14‏/01‏/2017

إلي الغريب البعيد


كيف للمساء يا صديقي أن يصبح هو الصديق والرفيق؟
كيف أصبح هو من يشاركني أحلامي وأمنياتي ودموعي وضحكاتي؟
أوراق وأوراق متناثرة في ذهني فقط، تحمل الكثير من الحكايات والكلمات
ولكنها تظل حبيسة ذهني فقط تأبى الخروج ...تأبى الظهور، تستتر بالأبواب المغلقة، فهي تدرك جيدا بأنه لن يختلف شيء إن تحررت من قيودها، لن يفهمها أحد، كثيرة هي تلك الرسائل التي ابحث فيها كل مساء عن رسالتك التي انتظرها حتى وان كنت لا اعلم متى ستأتي.
كل مساء تمضى الدقائق بطيئة، كثير من الاستيقاظ وقليل من النوم، تستيقظ من جديد وأنت تحمل على كاهلك إرهاق الأرق وحيرته، منذ متى وأنا امضي حائرة ما بين أمسيات طويلة وحيدة و نهارات فارغة؟
كثير من الرسائل كتبتها وأكتبها لك حتى تقرأها ذات يوم، أدرك بأن هناك شيئا ما تغير بداخلي، لم اعد اهتم كثيرا بالحديث، أصبح الصمت يغلبني.
ربما اعتياد الوحدة هو ما يجعلك أسير لذاتك، دائما ما أترقب شيئا ما أجهله ولكن انتظره واعلم بأنه حتما سيأتي، لا أدرى كيف أصبحت تتم الأمور من حولي، كل ما أصبحت أدركه بأنني أسير في طريق لا أرى نهايته.
تتبدل الوجوه وتتغير الملامح وأظل أنا وحيدة هنا، لم اعد أعرفني، لن أخدع نفسي طويلا، لازلت صاحبة القرارات الخاطئة في الأوقات الأكثر خطئا، لا تأخذ كلماتي على سبيل الشفقة أو التعاطف يا صديقي.
ما كنت أبدا تلك التي تفتش عن تعاطف الآخرين معها، ربما لذلك كانت رسائلي إليك بعيد عن العيون والأنظار، أواريها في ركن بعيد، مجرد كلمات بسيطة من روح شريدة لغريب عبر ذات يوم حياتي.
تمنيت أن أخبرك بأنني لست بخير بدونك، سأكتب سلاما للأرواح الوحيدة، سلاما للأرواح الغريبة، سأستجمع بقايا إرادتي وأتحرر من قيودي وأحلق عاليا، سأستيقظ ذات صباح وحيدة كما أنا ولكن مدركة ذلك، سأمسك بيدي وأشد عليها واقف منتصبة القامة وحدي، سأحسم كل المشاعر المُعلقة، واختم كل الحكايات المفتوحة، وأضمد تلك الجراح النازفة وحدي، سأكرر محاولات الحياة ورغم كل شيء سأنجح، الأيام ثقيلة والأمسيات طويلة وأنا وحيدة.
تنسكب روحي أرضا، أحدق بما تناثر منها حولي، اجلس في صمت أحاول لملمتها، أو ما تبقى منها، استجمع شجاعتي، استجمع روحي، ابحث عن يدك، أتخيلها تمتد لتعانق يدي.
اخشي الألم يا صديقي، اخشي الحزن، اخشي الفقد، لم اعد اقوي على تحمل شيء، فقدت قدرتي على الصمود والمقاومة، ربما لأني صبحت اعلم معنى أن تؤلمك روحك.
أصبحت كثيرة الانعزال، كثيرة الجلوس وحيدة، لم اعد أستطيع احتمال مزيد من الخذلان، لست وحدي سأحتضن روحي وسأنهض.
وحدي يا الله ...مُتعبه ....مُرهقه
لا تتركني وحدي يا الله..... كن معي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق