03‏/01‏/2017

الصمت والأسئلة الحائرة


هل نخشى الحب حقا؟
انه السؤال الحائر منذ سنوات طويلة، ربما لتشابه كل البدايات وتطابق النهايات، يقف الحب وحيدا، مُرتجفا في ركن بعيد، انه ذاك الخوف الذي يتسلل إلى قلبك حين تُدرك بأن هناك من يقترب منك، دون أن تشعر تهرب لبعيد.
نخاف الحب والقرب والفراق والرحيل، ربما أصبحنا نخاف كل تلك المشاعر الإنسانية، فقد اعتدنا على الوحدة والبعد، ربما تكون قوتنا هي نقطة ضعفنا.
هل نستحق الحب حقا؟
ربما لا نستحقه فقرر الحب ألا يطرق لنا باب، وربما نكون الأوفر حظا لعدم الوقوع في الحب، ربما وربما ولا إجابة، وقت طويل مضى ونحن نتوارى بعيدا عن كل الدروب التي قد تقودنا إليه، نتعامل مع أنفسنا كمن يحاول أن يفك تشابك خيوط كرة الصوف بعد أن تداخلت وتشابكت، مجرد محاولات، دائما ما تفشل.
لم نفلح يوما في فض التشابك القائم دائما ما بين العقل والقلب.
هل من الممكن أن يخدعنا شعورنا بسنوات عمرنا؟
هل للشعور بالحب علاقة بأعمارنا؟
كيف تستطيع تلك المشاعر حين تطرق أبوابنا أن تجعلنا نرتد لطفولتنا وننضج في ذات الوقت؟
لا زلنا نقع في تلك الهوة ما بين من نكون ومن تنعكس ملامحهم على سطح المرايا، دائما ما نكتب لنعود لنا أو لنعاود اكتشافانا، ربما في زحمة الأيام ننسى ملامحنا الحقيقية ونعتاد تلك الملامح التي تعلوا وجوهنا، ولكن حين نكتب ننزع الأقنعة، نشاهد وجوه بلا أقنعه أو رتوش، نعثر على تلك الروح التي لا نعلم أتفر هي منا أم نفر منها.
نبتعد عن الكتابة حين نفقد رغبتنا في مواجهة الحياة، حين نستسلم ولا نريد شيء، فتلك الكلمات هي الملاذ الأخير، نهرب إليها حين لا يعود هناك شيء يستدعى الحياة، ربما تكون الكتابة هي التي أفسدتني وجعلت منى تلك المرأة صعبه المراس التي لا ترضى إلا بما تريد، جعلتني الكتابة انظر للأشياء نظرة مختلفة، تأسرني تفاصيلها وابحث عن تلك المعاني التي تتوارى ما بين السطور، فعاودت اكتشاف الحب من جديد.
كيف لتلك اللحظة التي نشعر فيها بالحب أن تغير منا؟
أتعيد تشكيل ملامحنا، أم أنها تعاود اكتشافنا؟
لم تخبرني يا صديقي كيف لنا الفرار من الحب، أم أننا حين نقرر الفرار منه نفر إليه، تلك أنا يا صديقي اهرب حين اشعر بأن العلاقة ستتحول لقدر، افر من قدري فانا لا املك من أقداري شيء، لا أستطيع أن أُكمل حكاية لمجرد انه يجب أن تكتمل، فانا أُحاكيك لأن هناك شيء يدعوني لأبوح لك، اكتب إليك حين تدعوني الكلمات، وليس لأنه يجب أن اكتب وأخبرك عن يومي أو ما يجول بذهني.
لا اعلم متى ستأتي رسالتي الأخيرة؟
ولكن أدرك أنها ستكون حين تتحول لمجرد عابر لا اهتم بأن يشاركني تفاصيلي وتفاهاتي، ها أنا اكتب إليك عن الحب وحيرتي معه وبه، اكتب لك عن بعثرات كلماتي وحيرتي ما بين رسائلك وبينك.
أعود لك من جديد ومعي كثير من الحكايات، كثير من الكلمات التي تقف حائرة على أطراف الروح، لم يتغير شيء تظل الكلمات هي الحكاية التي لن تنتهي بيننا، ليتني أستطيع أن افهمني، عاجزة عن الخوض في غمار الحياة، عاجزة عن ترك لا مبالاتي على أعتابها والاندفاع في طريقها بقوة.
أتعلم يا صديقي دائما ما أعود لك حين أفتش عنى، حين اغضب من تلك التي تتراقص أمامي وأفتش عنى فيك، لا اشعر بالراحة إلا معك، ليتنا ندرك ذلك ونستسلم له ببساطه، فانا أحوج ما أكون إليك، فلن تكون كلماتي بأمان إلا معك.
ولكن وهناك ألف لكن، وحدك من أثق بأن خبايا روحي ستكون في مأمن من كل العيون بداخلك، ربما ليست الفكرة في الكلام فقط أو البوح ولكنها تلك الرغبة في ترتيب الروح من الداخل.
كيف أرى انعكاس ملامحي في مرايا روحك؟
ليتك تدرك بأنك وحدك من يستطيع انتشالي من خوفي وضعفي وبعثراتي
منذ أن توقفت عن الكتابة لك وأنا لم اعد على ما يرام، أفكاري مشوشة، أحلامي توارت بعيدا عنى، اجهل كيف أحكى أو استمع، لازلت أحاول النهوض والسير مجددا، ربما يوما أجد الإجابات الشافية عن كل الأسئلة التي أصبحت ترهقني كثيرا مؤخرا، ولا أجد منك الإجابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق