08‏/07‏/2011

نافذة الزمن



عندما نستطيع النظر للماضى دون ان يعصرنا الالم ودون ان نشعر بحزن سنكون قد شفينا منه ومن الم تراكم لسنوات
مازال هناك بعض الاوراق البيضاء التى تنتظر ان تمتلئ بكلمات ما نحملها ولا نستطيع البوح به انها جزء من نحن التى نجهلها نحن ايضا احيانا فهناك بعض الاوقات نشعر بحزن يسكنا ولا نعرف لماذا
نبكى ربما فى محاوله للتحرر منه ولكنها دائما ما تكون محاولات فاشله انه ذاك الشيء الذى يحتلنا ولا نستطيع التخلص منه فهو الالم هو الوجع اللا متناهى حتى نستطيع التحرر منه
ذاك الشعور الذى يتحرر منا عندما يساعدنا احدهم فى تحريره من سجنه
نلقيه بعيدا احيانا ونعتقد بانه رحل الى دروب النسيان ولكنه
لم يرحل مازال فى ركن ما من الذاكرة يجلس وحيدا فى انتظار من يفتح له الباب ويخرجه
انها مجرد كلمات تسافر بأروحنا سنوات وسنوات تجتاز اعمارنا وترحل بنا الى حيث لم نكن ندرى بانها مازالت هناك
فبعض الكلمات تمارس سطوتها علينا وتحولنا الى مجرد نقاط تنثرها حيث تشاء على حروفها ولكن تراها وحدها الاوراق هى ما تشعل ذاكرتنا وتحثها على القاء تلك الكلمات على سطورها
تراها الاوراق قادرة على اشعال ذكرياتنا وتحويلها لمجرد رماد
ان كل ماننثرة على الاوراق ما هو الا بقايا منا
بقايا من لحظاتنا الاخيرة فى حكاية ما
بقايا لقاء لم يتم
وسطور انتهت
ان الاوراق تحتضن بقايانا لتول من بينها ارواح اخرى جديده تحمل منا ما لا ندرى باننا نحمله
عندما تشعر بالرغبه فى التحرر من الكتابه تزداد التصاقا بالحروف لكأنك تخشى ان تفر منك ولا تعاود الرجوع لك
ولكنها انت حروفك
قصتك
وحدتك وصخبك
جزء منك
قدرك الذى تحمله اينما ذهبت وان حاولت منه الفرار يعود لك وتعود له وحيد انت ليس لك الا الحروف تخلق منها عالمك ودنياك وابطالك الذى تنتمى لهم فمنهم من يضمك اليه ومنه من تحاوره انها عالمك الحقيقى عندما لا تجد لك مكان فى عالم اخر
ربما ترتبك قليلا فقد كنت تتمنى حياه بلا اوراق حياه تتنفس من حولك ولكنك ما استطعت الا ان تحيا بين السطور بين تلك المساحات التى اعدت تلوينها بألوانك الخاصه انها قصتك انت حين تغادرك حروفك وترسوا على تلك الاوراق وتتحول لدنياك انت وحدك
انها كلماتك الاكثر جرحا لك فهى وحدها القادرة على تضميد جرحك وبعض الجراح تحتاج لان تطهرها وتلمس الالم فيها لتشفى منها انها ماضينا جراحنا المتوارية خلف رعشه الم وتلك الإرتجافه التى يرتجفها قلبك فهى موجعه عندما تزيل عنها ضمادتها وتتركها عاريه
مازالت تلك اللحظات تمنعك من البوح ومن الكتابه وتفر منك متواريه خلف كلمات اخرى لأبطال اخرين يسكنون اوراقك انهم ليسوا انت وان كان فيهم منك
بعض الكلمات تحاول ان تكون جسور ما بينك وبينك لتعبر عليها اليك بلا خوف لتأخذ بيدك لتعبر النفق المظلم لذاك النور البعيد
كلمات لم نتوقعها يوما ولم نراها بين سطورنا ولم نكن نتوقع يوما بانها ستنطلق على اوراقنا
نهرب منها احيانا ونفر بعيدا عنها تاركين لها كل السطور وكل الاوراق لتلهوا عليها كيف تشاء بعيدا عن مساحاتنا الخاصه ولكنها تابى الا ان تعبث فى اوراقك انت وتفتح نوافذك على اوراقها وتنهمر الكلمات من سمائك انها امطار صيفيه لا تستطيع ان تفر منها فانت كنت تستاقها
انها تلك اللحظه التى تستيقظ فيها صباحا على رائحه محببه اليك تتسلل لك من نافذتك رائحه الياسمينه العتيقه فى حديقتك ام انها ازهار البرتقال فى موسمها عنما تقرر ان تمنحك شذاها فى الصباح
انها تلك الابتسامه التى ترتسم على شفتيك بلا سبب سوى انك استيقظت على كلمات محببه اليك صباحك ياسمين تنظر لها مبتسم فهناك فى مكان ما من يشاركك صباحك وينظر لك من بين الكلمات ويمنحك صباح مختلف
انها مجرد اشياء بسيطه تمنحك الكثير والكثير بسيطه هى ولكن لا يدرك الكثير انها لدى البعض هى كل ما يملك
كل محاولات اغلاق نوافذ الماضى هى محاولات فاشله تنتهى بضحكه مريرة فلا انت استطعت اغلاقها ولا كان لديك الشجاعه للنظر منها والتحرر من خوفك
كم من الحماقات نرتكبها بدافع الهروب فننتهى باننا لا نهرب الا الى ماكنا نهرب منه كلما تحاشيناها عادت من جديد لتقفز امامنا بكل ثقه وكأنها تعلم جيدا باننا لن نمكث كثيرا حتى نفر منها
تتحرر منها عندما تستطيع ان تواجها وتقف امامها وتنظر لها عندما تستطيع ان تفتح تلك النافذه على مصرعيها وتطل منها على ماض بعيد ستكون قد تحررت منه للابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق