قالت له :أتدرك بأن الأمومة ليست مجرد مشاعر تتدفق عند رؤية الأطفال فقط، إنها تلك المشاعر التي تجعلنا نعاود اكتشاف الطفل بداخل من نحب، فبداخل كل منا طفل همجي، مجنون، يختبئ في غرفه بعيده، يجلس وحيد ولا يخرج إلا حين يطمئن ويجد من يطمئنه.
وأنا مازلت حائرة ما بين تلك الأمومة التي تملئ كياني اتجاهك، وتلك الأبوة التي انتمى لك بها، ففي رحاب عينيك اختصار للحياة.
كثيرا ما تساءلت كيف لرجل مثلك أن يرحل وحيدا بين المدن؟
كيف تسافر بعيدا ولا تعود؟
ربما هو الخوف الذي يدفعنا للابتعاد والهروب، انه كالسؤال الذي تعلم جيدا إجابته، ولكن تشعر بالخوف من أن تسأله، ربما لأنك تعلم بأن الإجابة هي الامتحان الأكبر الذي ستخوضه، فتلك الإجابة البسيطة ستتحول لاختيار ما بين كل شيء أو لا شيء، وعليك أن تختار.
هل نحن نهرب من الاختيارات التي تفرضها علينا الحياة؟
أنخشى أن نختار فنخسر، أم أننا لا نحب المغامرات عموما ونفضل أن نظل في تلك الدروب التي نعلم جيدا معالمها؟
نظر لها في حيرة وقال:
ربما نحن لا نحب أن نكون في حيرة ونبتعد عنها قدر المستطاع، أتعلمين بأن الاختيار ليس حرية بل هو سجن بلا قضبان، فوحدك من يتحمل نتيجة الاختيار أو عدمه، فربما تندم انك لم تحسن الاختيار، وتندم انك تركت الاختيار واستسلمت للحياة.
ابتسمت وقالت:
هل أعفيك من الحيرة وأخبرك بأنني أدرك جيدا مشاعرك، اعلم بأنه لم يحبني رجل كما أحببتني، لازلت أرى ذلك في عينيك وابتسامتك وصوتك حين نترك لأرواحنا العنان لتنطلق معا.
ابتسم فابتسمت وقالت:
الم يخبروك أن الأنثى لا تجهل أبدا قلب رجل ينبض بحبها، حتى وإن لم يخبرها بذلك.

27‏/11‏/2017

حب خارج قانون الزمن


لم تكن تتوقع أن تراه بعد كل تلك السنوات، لقد ابتعد كل منهما في طريق وابتعدت المسافات حتى أصبح كل منهما لا يعلم شيء عن الأخر، لم تحاول البحث عنه، ولم يحاول الوصول إليها كأن كل منهما كان ينتظر ذلك الرحيل وتلك المسافات ليبتعد، كان اغرب رحيل، رحيل حبا.
نعم فقد افترقا لأن كل منهما لم يحتمل ذاك الحب الجارف الذي احتل كيانه، ربما لو التقيا في وقت أخر كانت اكتملت تلك الحكاية ولكن لا نختار متى يحتلنا الحب، كان أول لقاء لهما عفوي، غريب، انجذب كل منهما للأخر رغم وجود الكثير من المدعوين في تلك الحفلة.
كيف لأطراف الحديث أن تتجاذب ببساطة بين غريبان؟ 
كيف للحوار أن يتصل ويمتد بسلاسة؟
لا تعلم إلى ألان كيف حدث ذلك؟
كل ما تعلمه بأنه كان حديث عام بين أكثر من شخص انتهى بحديث بينهما طويل، وتوالت اللقاءات دون ترتيب، وكان كل منهما يقترب من الأخر
دون أن يشعر، وبعد كل تلك السنوات، لا تعلم كيف استطاع أن يداعب مشاعرها في زمن لم يعد للمشاعر مكان؟
ولكنه كان الرجل الوحيد الذي استطاع أن يأسرها، دائما ما كانت تراه مختلف عن كل من مر بحياتها، كان رجل تستمتع معه بالحياة ويمنحك الدهشة، لديه القدرة على فتح نوافذ الحياة من حولك لتطل على عالم مُدهش، مختلف.
كان يعاملها بحرص، كانت تشعر بخوفه عليها واهتمامه بها، ابتسمت...فرغم مرور السنوات إلا أنها مازالت عندما تذكرة تبتسم.
عن ماذا احكي لك يا عزيزي؟
هل احكي لك عن تلك اللمعة التي تضئ عيوني عندما كنت معك؟
هل أحكي عن تلك الطفلة التي تقفز من داخلي حين تمسك يدك، عن ضحكاتي وأنا معك؟
سأحكى لك عن ذاكرة الأماكن التي ضمتنا معا، ستحكى لك الجدران عن حنينها لحكايات كنت أرويها لها، ستحكى لك عن عدد المرات التي جئتها بمفردي اجلس مع طيف لن يعود، سأحكى لك عن أعوام مضت لن تعود، سأحكى لك عن مجهول أصبح يسكن عيناي، عن ضحكه ضاعت وضلت طريقها للحياة.
كل تلك المشاعر تضاربت حين التقينا من جديد، لا تعلم بماذا شعرت حين تركت كفى في يدك، مجرد ثواني كانت كافيه لأعود  لسنوات بعيدة لم اعد اعلم عددها.
أتعلم بأن كل الأشياء الصغيرة التي لم نفعلها معا كانت تشتاق لك؟
هل الخوف من موت الحب هو ما جعلني اهرب منك وارحل بعيدا عنك ام هو القدر؟
أدرك جيدا بأنني واقعه تحت تأثير لحظة الحنين، كنت اضعف من أن أخوض تجربه حب، اضعف من توقع فشلها وخسارتك، فخسرتك حتى لا أفقدك.
الفراغ بعد رحيلك أصبح قاتلا رغم كل محاولاتي لأن أملئه، ولكن دائما ما كان كل شيء بدونك فراغ يمتص الروح، كان يزحف كل مساء، ويقترب كوحش خرافي يأتي من بعيد، وكلما اقترب، كلما ارتجفت خوفا منه، أمسيات كثيرة أمضيتها أقاومه، ومع الوقت استسلمت له.
 أستسلمت لذاك الفراغ الكبير الذي تلاشيت بداخله، أصبحت جزء منه، تلاشيت فيه، حاولت كثيرا التمسك بأشياء أحبها حين أكون وحدي، حاولت كثيرا حتى لا اغرق بعيدا عن عالمي، فانا اعلم جيدا بأنه لن يكون هناك احد لينقذني من الغرق. 
كنت اختبئ خلف مقطوعة موسيقية، ارحل مع كتاب، اغرق في أحداث فيلم سينمائي، واحتمى بضحكات متناثرة من الأصدقاء في أمسيات بعيدة
وفى النهاية كنت اغرق في الكتابة.
أتعلم كتبت كثيرا في السنوات الماضية، ألاف من الأوراق، كلمات وكلمات، كانت بيتي ووطني وحنيني، فقدت اهتمامي وإيماني بالبشر.
فقدت إيماني بكلماتي فأخفيتها عن العيون، ومضت الأيام وتباعدت نوبات الحنين، تباعدت رسائلي لك، قررت أن استسلم لقراري في الابتعاد والرحيل عنك.
حملت كل رسائلي إليك وصورنا معا وكل ذكريات  كانت لنا، ووضعتها في صندوق خشبي وأخفيتها في غرفتي السرية، ونهضت حتى لا أعود لك من جديد، وكان على أن اعترف قبل أن أغلق الصندوق بأنني لم أحب سوى مرة واحدة، وكنت أنت الرجل الوحيد الذي استطاع أن يحرك قلبي ويجعلني اعترف بحبه، كان ذلك من أروع ما حدث لي في عمري، الوقوع في حبك هو قدري، وأمنياتي وأحلامي التي ما كنت اعلم عنها شيء.
وأغلقت الصندوق الخشبي لسنوات طويلة، ومضت الحياة بكل تفاصيلها
وبعد سنوات اكتشفت بأنني ما زلت احبك، وبأن حبك كان معي ورفيقي طوال تلك السنوات التي كان كل منا في طريق يمضى وحيدا.
هل يتغير الحب ويختلف حين نكبر؟
هل يتغير حين نلتقي من جديد؟
ربما نصبح أكثر يقينا بحبنا او كفرا، أكثر إيمانا بصدق حدسنا، أكثر صدقا مع أنفسنا، أكثر شجاعة لنعترف بالحب ونستسلم له.
نعم مع الوقت والسنوات والرحيل والعودة يتغير الحب، وتتغير الأشياء
تقل الكلمات، ونُكمل الجملة صمتا، ونتبادل الحديث بكلمات مقتضبة ولكنها وافيه، فلم نعد نحتاج لأكثر من عناق صغير لنعلم كل شيء، لمسه أنامل وكفى.
كان حبك الأول معجزتي الصغيرة، وحبك من جديد هو حقيقتي الوحيدة ويقيني الذي لم يعد فيه شك، علينا البدء في تقبل الحقيقة التي فرضتها علينا الأيام، علينا الاستسلام لقدر لا نعلم إلى أين سيأخذنا؟
لماذا عدت ألان؟
أكنت تعلم بأنني هناك، أم انه من جديد القدر يقرر خطواتنا؟
كان لقاءنا الأول قدر ورحيلنا اختيار، ولقاءنا الثاني كان أيضا قدر فهل سنرحل من جديد اختيار؟
أليس من الغريب أن نلتقي من جديد؟
للحكايات القديمة سحرها، المحبة التي تأتى على حين غفلة مننا، لهفة اللقاء القدري وشوق السلام الأول بعد السنين، فالمشاعر الصادقة يتكفل الزمن والوقت بتعتيقها، كقارورة عطر يفوح عبيرها بمجرد الاقتراب منها أو لمسها.
خادعه السنوات يا عزيزي حين نلتقي من جديد، نظرة واحدة كفيله أن تعيدك سنوات طويلة، تسمع ذات اللحن وتشعر بذات المشاعر.
رحيلي عنك كان رحيل عن كل ما أحبه وكل من أُحبه، امشي في مدينه العمر وحدي من سنوات.
أتشاركني الطريق هذه المرة، أم أننا لا زلنا في منتصف المسافة بين مشاعرنا وقدرنا؟
تُرانا نستطيع ألا نكون عابرين تلك المرة ونلتقي من جديد؟
أيمكننا أن نعود من بداية الحكاية لنكملها، أم أننا سنصنع بداية جديدة من حيث كان اللقاء الثاني؟
أتعلم لا أريد أجوبه عن أي سؤال، كل ما أريده أن تضمني بين ذراعيك وفقط.

24‏/07‏/2017

حين تتحدث النهايات

دائما ما بعد النهايات تبدأ تلك الحكايات التي لا نهاية لها، وها هي نهاية جديدة تقترب، ربما لم أخبرك من قبل بأنني اشعر بالارتباك حين تقترب نهاية العام، أحاول أن أملئ يومي وساعاتي بكثير من الأشياء التي تستدعى انتباهي حتى لا اسمح لتلك الأفكار المشاغبة أن تقفز لعقلي. 
لم أخطط يوما لتلك الرسائل التي حين أعاود قراءتها اشعر بمدى حماقتي، وبأنها ليست إلا كلمات بلهاء نثرتها على أوراق لا اعلم إلى متى ستظل بحوزتي قبل أن تنتقل لك أو تتسلمها.
أتعلم بأن الحديث معك يفتح شهيتي للكتابة، فمتى تلمس الكلمات أسمك تنساب بسلاسة وتداعب روحي، لم يكن هناك أبدا موعد لحديثنا، دائما ما تأتى كلماتنا على سجيتها بلا ترتيب أو موعد.
أتعلم يا صديقي في كل عيد ميلاد سابق لي كنت أتمنى أُمنيات كثيرة
انتظرها في كل يوم يمضى من العام الجديد وللأسف لم تكن تتحقق، لم أرهق نفسي هذا العام بمزيد من الأُمنيات التي لن تتحقق، ربما أكون قد قررت أن اجعل منه عاما مختلف يمتلئ بالكثير من الحكايات التي احكيها في نهايته، لا اعلم إن كنت سأجد ما احكيه في النهاية أم أنها ستتحول لكلمات مُبعثرة.
ربما كان قراري الأهم هو أن امنحني قدرا من السلام النفسي الذي أصبحت اشتاق له، بعد كثير من الأعوام التي امتلأت بمهاترات وإرهاق عصبي ونفسي أحتاج للراحة والسلام.
تمنيت أن أعود لملامحي القديمة التي كنت اشعر بالراحة حين انظر لها.
أأخبرك بسر....دائما ما كنت أرى ملامحي بشكل مختلف بعد كل حديث لنا.
كانت قائمه أُمنياتي هذا العام بسيطة لعلها تتحقق، تمنيت أن تكون أنت ضمن تلك القائمة، تمنيت أن اكتب حبك أمنيه، قد أكون جديرة بأن تمنحني إياها الأيام.
لم يعد يروق لي الحديث عنك، ربما أكون قد اكتفيت بالكلام عن غريب لا يأتي، وربما أكون تمنيتك حقيقة أمامي حين أحكي عنها أشير لك، ربما سأُخبئك أُمنيه صغيرة تحت وسادتي، لعلها تهرب من قائمه أمنيات لا تتحقق.
ستكون أُمنيتي أن اذهب معك إلى إحدى الحفلات الموسيقية التي نفضلها
وحين تنتهي نمضى الليل معا في مكان مفتوح، نستمتع بنسمات شتوية
نحكى ونحكى، لا نشعر بشيء ولا نشعر بالوقت، كل ما نشعر به أننا أخيرا معا.
اقترب منك واختبئ بين ذراعيك فأشعر بالدفء، إنها أمنيه كل عام ولازالت هي أُمنيتي الأهم، لكنها لم تتحقق بعد بالرغم من أنها الأبسط والأكثر واقعيه في قائمه الأمنيات، لا أدرى ما الذي جعلني ألان أتذكر تلك الأمنية، إلى متى ستظل ابسط الأشياء مجرد أُمنيات، ربما يكون من السهل تحقيقها، ولكن تكمن الأمنية في من سيكون معي وليس في الأمنية نفسها.
يوما ما سنحققها معا، أنا على يقين من ذلك، وعدتني ذات يوم وأنا أثق بك وأصدقك.

14‏/07‏/2017

أحاديث الغرباء


ستظل رسائل الغرباء هي الملاذ حين تُغلق في وجوهنا الأبواب، حين نعجز عن البوح لمن يمتلك شغاف القلب نلجأ لتلك الرسائل التي يكتبها غرباء لغرباء، لعلها تمتص ولو قليلا من غضبنا وترتب ما بعثرته الأيام فينا.
ربما لا نملك طاقه لنحكى فنكتب، وربما لم نعد نملك شغف البحث عن كلمات مُنمقه لتصف بها ارتباكك فتلجأ لرسالة من غريب لغريب، كرفيق القطار الذي تحكى له ويستمع ويرحل كل منكما في طريق.
أنبحث عن من لا يعرفنا ليسهل علينا البوح له؟
لا اعلم... فأنا لا أثق كثيرا بالغُرباء، وربما لا اتفق أبدا مع تلك العبارة التي تقول نحكى للغرباء مالا نحكيه للأصدقاء، ربما لا نحكى لأي صديق، ولكن هناك دائما من نستطيع معه البوح دون الوقوف أمام خطوط حمراء، التعري دون خجل، الصراخ دون خوف.
 أبدا لم أمارس البوح للغرباء، لا اعلم فلا أثق بغريب حتى وإن رحل كل منا في درب بعيد عن الأخر.
فكيف لغريب أن يفهم ما أشعر به؟
كيف له أن يدرك عقلي وقلبي؟
البوح للغرباء كالحديث مع أخر بلغه أخرى، يقولون بأنك تشعر بلغتك الأم حين تحب وتغضب، فأنت دون وعى تتحدث بلغتك، حين تفكر وتختار المترادفات والمعاني، فأنت تفقد بساطة البوح وسلاسته، ربما لم اهتم من قبل كيف لنا البوح أو سرد الحكايات، فدائما ما كنت أنت هنا أحكى لك ومعك دون تفكير.
من الطبيعي أن أقع في تلك الحيرة ألان، فأنا واقعه ما بين رغبتي في البوح وفقدانك، ربما لجأت لحل وسط هو تلك الرسائل التي أنثر عليها جزء بسيط من كلماتي.
دائما ما اشعر بأنني لست شخصا واحد بل العديد من الشخوص المتصارعة بغضب بداخلي، اجلس في ركن قصي أُتابع كل الغاضبين والمتصارعين على مجهول لا أدركه بعد، منحتني الحياة كثيرا من التجارب، حتى و إن كانت في مُجملها تجارب مؤلمه ولكنها في النهاية تجاربي، ربما منحتني تلك التجارب القدرة على استيعاب من حولي وتفهُم ما يدور بداخلهم، ولكن كثيرا ما تمنيت ألا املك ذاك الحدس، فهو مؤلم حتى و إن كان يُعفيك من عنصر المفاجأة في اغلب الأحيان، إلا انه مؤلم حين تنتظر ما تتوقع ويحدث.
حين تحمل معك كثير من الإخفاقات.....تصبح هشا، لا تحتمل مزيد من التجارب التي تحتمل الصواب أو الخطأ، تصبح الصورة من حولك ضبابيه، لا تُجيد تمييز الملامح أو الرؤية بشكل جيد، وربما تنسج عالما خاص لا يعرف طريقه احد، تختبئ بين جدرانه وحيدا ولكنك في أمان، ربما تحاول الفرار من تلك الشخصيات المتصارعة بداخلك وتتمنى لو يستطيع احدهما قتل الأخر، لا تحاول أن تُفكر من يقتل الأخر، من يرحل ومن يستمر.
هل تراك ستكون أكثر راحة مع من سيبقى، أم أن الراحل هو الحقيقة ومن سيظل هو الوهم؟
من سينتصر ومن سيُهزم؟
معركة أخرى بين نقيضان، بين كل تناقضاتي، بين حيرتي وسكوني، هدوئي وصخبي، ثورتي و وداعتي، بين أنا وتلك، فأنا لست بشخص واحد، أتدرك حجم مأساتي يا غريب.

03‏/07‏/2017

حب مؤقت


حين أُفكر بذاك الغريب الذي عبر حياتي سريعا تاركا من خلفه رائحة الياسمين وكثير من الحيرة، أجدني أتمنى لو أنني لم استعجل ذاك اليوم الرحيل، أو ربما لم اذهب في هذا اليوم إلى هناك.
إنه الشعور المُتناقض من الرغبة والندم، ليتني لم أستعجلك وتركتك تمارس هوايتك المفضلة في سرد الحكايات، وإشعال لفافات التبغ وشرب قهوتك التي تفضلها مثلى مُرة، ليتنا أكملنا السير يومها في تلك الشوارع الطويلة ولم اعترض، تمنيت أن أُرافقك لتلك الحفلة التي كنت تحمل تذاكرها، ليتني اعتذرت عن ذلك الموعد وأكملت الأُمسية معك ولم أتركك وارحل سريعا.
لماذا لم تطلب منى البقاء ومشاركتك سهرتك الأخيرة؟
أمنعك كبرياءك من طلب ذلك ....
ذاك الرجل الشرقي الساكن خلف ضُلوعك لن يرجوني البقاء، حتى و إن كان يُريدني معه لأخر العمر وليس لمجرد أُمسية أخيرة، أم أنني لم افهم رغبتك في البقاء معي حين أمسكت بيدي عندما هممت بالنهوض ومغادرة الطاولة، ربما كانت امتدت الأمسية للصباح حيث تحكى لي عن رحلاتك وتلك المدن التي كانت تسكنك وتسكنها.
لازلت لا افهم كيف لرجل مثلك يعشق الترحال يهرب من الوحدة، كنت اندهش منك، لقد أمضيت نصف سنوات عمرك وأنت تحمل حقيبتك وتنتقل من مدينه للأخرى دون رفيق درب أو صديق دائم، وحين اطلب منك البوح تخبرني عن الم الوحدة ووجع الاغتراب، ربما هي المرة الأولى التي سأخبرك فيها عن لقاءنا الأول، عن تلك ألصدفه التي جمعتنا في ذات المقهى مع نفس الرفاق دون ترتيب، عن الخلاف بيننا حين بدأ الحديث، وعصبيتك حين تماديت في مهاجمتك، ربما لا اذكر الحديث بدقه، ولكن أبدا ما استطعت نسيان ملامحك وثورتك وتلك العروق النافرة في جبينك.
الأحاديث الأولى لها تأثير السحر، تلك النقاشات التي امتدت يومها للساعات الأولى من الفجر، تلك الصور التي التقطناها جميعا وبعض الصور التي كانت لنا معا.
كيف لم اشعر وقتها بأنها الشرارة الأولى للحب؟
كنت معه دون أن أكون، فلم أكن اصدق بأنه من الممكن أن يحدث ذلك ولكنه حدث، وكان لقاءنا التالي في ذات المقهى، ومضى الوقت سريعا وانتهى اللقاء.
"صباحك سكر"
كانت الرسالة الأولى التي ترسلها لي، كانت رسالة الصباح التي تعلن بأن يومك قد بدأ وكنت لا ازال في فراشي لم انهض بعد.
وأصبحت انتظر رسائلك الصباحية المقتضبة، حتى كان اليوم الذي أرسلت رسالتك الأغرب
مجرد كلمه واحده........ "بحبك"
هل أخبرتك بأنني فتحت الرسالة أكثر من مرة لأتأكد، وفى كل مرة كنت اضحك كثيرا، كانت الأيام التالية هي الأكثر امتلاء بالأحداث، كثير من الأمسيات وكثير من الأحاديث، ومضت الشهور سريعا وأصبحت الأحاديث متباعدة، حكايتنا مقتضبة، مشاعرنا باهته، حتى رسائلنا لم يعد لها أهميه ولم تعد تحمل بين سطورها شيء خاص.
ما عدت اكتب لك كما كنت وهذا أصبح يُزعجني، ما عدت أحب ذاك المقهى الذي كان يوما مقهانا المفضل، ما عدت املك صبر انتظارك بعد كل رحله لا اعلم إلى متى تمتد.
ستصلك رسالتي الأخيرة حين تصل في مطار بعيد، لا اعلم ما الذي سيراودك حين تتسلم تلك الرسالة، أتندهش من تمردي أم انك لن تبالي
لا اعلم إن كان تمرد أم هو نوبة من العقل تنتابني، ربما أكون قد انجذبت لذاك الرجل الذي يعشق الترحال والحديث والمغامرات، فلم انتبه إلى أين أخذني قلبي.
ربما أكون دون أن ادري قررت أن أمارس معك مغامرة مختلفة، وامضي في تلك التجربة باندفاع، ليت النهايات تكون في سهولة البدايات وبساطتها
ليتنا نستطيع حين ننتهي أن نمضى وفقط، دون أن نحمل معنا ذكريات وتفاصيل وكلمات كنا نود أن نكملها، ننتهي، فنمضى، فنغلق كل الصفحات وننساها.
لا اعلم لماذا كلما اقترب قلبي من تجربة حب ارتعد خوفا وأسارع بالهروب؟
ربما لان الحب لا يجئ وحدة بل دائما يأتي مصاحبا للخيبات.
ليت الحب يستأذنا قبل أن يطرق باب القلب، ولكن الحب ليس قرار، انه يقف على قارعه الطريق ليختار ممن يقترب، لا تصدق أبدا يا عزيزي عاشقان في لحظه جنون، فدائما ما يكذب العشاق.

02‏/06‏/2017

رسائلها اليه....14

كانت تدرك ان لكل شئ قدر وانت كنت قدرها
كلما حاولت ان تبتعد عنه تزداد قرب
كثيرا ما حاولت ان تكتشف لماذا انت ولكنها دائما ما تصل لذات الاجابه
لانه انت
فهناك شئ خاص يجمع مابينهما
شئ تدركه من الوهلة الاولى حتى وان حاولت ان تتجاهله
متى احبته ومتى اكتشفت حبه
لا تدرى كل ما تدركه بانها اكتشفت قلبها على يدية
ربما لان حبها له كان مختلف
فكان صعب ادراكه
ربما لانه ادرك متأخرا انه يحبها فما استطاع ان يفعل شئ
كانت دائما ما تجمعهم دائرة القدر
ربما حاولت كثيرا ان تخرج عن تلك الدائرة وتتحرر الا انها ابدا ما استطاعات
فالخروج عنها موت
كل ما يحدث لنا قدر له موعد محدد
نسير له بطرق مختلفه الا اننا نصل له اخيرا
لا زال هناك طريق لنا
ستدرك يوما بانة كان هناك من احبتك حب العمر فافلت يديها لتسير وحيدا

17‏/05‏/2017

رسائلها اليه..13

لم استطع أن أراك مجددا ،كنت انتظر تلك اللحظة التي ألقاك ،افتقدك كثيرا ،افتقد أن أكون بين ذراعيك حيث لا شئ سوى الأمان
يكفيني أن أكون بقربك ،يكفيني الإحساس بوجودك في ذات المكان
لكنك لم تعد هنا
لم يعد هناك مكان يضمنا بين جدرانه فكل منا رحل إلى عالم بعيد لا يمتد ليصل للأخر
تحولت كل الحقائق إلى ذكريات
اهرب إليك في كلماتك فيرتجف قلبي إنها تلك الرعشة التي تهزمني وتخبرني بأنك استوطنت الروح ولا هروب من ذلك .ابتسم لك وان كنت مجرد صورة أتصفحها ،تنهار قوتي تلك القوة التي كنت استتر خلفها لأخبر نفسي بأنني قويه
مضت سنوات البعد ولا زال القلب يرتجف لاسمك وصورتك وصوتك
لم استطع الهروب
لم اقوي على نسيانك فمثلك لا يرحل عن الروح إن احتلها
هل لا زلت تعرفني
أتذكر ملامحي
لم اعد احمل تلك الملامح التي كنت تعرفها رحلت مع تلك السنوات التي مضت ما تبقى منها لا يحمل ما كنت تعرفه
اختبأت تلك الطفلة بعيدا فبعد رحيلك أصبحت وحيدة ...خائفة فاختبأت هي الأخرى وتوارت بعيدا حيث لا يجدها احد
تمنيت كثيرا اللا ترحل
وحين رحلت تمنيت أن تعود وانتظرتك كثيرا ولكنك لم تعد وظل بالقلب وجع رحيلك ووجع غيابك ووجع انتظارك
وحين بكيت لم تستطع دموعي أن تجف مثلك تبكيه العيون ولا تجف
في كل مرة احتضن كلماتك اكتشف بأنني لازلت احبك
لازلت أراك كما رايتك دائما لا مثيل لك
قادم من زمن الفرسان
ما عدت استطيع الهروب منك ولم اعد استطيع الهروب لك
أقف في المنتصف لا طريق يؤدى إليك ولا طريق يخلوا منك
ستظل حكايتنا خلف تلك الأبواب المغلقة
لن يعرفها احد
لن يراها سواي
سأخبئها عنهم فلن يفهم احد كيف أظل احبك بعد كل شئ
لن يفهم احد بأنك خارج القوانين
سأظل أخبئك في ردهات قلبي المكسور حتى لا يعثر عليك احد ويعلم بأنك أنت صاحب الحكاية وبطلها الأوحد
سترحل ونرحل ولا نعود وتظل أنت الحقيقة الوحيدة التي فتح لها القلب أبوابه وأغلقها عليها وانتهى الأمر

16‏/05‏/2017

رسائلها اليه ..... 12

تعلم جيدا بأنك كنت دائما تقاوم الموت بالرغم من انه الحقيقة الوحيدة الثابتة
ربما تستسلم له ذات يوم وحينها ستكون كلماتك هي رسائلك لمن يعبر المكان ذات يوم
لم يكن أبدا اختيارك أن تمضى وحيدا بلا ونس أو صديق
لم تستطع أن تكتشف تلك الشخوص الوهمية التي أحاطتك
أو ربما أنت من صنعتها لتملئ فراغ الروح
تلك حياتك السقوط المستمر في تلك ألهوه التي لا نهاية لها
مجرد سقوط لا متناهي
تمتص روحك وأيامك
كيف أصبحت هكذا
أحقا هناك تلك اللحظة التي يصبح ما بعدها مختلف تماما عما قبلها
لا استطيع أن أخبرك عن اى لحظه تحديدا أتحدث
فدائما ما كانت الحياة تفاجئني بالكثير من تلك اللحظات القاتلة التي أقف أمامها وحيدة
تمنيت أن يكون هناك من استطيع أن أشاركه وحدتي وحياتي ولكن الوحدة قدر ولا هروب من قدر
كيف لنا أن نتحرر من وحدتنا أو نتحرر من تلك القيود التي كبلتنا بها الحياة
لا اعلم كيف الخروج لذاك العالم الأكثر رحابه
ربما يكون على مقربه منا ونحن لا نراه وربما يكون في عالم أخر بعيد كل البعد عنا
ها نحن نعود من جديد للسكون ربما من وقت للأخر تتحرر بعض الكلمات من أسرها وتنطلق لبعيد ولكن دائما ما تعود لفراغك

08‏/03‏/2017

عندى ثقة فيك

برغم كل شيء ...برغم الصمت والرحيل .....برغم كذب الكلمات الا ان ابدا ما استطعت ان اكذب عيناك

22‏/01‏/2017

رسائل الي غريب...12

كان من الصعب ادراك بأن الحياه مستحيلة بينهم سريعا
ربما استلزم ذلك بعض الوقت ولكنه كان كافى ليكون القرار لا رجعه فيها
كانت كالحلم وكان كالموت
من الصعب ان يجتمعان فى درب
احبت الحياه واحب اللاشئ كيف يجتمعان فى درب واحد
حاولت كثيرا ان اخبرك بذلك ولكنك ما كنت تريد ان تسمع لى
ام انك لم تكن تريد ان تتورط اكثر فى تلك الحكايه
تراك كنت تخشى ادراك حقيقة الحكايه ففضلت ان تخرج خارج تلك الدائرة حتى لا تحمل عبئ جديد
هل كان يجب ان اخبرك بان كل شئ على ما يرام لتظل هاهنا
ام انك كنت تدرك كل شئ ولكنك لم تكن تريد الحديث
كيف لنا الا ندرك اوجاع ارواحنا

17‏/01‏/2017

رسائل الي غريب....11

كان العمر يهرول
وكانت الروح طفلة صغيرة تقف فى منتصف الطريق لا تعلم اى الاتجاهات تسلك
تنتظر من يقترب منها ويهديها قطعة حلوى ويخبرها بانها فى أمان ولم تضل الطريق
امازال فى الوقت متسع ...
تمضى الايام وترحل
ونرحل معها ونغمض اعيننا عن الاحلام
 لنستيقظ فى منتصف العمر دون ان ندرك اين نحن
يرحل من يرحل موتا او اغترابا
انه المنتصف الحائر

16‏/01‏/2017

البحث عن وجه بلا ملامح


تمضى الأيام وتمضى ومع مضيها اخشي أن افقد نفسي، اعلم جيدا بأنني تغيرت، أتحول ببطيء لتلك التي أخشاها، تغيرت يا صديقي وكلما حاولت الفرار من تلك الحالة أجدني اقترب أكثر منها، دائما ما أكون غريبة في كل مكان، لم احظي يوما ببيت يحمل بين جدرانه ذكريات طفولتي ومراهقتي وشبابي، لم احظي بحب أول أتذكره فأضحك لبراءته وسذاجته.
كانت دائما كل البيوت مجرد مراحل تمتد لعام أو أعوام، ولكنها مجرد مرحله وتنتهي بالرحيل بلا عودة.
حين تحمل عمرك في حقيبة وترحل بين المدن والبيوت والبلدان، تكتشف بأنه لم يكن لك يوما صديق طفولة حقيقي، لم يكن لك صديق درب، ربما لذلك كان هناك دائما صديق خيالي أحكى له، فهو الوحيد الذي كنت اعلم جيدا بأنه سيكون معي متى رحلت.
لم انتمى أبدا لأي مكان أكون فيه، دائما اشعر بالغربة والخوف والرغبة في الرحيل، وحين كان المكان مناسب، اكتشفت بأنه لم يكن الوقت مناسب
انه دائما فارق التوقيت، ربما لذلك اشعر دائما بأنني لا انتمى لمكاني.
هل تعرف بأنني حين اكتب لك اترك كل شيء من حولي، واكسر حاجز الصمت الذي احتمى بجدرانه واهرب لك؟
اكتب واكتب، لا اعبأ بالضجيج الذي يمتد بداخلي ويستوطن روحي، لا اهتم بتلك الصور المشوشة التي تتراقص أمامي، اهرب منها، اركض لبعيد لأكتشف بأنني اركض إليك.
من الغريب أنني أصبحت اهرب من الكتابة، لا اعلم ما الذي يحدث حين اقترب من الأوراق تضيع الكلمات، كثيرة هي الرسائل التي اكتبها وأمزقها وأعاود كتابتها.
يقولون بأنني أستطيع السيطرة على مشاعري، لا اعلم مدى صحة ذلك، ربما أصبحت امتلك زمام أمري كثيرا مؤخرا، ولكن ما زالت تلك المشاعر تقفز بداخلي، ليتني أستطيع أن اختبئ داخلك، لم اعد أقوى على شيء، لم اعد افهم ما يدور من حولي، انظر في بلاهة لما يدور وازداد صمتا وحيرة وخوفا، للحظات راودتني فكرة الهروب لعالم أخر ولكنها غير مجدية، فأنت ستهرب من الناس ولكنك كيف تهرب منك، ربما تراودني فكرة الموت أحيانا ولكن ليس الانتحار، فانا لا أستطيع أن أنهى حياتي بكامل إرادتي.
دائما هناك ما يدعوني للبقاء والمحاولة من جديد، الم أخبرك بأنني تغيرت كثيرا ولست راضيه عن تلك التي أصبحت أنا، ليتنا نستطيع أن نبدأ من جديد بتلك البساطة التي نشاهدها في الأفلام، ليتنا نستطيع البداية وتجنب كل ما كان، أتعبتني تلك الدائرة المُفرغة التي أدور بداخلها يا صديقي، دائرة من الحيرة والغضب والحزن والثورة.
ليتني احصل على تلك اللحظة التي استكين على كتفك، وتربت على كتفي وتحتضنني وتخبرني بأن كل شيء سيكون على ما يرام، أخبرتك كثيرا بأني مرهقه، أصبحت أقولها كثيرا في الآونة الأخيرة، نعم متعبة أنا.
هل هذا ما يقولون عنه اكتئاب؟
لا اعلم..... ربما، فقد أصبحت أميل للصمت والجلوس وحيدة كثيرا، اهرب إلى الفراغ من كل شيء، أحدق طويلا في تلك الشاشة دون أن اكتب شيء، مجرد كلمات أو صور تتزاحم أمامي ...اهرب إليها، كل محاولات الهروب من تلك الحالة فاشلة.
رنين الهاتف أصبح يؤلمني، انظر طويلا لوميض الشاشة حتى يخفت وتعود مظلمة من جديد، كثيرا ما ابدأ في محاوله للاتصال بشخص ما ولكن أتوقف، ماذا سأقول؟
لم يعد لدى قدرة على الكلام أو الحكايات أو حتى الاستماع، الرغبة في الهروب مؤلمه، تشعرك كم أنت وحيد.
اعلم بأنني أتحول من السيئ للأسوأ، لا أستطيع العودة أو حتى البقاء في تلك المرحلة دون مزيد من السوء.
أتعلم.... الشيء الوحيد الذي لم يتغير أبدا بداخلي هو حنيني إليك، يتغير كل شيء وتظل أنت الحقيقة دائما، ربما لأن حياتي ما كان فيها حقيقة إلا أنت.

15‏/01‏/2017

رسائل الي غريب.... 10



سأحكى لك عنها
عن تلك التي تنتظرك في صمت وتشتاقك في صمت
تلك التي تبوح في كل مساء للأوراق بحبها لك
سأحكى لك عن شموعها التي تشعلها في كل مساء
عن نافذتها التي تطل على براح يتسع ويتسع باتساع حلمها
سأحكى لك عنها حين تكون معك
سأرسم لها لوحات بكل جمال الكون الذي ينعكس على عينيها حين تنظرلك
سأخبرك بأنك أنت لها حياة

كل هذا سيمضي


دائما ما كنت اعلم بأن هناك حتما رسالة ستكون الأخيرة، ربما لا اعلم متى تكون؟ أو ماذا سيكون فيها؟
 لكن دائما هناك لقاء أخير، رسالة أخيرة، افتقد مكالماتك الطويلة وتلك السريعة المقتضبة التي كان يطمئن كل منا على الأخر من خلالها.
"كيفك أنت"
كما تنطقها فيروز وهكذا كنت تحب أن تقولها، ربما كانت أحاديث ساذجة كنا نسرقها من الزمن، ولكنها أبدا ما كانت مجرد أحاديث، لم تكن تحمل أحاديثنا تلك الأسئلة العادية عن يومك أو يومي، كنا نتحدث كأننا معا، كنا نتجاوز كل ما هو بديهي وعادى.
كلانا نعلم أننا بخير وأننا نمضى اليوم، كان هناك ما هو اكبر من ذلك يجمعنا ويحتوينا، كنا نبدأ الحديث بلا مقدمات ولا عتاب ولا أسئلة، نتحدث كأننا لم نصمت أبدا، دائما ما كنا نكمل حوار لم ينتهي، ونتوقف دون وعد لإكمال ما بدئنا وكنا دائما على وعد.
رسائلنا المتتالية، أحاديثنا المتفرقة، تلك الطلاسم التي ما كان احدنا يبذل مجهود ليفهمها، فكل منا يفهم الأخر جيدا، وحدك من كان يدرك وجع قلبي فيحتضنني كلما التقينا وتمنحني دفئك و ونسك.
كثيرة هي المواقف الغريبة التي تضعنا فيها الحياة، هي في الأغلب مجرد علامات في طريقنا، ربما لا نفهمها ولكن يوما ما سندركها.
قبل أن اكتب لك كنت أتساءل كم عدد الأشخاص الذين وثقت فيهم؟
ربما قليلون جدا ولكن لم امنح روحي لأحد سواك، منحتك روحي بكل تفاصيلها وندوبها دون خجل ...دون خوف، دون تفكير.
لازلنا نلتقي صدفة رغم كل ما يجمعنا وكل ما بيننا، فبعض العلاقات تأسرنا وتجذبنا إليها من التيه والضوضاء التي تحاوطنا.
ليتنا نستطيع العودة بالزمن، لعلنا نكتشف حاضرنا من بين طيات الماضي.
أتسكع في ذاكرتي ابحث عن شيئا ما يدعوني للبقاء، فنجان القهوة وتلك الشرفة التي تطل على الفراغ، تلك الطقوس اليومية البسيطة التي تمنحنا قليل من الحياة، أدرك بأنها ليست إلا محاولات للتخلص من الخوف.
دائما ما أشعر بأن روحي ليست إلا زجاج هش اخشي عليها من الكسر، فهي لا تحتمل أن يرتطم بها شيء، ستتهشم وتتناثر، ربما هي مُهشمه ....مفتتة...لا شيء فيها سليم.
كثيرا ما أصرخ بأنني قوية ...أقوى كثيرا من كل تلك الصدمات، ولكن أتعلم بأن هذا الشعور مؤلم جدا.
محاولات الصمود ترهقك، هي مُتعبة للروح حتى انك لا تطيق الاستمرار في تلك التمثيلية، ليتني أتحرر من الخوف وانطلق بعيدا عن أسواره، لقد أدركت منذ زمن بأن هذا الأرق الذي يلازمني ليس إلا وليد هذا الخوف من مجهول، يأتي المساء حاملا معه غطاء من الشوك يسدله على كل ما حولي، كل محاولات الهروب منه فاشلة، كل محاولات النوم فاشلة.
أصبحت أغوص في تلال من الرمال حتى اسقط من التعب والإرهاق
ماذا يحدث لي؟
ما الذي يجعل من عقلي الباطن ساحة لمعركة لا اعلم من أطرافها؟
معركة يعلوا صوتها ولا تهدأ أبدا، ويمضى المساء وحين استيقظ اخبر ذاتي بأن كل هذا سيمضى، وبأنني يوما ما سأنتصر في تلك المعركة وأنعم ذات مساء بأمسية هادئة ونوم هادئ.
يوما ما سينتهي كل هذا، يوما ما سينتهي الخوف ....يوما ما ستكون رسالتي الأخيرة.

14‏/01‏/2017

إلي الغريب البعيد


كيف للمساء يا صديقي أن يصبح هو الصديق والرفيق؟
كيف أصبح هو من يشاركني أحلامي وأمنياتي ودموعي وضحكاتي؟
أوراق وأوراق متناثرة في ذهني فقط، تحمل الكثير من الحكايات والكلمات
ولكنها تظل حبيسة ذهني فقط تأبى الخروج ...تأبى الظهور، تستتر بالأبواب المغلقة، فهي تدرك جيدا بأنه لن يختلف شيء إن تحررت من قيودها، لن يفهمها أحد، كثيرة هي تلك الرسائل التي ابحث فيها كل مساء عن رسالتك التي انتظرها حتى وان كنت لا اعلم متى ستأتي.
كل مساء تمضى الدقائق بطيئة، كثير من الاستيقاظ وقليل من النوم، تستيقظ من جديد وأنت تحمل على كاهلك إرهاق الأرق وحيرته، منذ متى وأنا امضي حائرة ما بين أمسيات طويلة وحيدة و نهارات فارغة؟
كثير من الرسائل كتبتها وأكتبها لك حتى تقرأها ذات يوم، أدرك بأن هناك شيئا ما تغير بداخلي، لم اعد اهتم كثيرا بالحديث، أصبح الصمت يغلبني.
ربما اعتياد الوحدة هو ما يجعلك أسير لذاتك، دائما ما أترقب شيئا ما أجهله ولكن انتظره واعلم بأنه حتما سيأتي، لا أدرى كيف أصبحت تتم الأمور من حولي، كل ما أصبحت أدركه بأنني أسير في طريق لا أرى نهايته.
تتبدل الوجوه وتتغير الملامح وأظل أنا وحيدة هنا، لم اعد أعرفني، لن أخدع نفسي طويلا، لازلت صاحبة القرارات الخاطئة في الأوقات الأكثر خطئا، لا تأخذ كلماتي على سبيل الشفقة أو التعاطف يا صديقي.
ما كنت أبدا تلك التي تفتش عن تعاطف الآخرين معها، ربما لذلك كانت رسائلي إليك بعيد عن العيون والأنظار، أواريها في ركن بعيد، مجرد كلمات بسيطة من روح شريدة لغريب عبر ذات يوم حياتي.
تمنيت أن أخبرك بأنني لست بخير بدونك، سأكتب سلاما للأرواح الوحيدة، سلاما للأرواح الغريبة، سأستجمع بقايا إرادتي وأتحرر من قيودي وأحلق عاليا، سأستيقظ ذات صباح وحيدة كما أنا ولكن مدركة ذلك، سأمسك بيدي وأشد عليها واقف منتصبة القامة وحدي، سأحسم كل المشاعر المُعلقة، واختم كل الحكايات المفتوحة، وأضمد تلك الجراح النازفة وحدي، سأكرر محاولات الحياة ورغم كل شيء سأنجح، الأيام ثقيلة والأمسيات طويلة وأنا وحيدة.
تنسكب روحي أرضا، أحدق بما تناثر منها حولي، اجلس في صمت أحاول لملمتها، أو ما تبقى منها، استجمع شجاعتي، استجمع روحي، ابحث عن يدك، أتخيلها تمتد لتعانق يدي.
اخشي الألم يا صديقي، اخشي الحزن، اخشي الفقد، لم اعد اقوي على تحمل شيء، فقدت قدرتي على الصمود والمقاومة، ربما لأني صبحت اعلم معنى أن تؤلمك روحك.
أصبحت كثيرة الانعزال، كثيرة الجلوس وحيدة، لم اعد أستطيع احتمال مزيد من الخذلان، لست وحدي سأحتضن روحي وسأنهض.
وحدي يا الله ...مُتعبه ....مُرهقه
لا تتركني وحدي يا الله..... كن معي.