16‏/08‏/2018

اللقاء الثاني

عزيزي الغريب
لازلت انتظر تلك الإشارة التي سترشدني للطريق ولكنها لم تأتي أو ربما لم تكن بالوضوح الذي كنت أرجوه، هل لازلت تعتبرني قارئة الودع حين اتبع حدثي أم انك ما عدت تتذكر بأننا يوما كنا نضحك ونندهش لتلك العلامات الصغيرة التي كان يلقيها القدر في طريقنا.
لازلت اندهش يا صديقي من تلك اللعبة التي يلعبها معنا القدر ترانا حقا قدر لبعض أم أهي مجرد هواجس وأمنيات.
يقولون بأن هناك دائما لقاء ثاني يأتي في وقت معين دون ترتيب أو انتظار
ربما يكون هو الأخير أو هو البداية التي لم تنتهي ولكن كانت تنتظر متى تبدأ
سأشاركك مخاوفي وهواجسي التي تتصارع لتقتل يقيني بك ولكن أحاول دائما أن أتجنبها
ربما تلك الفترة هي الأصعب فأنا في مفترق طرق وحدي، دائما ما كنت معي ترشدني وتربت على كتفي وتمنحني القليل من الضوء لأختار وأذهب حيث يجب أن أكون، ولكنك لست هنا وحتى إن أتيت لا اعلم كيف ستأتي وكيف سيكون اللقاء الثاني
هل سنمضى غرباء أم سنكمل معا طريقنا
كثيرة هي الأسئلة التي انتظر إجابتها منك أيها الغريب
تلك الأسئلة التي تعلم جيدا انك وحدك من يمتلك الإجابات ولا زلت متمسكة بوعدك لي أن تجيب عليها يوما ما
متى سيأتي اليوم يا صديقي الذي تمنحني الإجابات وتشاركني من جديد الأسرار
حائرة كلماتي يا غريب، وحيدة هي حيث لا أحد فهمها أو يدرك معانيها
كل كلماتي تنتظرك وتشتاق لك فهي بلا معنى أن لم تقرأها، عيناك تمنح الكلمات شرعيتها
حين يخبروني عنك أحاول أن أفتش عن روحك بين الكلمات فلا أجدها، اكتشف بأنها بعيد عن كلماتهم وبعيده عن حكايتهم عنك، لا اعلم كيف أتلمس روحك في حروف مبهمة وكيف اكتشفها وكيف أستطيع إدراك كيف أنت من صورة يراها البعض بلا معنى واراها بألف معنى ومعنى
هل أخبرك بسر كنت سأدعوك ونس ولكن للحظة قررت إن تكون الغريب ربما لان كلانا دائما غريب وان كان في وطنه، لن أخفيك سرا كانت كل رسائلي بلا أمل في الوصول لا أدرى لماذا ولكنها دائما هي رسائل لن تصل ولكن مع الوقت دائما ما كان هناك شيء يخبرني بأنها ستصل يوما ما وانك ستدرك بأنك الغريب وانك صاحب الكلمات والرسائل ربما لذلك تراجعت أن تكون الرسالة لونس وان كنت أنت الونس والأهل والوطن
أتدرى شيئا اشتاق فيك وطني واشتاق لك ونس واحن إلى كلماتك وصوتك وافتقد حضنك
أتعلم يا عزيزي سأخبرك عن أشياء كثيرة حدثت في غيابك وكنت أتمناك هنا إلى جواري.
سأخبرك عن عالم اظهر لي وجهه الخشبي بكل قسوة، سأخبرك عن تلك البرودة التي كانت تناسب وتلامس روحي العارية وتتركها حزينة تفتش عن الدفء في كلماتك
سأخبرك بأني اشتقت لك وافتقدك وانتظرك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق