25‏/04‏/2018

بلا عودة

لا ندرى متى نعود لأنفسنا أو كيف؟
كيف لنا أن نستقبل ما فقدنا؟
ليتنا نستطيع أن نحدد ماذا نريد ومتى يأتينا؟
ليتنا نستطيع أن نمنع ما لا نريده أن يحدث لنا
ترانا سنكون أفضل لو امتلكنا حق تحديد مصائرنا؟
لا أدرى.
كثيرة هي تلك العثرات التي نتعثر بها، تقطع علينا الطريق وربما لا نستطيع أن نكمله، ولعلنا ضللنا الطريق أو أخطئنا من البداية.
أنمتلك المقدرة على البحث من جديد أم أننا لم نعد نقوى على ذلك؟
أرهقني الانتظار، فقد مللت من كل صباح يأتي وحيدا وينصرف وحيدا.
حين ملّت مني الحروف أيقنت بأنني متعبه ولم أعد أستطيع المقاومة من جديد، كل الأفكار مُرتبكة بداخلي، وكل الحلول مُربكة.
الاختيار بالرغم من سهولته إلا أنه صعب فهو لم يعد مجرد خطوة تخطوها وتنتهي الحكاية، انه بداية أو نهاية، لا تستطيع أن تحدد ماذا يحدث لك أو ماذا سيحدث بعد ذلك؟
تتمنى تلك الإشارة التي ترشدك للطريق الصحيح، تلتزم الصمت، لا شيء سوى الصمت، فكم من تنهيدات أخفيناها حتى لا يدرك أحد كم نعانى، كم من الكلمات بدلنا حروفها لتخرج بمعنى آخر خشية أن نستسلم لثقلها فنبوح بها.
أصبحت المفردات عاجزة عن أن تجمع ما نريد أن نقوله، ملت منا الكلمات، ومللنا نحن من حملها، ولكن ما استطعنا إلا أن نحملها ونرحل.
انه الوجع، ذاك الضيف الذي صار جزء منا.
هل أصبح هو جزء منا أم أننا أصبحنا نسكن إليه؟
هل وصلنا لهذا الحد من عدم الرغبة في النهوض مرة أخرى، أم نحن من نعاند أنفسنا حتى لا نعاود السير من جديد؟
ربما نحاول تجاوز الفرص الضائعة أو التي فشلنا في الاحتفاظ بها، فلم نعطي أنفسنا فرصة لنتمسك بأحلامنا، فأنت لم تمنحني الفرصة كي أتذكر ما كان بيننا، بالرغم من انك منحتني كل ما يلزم لنسيانك وكل ما احتاج إليه لأعود لذاكرة بيضاء تخلوا منك، إلا أنني لم استطع أن أتركك في مكان بعيد عن حيز تفكيري وذكرياتي وأمنياتي، حاولت كثيرا ألا اذكر لماذا بكيت؟
 ولماذا تبدلت ملامحي وما عدت أرى إلا حزن يسكن عيوني؟
 أدهشني أمري كثيرا، ما عدت أدرك ما الذي يحدث لي معك؟
أين قوتي وعنادي وتمردي على كل شيء؟
 فأنا التي اعرفها كانت ستمضي بعيدا عنك، وعن كل ما يذكرها بوجودك، ستتناول جرعات من النسيان وستمضي مبتسمة، ستحرص ألا تفكر بك، ستمزق صورك وتمحو رسائلك بهدوء، وببساطة ستقرر أنها لن تذكرك وستنجح، ستمضي في دروب مختلفة بعيدة عن كل ما يذكرها بأنك كنت هنا يوما.
ولكن لازالت تلك الغرف المظلمة تجذبني إليها، تدعوني لأن امكث فيها وأفتش وحدي عن نفسي، أفتش عن تلك القطعة المفقودة من روحي التي سلبتني إياها، لازال الحنين ينبت في كل مكان من حولي، أتلمس طريقي، أجاهد للوصول إلى تلك المنطقة الآمنة، حتى لا اغرق من جديد في حزن لا نهاية له، ربما تمنيت أن ترافقني إلى حيث لا نعرف لنا عنوان، إلا انه لم يعد هناك اختيار، فسأمضي وحدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق