عندما نستطيع النظر للماضى دون ان يعصرنا الالم ودون ان نشعر بحزن سنكون قد شفينا منه ومن الم تراكم لسنوات
مازال هناك بعض الاوراق البيضاء التى تنتظر ان تمتلئ بكلمات ما نحملها ولا نستطيع البوح به انها جزء من نحن التى نجهلها نحن ايضا احيانا فهناك بعض الاوقات نشعر بحزن يسكنا ولا نعرف لماذا
نبكى ربما فى محاوله للتحرر منه ولكنها دائما ما تكون محاولات فاشله انه ذاك الشيء الذى يحتلنا ولا نستطيع التخلص منه فهو الالم هو الوجع اللا متناهى حتى نستطيع التحرر منه
ذاك الشعور الذى يتحرر منا عندما يساعدنا احدهم فى تحريره من سجنه
نلقيه بعيدا احيانا ونعتقد بانه رحل الى دروب النسيان ولكنه
لم يرحل مازال فى ركن ما من الذاكرة يجلس وحيدا فى انتظار من يفتح له الباب ويخرجه
انها مجرد كلمات تسافر بأروحنا سنوات وسنوات تجتاز اعمارنا وترحل بنا الى حيث لم نكن ندرى بانها مازالت هناك
فبعض الكلمات تمارس سطوتها علينا وتحولنا الى مجرد نقاط تنثرها حيث تشاء على حروفها ولكن تراها وحدها الاوراق هى ما تشعل ذاكرتنا وتحثها على القاء تلك الكلمات على سطورها
تراها الاوراق قادرة على اشعال ذكرياتنا وتحويلها لمجرد رماد
ان كل ماننثرة على الاوراق ما هو الا بقايا منا
بقايا من لحظاتنا الاخيرة فى حكاية ما
بقايا لقاء لم يتم
وسطور انتهت
ان الاوراق تحتضن بقايانا لتول من بينها ارواح اخرى جديده تحمل منا ما لا ندرى باننا نحمله
عندما تشعر بالرغبه فى التحرر من الكتابه تزداد التصاقا بالحروف لكأنك تخشى ان تفر منك ولا تعاود الرجوع لك
ولكنها انت حروفك
قصتك
وحدتك وصخبك
جزء منك
قدرك الذى تحمله اينما ذهبت وان حاولت منه الفرار يعود لك وتعود له وحيد انت ليس لك الا الحروف تخلق منها عالمك ودنياك وابطالك الذى تنتمى لهم فمنهم من يضمك اليه ومنه من تحاوره انها عالمك الحقيقى عندما لا تجد لك مكان فى عالم اخر
ربما ترتبك قليلا فقد كنت تتمنى حياه بلا اوراق حياه تتنفس من حولك ولكنك ما استطعت الا ان تحيا بين السطور بين تلك المساحات التى اعدت تلوينها بألوانك الخاصه انها قصتك انت حين تغادرك حروفك وترسوا على تلك الاوراق وتتحول لدنياك انت وحدك
انها كلماتك الاكثر جرحا لك فهى وحدها القادرة على تضميد جرحك وبعض الجراح تحتاج لان تطهرها وتلمس الالم فيها لتشفى منها انها ماضينا جراحنا المتوارية خلف رعشه الم وتلك الإرتجافه التى يرتجفها قلبك فهى موجعه عندما تزيل عنها ضمادتها وتتركها عاريه
مازالت تلك اللحظات تمنعك من البوح ومن الكتابه وتفر منك متواريه خلف كلمات اخرى لأبطال اخرين يسكنون اوراقك انهم ليسوا انت وان كان فيهم منك
بعض الكلمات تحاول ان تكون جسور ما بينك وبينك لتعبر عليها اليك بلا خوف لتأخذ بيدك لتعبر النفق المظلم لذاك النور البعيد
كلمات لم نتوقعها يوما ولم نراها بين سطورنا ولم نكن نتوقع يوما بانها ستنطلق على اوراقنا
نهرب منها احيانا ونفر بعيدا عنها تاركين لها كل السطور وكل الاوراق لتلهوا عليها كيف تشاء بعيدا عن مساحاتنا الخاصه ولكنها تابى الا ان تعبث فى اوراقك انت وتفتح نوافذك على اوراقها وتنهمر الكلمات من سمائك انها امطار صيفيه لا تستطيع ان تفر منها فانت كنت تستاقها
انها تلك اللحظه التى تستيقظ فيها صباحا على رائحه محببه اليك تتسلل لك من نافذتك رائحه الياسمينه العتيقه فى حديقتك ام انها ازهار البرتقال فى موسمها عنما تقرر ان تمنحك شذاها فى الصباح
انها تلك الابتسامه التى ترتسم على شفتيك بلا سبب سوى انك استيقظت على كلمات محببه اليك صباحك ياسمين تنظر لها مبتسم فهناك فى مكان ما من يشاركك صباحك وينظر لك من بين الكلمات ويمنحك صباح مختلف
انها مجرد اشياء بسيطه تمنحك الكثير والكثير بسيطه هى ولكن لا يدرك الكثير انها لدى البعض هى كل ما يملك
كل محاولات اغلاق نوافذ الماضى هى محاولات فاشله تنتهى بضحكه مريرة فلا انت استطعت اغلاقها ولا كان لديك الشجاعه للنظر منها والتحرر من خوفك
كم من الحماقات نرتكبها بدافع الهروب فننتهى باننا لا نهرب الا الى ماكنا نهرب منه كلما تحاشيناها عادت من جديد لتقفز امامنا بكل ثقه وكأنها تعلم جيدا باننا لن نمكث كثيرا حتى نفر منها
تتحرر منها عندما تستطيع ان تواجها وتقف امامها وتنظر لها عندما تستطيع ان تفتح تلك النافذه على مصرعيها وتطل منها على ماض بعيد ستكون قد تحررت منه للابد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق