22‏/07‏/2018

سلاما حيث تكون

للحكايات سحرها الخاص فنحن لا نشعر بتلك الأشياء التي نواريها خلف الأبواب، فدائما لتلك الحكايات التي نرويها متعه خاصة لكأننا نعاود سرد الأحداث لنا، فنحن نشعر بحنين حين نحكى عن ذكريات مضت، تلك اللمعة التي تومض في العيون حين تحكى عن من تحب.
في لحظة ما من الطريق تصبح الحكايات هي كل ما تبقى من تلك الأيام الماضية.
يرحل الأشخاص ولا ترحل عنا ذكرياتهم، إنها تظل كالجسر الذي يربط ما بيننا وبين ما تبقى منهم، إنها تلك المتعة التي تنتابك حين تحكى لهم أو فيما بعد عنهم.
مسكين ذاك القلب الذي يتعثر في تلك الحكايات المستحيلة كل مرة
ويقف حائرا ما بين واقع البدايات، ووهم النهايات، تلك المعادلة المستحيلة التي لا نستطيع أبدا الوصول لحل لها.
سلام لتلك الحكاية وتلك الروح وتلك العيون، حان الوقت ليرحل الحلم وترحل الكلمات وتنتهي معها الحكاية.
المسافة التي كانت والمسافة التي أصبحت، تلك الحدود والسدود والجدران وضعت كلمة نهاية، لازال ما بيننا في تلك الأرض البعيدة يسكن سر البوح المحمل على عنق تلك العنقاء التي تولد من رمادها.
نعزف لحن ونشدوا بتلك الأغنية فنحن شاهدين على قسوة الفراق، حاولت كثيرا تثبيت قدمي على تلك الأرض ولكن لم املك القوة الكافية لأتجنب الانزلاق والسقوط، كانت ترسوا اناملي بباطن كفك تلتمس الدفء وتغفوا في أمان.
لم اعد ضعيفة أمام لحظات عابرة، لم اعد تلك التي تمضى دون أن تعلم إلى أين، كنت أحاول كثيرا أن تكتمل الحكاية ولكن ما كان مكتوب لها إلا نهاية مؤلمة.
بقايا من أشياء كثيرة كانت هي الحياة، بقايا حلم....بقايا وعد.... بقايا حب.
كل شيء بعد تلك الحكاية أصبح عابر، تعبر الأحلام ولا تتحقق، تعبر الأجساد ولا تظل، أقدار كادت أن تقترب ولكنها ما كانت لنا.
أول لحظة....أول كلمة....أول ابتسامة...أول حضن.
سلاما لحكايتك التي انتهت، سلاما حيث تكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق